المقاومة الفلسطينية تزداد تماسكاً وتؤكد عبر نيران صواريخها: لا أمان للصهاينة أينما كانوا
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
الثورة / متابعة / حمدي دوبلة
الإجرام الصهيوني المتصاعد بحق ملايين المدنيين الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة والإيغال في إزهاق أرواح أكبر عدد ممكن من الأبرياء لن يحقق نصراً لحكومة كيان الاحتلال ولن يوفر أمناً واستقراراً وحياة هانئة لقطعان مستوطنيه.
كل الوقائع في الميدان منذ عملية طوفان الأقصى وما قبلها وما تلاها من عدوان صهيوني همجي على غزة وقتله آلاف المدنيين الفلسطينيين يؤكد هذه الحقيقة التي تزداد تجذراً يوماً بعد يوم منذ الـ19 يوماً الماضية من العدوان البربري الوحشي وغير المحكوم باي ضوابط أو معايير أخلاقية وإنسانية، بل متسلحاً بدعم مفتوح وغير مسبوق من قبل دول الغرب الاستعماري بقيادة الراعي الأكبر للإرهاب الدولي الولايات المتحدة الأمريكية وما توفره من دعم مادي بالمال والسلاح ومن إمكانيات تكنولوجية وعسكرية ولوجستية وغطاء سياسي ودبلوماسي وبكل أشكال الدعم والإسناد لمجازره المروعة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل والتي بلغت حتى يوم امس الأربعاء – بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، 688 مجزرة بحق العائلات، راح ضحيتها 6546 شهيدا و17439 مصابا، ولازال ضعف ذلك العدد تحت الأنقاض وأكثر من نصف عدد هؤلاء الضحايا هم من الأطفال والنساء .
وعلى الرغم من كل تلك المجازر الوحشية والانتهاكات الخطيرة وغير المحكومة بضوابط ومعايير القانون الدولي الإنساني وأخلاقيات الحرب المتعارف عليها دوليا واعتماد الكيان سياسة الأرض المحروقة في القطاع وإبادة أحياء سكنية بكاملها واستهداف المستشفيات والمدارس ومرافق البنى التحتية وحتى الأفران والمخابز لا يزال العدو عاجز عن تحقيق أي من أهدافه بل أن المقاومة الفلسطينية كما يقول خبراء عسكريون مازالت هي من تملك زمام المبادرة في المعركة غير المتكافئة.
وها هي المقاومة الباسلة بعد ثلاثة أسابيع من العدوان البربري الشامل تطال بنيران صواريخها أقاصىي أراضي الكيان في رسالة واضحة مفادها “لا أمان للصهاينة أينما كانوا”
وأعلنت كتائب “القسام”، أمس الأربعاء، قصف مدينة حيفا شمال الكيان الصهيوني بصاروخ “R160” ردا على “المجازر” بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، فيما دوت صفارات الإنذار بمنطقة الكرمل قرب حيفا في اقصى شمال الأراضي المحتلة.
وقالت كتائب “القسام” الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، في بيان: “قصفنا مدينة حيفا بصاروخ من طراز R160 رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة”.
وR160” هو صاروخ مطور صنعته كتائب “القسام” وأطلقت عليه الاسم تيمناً بالقيادي الراحل في “حماس” عبد العزيز الرنتيسي، وأعلنت عنه عام 2016.
وأعلن جيش العدو الإسرائيلي، الأربعاء، إن فلسطينيين أطلقوا صاروخاً من قطاع غزة باتجاه منطقة إيلات في جنوبي البلاد، المطلة على خليج العقبة في البحر الأحمر.
وأشار إلى أنه تم تفعيل صفارات الإنذار في المنطقة المفتوحة، دون مزيد من التفاصيل.
وأضافت: “في أعقاب الإطلاق إلى منطقة إيلات، تم إطلاق إنذار في قاعدة عوفدا، التابعة لسلاح الجو”.
وكانت صفارات الإنذار دوّت أكثر من مرة في غلاف قطاع غزة منذ صباح الأربعاء.
