شهدت الليلة الـ 14 من ليالي مزاد نادي الصقور السعودي، بيع 3 صقور بمبلغ 180 ألف ريال، وسط حضور وإقبال كبيرين من هواة الطرح والصقارين في المملكة والمنطقة.

وكانت بداية الليلة مع الصقر الأول شاهين قرناس، طرح جازان، للطواريح إبراهيم وعلي صيرم وإبراهيم حناني، وتم بيعه بمبلغ 38 ألف ريال، بعدها عُرض الصقر الثاني شاهين قرناس، طرح المجيرمة، للطواريح مشاري وتركي وحسن الثعلبي، وبدأت المزايدة عليه بمبلغ 35 ألف ريال، قبل أن يتم بيعه بـ 80 ألف ريال.


واختتمت الليلة مع الصقر الثالث شاهين فرخ، طرح منيفة الشرقية، للطاروحين فيصل وفايز العازمي، وبدأت المزايدة عليه بمبلغ 40 ألف ريال، وتم بيعه بـ 62 ألف ريال.

ويأتي المزاد في إطار حرص القيادة على تعزيز موروث الصيد بالصقور، وخدمة الطواريح والصقارين في المملكة والمنطقة، وتأكيداً لريادتها في دعم الأنشطة الثقافية والحضارية والاقتصادية المرتبطة بهواية الصيد بالصقور؛ حيث يهدف المزاد إلى دعم الاستثمار في مجال الصقور، وتطوير مزادات الصقور وتنظيم آلية البيع والشراء.

ويوفر المزاد مجموعة من المزايا للطواريح المشاركين، حيث تستقبل فرق النادي الطواريح في المناطق (الشرقية، والشمالية، والغربية الشمالية، والغربية الجنوبية) مالك الصقر الذي تم طرحه (صيده) في كل منطقة، وتفحص فرق النادي الطير وتوثق الطرح، قبل أن يتكفَّل نادي الصقور السعودي بتأمين السكن والنقل لمُلَّاك الصقور (الطواريح) إلى مقر المزاد، إذ يجري المزاد على الصقر في مزاد تنافسي مباشر وسريع يُبثُّ على القنوات التلفزيونية الناقلة والبث المباشر لحسابات النادي من خلال منصات التواصل الاجتماعي، دون أن تخضع عملية البيع والشراء لأي رسوم.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: نادي الصقور السعودي مزاد الصقور مبيعات مزاد الصقور ألف ریال

إقرأ أيضاً:

يوم بكى فيه صقور الاحتلال.. قراءة في كتابات إسرائيلية

خمسة عشر شهرا، كانت فيها غزة مسرحا لحرب وحشية لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيلا: شعب محاصر في الجوا والبر والبحرا والفضاء الإلكتروني منذ سبعة عشر عاما، قطاع صغير محروم من أساسيات الحياة، مقاومة تنحت الصخر لتوفير أسلحتها وتطوير أساليبها وقدراتها، دولة مجرمة قامت على العدوان والقتل، دول غربية على رأسها الولايات المتحدة كانت شريكة في العدوان وسببا في استمراره طوال هذه المدة، عالم عربي وإسلامي تراوحت مواقفه بين التآمر والتخاذل والصمت إلا من رحم ربي، إبادة جماعية للبشر والحجر والشجر في كل القطاع، حرب تجويع وتعطيش وحرمان من أي حق من حقوق الحياة، سلطة عميلة في رام الله تطارد المقاومين وتعتقلهم وتقتلهم، مخططات لتهجير الفلسطينيين وإعادة الاستيطان ضمن مشروع إسرائيل الكبرى وإعادة رسم خريطة المنطقة. هذه هي حرب غزة.

في مواجهة هذا العدوان الغاشم، وقفت غزة في صمود شموخ وإباء، وأداء مذهل للمقاومة فوق الأرض وتحتها وفي العالم السيبراني، وتضامن عالمي من الأحرار الذين هبوا لنصرة غزة وأعادوا قضية فلسطين إلى صدارة المشهد العالمي بصورة تؤكد أن عقارب الساعة لن تعود مطلقا أبدا إلى الوراء، وأن طوفان الأقصى هو بداية النهاية لهذا الكيان المجرم الغاصب.

