قراءة في مؤتمر القاهرة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
بقلم: رافع عبد الجبار القبطان …
عُقد مؤتمر القاهرة للسلام وبحضور دولي عالي المستوى، ضم قادة بلدان من كل القارات، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس السلطة الفلسطينية، ما ميّز المؤتمر منذ البداية ان هناك معسكرين، معسكر يؤيد اسرائيل، ومعسكر يؤيد فلسطين، مما نبّأ منذ البدء ان المجتمعين سوف لا يتفقوا على رؤية موحدة لأزمة غزة، ولا يمكن الوصول الى حل يتم الاتفاق عليه في ظل الصراع الدائر، وبالتالي ان المؤتمر سوف لا يخرج بمقررات وبيان ختامي موحد، وهذا ما حصل حيث اكتفى ببيان خرجت به وزارة الخارجية المصرية، بيان جاء ليعكس هذا التصور، حيث دعت فيه الى احترام القانون الدولي، ووقف الحرب الدائرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وحماية المدنيين وعدم تعريضهم للمخاطر، وبهذا جاء فضفضافًا يخلو من الإلزام.
ان عقد أي مؤتمر دولي لا بد أن يكون هناك هدف مسبق لتحقيقه، ولأن مؤتمر القاهرة ضم كل الأطياف المختلفة، والموضحة مواقفها مسبقًا، فبالحسابات المنطقية سوف لا تكون له مقررات بأي حال من الأحوال -كما قلنا-، خاصة عندما يكون موضوعه القضية الفلسطينية تزامنًا مع أحداث غزة الأخيرة.
وهنا يطرح تساؤل، اذن لماذا تم إقامته، هل من أجل السلام -كما تم تسميته-؟ أم من أجل غايات أخرى تصب في مصلحة طرفٍ معين!؟ أم دفع من جهة ما!!؟؟ قد تكون أمريكا ليكون بديلًا ل”قمة بايدن” الأردنية التي فشلت!!.
كذلك سيطرح تساؤل آخر، إذا كل المجتمعين يعرفون انه بلا نتائج، إذن لماذا قبلوا الدعوة؟ هل للخروج بحل لحالة صارت تهدد أمن المنطقة والعالم وتنذر بحرب عالمية؟ أم من اجل تثبيت موقف؟.
جواب الأول ساذج من يظن انه سيخرج بحل رغم حراجة الموقف، وجواب الثاني يؤكد محل التساؤل، إذن لماذا عُقد المؤتمر!!؟؟
الكل على قناعة ان عملية “طوفان الأقصى” أحرجت الغرب قبل العرب، ووضعتهم في موقف صعب، منه انه لم يخطر بحسبانهم أن يكون الأمن القومي الإسرائيلي بهذه الهشاشة والضعف، ومنه انه تبين لديهم ان قضية فلسطين ستبقى قضية ساخنة وتحت الرماد تؤجج في أي لحظة، وهذا ما سيجعلهم في موقف الدفاع عن اسرائيل، وسيعرض مشروعهم في المنطقة “النظام العالمي الجديد” الى خطر التطبيق، وهنا أقصد بالذات أمريكا، التي تجد نفسها اليوم ملزمة بإيجاد حل للقضية الفلسطينية، بالإضافة الى انهم وجدوا انها تستنزف اقتصادهم بين الحين والآخر.
وفيما يخص العرب وبعد مشاريع التطبيع، وجدوا أنفسهم مع “طوفان الأقصى” احرجوا وصاروا بلا بوصلة تحدد ردود أفعالهم، ومشروع التطبيع السعودي-الأمريكي الذي كان سيعيد ترتيب معادلة المنطقة بالكامل، صار حتمًا تأجيله، بل أجد ان السعودية ستعيد نظرها في جدوى تطبيعها مع اسرائيل.
وبالنسبة لحماس وما حققته، والتي أعادت قضية فلسطين للواجهة من جديد، وأعطت رسالة بأنها قضية السلام الأولى في العالم، والتي لا زالت تعيش نشوة انتصارها، -كما تعيشه الشعوب العربية والمسلمة-، كانت تتوقع سيكون هناك إسناد عربي إسلامي، خاصة مع التفاعل الأولي مع الأحداث، جاء هذا المؤتمر ليسرب كل هذا الوهم، وليبعث رسالة لحماس شأنك لا يعنيني، وموقفي لا يتجاوز كلمات التأييد!!
