المضي قدمًا في تبادل الخبرات ومواصلة التكاتف وتنسيق الجهود لمواجهة المخاطر الأمنية وزراء داخلية «التحالف» يبحثون عددًا من القضايا الأمنية المشتركة وزير الداخلية يشيد بالعلاقات التاريخية والأخوية المتميزة مع الإمارات
شارك الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، يوم أمس، في اجتماع وزراء الداخلية بدول التحالف الأمني الدولي، الذي عقد في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.

وقد ألقى الوزير كلمة خلال الاجتماع، جاء فيها: يطيب لي، بداية، أن أعرب عن خالص الشكر والتقدير لسمو الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، على ما يقوم به من جهود شخصية متميزة لتعزيز دور التحالف الأمني الدولي، مشيدا بقيادة دولة الإمارات للتحالف ودعمها لعملياته المشتركة، وما تقوم به الأمانة العامة في أبوظبي من دور تنسيقي احترافي، في مكافحة الجريمة المنظمة والعابرة للحدود بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، مؤكدا تقديري لمشاركة أصحاب المعالي وزراء الداخلية بالدول الأعضاء وما يبدونه من توجه صادق وبناء يعكس المسئولية الأمنية لهذا التحالف، والذي استطاع رغم عمره الزمني، الذي لم يتجاوز السنوات الست، أن يؤكد دوره ومكانته الدولية في مكافحة الجريمة ومجابهة المخاطر الأمنية بمختلف أشكالها، وهو ما كان واضحا خلال العملية الأمنية المشتركة، التي تم خلالها إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات مما يعكس قدرات وخبرات دول التحالف والتزامها بالمضي قدما، بعزيمة وإصرار، في معالجة القضايا ومواجهة التحديات الأمنية. الحضور الكريم، إن الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة وما يصاحبها من حالة ترقب واستعداد من الجهات الأمنية، وكذلك ظهور أنماط جديدة من الجرائم المنظمة، وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الفكر المتطرف كل ذلك يستدعي مواصلة العمل المشترك لتعزيز دور التحالف، من خلال رفع مستويات التعاون والتنسيق في مجالات أمنية عديدة ليشمل الأمن السيبراني والأمن الغذائي والحماية المدنية وخدمات الإسعاف وتطوير عمل فرق الإنقاذ واستخدام المعدات والتقنيات الحديثة التي تسهم في زيادة كفاءة وقدرات الأطقم العاملة وجاهزيتها، انطلاقا من الرؤية المتكاملة التي تجمع الدول الأعضاء. مؤكدين على أهمية المضي قدما في تبادل الخبرات ومواصلة التكاتف وتنسيق الجهود لمواجهة المخاطر الأمنية وتعزيز الاستقرار الإقليمي وحماية الأمن والسلام الدوليين. وفي الختام، أود أن أعرب عن اعتزازي بمشاركة مملكة البحرين في هذا التحالف الأمني الدولي، والذي يمثل صورة من صور الإرادة الدولية للتصدي للجريمة بكل أشكالها، متمنيا لهذا الاجتماع التوفيق والسداد. والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته. وقد تم خلال الاجتماع بحث عدد من الموضوعات والقضايا الأمنية المشتركة، ومن بينها مكافحة الجرائم الالكترونية واستخدام الطائرات المسيرة من قبل الجماعات الإرهابية، منع التطرف العنيف ومكافحته عبر الإنترنت، والجرائم البيئية المرتبطة بالتغير المناخي، وذلك في اطار تعزيز تبادل الخبرات ومجابهة التهديدات الأمنية ووضع الاستراتيجيات المشتركة لمكافحة الجريمة. ويشمل التحالف مجموعة عمل دولية لمواجهة الجريمة المنظمة العابرة للحدود وجرائم التطرف، في اطار تحرك تنسيقي للتعامل مع مؤشرات تصاعد المخاطر الأمنية دوليا. وتتمثل المهمة الرئيسة للتحالف الذي تأسس في فبراير 2017 في تعزيز التعاون في مجال الأمن الداخلي بين الدول الأعضاء، خاصة فيما يتعلق بالأولويات الاستراتيجية ومنها منع ومكافحة أشكال التطرف وأي جرائم تمس أمن المجتمعات. كما يعد التحالف بمنزلة منتدى لتبادل الخبرات ونشر أفضل الممارسات وأسس ووسائل التدريب على الصعيد الشرطي، ومواجهة الجريمة المنظمة والعابرة للقارات. وعلى هامش اجتماع وزراء الداخلية بدول التحالف الأمني الدولي، التقى الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، وسمو الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة. وأشاد الوزير بالعلاقات التاريخية والأخوية المتميزة بين البلدين الشقيقين، والحرص المتبادل على تعزيز آفاق التعاون الأمني في مختلف المجالات. وتم خلال اللقاء بحث عدد من الموضوعات والمسائل الأمنية وتعزيز الجهود المشتركة لتبادل الخبرات والمعلومات في إطار التحالف الأمني الدولي، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي. ورافق وزير الداخلية خلال زيارته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وفد يضم عددا من المسؤولين بالوزارة.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الإمارات العربیة المتحدة التحالف الأمنی الدولی وزیر الداخلیة