وكان يوم 18 يناير كانون الثاني 2025 يوما تاريخيا، وبعد اجتماع عاصف استمر سبع ساعات، وبكاء وزراء من الحكومة الإسرائيلية، وقعت الحكومة على الاتفاق. وهو ما يعني اعترافا بفشلها في تحقيق أهدافها، وأهمها القضاء على حماس وتحقيق النصر الكامل. وقد تلا هذا التوقيع استقالة بن غفير احتجاجا على توقيعه. واستقال أيضا بعض قيادات الجيش ليس لرفضهم الاتفاق؛ وإنما لإقرارهم بالفشل والمسؤولية عن الطوفان. 

وفي هذا المقال نستعرض ما كتبه الباحثون والخبراء والكتاب الإسرائيليين في صحفهم أو الصحافة الغربية وفي مراكز أبحاثهم بشأن  الاتفاق، ما الذي أدى إليه، وما مغزاه، وتقييمهم له، والنتائج المترتبة عليه، والبدائل المتاحة أمام إسرائيل لمواجهة الأخطار الأمنية المترتبة عليه. لذا سنقسم الحديث حول هذا الموضوع في المحاور التالية:

المحور الأول.. إسرائيل بين انتصارات تكتيكية وهزيمة سياسية

في ذكرى مرور عام على الحرب، نشرت فورين أفيرز في 4/10/2024، تقييما مهما لحرب عزة للكاتب "ألوف بن" رئيس تحرير هاآرتس والرئيس الأسبق لديوان رئيس الوزراء إسحاق رابين، جاء تحت عنوان "غرائب الهزيمة في إسرائيل: كيف يؤدي النجاح العسكري إلى إخفاقات سياسية". ويمكن أن نجمل أهم ما جاء فيه في النقاط التالية:

ـ في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فاجأت حماس الجيش الإسرائيلي ووكالات الاستخبارات الشهيرة، الذين فشلوا في تصديق أنها ستجرؤ أو تنجح في تنفيذ مثل هذه العملية غير المسبوقة التي حطمت ثقة الإسرائيليين بأنفسهم. وفقدت قيادة الجيش الإسرائيلي هيبتها بين عشية وضحاها تقريبا.

ـ بعد أن تغلب الجيش على صدمته الأولية، قام بالانتقام، وحول مساحات شاسعة من غزة إلى أنقاض، وجعل مليوني فلسطيني في غزة لاجئين داخليين، وقتل أكثر من 40,000 فلسطيني.

ـ بالنسبة للعديد من الإسرائيليين، يبدو الوضع الحالي وكأنه هزيمة. وعلى الرغم من التعبئة الكاملة والدعم شبه الثابت من الحكومة الأمريكية، فقد فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق النصر.

ـ ساهم هذا الفشل الكارثي والعزلة العالمية المتزايدة لإسرائيل والتوقعات الاقتصادية القاتمة، في الشعور الوطني باليأس.

سيكون من الصعب جدًا العثور في العالم كله على دولة كل ما فيها من: مواطنيين وصناعات وإعلام وثقافة ومجمل وجودها وكينونتها، مُجنَّدون ومُسخّرون لقواتها المسلحة، وناشطون إلى هذا الحدّ في القتال والاحتلال والنهب.ـ لم تؤد معركة إسرائيل متعددة الجبهات إلا إلى توسيع الانقسامات الاجتماعية والسياسية القائمة مسبقا بين خصوم نتنياهو ومؤيديه. وعزز التحالف اليميني سعيه لسحق حركة الدولة الفلسطينية  وتدمير المؤسسات الديمقراطية والليبرالية في إسرائيل.

