ألم واضطرابات حتى الكبر.. أعراض نفسية تطارد "أطفال غزة" بسبب القصف الصهيوني
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
ما بين الذعر والدماء، وقد يصل الأمر إلى صور الأشلاء، كلها مشاهد مأساوية مؤلمة يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ السابع منذ أكتوبر الجاري لأطفال غزة، مع بدء عملية "طوفان الأقصى" وما خلفته من تداعيات بعد الرد والانتقام الإسرائيلي، لتترك آثارًا نفسية لا تفارق كبيرًا أو صغيرًا ممن شاهدوا أو عاشوا تلك الأحداث.
وفي آخر تحديث لوزارة الصحة الفلسطينية قالت إن 2704 طفلًا قتلوا من بين 6600 شهيد، جراء القصف الذي شنته القوات الإسرائيلية في غزة بعد هجوم "حماس" في يوم 7 أكتوبر الجاري، هذا بالإضافة إلى إصابة الآلاف الآخرين.
وذكرت الوزارة في بيانها أن "الطيران الإسرائيلي ارتكب 44 مجزرة في الساعات الماضية راح ضحيتها 756 فلسطينيا منهم 344 طفلا، إضافة إلى إصابة 1142 آخرين.
وفي تقرير نشر مؤخرًا، ذكرت منظمة الأمم المتحدة، أن الفترة من السابع من أكتوبر شهدت أشد فترة تصعيد دموية في قطاع غزة وإسرائيل تشهدها الأمم المتحدة منذ عام 2006، لافتة إلى أن كل طفل في قطاع غزة تعرض تقريبًا لأحداث وصدمات مؤلمة للغاية، اتسمت بالدمار واسع النطاق، والهجمات المتواصلة، والنزوح، والنقص الحاد في الضروريات الأساسية مثل الغذاء والماء والدواء.
وكشفت منظمات إنسانية وحقوقية، عن كارثة كبيرة يواجهها أطفال قطاع غزة، جراء العدوان الغاشم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فأكدت منظمات إغاثية في غزة أن كل 15 إلى 20 دقيقة يستشهد طفل.
وذكرت أن هناك 900 طفل من أصل 1500 شخصا في عداد المفقودين تحت أنقاض المباني المدمرة في مختلف أنحاء غزة.
الأرقام والاحصائات جميعها تعكس الصورة القاتمة التي يعيشها الأطفال في قطاع غزة على مدار الساعة، منذ بدء الصراع، فبخلاف تصدرهم قائمة ضحايا القصف، فالأحياء منهم يعيشون بين الدمار والدماء.
في هذا الصدد أكد استشاري الطب النفسي جمال فرويز، والذي عمل استشاريًا للطب النفسي لدى الأمم المتحدة بعدد من مناطق النزاع، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الحرب الدائرة في غزة ستخلف تداعيات نفسية كبيرة على الأطفال الذين يعيشون مشاهد قاسية ومروعة لما يقرب من عشرين يومًا.
وأوضح أن من عاشوا الأحداث وتعرضوا للضغوط لن يكونوا جميعهم عُرضة للأمراض النفسية، وأن الأكثر عرضة هم من لديهم جين وراثي للمرض النفسي، خاصة الوسواس القهري أو الاكتئاب الوجداني والفصام، مشيرًا إلى أن بنسب قليلة ستظهر عليهم أعراض المرض النفسي بعد مرور فترة من الوقت.
ولفت إلى أن هناك بعض التأثيرات الأولية التي تظهر في صورة اضطرابات بالنوم أو الطعام والاكتئاب التفاعلي، نتيجة للأحداث، بينما بعد ستة أشهر ومع أي تجدد لأحداث أو مشاهد وأصوات ممثلة لما مروا به خلال تلك الفترة، ستجدد لديهم الأعراض، وهو ما يسمى باسترجاع الذكريات السيئة واستجلاب الأعراض القديمة، مشيرًا إلى أن آثار ما بعد الصدمة تستمر من الطفولة للكبر وتمتد لسنوات كثيرة.
وقال إن استمرار الأحداث لفترة طويلة يتسبب فيما يسمى بـ "التعودية"، موضحًا أن الشعب الفلسطيني بأجياله المختلفة اعتاد على مثل تلك الأحداث تعايش مع الاحتلال والحروب، ومشاهد الدمار والقتل والدماء والأشلاء.
وذكر استشاري الطب النفسي جمال فرويز، أن كل ما يحدث حاليًا يمر في ذهن الأطفال والكبار في لحظات، ومعها يبدأ ظهور القلق ورعشة بالجسم وضربات قلب زائدة، إضافة إلى الشعور بألم في المعدة وشد في عضلات الجسم، لافتًا إلى أنه قد يصل البعض إلى مرحلة التبول اللاإرادي، وذلك وفقًا لشدة الحدث الذي مر به الشخص.
وأكد على ضرورة أن يتلقى أطفال غزة دعمًا نفسيًا بشكل عاجل، في صورة توفير الطعام والشراب لهم، وتوفير أماكن آمنة يمارسون فيها حياتهم بشكل طبيعي، إضافة إلى تقديم صورة أخرى من الدعم النفسي بإظهار التضامن مع قضيتهم ليشعروا بنوع من الأمان والتعاطف من الآخرين.
