الجزيرة:
2025-01-31@04:15:24 GMT

وائل الدحدوح.. قصة تقرير لم يكتمل بعد

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

وائل الدحدوح.. قصة تقرير لم يكتمل بعد

كعادتهم لم يتوان مراسلو الجزيرة في غزة وسائر الأراضي الفلسطينية عن بذل كل الجهد والوقت، وحتى المخاطرة بالأمن الشخصي، من أجل تقديم أفضل تغطية للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ ما يقرب من 3 أسابيع.

لكن وائل الدحدوح مراسل الجزيرة في غزة كان النجم الأبرز الذي يمكنك مشاهدته على الشاشة صباحا وظهرا ومساء وليلا وهو ينقل ما يجري للمشاهد، في وقت تراخت فيه وسائل إعلام كبيرة عن نقل الحقيقة ناهيك عن تحريفها وتشويهها في بعض الأحيان.

ولأننا كصحفيين في موقع الجزيرة نت لا نتوقف عن متابعة شاشة الجزيرة، فقد كان لافتا وآسرا أن نرى الجهد الكبير الذي يبذله ابن غزة الدحدوح في عرض المأساة التي تحل بالقطاع بسبب القصف الوحشي الذي تشنه قوات الاحتلال ليل نهار.

قبل أيام اقترح أحد الزملاء في غرفة أخبار الجزيرة نت أن نطلب من أحد مراسلينا في غزة أن يعد تقريرا عن الزميل الدحدوح كنجم أبرز للتغطية يصل الليل بالنهار، ويتحرك من مستشفى قصفه الاحتلال إلى أنقاض منازل دمرها القصف المتواصل.

بدوري اقترحت أن يسعى الزميل الذي سيعد التقرير إلى التواصل مع الدحدوح وأن يكون من بين الأسئلة التي يطرحها عليه حال عائلته وهل يتمكن من قضاء بعض الوقت معهم في ظل هذه الظروف، وما مشاعره كأب ورب أسرة قبل أن يكون مراسلا صحفيا وهو يغطي أحداثا مؤلمة حيث أغلب ضحايا القصف من النساء والأطفال.

ولاقى الاقتراح قبولا، فالمراسل الصحفي إنسان قبل أن يكون صحفيا، والقراء عموما تجذبهم القصص الإنسانية، ولا بد أن لدى الكثير منهم شغف معرفة كيف تسير حياة هؤلاء وأسرهم وهم تحت النار وفي قلب الحدث.


خبر صادم

وبينما كان فريق الجزيرة نت في غزة يحاول تحين فرصة أو وقت لمحاولة التواصل مع الزميل الدحدوح والوقوف على حاله مع عائلته، جاء الخبر الصادم، فالاحتلال استهدف عائلته مثلما استهدف آلاف العائلات في القطاع المحاصر.

وكان الزميل الدحدوح على الهواء عندما جاءه الخبر الصادم مساء الأربعاء، فعائلته -التي نزحت كغيرها إلى منطقة ظنتها آمنة وفقا لوعود جيش الاحتلال- كانت هدفا للقصف، لتنضم إلى قائمة تضم حتى ذلك المساء 6546 شهيدا معظمهم من النساء والأطفال حسب بيانات وزارة الصحة في قطاع غزة.

وفقد الدحدوح زوجته آمنة (أم حمزة) وابنه محمود البالغ من العمر 16 عاما، وابنته شام ذات الأعوام الستة، وكذلك حفيده آدم وهو رضيع قدم إلى الدنيا قبل 45 يوما فقط.

وفقد الرجل أسرته رغم أنهم نزحوا إلى مخيم النصيرات، إحدى المناطق التي دعا الجيش الإسرائيلي سكان غزة للتوجه إليها، لكن قصف جنود الاحتلال لحق بهم إلى هناك، ليؤكد مجددا أنه لا يوجد مكان آمن بالقطاع الذي يرزح تحت الحصار والقصف منذ 20 يوما.

ولذلك لم يكن غريبا أن يختلط الحزن بالسخرية في حديث مراسل الجزيرة المكلوم وهو يربط بين استهداف الأطفال والنساء في منطقة آمنة، وبين وصف جيش الاحتلال لنفسه بأنه جيش أخلاقي.


الدحدوح كشأن كل الفلسطينيين عانى الكثير بسبب الاحتلال الإسرائيلي، فقد قضى في سجونه سبعة أعوام من عمره بعدما تم اعتقاله عام 1988 بسبب مشاركته في الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

وبعد خروجه من السجن استكمل دراسته الجامعية في الجامعة الإسلامية بغزة وحصل على درجة البكالريوس في الصحافة والإعلام عام 1998، وعندما حاول السفر خارج فلسطين من أجل استكمال دراسته كان الاحتلال له بالمرصاد، لكن منعه من السفر لم يحل دون حصوله على الماجستير ولكن من جامعة أبو ديس في الضفة الغربية.