ـ من خلال التنصل من المسؤولية والمناورة بعناية للحفاظ على كتلته السياسية، تجنب نتنياهو تحقيقا مدمرا محتملا حول سياسته في التعامل مع حماس، ورفضه لتحذيرات الجيش ووكالات الاستخبارات المتكررة بشأن هجوم وشيك على إسرائيل. وكان أحد المكونات الرئيسية في استراتيجيته: إطالة أمد الحرب، وتوسيعها لتشمل لبنان، وتجنب اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، حتى على حساب التخلي عن الرهائن المتبقين في غزة.

ـ لحماية نفسه، تنازل نتنياهو عن قدر غير عادي من السلطة لرفاقه اليمينيين المتطرفين في الائتلاف، الذين يعارضون صراحة أي صفقة رهائن تنطوي على الانسحاب من غزة أو إطلاق سراح نشطاء فلسطينيين.

ـ إدراكا من وزراء اليمين المتطرف للنفوذ الذي منحه لهم تصميم نتنياهو للحفاظ على السلطة ونسبة تأييده الهشة، فقد سعوا بقوة إلى تنفيذ أجندتهم بقوة، بما في ذلك إعادة بناء المستوطنات في غزة. وعلى الرغم من أن نتنياهو يرفض الفكرة علنا، إلا أنه كان يميل إلى أن يصبح أول زعيم إسرائيلي يوسع مطالب إسرائيل الإقليمية بعد عقود من الانسحاب من الأراضي الفلسطينية. وفي الوقت نفسه، أعلن سموتريتش وبن غفير هدفهما: الضم الكامل للضفة الغربية، والاحتلال الرسمي لغزة.

المحور الثاني.. الاتفاق وتقييم الإسرائيليين له

على مدى شهور طويلة، جرت مفاوضات في الدوحة والقاهرة لإيقاف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وأعلن بايدن في مايو آيار الماضي مبادرته لتحقيق صفقة؛ لكنه وإدارته مع نتنياهو ويمينه المتطرف في نفس الوقت أبطلوا كل سعي لإيقاف إطلاق النار، حتى ولوفقد الرهائن أرواحهم نتيجة للقصف العنيف بالقنابل الأمريكية الذكية والغبية على القطاع. ونقرأ في هذا المحور تقييم الإسرائيلين أنفسهم لمجريات الحرب وموضوع الصفقة:

1 ـ صفقة تأخرت عاما كاملا

في افتتاحيتها يوم 15/1/2025، وعنوانها "نتنياهو أفشل صفقة لمدة عام كامل من أجل الحفاظ على حكومته، قالت هاآرتس: "أكد وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بشكل لا لبس فيه الشكوك التي كانت تدور حول نتنياهو، متهماً إياه بتعطيل صفقة إعادة الأسرى وعلى مدار عام كامل ، حتى على حساب حياتهم، والاستمرار في الحرب لمصلحة بقائه السياسي. وكأن دافع بن غفير مهتما بحياة المدنيين الإسرائيليين؛ وليس استعداده لتقديم ضحية بشرية من أجل تحقيق ما يطمح إليه من إقامة الهيكل الثالث في قلب إمبراطورية الفصل العنصري التي تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة".

2 ـ استمرار الحرب رغم نفاذ بنك الأهداف

لقد فرغ بنك أهداف إسرائيل في غزة بعد أيام قليلة من بدء الحرب. ومع ذلك، فقد استمرت الحرب، وهذا ما أكدته هآرتس، بإعادة نشرها في 31/12/2024 تقريرا لصحيفة نيويروك تايمز، عنوانه " الجيش الإسرائيلي أقر أمراً يسمح بقتل جماعي في غزة"، وجاء فيه: "نفذت إسرائيل الهجمة الجوية الأكثر قتلاً في القرن الحالي. وخلال الحرب، حاول مئات الضباط في الاستخبارات الإسرائيلية الذين كانوا ينتشرون في عدد من قواعد الجيش، العثور على أهداف لضربها، مع الاعتماد على منظومة رقابة أوتوماتيكية سمحت لهم بالعمل بصورة أسرع ببضعة أضعاف. وقد اعتمد الجيش الإسرائيلي بشكل عام على "بنك الأهداف"، الذي دمر سلاح الجو جزءاً كبيراً من قاعدة البيانات التي يحويها هذا البنك خلال أيام". إذن لم يكن الهدف من استمرار القتال كل هذه المدة إلا القتل من أجل القتل تحقيقا لمصالح نتنياهو السياسية وأحلام اليمين المتطرف المتحالف معه.