بدورها، استهدفت كتائب المقاومة الوطنية (قوات الشهيد عمر القاسم) جنوبي مدينة عسقلان المحتلة برشقة صاروخية، ونشرت صورة بعنوان “غزة مقبرة جيشكم”.
كما أطلقت المقاومة رشقات صاروخية باتجاه “كيسوفيم” وعسقلان المحتلة.
في غضون ذلك، قال الإعلام العبري إنّ صفارات الإنذار تدوّي في مستوطنات “غلاف غزة”، كما تدوي جنوبي حيفا.
كذلك، أشارت وسائل إعلام صهيونية إلى أنّ “كريات شمونة” التي تضم أكثر من 20 ألف مستوطن “تبدو فارغة تماماً اليوم”.
وأضاف الإعلام العبري: أنّ “حماس تعرف أن في إيلات هناك عشرات الآلاف من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من غلاف غزة”.
وأعلنت كتائب “القسام”، أمس الأربعاء، قصف إيلات بصاروخ “عياش 250” رداً على المجازر بحق المدنيين الأبرياء.
كما سلّط الإعلام الإسرائيلي، الضوء على غضب المستوطنين وامتعاضهم بعدما تكبّدوا خسائر وصفوها بالفادحة بعد عملية “طوفان الأقصى” التي شنّتها فصائل المقاومة الفلسطينية في المستوطنات المحيطة بـ”غلاف غزة”.
وقال رؤساء السلطات المحلية في المستوطنات الإسرائيلية: إنّهم يستشيطون غضباً لأنّ حكومة الاحتلال تتخلى عنهم للمرة الثانية (المرة الأولى عند بداية عملية طوفان الأقصى).
وسبق أن تحدّث الإعلام الإسرائيلي عن وجود نقمة من رؤساء مجالس المستوطنات الإسرائيلية على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً وجود فوضى في عمليات نقل المستوطنين من المستوطنات شمالي فلسطين المحتلة، وسط “الكثير من الصعوبات اللوجستية”.
بالتوازي، أعلن الناطق باسم “الجيش” الإسرائيلي: “حتى الآن، أبلغنا 222 عائلة أنّ أبناءهم أسرى”.
وكان أهالي الأسرى الإسرائيليين قد حذّروا رئيس كيان الاحتلال إسحاق هرتسوغ من أنّه إذا لم يعد أبناؤهم “فسيزلزلون إسرائيل، إذا تطلّب الأمر، ولن يقبلوا تركهم في غزة”.
وأمس، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لا يعطي الأولوية لملف الأسرى الإسرائيليين لدى حركة “حماس”.
يُشار إلى أنّ الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة أعلن قبل يومين إطلاق سراح أسيرتين إسرائيليتين عبر وساطة مصرية قطرية.
وأكد أبو عبيدة أنّ ذلك يأتي “على الرغم من أنّ العدو الإسرائيلي رفض منذ يوم الجمعة الماضي قبول استلام الأسيرتين اللتين قرّرت كتائب القسام الإفراج عنهما لدواعٍ إنسانية ومرضيّة قاهرة”.
يُذكر أنّ أبو عبيدة أعلن قبل ذلك إطلاق سراح أسيرتين أميركيتين “لدواعٍ إنسانية”، استجابةً لجهود قطرية، وأكد حينها أنّ “إطلاق سراحهما جاء لتثبت القسّام للشعب الأميركي وللعالم أنّ ادّعاءات الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته الفاشية هي ادّعاءات كاذبة”.