إقرأ أيضاً:

كيف يشكل التحالف بين أمريكا وأوروبا ركيزة أساسية لمواجهة الصين؟

في وقت يتسارع فيه التأثير الصيني على الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية، تبرز الحاجة إلى تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لمواجهة هذا التحدي المشترك، إذ يمثل الجانبان معاً القوى الاقتصادية الأكبر في العالم، ومن خلال تحالفهما، يمكن لهما تشكيل جبهة موحدة لمواجهة السياسات الاقتصادية الصينية المهيمنة.

النزعة التجارية الصينية

ويقول الباحثان كوش أرها وجورن فليك في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، باعتبارهما الاقتصادين الحرين والمنفتحين الوحيدين القادرين على مواجهة النزعة التجارية الصينية، هما شريكان لا غنى لأحدهما عن الآخر في التغلب على الصين.

ويضيف الباحثان أن حصة الاتحاد الأوروبي من الناتج المحلي الإجمالي العالمي أكبر قليلاً من حصة الصين. وتبلغ قيمة الاستثمارات المتكاملة عبر الأطلسي أكثر من 5 تريليونات دولار، مع أكثر من 2.7 تريليون دولار من الاستثمارات الأمريكية في أوروبا، وأكثر من 2.4 تريليون دولار من الاستثمارات الأوروبية في الولايات المتحدة.

وتشكل اقتصادات ضفتي الأطلسي أكبر وأقوى تجمع اقتصادي في العالم، وتحتاج إلى الاستفادة من ميزتها الجماعية في مواجهة الخصوم العالميين المشتركين الذين يسعون بعزم إلى تقسيمهما.

???????? The EU wants to impose sanctions against China because it has allegedly started supplying weapons to Russia, the German publication FAZ reported on Friday, citing sources. pic.twitter.com/Eeq9oW3v21

— Sprinter III (@SprinterIII) November 15, 2024 توحيد الجهود

ويقول الباحثان إنه ينبغي على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي توحيد جهودهما لتعزيز مصالحهما المشتركة، غير مبالين بمحاولات خصومهما المشتركين لإلهائهما. ويعكس التصويت الأخير لدول الاتحاد الأوروبي على فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية الصينية الرخيصة التي تغزو الأسواق الأوروبية، إدراك التهديد الصيني والتحديات التي تواجه توحيد الدول الأوروبية المختلفة لاتخاذ إجراءات حاسمة. ويجب على الولايات المتحدة أن تعي هذا التقارب عبر الأطلسي وأن تركز على الجهود المشتركة والمنسقة لدعم هذا التحالف المتزايد، رغم هشاشته.

وتتبنى الصين استراتيجية مشابهة لروسيا، لكنها تمتلك أدوات اقتصادية أكبر بكثير. وتهدف بكين إلى خلق انقسامات، ليس فقط بين دول الاتحاد الأوروبي، بل أيضاً بين الولايات المتحدة وأوروبا. وسيكون تجاهل أو دعم خطط الخصوم لتفريق الصف تصرفا غير حكيم. وعلى العكس، ينبغي على القادة الأمريكيين والأوروبيين إظهار فهم وصبر استثنائيين تجاه التحديات الداخلية لكل جانب لضمان تعزيز التضامن عبر الأطلسي في مواجهة الخصمين المشتركين، الصين وروسيا.