3 ـ من أجبر  نتنياهو على توقيع الاتفاق؟

ظل نتنياهو يُفشل كل جولات التفاوض لإيقاف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وساعدته في ذلك إدارة بايدن بصقورها الأكثر يمنية وصهيونية من الكثير داخل إسرائيل. والسؤال هنا ما الذي تغير وأجبر نتنياهو على توقيع الاتفاق؟! يحيب على هذا السؤال الكاتب عيران ياشيف، فيقول: "كان أحد المؤشرات المهمة على موقف ترامب هو نجاحه في إجبار نتنياهو، ضد إرادته، على صفقة رهائن. وخلافا للاعتقاد السائد، يشكل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقبة أمام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي تتوافق مصالحه مع مصالح إسرائيل، ولكن ليس مع مصالح نتنياهو. لذا، من الأفضل لترامب أن يتخلص من نتنياهو في أقرب وقت ممكن لأنه "صفقة سيئة" بالنسبة لترامب": نتنياهو صفقة سيئة لترامب، إسرائيل هايوم، 20/1/2025.

4 ـ كارثة من صنع أيديهم

دولة إسرائيل دولة قامت على القتل والتنكيل بالفلسطينيين، وهذا ما يعترف به "نيّر حسون"، في مقاله "هذه الكارثة من صنع أيدينا"، هاآرتس، 2/1/2025، فقال: "لا ينزعج العديد من الإسرائيليين إطلاقًا مما يحدث في غزة، ويفرح بعضهم بموت أطفالها، ويبدو أن غريزة الانتقام لن تشبع حتى يُقتل آخر سكانها. هنا يجب تحذير الجمهور الإسرائيلي من تآكل الصمود الأخلاقي للدولة، ومن المخاطر الأمنية بسبب حظر الأسلحة والمقاطعة الأكاديمية والتجارية، وحقيقة أن نتنياهو وفقًا للقانون الدولي هو مجرم حرب هارب. ويمكن أيضًا الإشارة إلى قوائم الجنود التي تتداولها المنظمات في محاولات لاعتقالهم في أي مطار".

5 ـ كل الإسرائيلين متهمون

يرجع "ب. ميخائيل" هذه الوحشية إلى واحدة من الأسس التي قامت عليها إسرائيل، وهي مقولة "كل الشعب جيش"، ففي مقال له بصحيفة هاآرتس، "أليس كل الشعب جيش؟!"، 19/1/2025، قال فيه: "من بين العديد من الأكاذيب والمغالطات التي تحيط بهذه الحرب الدنيئة، هي العبارة الجازمة: "كل من في غزة جميعهم حماس، وجميعهم قَتَلَة ونازيون معادون للساميّة. خلف هذه الخدعة يجري تبرير كل شيء: القتل العشوائي لنحو 50 ألف إنسان غالبيتهم الساحقة من النساء والأطفال، السحق التام للجهاز الطبي، الدمار الشامل لجميع المؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية والاجتماعية، والتدمير المنهجي والتسوية بالأرض لكل البنى التحتية اللازمة للحد الأدنى من الحياة من أجل تطهير قطاع غزة من الحثالات غير اليهودية.

سيكون من الصعب جدًا العثور في العالم كله على دولة كل ما فيها من: مواطنيين وصناعات وإعلام وثقافة ومجمل وجودها وكينونتها، مُجنَّدون ومُسخّرون لقواتها المسلحة، وناشطون إلى هذا الحدّ في القتال والاحتلال والنهب. كل الإسرائيليين ضالعون. فهم منذ الحمل حتى الولادة والذبول، مُرَبَّون، مُدرَّبون، مُرَوَّضون، مُذعِنون، مثل الدلافين في حوض الدلافين، مثل الخيول في السيرك، مثل الجنود في الموكب العسكري. مثل الدمى تحركها الخيوط. ذلك أنه في كل بيت في إسرائيل، في كل بيت حقًا، يسكن جندي واحد على الأقل. وبجانب باب البيت هنالك حقيبة مجهزة للحرب، فيها كل المستلزمات، إلى جانبها بندقية ساعَر وخوذة، كل شيء مُعدّ وجاهز وينتظر بفارغ الصبر لتنفيذ الأمر العسكري".