وفي موازاة هذا الفشل الصهيوني المتفاقم على أكثر من صعيد تزداد المقاومة الفلسطينية تماسكا وثباتاً وأحكاماً لسيطرتها وامتلاكها لزمام المبادرة ما يجعل الكيان وقادته أمام هزيمة محسومة منذ الساعات الأولى لطوفان الأقصى والتي تؤكد اليوم أن غطرسة وإجرام قادة الكيان لن يوفر استقرارا للكيان الغارق في أزماته المتلاحقة وفي جرائمه الوحشية بحق الفلسطينيين الأبرياء ولا الأمان لقطعان مستوطنيه.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة صفارات الإنذار قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
متى شهدت جوائز الأوسكار دعم القضية الفلسطينية وانتقاد الاحتلال الإسرائيلي؟
تنطلق خلال ساعات جوائز أكاديمية الفنون وعلوم الصور المتحركة المعروفة اختصارا باسم جوائز "الأوسكار - Oscars"، لتتويج أهم الأفلام المنتجة في عام 2024، وهي تعتبر أهم جائزة تمنح في مجال صناعة الأفلام حول العالم.
وطوال سنوات سيطر اللوبي المؤيد لـ"إسرائيل" في الولايات المتحدة على إنتاجات هوليوود، مع تهميش أو إزاحة أي إنتاج يعتبر "معادٍ للسامية" أو "مناهض لليهود" أو حتى الاحتلال الإسرائيلي.
وتظهر السيطرة الإسرائيلية اليهودية على هوليوود في فاصل ساخر خلال جوائز "الأوسكار" في عام 2013، عندما قدّم الممثل مارك واينبرغ مع الدمية الشهيرة "تيد" بعض الممثلين المتواجدين في الحفل، لتقول الدمية إن "المثير للاهتمام أن هؤلاء كلهم يهود، وأنت يا مارك هل أنت يهودي".
ليرد الممثل واينبرغ: "لا أنا كاثوليكي"، فيرد عليه: "إجابة خاطئة جرّب مرة أخرى، هل لا تريد العمل في هذه البلدة؟، أنا يهودي، وأود التبرع بالمال لإسرائيل والعمل هنا إلى الأبد، شكرا".
خطاب غير مسبوق
شهد حفل الأكاديمية عام 1978، موقفا تضامنيا بارزا مع القضية الفلسطينية، وإدانة شديدة اللهجة لجرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وفي ذلك الوقت، أعلن الفنان الصاعد حينها، جون ترافولتا، فوز الممثلة المسرحية والسينمائية المرموقة والناشطة السياسية، فانيسا رديغريف، بجائزة أفضل ممثلة في دور مساعد عن فيلمها "جوليا - Julia" عام 1978.
وفي ذلك الوقت، صعدت فينيسا خشبة المسرح لتتلقى جائزتها، وهي التي كان فوزها مستبعدا، وذلك ليس لضعف موهبتها؛ بل بسبب القوة التي حملتها آراؤها السياسية المؤيدة لفلسطين.
وهذا الأمر الذي لم يعجب المنظمات واللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، مع العمل بشكل مكثف لحرمانها من الجائزة عندما جرى إعلان ترشجحها لنيلها.
وتعود قصة ذلك إلى وثائقي "الفلسطيني - The Palestinian" الذي أنتجته فينيسا قبلها بعام واحد، والذي يحمل وجهة نظر تدين الممارسات الإجرامية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وقادت منظمة "الدفاع اليهودية" حملة عنيفة ضد فوز رديغريف بالأوسكار في ذاك العام، وقد وصل الأمر إلى حرقهم لدمى على هيئتها ومحاولة تفجير إحدى السينمات، حيث كان يعرض فيلمها الذي يدين النازية.
ورغم ذلك، فازت رديغريف بالجائزة، وعندما وقفت فوق خشبة المسرح لتلقي خطابها اختارت المواجهة، ملقية خطابها الذي فتح عليها أبواب حملة تحريض وكراهية لا نهاية لها.
وفي خطابها بعد الفوز بالجائزة قالت رديغريف: "أنا أحييكم وأعتقد أنه يجب أن تكونوا فخورين للغاية بأنكم وقفتم بحزم في الأسابيع القليلة الماضية".
وأضافت "رفضت الخوف من تهديدات مجموعة صغيرة من السفاحين الصهاينة الذين يعتبر سلوكهم إهانة لمكانة اليهود في جميع أنحاء العالم ولسجلهم العظيم والبطولي في النضال ضد الفاشية والقمع".