فبالنتيجة حماس وشعب غزة مهما كان حماسهم سيجدون أنفسهم يواجهون مصيرهم لوحدهم، ونشوة النصر التي عاشوها ستخبو ليواجهوا الحقائق كما هي دون تزويق وتصفيق، وسيعرفوا ان وراءهم أيام صعبة مع عدو يريد الثأر، وما يزيده ان الكيان الصهيوني يريد رد سمعته التي تمرغت بالوحل بعد الصفعة الأخيرة التي وجهتهها اليه حماس بعملية نوعية أذهلت وأسكتت كل أجهزة المخابرات الدولية، وأولها الموساد وجهاز الاستخبارات العسكري الإسرائيلي، لذا سيكون انتقامهم لا توجد حسابات لتخمينه وإحصاءه، وهذا ما لاحظناه بتعاملهم مع ملف أسراهم وكأنه غير موجود، وهذه أول الخسارة، وهذا ما لا يرضيها.
أما اسرائيل بالمقابل، نعم لم تضع في حساباتها المؤتمر ونتائجه، ورغم نقدها له بعدم إدانته لحماس، لكنها استلمت رسالة وضوء أخضر للقيام بعملياتها العسكرية دون ردع، فرد الفعل كان لا يتجاوز سوى مؤتمر استمر لساعتين أو ثلاث ليختم بصورة جماعية وابتسامة تعلو الوجوه!!!!
وأخيرًا لا بد من الإشارة إلى ان كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية كانت كلمة مسؤولة وعملية، دعا فيها الى وقف الحرب فورًا وفتح ممر لايصال المساعدات الى غزة، وحماية المدنيين، مع تحذيره من اتساع رقعة المواجهة محملًا المجتمع تحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدولي، وبهذا كانت تصلح أن تكون نقطة انطلاق لكتابة مقررات وبيان ختامي للمؤتمر.
وبهذا نحن جميعًا أمام مسؤولية تضامنية بحجم الأزمة التي تمر بها المنطقة، وتفويت الفرصة على الكيان الصهيوني بالاستمرار بتنفيذ مشروعه التوسعي واضطهاده للفلسطينيين.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات وهذا ما
إقرأ أيضاً:
مؤتمر بالبريمي يستعرض نتائج البحوث الطلابية
نظمت كلية البريمي الجامعية اليوم المؤتمر الرابع للبحوث الطلابية بمشاركة واسعة من 200 باحث يمثلون مختلف جامعات وكليات سلطنة عُمان، حيث قُدمت 97 ورقة بحثية متنوعة.
ويهدف المؤتمر إلى تمكين الطلبة من عرض نتائج أبحاثهم العلمية، واكتساب مهارات البحث والمعرفة، بما يسهم في تعزيز قدراتهم الأكاديمية والبحثية. حضر المؤتمر الدكتور سالم بن سعيد البحري رئيس مجلس الأمناء بكلية البريمي الجامعية، والدكتور ياسر فؤاد عميد الكلية.
وأكدت الدكتورة رنا النعيمية، مديرة دائرة البحث العلمي والابتكار بالكلية، أن مقياس نجاح المؤسسات التعليمية يتحدد بما تقدمه من خدمات تعليمية وبحثية حقيقية. وقالت: "إن كلية البريمي تسعى بشكل مستمر إلى إتاحة الفرصة لطلبتها للمشاركة في الأنشطة العلمية المختلفة، ويُعد هذا المؤتمر فرصة ملموسة للطلبة لعرض نتائج أبحاثهم العلمية، مما يفتح أمامهم آفاقًا جديدةً لاكتساب المعرفة ومهارات البحث".
وأشارت الدكتورة النعيمية إلى أن المؤتمر شهد هذا العام ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الأبحاث المقدمة، حيث بلغ عددها 97 ورقة بحثية بمشاركة حوالي 200 باحث. وأضافت: إن المؤتمر يؤكد أن البحث العلمي والابتكار لم يعدا مجرد مفاهيم أكاديمية نظرية، بل أصبحا ضرورات ملحة لتطوير المجتمع وتحقيق التقدم العلمي والمعرفي.
ويأتي المؤتمر الرابع للبحوث الطلابية في إطار حرص كلية البريمي الجامعية على تعزيز ثقافة البحث العلمي لدى الطلبة، ودعم الابتكار كأداة رئيسية لدفع عجلة التنمية والارتقاء بمخرجات التعليم العالي في سلطنة عُمان.