المحور الثالث.. الاتفاق نصر لحماس وإخفاق لإسرائيل

في ضوء ما عرضناه في المحورين السابقين، جاء تقييم الإسرائيليين لاتفاق وقف إطلاق النار، بأنه نصر لحماس، وإخفاق لا لبس فيه لإسرائيل:

1 ـ حماس تجني ثمار هجومها المميت

تحت هذا العنوان، نشر مركز القدس للشئون العامة في 19/1/2025، نشر تقييما مهما لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة للعميد احتياط يوسي كوبرفاسر الرئيس الأسبق لقسم الأبحاث بالاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، قال فيه: "يترك الاتفاق إسرائيل بمشاعر مختلطة من الفرح بالعودة المتوقعة للرهائن، والإحباط من التكلفة الباهظة. وعلى العكس من ذلك، تحتفل حماس وأنصارها في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي والأوسع. فقد حققت العديد من أهدافها، وأبرزها تأمين استمرار حكمها في غزة، مع ضمان إطلاق سراح السجناء من السجون الإسرائيلية:

ـ حققت إسرائيل واحدا ونصف فقط من أهدافها الحربية، إذ لم تُلحق بحماس سوى أضرار عسكرية لا سياسية، ولم تحصل على أي ضمانات بأنها لن تعيد بناء قدراتها العسكرية. كما لم يمنح الاتفاق إسرائيل حرية العمل ضد حماس إذا قامت ببناء هذه القدرات.

تواجه إسرائيل الآن تحديا كبيرا، وهو منع حماس من إعادة بناء قوتها وسط الدمار الذي لحق بغزة خلال وقف إطلاق النار الحالي. لذا، يجب على إسرائيل وضع خطة طوارئ قوية من شأنها أن تساعد في تخفيف المخاطر إذا انهار وقف إطلاق النار أو لم يتم تنفيذ خطة إطلاق الرهائن بالكامل.ـ أما حماس، فقد حققت جميع أهدافها الحربية تقريبا، وإن كان ذلك بثمن باهظ للغاية، وسيعزز  مكانتها بين الجمهور الفلسطيني، وكذلك نفوذ الإسلام الراديكالي على نطاق أوسع".

2 ـ تنفيذ الاتفاق هو السبيل الوحيد للتكفير عن الإخفاقات

كان هذا عنوان ما كتبه عوفر شيلح، مدير البرنامج البحثي "سياسة الأمن القومي الإسرائيلي"، في 16/1/2025، على موقع دراسات الأمن القومي. قال شيلح: "يجب تنفيذ اتفاق إطلاق سراح الرهائن بالكامل، مهما كانت التكاليف والعذاب النفسي وجرش الأسنان الذي يترتب على ذلك. فالآثار المترتبة على الاتفاق واضحة: لن تتسبب إسرائيل في "انهيار" حماس، فهي لم تكن قادرة على ذلك أبدًا. لقد تم إنهاك الجيش الإسرائيلي بمهام لم يكن لها أي تأثير على نتائج الحرب، وتآكلت مكانة إسرائيل الدولية حتى النخاع. ولم تغير أي الإجراءات التي اتخذتها القيادة السياسية والعسكرية الواقع الأساسي، ولم ينتج عنها إلا تضخيم تأثير تعافي حماس. ولا يوجد سوى طريقة واحدة للتكفير عن هذا الفشل سوى الالتزام الكامل بمبادرة بايدن/ترامب لإعادة تشكيل الشرق الأوسط من خلال تحالف إقليمي يكون بمثابة ثقل موازن لأعداء إسرائيل. كما يجب أن تُستكمل فورا التحقيقات في الحرب ومحاسبة المسؤولين عن هذه الإخفاقات".