ويقول الباحثان إن اتخاذ إجراء جماعي ضد الصين في أوروبا أثبت أنه أشبه بمحاولة "جمع القطط"، كما يظهر من التصويت الأخير حول فرض رسوم جمركية محتملة على السيارات الكهربائية الصينية.

وعلى الرغم من أن التصويت قد أقر في المفوضية الأوروبية، فإن غالبية دول الاتحاد الأوروبي إما امتنعت عن التصويت "12 دولة من أصل 27" أو كما في حالة خمس دول بقيادة ألمانيا والمجر، عارضت الإجراء. وصوتت عشر دول فقط، بما في ذلك دول البلطيق وبولندا وبلغاريا والدنمارك وهولندا وإيطاليا وفرنسا وإيرلندا، لصالح القرار.

????NATO CHIEF: RUSSIA GIVES NORTH KOREA MISSILE TECH THAT THREATENS THE US

“Russia working together with North Korea, Iran, and China, is not only threatening Europe…but also the Indo-Pacific and North America.

We must stand together: Europe, North America, and our global… pic.twitter.com/zN8XooBvJe

— Mario Nawfal (@MarioNawfal) November 12, 2024 كيف تتم المواجهة ؟

وامتنعت دول بارزة في حلف الناتو عن التصويت، مثل رومانيا وجمهورية التشيك، إلى جانب الأعضاء الجدد في الناتو فنلندا والسويد، كما فعلت إسبانيا والبرتغال واليونان وعدد من الدول الأصغر مثل كرواتيا وقبرص والنمسا وبلجيكا ولوكسمبورج. ويعطي هذا النمط في التصويت أربع رؤى رئيسية للقادة الأمريكيين، لا سيما أولئك الذين يركزون على الصين.

أولاً وقبل كل شيء، يمتلك الاتحاد الأوروبي وحده، وليس أي دولة أوروبية منفردة، القوة الاقتصادية الكافية لمواجهة الصين. ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين هي القائدة الأوروبية الوحيدة التي زارت بكين وأرسلت رسالة قوية قائلة: "الهدف الواضح للحزب الشيوعي الصيني هو إحداث تغيير جوهري في النظام الدولي، بحيث تكون الصين في مركزه".

وفي المقابل، أرسل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسائل متباينة بشأن تايوان في محاولة لإبعاد فرنسا عن الولايات المتحدة. ويبدو أن المستشار الألماني أولاف شولتس مهتم أكثر بالحفاظ على السوق الصينية للسيارات الألمانية. أما بالنسبة للمجر، فإنها تتلقى استثمارات صينية تفوق تلك التي تتلقاها ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة مجتمعة، مع خطط لإنتاج السيارات الكهربائية الصينية محلياً لتجنب الرسوم الجمركية الأوروبية.

ويرحب العديد من القادة والأحزاب السياسية في أوروبا، خصوصاً أولئك المتحالفين مع المحافظين الأمريكيين في القضايا الثقافية، غالباً بمبادرات روسيا والصين، رغم أنها تتعارض مع المصالح الوطنية لكل من الولايات المتحدة وأوروبا.

ثانياً، تنظر أورسولا فون دير لاين، المدعومة من المجموعة الأساسية من الدول التي صوتت لصالح فرض الرسوم على الصين، باستثناءات ملحوظة مثل فرنسا وإيرلندا، إلى الصين وروسيا كتهديدين متكاملين. وعلى عكس الآخرين، لا تسعى هذه المجموعة للحصول على ضمانات أمريكية لحلف الناتو بينما تعرب عن استيائها من التورط في منافسة أمريكية-صينية.

ويرى الباحثان أن التحدي الصيني للمصالح الأمريكية يمتد إلى ما هو أبعد من منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إذ أن الدعم المادي الذي تقدمه الصين لروسيا يعد أمراً أساسياً لاستمرار حربها الوحشية ضد أوكرانيا.