ويبلغ عدد سكان غزة 2.3 مليون نسمة، نصفهم من الأطفال، عاشوا تحت قصف شبه مستمر وبين مشاهد الدماء وأشلاء الشهداء.
وأكدت منظمة "يونيسف" التابعة للأمم المتحدة، أن مليون طفل في غزة يواجهون مصيرًا مجهولًا، لا سيما الذين يعانون من حروق مروعة، وجروح بالقذائف، وبتر للأطراف، في غياب المستشفيات الكافية لعلاجهم، وتقطع السبل أمام الإمدادات الصحية لهم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: قطاع غزة فلسطين اسرائيل القصف الاسرائيلى قطاع غزة إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
معرض الكتاب يستقبل أطفال حدائق أكتوبر ضمن برنامج قصور الثقافة للمناطق الآمنة
استقبل معرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الخميس، أطفال حي حدائق أكتوبر، ضمن جولات المشروع الثقافي للمناطق الجديدة الآمنة، المقام ضمن برامج وزارة الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة.
طرق إعداد الأطعمة في المراسم الكبرى بحلايب وشلاتيناستهلت الفعاليات بجولة بتفقد جناح حلايب والشلاتين، وأوضحت خلالها الدكتورة جيهان حسن مدير عام الإدارة العامة لثقافة الطفل، والمشرف العام على المشروع الثقافي للمناطق الجديدة الآمنة، طبيعة سكان المدينة، واللغة المستخدمة مقابلها باللغة العربية، والخريطة الجغرافية لمدينة حلايب وشلاتين.
كما أشارت إلى العادات والتقاليد المتبعة في المناسبات كالزواج والأفراح والسبوع، مشيرة إلى طرق إعداد بعض الأطعمة في المراسم الكبري بحلايب وشلاتين، وتناولت بالحديث إلى أسماء الأكل والموسيقى، الآلات الموسيقية، الرقصات الأدوات المستخدمة بالرقص كالعصا، واختتمت حديثها بالإشارة إلى الأدوات البدائية المصنوعة من الحرف اليدوية المستخدمة في طهى وحفظ الطعام.
ثم انتقل الأطفال للتعرف على جناح وزارة الداخلية، حيث شاهدوا فيلما تسجيليا بعنوان «خط أحمر»، استعرض دور الشرطة والجهود المبذولة للحفاظ على الأمن العام والمواطنين، ومكافحة الجرائم الإلكترونية، ومهربي الآثار والمخدرات، كما تناول الفيلم من خلال محاكاة للواقع جهود الحماية الميدانية في السيطرة على الحرائق، سرعة الاستجابة الاستغاثات والبلاغات المقدمة من المواطنين.
أعقب ذلك التوجة إلى جناح وزارة الدفاع، حيث تعرف الأطفال على التاريخ العسكري والشخصيات العسكرية من خلال فيلم تسجيلي، كما شاهدوا مقتنيات الجناح من إصدارات وأنشطة الوزارة للعسكريين و المدانيين.
واختتمت الزيارة بتفقد جناح الرقابة الإدارية، حيث تحدثت الدكتورة جيهان حسن عن مجموعة من المفاهيم الإيجابية التي يجب على كل إنسان التحلي بها مثل النزاهة والشرف والأخلاق والشفافية، من خلال سرد قصة لطفل وصل إلى مكانة تعليمية عالية بالغش، حتى أصبح طبيبا ولكن لا يستطيع أن يعالج المرضى.
وأوضحت كاتبة الأطفال الدكتورة ميريام رزق الله، من خلال استعراض بعض المواقف الإنسانية والاجتماعية للأطفال دور الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، والاستراتيجية القومية لمكافحة الفساد، طلبت من الأطفال مكافحة الفساد والإبلاغ عنه الجهات المختصة بذلك.
المشروع الثقافي للمناطق الجديدة الآمنةويقدم البرنامج الثقافي والفني للأطفال بإشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى، من خلال المشروع الثقافي للمناطق الجديدة الآمنة بديل العشوائيات.
وتشارك هيئة قصور الثقافة في دورة هذا العام بأكثر من 165 عنوانا جديدا تم اختيارها بعناية وصدرت ضمن سلاسل الهيئة وأخرى تم إصدارها بمناسبة المعرض، وتقديمها بأسعار مخفضة للجمهور، وقد تنوعت موضوعات الكتب لتشمل التاريخ والتراث والأدب الشعبي والتراجم العالمية وكتب أعلام الفكر بالإضافة إلى إصدارات متنوعة في سلاسل «السينما، السير الذاتية، أدب الرحلات، الفلسفة، والدراسات الشعبية، الفن التشكيلي، النقد الأدبي، المسرح، والموسيقى، والعبور»، وكذا الأعمال الإبداعية في القصة والشعر والرواية، بجانب الركن الخاص بكتب الأطفال وركن في جناح الهيئة للكتب المخفضة.
ويشهد ركن الطفل مجموعة كبيرة من الورش الفنية والحرفية يقدمها نخبة من الفنانين والمدربين المتخصصين، بجانب اللقاءات المقدمة احتفاء باختيار الكاتبة فاطمة المعدول، شخصية معرض الطفل، والزيارات والجولات الميدانية المخصصة للأطفال المشاركين في دوري المكتبات بالمحافظات والأطفال من المناطق الجديدة الآمنة "بديل العشوائيات".