المحور الرابع..  سيناريوهات ما بعد الاتفاق

هناك سيناريوهات متعددة لليوم التالي للاتفاق، وكلها تحمل نذرا من المواجهة والقبول بسوء ما يترتب عليها من نتائج مرة لإسرائيل، ونعرض في هذا الإطار ما نشره مركزان بحثيان مهمان في إسرائيل:

1 ـ المخاوف الأمنية للاتفاق وسيناريوهات التعامل معها 

في 21/1/2025، كتب تامير هايمان المدير التنفيذي لمعهد دراسات الأمن القومي دراسة مهمة عنوانها "المخاوف الأمنية من اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة"، وكان أهم ما تناولته ما يلي:

ـ "تواجه إسرائيل الآن تحديا كبيرا، وهو منع حماس من إعادة بناء قوتها وسط الدمار الذي لحق بغزة خلال وقف إطلاق النار الحالي. لذا، يجب على إسرائيل وضع خطة طوارئ قوية من شأنها أن تساعد في تخفيف المخاطر إذا انهار وقف إطلاق النار أو لم يتم تنفيذ خطة إطلاق الرهائن بالكامل.

ـ أثار الاتفاق اضطرابا نفسيا  ومخاوف أمنية ثقيلة لا مفر منها بشأن ثمن وقف إطلاق النار. والمشكلة الأكثر حدة في اتفاق وقف إطلاق النار هي تنفيذه التدريجي والمرحلي. وتشمل المرحلة الثانية إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين المدانين بارتكاب جرائم بشعة بشكل خاص، ووقف عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة، وانسحابه من القطاع.

ـ سيسمح الانسحاب الإسرائيلي من غزة ونهاية الحرب لحماس بإعادة بناء قدراتها العسكرية طويلة الأجل والحفاظ على دوافعها للمقاومة النشطة ضد إسرائيل على المدى القصير.

ـ السماح لحماس بالبقاء كحاكم فعلي لغزة هو المشكلة الاستراتيجية الرئيسية لأنه يتناقض مع أهداف الحرب التي حددتها الحكومة الإسرائيلية؛ بينما الأمور الآخرى  يمكن حلها

ـ إن عودة الفلسطينيين ووجودهم الفعلي في شمال قطاع غزة لا يشكلان خطرا كامنا. لكن. طالما استمر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، سينضم بعض الأفراد ـ حتى أولئك الذين هم حاليا أطفالا أبرياء ـ إلى صفوف المقاومة. وبدون معالجة جذر المشكلة، ستواصل إسرائيل علاج الأعراض فقط؛ بينما يكمن الخطر الحقيقي في إمكانية إعادة بناء البنية التحتية للمقاومة".

في ضوء هذا التقييم، يضع الكاتب أربعة بدائل، كلها مرة وسيئة لإسرائيل وعصية على التنفيذ، إما بسبب الاتفاق، أو الظروف الداخلية والإقليمية والدولية. هذه البدائل هي:

ـ إعادة احتلال شمال القطاع وضمه لإسرائيل: سيجعل الاتفاق هذا الخيار أكثر تعقيدا. فإجلاء الفلسطينيين مرة أخرى من الشمال - حتى لو كان ممكنا عسكريا - سيكون غير مقبول دوليا. وليس من الواضح إذا كان ترامب سيؤيده. وتكاليف هذا الخيار على كافة الأصعدة  ستفوق الفوائد.

ـ إعادة الحكم العسكري للقطاع: وذلك بإعادة احتلال القطاع، وفرض الأحكام العرفية، ومواصلة القضاء على حماس، مع تحمل مسؤولية توزيع المساعدات وتلبية الاحتياجات المدنية. تكاليف هذا الخيار باهظة، وسيؤدي إلى رد فعل دولي عنيف كبير. وسيحتاج الجيش إلى استدعاء أعداد كبيرة من جنود الاحتياط، وشراء كميات هائلة من الأسلحة والذخيرة. وستجد إسرائيل نفسها تحكم غزة إلى الأبد، وهي منطقة مدمرة تضم أكثر من مليوني فلسطيني فقير وجائع وغاضب ويائس.