وأكدت "أنا أحيي هذا السجل وأحييكم جميعًا على وقوفكم بحزم وتوجيه ضربة قاضية ضد تلك الفترة عندما أطلق نيكسون ومكارثي حملة مطاردة ساحرات في جميع أنحاء العالم ضد أولئك الذين حاولوا التعبير في حياتهم وعملهم عن الحقيقة التي آمنوا بها".
ويذكر أن "مطاردة الساحرات" هو مصطلح يشير إلى محاولة للعثور على مجموعة معينة من الأشخاص ومعاقبتهم مع إلقاء اللوم عليهم بسبب شيء ما، وغالبا ما يكون ذلك ببساطة بسبب آرائهم وليس لأنهم ارتكبوا بالفعل أي خطأ.
وختمت رديغريف خطابها بالقول: "أحييكم وأشكركم وأتعهد لكم بأنني سأواصل الكفاح ضد معاداة السامية والفاشية، شكرًا لكم".
وبعد سنوات طويلة من هذا الخطاب، حافظت فانيسا رديغريف على دعمها للقضية الفلسطينية، وحيّت في 2009 أهل فلسطين لصمودهم في وجه العدوان الإسرائيلي، كما أكدت أنها لن تتراجع عن تصريحاتها ومواقفها، كاشفة أنه كلفها العديد من الأدوار والتعاقدات في هوليوود.
وقالت في ذلك الوقت في "لم أكن أدرك أن التعهد بمكافحة معاداة السامية والفاشية كان مثيرًا للجدل، كان عليّ أن أقوم بدوري، وكان على الجميع القيام بواجبهم لمحاولة تغيير الأشياء للأفضل والدفاع عن الصواب وعدم الشعور بالفزع".
وبعد هذه الموقف جرى قمع واستعاد أي حراك واضع يعدم القضية الفلسطينية حتى حفل العام الماضي الذي جاء خلال حرب الإبادة ضد قطاع غزة، بعدما ارتدى عدد من النجوم، بينهم بيلي إيليش ومارك روفالو ورامي يوسف وسوان أرلو، دبابيس حمراء ترمز لدعم وقف إطلاق النار.
وأفاد بيان صادر عن مجموعة "Artists4Ceasefire"، التي تقف وراء الحملة، بأن "الدبوس يرمز إلى الدعم الجماعي لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن وتوصيل المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين في غزة"، وفق ما نقل موقع "أكسيوس".
At the 1978 Oscars, the audience booed after a speech by British actress Vanessa Redgrave, winner of the Best Supporting Actress award, in which she criticized Zionism.
After 46 years, British director Jonathan Glazer stood at the same ceremony and condemned the occupying state… pic.twitter.com/WWa2ZB5s3S — Suppressed News. (@SuppressedNws) March 11, 2024
من جهته قال الممثل الكوميدي من أصل مصري رامي يوسف حينها: "ندعو أيضاً إلى السلام والعدالة الدائمة لشعب فلسطين".
وجاء ذلك فيما خرج مئات المتظاهرين حينها إلى شوارع لوس أنجلوس قرب مسرح دولبي لتوجيه أيضا دعوة لوقف إطلاق النار في غزة.
Billie Eilish, Ramy Youssef, Ava DuVernay and other celebrities wore red pins at the Oscars in support for a cease-fire in Gaza. The design featured a single hand holding a heart and was organized by the group Artists4Ceasefire. pic.twitter.com/sj6HBzsoYi — The Associated Press (@AP) March 11, 2024
يشار إلى أن Artists4Ceasefire، التي تضم أعضاء من صناعة الترفيه، كانت حثت الرئيس الأميركي حينها، جو بايدن، على الدعوة إلى وقف إطلاق النار بغزة، وذلك في رسالة مفتوحة وقعها عدد من النجوم، بما في ذلك المرشحان لجائزة الأوسكار لعام 2024 برادلي كوبر وأميركا فيريرا.