بدأ حياته المهنية مراسلا لعدة وسائل إعلام فلسطينية قبل أن يلتحق بمكتب الجزيرة في فلسطين كمراسل ابتداء من عام 2004، ثم أصبح مديرا لمكتب الجزيرة في غزة.

على مدار السنين شارك الدحدوح مع زملائه في تغطية كل الحروب التي شهدها القطاع المحاصر، وخلال هذه الحروب فقد نحو عشرين من أقاربه بينهم إخوته وأبناء عمومته.

في حوار صحفي سابق للدحدوح، قال إن "دور الأب مفقود في مهنة الصحافة.. فعندما يحتاجك أولادك يفتقدون وجودك، وهذا شيء مؤلم جدا".

لكن الدحدوح كان على موعد مع ألم آخر أشد وطأة، فبعد افتقاد أسرته له بسبب ضرورات العمل في ساحة صعبة، ها هو ذا يفقدهم: الزوجة والابن والابنة، وحتى الحفيد الرضيع، فأي ذنب جناه هؤلاء وغيرهم كي تنتهي أعمارهم تحت أنقاض مبان سكنية تقصفها الطائرات دون رحمة؟

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجزیرة فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

محالج مشروع الجزيرة ورجالات العصر الذهبي (٢)

بقلم صلاح الباشا

ويتواصل حديثنا عن الجهود الضخمة التي بذلها عمنا الراحل السيد عبدالمجيد عبد الرحيم في تأهيل وتطوير محالج مشروع الجزيرة حيث كان حلج قطن الجزيرة والمناقل ( طويل التيلة) وتصديره الي الخارج حسب طلبات الشراء والحجوزات القادمة من شركات ومصانع النسيج والغزول العالمية تشكل ٨٠ بالمائة من صادرات السودان التي تأتي يالعملات الصعبة التي تغطي احتاجات التنمية والخدمات الصحية والتعليمية والامنية في هذا القطر المترامي الاطراف. مما شجع إدارة المشروع الي إنشاء محلجين جديدين بأحدث الطرق والتصنيع من المحالج الانجليزية التقليدية القديمة.
فاشرف السيد عبدالمجيد عبدالرحيم في بداية ستينيات القرن الماضي علي إنشاء محلج ألماني بمارنجان وآخر بالحصاحيصا.. الشيء الذي ساعد في توفير اكبر كمية من بالات القطن المحلوج وبالتالي فقد زادت الصادرات منه اضعافا مضاعفة مما زاد من دخل البلاد القومي.
ونواصل هنا مسيرة هذا الرجل بتوضيح المزيد من تفاصيل خدماته الجليلة المتتابعة في هذا المجال الحيوي بالمشروع كما نتطرق الي نشاطاته الاخري سواء في المجال الاجتماعي او الرياضي الذي عرف به
• فقد سافر لجمهورية الصين الشعبية كمؤسس لجمعية الصداقة السودانية الصينية في العام 1965 بدعوة من الزعيم الصيني الأكثر شهرة (ماوتسي تونج)
و للتهنئة بالثورة الشعبية للصين.
• كما سافر مرة أخرى لجمهورية الصين الشعبية في عام 1968.
• وفي جانب المهام الرياضية القومية فقد سافر الي أديس أبابا في العام 1969 حيث كان رئيسا لبعثة المنتخب القومي السوداني لكرة القدم للمشاركة في المنافسات كأس الامم الافريقية.
• وقد اكسبه عمله ووظيفته في ان يلتقى بالعديد من الرؤساء والملوك والزعماء العرب والعالميين الذين يزورن السودان وتأتي زيارتهم لمشروع الجزيرة ولرؤيةكيفية حلج الاقطان وتعتبر من اهم برامج زياراتهم الرسمية للبلاد ولمحالج مشروع الجزيرة.
ونذكر منهم السيد إسماعيل الأزهري رئيس مجلس السيادة الاسبق و الرئيس الفريق إبراهيم عبّود وذلك بمرافقتهم لضيوف البلاد من الزعماء الزائرين مثل الرئيس تيتو (رئيس يوغسلافيا) و برجنيف (الرئيس الروسي) و جمال عبد الناصر و الملك فيصل والامبراطور هيلاسلاسي إمبراطور اثيوبيا المعروف سابقا و الملكة اليزبيث الثانية ملكة بريطانيا و زوجها الأمير فيليب .و قد اهدته الملكةصورتها ممهورة بإمضائها وبرفقتها خطابا من السفير البريطاني في الخرطوم تشكره على ما قدمه لهم من شرح و هدايا بعد زيارتها للمحالج بمارنجان في العام ١٩٦٥م.
