تسلم الأمير سعود بن نهار بن سعود محافظ الطائف أمس، شعلة النسخة الثانية لدورة الألعاب السعودية 2023، وسط حضور جماهيري كبير من الطلاب والطالبات والرياضيين في إستاد كلية التربية بجامعة الطائف، لتكمل الشعلة مسيرتها في أربعة مواقع وهي "مدينة الملك فهد الرياضية بالحوية، ممشى الخمسين بمخطط البيعة، وإستاد كلية التربية بجامعة الطائف، وقصر الكاتب التاريخي"، وذلك بمشاركة عدد من الرياضيين والمواطنين في الحدث الرياضي الكبير الذي تشهده مناطق ومحافظات المملكة.

وثمن محافظ الطائف الدعم غير المحدود من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله - للرياضة والرياضيين، مما انعكس إيجاباً على تحقيق قفزاتٍ نوعية على الصعيدين المحلي والدولي، مشيداً بجهود سمو وزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية، وحرصه الدائم على تفعيل الحركة الرياضة بما يتوافق مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، مرحباً بفريق شعلة الألعاب السعودية في الطائف.

وتناوب على حمل شعلة الدورة في مسيرتها، العداء الدولي مخلد العتيبي والعنود الشريف لاعبة المبارزة، وذلك في مدينة الملك فهد الرياضية بالحوية، وعلي العمري لاعب ألعاب القوى وعمر الثاقب لاعب البادل، في ممشى الخمسين، وحنان العصيمي لاعبة الفروسية، والرياضي عطية حدادي لاعب الجمباز، في إستاد كلية التربية بجامعة الطائف، وخلود العلياني لاعبة رياضات الدفاع عن النفس، في قصر الكاتب.

وبدأت جولة شعلة الألعاب السعودية من منطقة الرياض في رحلة عبر مناطق ومحافظات المملكة لتُعبر عن روح الألعاب الأولمبية المعتمدة على قيم الصداقة والسلام كما تحمل أهمية إنسانية عميقة تنشر رسائل السلام والمحبة والتفاؤل لتشجيع المواطنين والمقيمين في المملكة على المشاركة في هذا الحدث الرياضي الكبير.

وتهدف الجولة إلى إشراك جميع مناطق ومحافظات المملكة في الاحتفال بالألعاب السعودية، وحث الجمهور على متابعة أبطال المملكة خلال مشاركتهم في دورة الألعاب، وإظهار تأثير وتوحيد الرياضة تحت راية شعلة الألعاب السعودية، بمشاركة جميع المؤثرين والرياضيين في مسيرتها، والتعريف بالرياضيين في أكبر حدث رياضي وطني في تاريخ الفعاليات الرياضية في المملكة، وزيادة التوعية والترويج بالألعاب السعودية وقيمها وأهدافها، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والخدمية والخاصة.

وتشكل دورة الألعاب السعودية قفزة نوعية في مسيرة الرياضة، وخطوة أولى في طريق تأسيس جيل قادر على المنافسة في الدورات الأولمبية، ومدّ المنتخبات السعودية باللاعبين والمواهب.

يذكر أن منافسات النسخة الثانية لدورة الألعاب السعودية 2023 ستقام خلال الفترة من 26 نوفمبر وحتى 10 ديسمبر 2023، بمشاركة أكثر من 8000 لاعب ولاعبة يمثلون أكثر من 200 نادٍ من جميع أنحاء المملكة، يتنافسون في 53 لعبة رياضية منها 6 ألعاب بارالمبية و4 رياضات استعراضية جديدة، مع استحداث فئة جديدة للشباب تضم 12 رياضة.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: الطائف شعلة الألعاب السعودیة

إقرأ أيضاً:

عبد السلام فاروق يكتب: مصر.. العبقرية التاريخية واستحقاقات الجغرافيا

ليست كل الدول سواسية في تأثيرها أو حضورها؛ فبعضها يكتب التاريخ بحروف من نور، وينحت الجغرافيا بإزميل من ذهب. مصر، بتفردها، ليست مجرد شعب وأرض وسيادة، بل هي حكاية إنسانية ممتدة، وحضارة تتنفس عبر آلاف السنين، هنا، حيث يتشابك النيل مع الصحراء، وتتعانق أفريقيا مع آسيا، تقف مصر كحارس أمين للتوازنات الإقليمية، وكحاضنة للتحولات الكبرى.  