ـ سياسة "الفوضى المخططة": تواصل إسرائيل العمليات العسكرية ضد حماس؛ لكنها لن تشارك في الإدارة المدنية للقطاع. لذا، من المرجح أن تستعيد حماس السيطرة، وتعيد بناء نفسها، لأنها تعمل كسلطة الأمر الواقع التي تتحكم في المساعدات الإنسانية. ستكون مسألة وقت فقط قبل أن تشكل سيطرة حماس الاقتصادية على غزة وغياب أيديولوجية منافسة لتحدي روايتها عن المقاومة تهديدا أمنيا لدولة إسرائيل. وما دامت أيديولوجية المقاومة قائمة، فسيظل التحدي دون حل.

إن عودة الفلسطينيين ووجودهم الفعلي في شمال قطاع غزة لا يشكلان خطرا كامنا. لكن. طالما استمر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، سينضم بعض الأفراد ـ حتى أولئك الذين هم حاليا أطفالا أبرياء ـ إلى صفوف المقاومة. وبدون معالجة جذر المشكلة، ستواصل إسرائيل علاج الأعراض فقط؛ بينما يكمن الخطر الحقيقي في إمكانية إعادة بناء البنية التحتية للمقاومة".ـ نظام مدني بديل: يقوم على نقل إدارة القطاع إلى كيان آخر غير حماس، مع بقاء المسؤولية الأمنية للجيش الإسرائيلي عبر الغارات الجوية المستهدفة والعمليات السرية. وهذا الخيار أكثر تعقيدا في التنفيذ؛ إلا أنه سيبقي حماس خارج السلطة، ويمتثل للقانون الدولي. وقد يمهد الطريق لعودة السلطة الفلسطينية الذي قد تعارضه لميلها التاريخي إلى تجنب تحمل المسؤولية ومطالبها "الكل أو لا شيء". كما قد يواجه مقاومة إسرائيلية كبيرة. ومع ذلك، فإن الضغط الخارجي، لا سيما من ترامب، يمكن أن يجبر السلطة على قبول مثل هذا الترتيب أو دعم نظام مدني بديل لغزة.

2 ـ الضفة الغربية جبهة مواجهة

على موقع مركز القدس للشؤون العامة، كتب رون بن مناحيم المدير العام السابق للإذاعة الإسرائيلية مقالا عنوانه "الخوف من تصعيد أمني في الضفة الغربية عقب إطلاق السجناء الفلسطينيين"، 20/1/2025، قال فيه: " تبنى المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي إجراءات لتعزيز الأمن في الضفة الغربية. ووفقا لرئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي رونين بار، فإن حوالي 82% من السجناء الفلسطينيين الذين أُطلق سراحهم في صفقة شاليط عام 2011 عادوا إلى المقاومة. وحذر مسؤولون أمنيون كبار من أن إطلاق سراح مئات السجناء واستقرارهم في الضفة الغربية سيكون بمثابة دفعة كبيرة لأنشطة المقاومة، وتعزيز نفوذ حماس في الشارع الفلسطيني وإضعاف السلطة الفلسطينية.  في نقاش أمني رفيع المستوى برئاسة نتنياهو، أوصى رئيس جهاز الأمن العام بعملية عسكرية كبيرة في الضفة تستهدف الكتائب التي ظهرت في شمالها في السنوات الأخيرة". وهذا السيناريو سيؤديه نتنياهو ليضمن البقاء في السلطة وعدم التعرض للتحقيق في إخفاقات الحرب، وسيؤيده كذلك زعماء اليمين المتطرف لتحقيق مشروهم في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية ومنع حل الدولتين.