كما أن القوات الكورية الشمالية تقاتل نيابة عن روسيا على الجبهات الأوكرانية. ويدرك القادة الواقعيون في كل من أمريكا وأوروبا حجم التحدي العالمي الذي تمثله الصين ويعرفون أن التصدي له يتطلب تحركاً جماعياً.

وفي هذا الجهد، تتولى فون دير لاين قيادة أوروبا متفوقة على أي قائد وطني آخر.

ثالثاً، انتقل محور سياسة أوروبا تجاه الصين من برلين إلى بروكسل. فلم تتمكن برلين من عرقلة التحرك الأوروبي ضد السيارات الكهربائية الصينية، كما فعلت سابقاً مع الألواح الشمسية الصينية منذ نحو عقد من الزمن. وأصبحت المفوضية الأوروبية تحت قيادة أورسولا فون دير لاين تقود سياسة أوروبا تجاه الصين.

واستثمرت فون دير لاين رصيداً سياسياً كبيراً لمواجهة بلدها الأم والحفاظ على هذا المسار. وإن شراكة أمريكية-أوروبية بشأن الصين ستدعم موقفها، مما يساعدها على إبقاء الدول الأعضاء ثابتة على هذا النهج، وسيتيح للولايات المتحدة شريكاً اقتصادياً قوياً للحد من السلوك الاستغلالي للصين.

ورابعاً، يجب على الولايات المتحدة وأوروبا أن تظهران قدراً من التضامن والوحدة لا يقل عن ذلك الذي يظهره خصومهما. فقد تغلبت الصين وروسيا، في شراكتهما "بلا حدود"، على اختلافات هيكلية كبيرة للاتحاد ضد التحالف الأطلسي.

وهذا التوحد يزداد وضوحاً مع انضمام إيران وكوريا الشمالية. وإن استجابة عبر الأطلسي مدفوعة بالمصالح المشتركة والهدف الملح ليست مجرد ترف، بل ضرورة. ويعد الناتو المعزز والتحالف القوي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من الركائز الدفاعية والاقتصادية التي لا غنى عنها في مواجهة "محور الأربعة" بقيادة الصين.

ويخلص الباحثان إلى أنه يجب على الإدارات الأمريكية والأوروبية المقبلة أن تعطي الأولوية لإيجاد أرضية مشتركة في مواجهة النزعة التجارية الصينية. وأي نزاع تجاري عبر الأطلسي بشأن الرسوم الجمركية من شأنه أن يضعف التقارب الهش بشأن التهديد الصيني، ويؤدي إلى ضغط الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على المفوضية لاتخاذ تدابير انتقامية ضد أمريكا.

وفي الوقت نفسه، سيظل التحدي الأكبر الذي تشكله الصين دون معالجة، مما يعزز محور الصين-روسيا من خلال إضعاف مرونة وإرادة الحلفاء.

مقالات مشابهة

  • نائب وزير الداخلية التركي يزو مقرّ الإدارة العامة للعمليات الأمنية
  • المنفي: نجاح انتخابات البلديات خطوة مهمة في المسار الديمقراطي وتعزيز الاستقرار
  • رئيس المجلس الرئاسي: نجاح الانتخابات البلدية خطوة مهمة في المسار الديمقراطي وتعزيز الاستقرار
  • معاون مدير أمن بنغازي يترأس اجتماعًا لتقييم الأداء وتعزيز الجاهزية الأمنية
  • الإمارات وعُمان.. نموذج للشراكة الأخوية والرؤية المشتركة
  • حل ذكي من هواوي لمواجهة انقطاع الكهرباء وتعزيز استدامة الطاقة
  • نائب وزير الداخلية التركي يشارك بالاجتماع الثاني للجنة التعاون الأمني الليبي
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: نسعى لتحقيق الاستقرار الأمني والمالي بالضفة
  • الإمارات تطلق مبادرة لتأسيس "التحالف العالمي لكفاءة الطاقة"
  • كيف يشكل التحالف بين أمريكا وأوروبا ركيزة أساسية لمواجهة الصين؟