لم تكن عبقرية مصر وليدة الصدفة، بل نتاج تفاعل خلاق بين تاريخ عريق وجغرافيا فريدة، فمنذ فجر الحضارة، أدركت مصر أن موقعها ليس نقطة على الخريطة، بل جسر بين الشرق والغرب، وشاهد على حوار الحضارات. 

حين قدمت فكرة التوحيد قبل آلاف السنين، لم تكن تبني دولة فحسب، بل كانت ترسم ملامح فلسفة في الحكم تقوم على الوحدة في التنوع. هذه الروح نفسها تجلت في نموذج السلام المصري مع إسرائيل، الذي حول مسار الصراع من حروب دموية إلى مسار دبلوماسي، رغم ثقل التحديات وضغوط اللحظة التاريخية. 

لم يكن السلام مجرد اتفاقية، بل رؤية استباقية أعادت تشكيل معادلات الأمن الإقليمي، وأثبتت أن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على تحويل العداء إلى فرص للاستقرار.  

سر التفرد المصري لا يكمن في الماضي وحده، بل في التوازن النادر بين عمق الجذور وحيوية الحاضر. فمصر، برغم التحديات الاقتصادية أو السياسية العابرة، ظلت تحتفظ بقدرتها على الحركة الواعية بين دوائرها العربية والإفريقية والإسلامية والمتوسطية، دون انفصام أو تناقض. هذه القدرة على الجمع بين الهويات المتنوعة، وتحويلها إلى مصادر قوة، هي ما يجعل مصر حارسًا للأمن الإقليمي، وشريكًا لا غنى عنه في صناعة مستقبل المنطقة.  
في العقد الأخير، واجهت مصر اختبارًا وجوديًا مع رياح التغيير العاتية التي اجتاحت المنطقة. بينما انهارت دول تحت وطأة الفوضى أو الاختراق الأيديولوجي، قدم النموذج المصري درسًا في "المرونة المؤسسية": الجيش كضامنٍ للدولة العميقة، والشعب كشريك في رفض تحويل الوطن إلى ساحة لصراعات بالوكالة. كان التصدي لصعود الإسلام السياسي تعبيرًا عن عقد اجتماعيٍ جديد، يعيد تأكيد أولوية الهوية الوطنية على المشاريع الأيديولوجية العابرة للحدود.  

اليوم، وفي خضم التحولات الجيوسياسية العنيفة، تعيد مصر تعريف أدوات تأثيرها. فقناة السويس، التي كانت رمزًا للسيادة الوطنية، تتحول إلى محورٍ لـ"دبلوماسية الممرات المائية"، تربط بين أمن الطاقة العالمي واستقرار الشرق الأوسط. وفي ملفاتٍ شائكةٍ مثل ليبيا والسودان، تتبنى القاهرة منهجيةً تقوم على "احتواء الأزمات" بدلًا من استيراد الحلول الجاهزة، مستفيدةً من عمقها الأفريقي كجسرٍ للتواصل مع الفواعل الإقليمية والدولية.  

على الصعيد الداخلي، يشهد النموذج المصري تحولًا جذريًا في التعامل مع إرث الماضي ورهانات المستقبل. مشروعات المدن الذكية في الصحراء ليست مجرد طفرة عمرانية، بل جزء من رؤية لتحقيق "التوازن الاستراتيجي" بين التمدد الحضري والأمن القومي. وفي مواجهة تحديات المياه، تتحول أزمة سد النهضة إلى فرصة لصياغة نظامٍ أفريقيٍ لإدارة الموارد، يعيد مصر إلى دورها التقليدي كحاضنةٍ للتكامل الإقليمي.

الدرس المصري الأعمق يكمن في فهمها أن القوة لا تقاس بحجم الجيوش أو الموارد وحده، بل بقدرة الدولة على تحويل التحديات الجغرافية إلى أصول استراتيجية. فالصحراء التي كانت يومًا حاجزًا طبيعيًا، أصبحت ساحةً لاقتصاد المستقبل في الطاقة المتجددة.