الخلاصة

لخص العميد احتياط يوسي كوبرفاسر خلاصة تقييمه للاتفاق ونتائجه الاستراتيجية، والذي أشرنا إليه في فقرة "حماس تجني ثمار هجومها المميت"، فقال: "تدفع إسرائيل الثمن الباهظ لكارثة 7 أكتوبر 2023. وهي تحول تركيزها إلى الاستفادة من إنجازات الحرب، وخاصة ضرباتها القاسية للمحور الإيراني، لتشكيل شرق أوسط جديد. وفي الوقت نفسه، يجب عليها أن تتصدى للتحديات الجديدة في السياق الفلسطيني: تعزيز حماس، الضغط المتزايد للسماح بإقامة دولة فلسطينية، والجهود المستمرة لنزع الشرعية عن إسرائيل في المحاكم الدولية، وتراجع قيادة محمود عباس، والسياق الإقليمي  المتمثل في صعود تركيا وتعزيز الإسلام السني الراديكالي".

أما كوبي ميخائيل، الباحث الأول في معهد دراسات الأمن القومي INSS، وفي 16/1/2025، وتحت عنوان "اتفاق وقف إطلاق النار: الفلسطينيون الوجه الآخر من العملة"، فيوجز المشهد بالنسبة لحماس بقوله: "ترى حماس في الاتفاق إنجازًا مهمًا، ولا يقل عن كونه انتصارًا بعد 15 شهرًا من الحرب ضد أقوى جيش في الشرق الأوسط. كما أن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وكثير منهم من كبار أعضاء حركة فتح، يعد إنجازًا مهمًا آخر يُحرج السلطة الفلسطينية، ويسلط الضوء على فشلها، وعدم جدوى المسار الدبلوماسي الذي اختارته على المقاومة. وستركز حماس على إعادة بناء نفسها، وستواصل بحزم نضالها ضد إسرائيل حتى تحقيق الهدف النهائي حتى لو تأخر تحقيقه".

أما تامير هايمان الذي أشرنا إلى دراسته في المحور الثالث، فيقول: "إذا بقيت حماس في السلطة في غزة، وإذا ضمنت إطلاق سراح أسراها، وأجبرت الجيش الإسرائيلي على الانسحاب من القطاع، فإنه من المرجح أن يعلن قادة حماس النصر،ة  وسيصدقهم الكثيرون".

وأخيرا، وفي الوقت الذي تبكي فيه صقور إسرائيل، ويصطف أحرار العالم في خندق واحد مع غزة العزة، يظل المطبعون العرب سادرين في غيهم دون أي مراعاة لدماء الشهداء ومصالح الأمن القومي العربي، فقد كتب إيلان زيلات ويوئيل جوزانسكي في 20/1/2025، على صفحة معهد دراسات الأمن القومي، تحت عنوان "دبلوماسية الذكاء الاصطناعي الاماراتية": "بعد فترة وجيزة من زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إلى الإمارات العربية المتحدة، أعلن معهد أبحاث الذكاء الاصطناعي الإماراتي عن افتتاح فرع له في حيفا في تعزيز لاتفاقيات إبراهام".

مقالات مشابهة

  • شملتا أساليب الرعاية.. ندوتان علميتان عن الصقور في جامعة الطائف
  • النصر ضيفا ثقيلا على الرائد بالدوري السعودي.. الليلة
  • يوم بكى فيه صقور الاحتلال.. قراءة في كتابات إسرائيلية
  • الصقور والسواد يبلغان ربع نهائي دوري أبطال الحداء بذمار
  • حازم إمام: النادي الأهلي أغنى نادي في القارة
  • الليلة.. عرض فيلم "مدرسة أبدية" في نادي سينما الأوبرا بمعرض الكتاب
  • مدرب ريال مدريد يعلّق على إمكانية انتقال فينيسيوس جونيور إلى الدوري السعودي
  • نادي الاتحاد السعودي يحسم صفقة مع برشلونة
  • الأهلي يطالب نادي الخلود السعودي بسداد مستحقات ديانج
  • 700 مليون يورو.. الدوري السعودي يخطط لضم فينيسيوس جونيور من ريال مدريد