كما نشير الي اسهاماته الأدبية في حياته ..
فكان أديباً و مثقفاً و مطلعاً, يحب القراءة و الاطلاع علي الأدب العربي و الانجليزي و يصرف من ماله الكثير لاغتناء الإصدارات من الكتب و المجلات
و المنشورات الأدبية , و كانت له مكتبة ذاخرة بالكتب المختلفة.
• ونذكر هنا ايضا انه حين كان محاسبا برئاسة السكة الحديد في مدينة عطبرة كان رئيسه الأديب اللغوي الكبير الشيخ الطيب السرّاج و صديقه و زميله الأستاذ مصطفى أبو شرف و السيد عباس عبّادي والذين يكنّ لهم الكثير من المحبّة و المودّة و الاحترام.
• كما كان يحضر ندوات الأديب عباس محمد العقّاد في صالون العقّاد الشهير عند زيارته الي مصر في العام 1954 وقد أهدى له العقاد كتابا من كتبه و صورة ممهورة بامضائه.
ومن المعروف ان الراحل السيد عبدالمجيد عبدالرحيم كان ناشطا رياضيا ويفهم قوانين كرة القدم تماما مما اهله ليتم اختياره رئيسا للاتحاد المحلي لكرة القدم في مدينة ودمدني طوال فترة الستينيات.
ولانه رجل اجتماعي وناشط من الطراز الممتاز فقد تم انتخابه رئيسا لاهم مرفق اجتماعي للموظفين بودمدني وهو نادي الجزيرة العريق و المعروف والواقع بشارع النيل في تلك الفترات من حقبة الستينات.
كما ترأس جمعيّة فلاحة البساتين بالجزيرة.
• وقد تم اختياره ايضا كاول مؤسس لجمعيّة الصداقة السودانية الصينية و رئيسها في كل السودان فضلا عن رئاسته لها في مدينة ود مدني.
وعند انتقاله للسكن بالعاصمة بعد نزوله الي المعاش من خدمته بمشروع الجزيرة فقد تم إختياره عضوا للجنة الاستئنافات بالاتحاد العام لكرة القدم في الخرطوم طوال فترة السبعينيات.
ومن جانب آخر فقد اهدته جمهورية الصينالشعبية معدات كاملة لنادي التربية البدنية بودمدني في ذلك الزمان.
وقد ظل المرحوم السيد عبدالمجيد عبدالرحيم خلال إقامته بأم درمان لصيق الصلة باصدقائه من رموز المجتمع مثل صديقه المهندس والمقاول المعروف في ذلك الزمان سيّد عبدالله السيّد والرقم السياسي والدبلوماسي الكبير عبدالكريم ميرغني وقد كانوا يجتمعون اسبوعيا كادباء كل يوم جمعة لمناقشة أمور الأدب والشعر واصدارات الكتب.
نتوقف هنا ونواصل عرض الكثير من الاضواء لسيرة هذا الرجل الذي اعطي ولم يستبق شيئا سواء كان ذلك لمشروع الجزيرة او للانشطة القومية الاخري التي ذكرناها سابقا .
وإلي اللقاء في الحلقة القادمة والاخيرة؛؛؛؛

abulbasha009@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • سلطان ناصر يروى موقف جميل مع الفنان وائل كفوري ..فيديو
  • زكريا الزبيدي حرا.. التنين الفلسطيني الذي هزم الصياد
  • من هو الأسير المحرر الذي أشعل التواصل الاجتماعي؟.. تعرّف على زكريا الزبيدي
  • عاجل.. وائل قنديـــــل عميدًا لكلية التربية الرياضية بجامعة السويس
  • تقرير: الفلسطينيون يستعدون لمزيد من العنف مع توسيع الاحتلال لهجومه على الضفة
  • الكهرباء العراقية: الربط الخليجي يكتمل نهاية 2025 وسنشترك بالمنصة الإلكترونية لشراء الطاقة
  • محالج مشروع الجزيرة ورجالات العصر الذهبي (٢)
  • الجزيرة يوقع عقوداً احترافية مع 9 لاعبين
  • "المنظمة العربية" مستنكرة تصريحات ترامب حول التهجير: انتهاك فاضح لحق تقرير المصير
  • وسام العباسي زعيم خلية سلوان الذي حاكمته إسرائيل بـ26 مؤبدا