والموقع الجغرافي الذي جعلها هدفًا للغزاة، صار ممرًا إجباريًا للتجارة العالمية، تُترجم فيه القوة الناعمة إلى نفوذ سياسي.  

في المستقبل القريب، ستواجه مصر معضلة وجودية: كيف تحافظ على دورها كـ"دولة مركز" في نظام إقليميٍ يتجه نحو التعددية القطبية؟ الإجابة تكمن في قدرتها على تطوير "دبلوماسية المعرفة"، حيث يصبح العمق الحضاري والدراسات الاستشرافية أدوات لقيادة الحوارات الدولية. كما أن تحولها إلى مركزٍ إقليميٍ للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي قد يعيد رسم خريطة النفوذ في أفريقيا والشرق الأوسط.  

وفي مواجهة التحديات الاقتصادية، تقدم مصر درسًا في «المرونة الاستراتيجية». فبدلًا من الانكفاء على الذات، أو الاستسلام لشروط المساعدات الخارجية، اختارت أن تعيد تعريف أولوياتها. التحول إلى مركز إقليمي للطاقة، والسعي لتحقيق الأمن المائي عبر مشروعات إدارة الموارد، وتعزيز التعاون الأفريقي في إطار سد النهضة، كلها خطوات تعكس رؤية ترى في الأزمة فرصة لإعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية.  

العبقرية المصرية لا تكمن في قدرتها على الصمود فقط، بل في مهارتها في تحويل الصمود إلى مسيرة. فحين انهارت دول أمام إغراءات «الربيع العربي»، أو انزوت في زوايا الصراعات الطائفية، ظلت مصر تقاوم انزياح الهوية، وتصر على أن تكون «دولة مركز» بكل ما تحمله الكلمة من معنى: مركز للإشعاع الثقافي، وللتوازنات السياسية، وللابتكار الاجتماعي.  

اليوم، وفي عصر تتسارع فيه التحولات الرقمية، وتتصاعد فيه النزعات الانعزالية، تطرح مصر سؤالًا مصيريًا: كيف يمكن للتاريخ أن يكون رافعة للمستقبل، لا سجنًا للماضي؟ الإجابة تبدو واضحة في مشهدها الحضاري: ببناء جيل جديد يعي أن عمقه التاريخي ليس عبئًا، بل وقودًا للإبداع. التعليم، الإعلام، الفنون، كلها أدوات تعيد مصر من خلالها صياغة وعي يجمع بين الفخر بالانتماء والانفتاح على العالم.  

في الختام، مصر هي فضاء ثقافي وسياسي يثبت أن الجغرافيا قدر، لكن التعامل معها فن. وفنون مصر، من السلام إلى التنمية، ومن الدبلوماسية إلى المقاومة، تروي قصة شعب اختار أن يكون سيدًا على تقلبات الزمن، لا عبدًا لها. هنا، حيث يلتقي التاريخ بالجغرافيا، تكتب إحدى أعظم حكايات الإنسانية: حكاية وطن يعرف كيف يموج بالحياة، رغم كل العواصف.
 

مقالات مشابهة

  • عبد السلام فاروق يكتب: مصر.. العبقرية التاريخية واستحقاقات الجغرافيا
  • 24 رمضان.. تعرف على أهم الأحداث التاريخية في هذا اليوم
  • الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة حتى الجمعة المقبل
  • الأمير سعود بن نهار يشارك منسوبي الغرفة التجارية الإفطار الرمضاني
  • القبض على مواطن تلفظ أمام رجل أمن بعبارات تمس الآداب العامة
  • الألعاب القديمة تشهد إقبالًا من زوار "بسطة خير السعودية" بجدة
  • خلال الـ24 ساعة الماضية.. منطقة الرياض تُسجّل أعلى كمية هطول أمطار في المملكة
  • ضبط 35 مخالفًا لنظام البيئة في عدد من مناطق المملكة خلال أسبوع.. فيديو
  • خبير مناخي: تقلبات جوية حادة في البلاد بسبب ظاهرة اللانينا
  • طقس الأحد 23 مارس: أمطار ورياح نشطة تحد من الرؤية الأفقية بعدد من مناطق المملكة