بعد العثور على بردية فريدة داخل مقبرة فرعونية .. ما أهمية كتاب الموتى؟
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
اكتشف علماء الآثار في مصر مقبرة قديمة تحتوي على بردية من كتاب الموتى. تقع المقبرة في تونة الجبل في وسط مصر وتعود إلى عصر الدولة الحديثة (نحو 1550 إلى 1070 قبل الميلاد) وتحتوي على مومياوات وتوابيت وتمائم والعديد من تماثيل الأوشابتي التي كانت مخصصة لخدمة المتوفى في الحياة الآخرة.
بردية كتاب الموتى
ويبلغ طول بردية كتاب الموتى التي عُثر عليها في المقبرة حوالي 13 إلى 15 مترًا.
كتاب الموتى هو اسم حديث يُطلق على مجموعة متنوعة من النصوص التي خدمت عددًا من الأغراض، بما في ذلك مساعدة الموتى على التنقل في العالم السفلي. الاسم الذي أعطاه المصريون القدماء لهذه النصوص يُترجم أحيانًا إلى "كتاب الخروج بالنهار". غالبًا ما يتم دفن نسخ من مقتطفات كتاب الموتى مع المتوفى.
اكتشاف مهم
من جانبهم قال العلماء الذين لم يشاركوا في التنقيب إن الاكتشاف قد يكون مهمًا. وقال فوي سكالف، عالم المصريات ورئيس أرشيف الأبحاث في جامعة شيكاغو، لـ لايف ساينس في رسالة إلكترونية: "من النادر جدًا" العثور على نسخة من كتاب الموتى في القبر الذي دفنت فيه في الأصل. "بدون صور، من الصعب قول المزيد، ومن المعتاد انتظار نوع من النشر الرسمي لتكوين تقييمات صلبة."
وقالت لارا وايس، الرئيسة التنفيذية لمتحف رومر بيليزيوس في ألمانيا، والتي درست كتاب الموتى على نطاق واسع، لـ لايف ساينس في رسالة بريد إلكتروني: "إذا كانت طويلة وجيدة الحفظ [فإنها] بالتأكيد اكتشاف رائع ومثير للاهتمام".
اكتشف علماء الآثار في المقبرة المكتشفة حديثًا عددًا من التوابيت والمومياوات، بما في ذلك ابنة جحوتي، الكاهن الأكبر للإله آمون الذي عاش قبل أكثر من 3500 عام. يبدو أن تابوتًا آخر يعود لامرأة كانت مغنية في معبد آمون، وهو إله مرتبط بالشمس ومدينة طيبة القديمة (الأقصر الحديثة).
احتوت المقبرة أيضًا على العديد من الأواني الكانوبية التي كانت ستحتفظ بأعضاء المتوفى. كما تم العثور على بقايا من التوابيت الحجرية التي كانت تحتوي على التوابيت الخشبية للمتوفى، بجانب البردية الأثرية، ولا تزال أعمال التنقيب وتحليل البقايا جارية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بردية علماء الآثار مومياوات نوادی مسرح الطفل العثور على
إقرأ أيضاً:
تفاصيل اللحظات الأولى لقصف الصحفيين جنوب قطاع غزة.. جسدٌ ملتهب
أدلى صحفيان فلسطينيان شهادات حية تكشف تفاصيل اللحظات الأولى لقصف الاحتلال الإسرائيلي، الذي استهدفت الليلة الماضية، خيمة لعدد من الصحفيين قرب مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد الصحفي حلمي الفقعاوي والشاب يوسف الخزندار، إلى جانب إصابة عدد من الصحفيين.
وحصلت "عربي21" على شهادة المصور الصحفي عبد الرؤوف شعث والمصور الصحفي بدر طبش، واللذين كانا متواجدين قرب المكان لحظة القصف الإسرائيلي، وتحدثا عن هول المشهد والتهاب النيران بجسد أحد الصحفيين، وهو أحمد منصور الذين أصيب بحالة حرجة.
وقال شعث: "لم أتخيّل أن تأتي لحظة أهرع فيها إلى إنسان والنار تلتهم جسده، لا لإنقاذه من الغياب، بل من الاحتراق"، مشيرا إلى أنه "عندما استهدفت طائرات الاحتلال خيمة الصحفيين في مخيم ناصر، انفجر كل شيء من حولنا: الصوت والنار والغبار والذهول، فإذا بالزميل أحمد منصور يشتعل أمامي، لا مجازا بل حقيقة تُفطر القلب".
فطرة إنسانية
وتابع قائلا: "لم أفكر، اندفعت إليه بكل ما فيّ من خوف ومحبة وفطرة إنسانية، حاولت دون شعور ولا أعرف ماذا فعلت ولا أدري كيف تحركت، كأنّي أطفئ النار المشتعلة في قلبي، كان يصرخ، وعيناه تبحثان عن النجاة في وجهي، لم يكن ذلك مشهدًا من فيلم، كان وجعًا حيًّا، حقيقيًّا، يحترق".
واستكمل شهادته بالقول: "نحن صحفيون.. نحمل الكاميرا، لا السلاح، نروي الحقيقة، لا نشارك في القتال، فلماذا نُقصف؟".
وأكد شعث أن "تلك اللحظات ستبقى محفورة في ذاكرتي ما حييت، أحمد، زميلي، لا أملك وعدًا لك إلا أني حاولت بكل ما أستطيع.. وأنك ستبقى في قلبي، وفي عيوننا جميعًا. سامحني إن خذلتك لحظة، وسامح هذا العالم الذي لم يمنحك حق الحياة، ولا حتى حق النجاة من لهيب الظلم".
وأردف بقوله: "لقد كان المشهد قاسيًا إلى حدّ يعجز عنه الوصف؛ جسد يحترق، صرخاتٌ تخترق الدخان، وقلوبٌ تتفتت على أصدقاء لا نستطيع إنقاذهم بقدر ما نتمنى".
ولفت إلى أنه "في تلك اللحظات، لا يملك الإنسان إلا ردّ فعل غريزي، بين الهرب، أو الاندفاع، أو الجمود التام، البعض أمسك بالكاميرا، لا لأنه أراد التصوير بدل الإنقاذ، بل لأنه شُلّت حركته، وفعل ما استطاع فعله في لحظة الرعب".
لحظة خارجة عن كل تصور
وشدد على أنه "لا أحد يختار أن يرى إنسانا يحترق ثم يلتقط له صورة بقلب بارد، لكننا نذكّر من يهاجم دون أن يشهد، أن الله لا يكلّف نفسًا إلا وُسعها، والحمد الله أنّ الله ألهمني المحاولة، وأن للذهول حدودًا لا تُقاس من خلف الشاشات، ما حدث لا يُنسى، ومن كان هناك لن يشفى بسهولة، لا من الحريق، ولا من العجز، ولا من قسوة الأحكام".
من جانبه، ذكر المصور الصحفي طبش تفاصيل ما حدث، قائلا: "ما حدث لحظة خارجة عن كل تصور، من لحظة القصف في المخيم وحتى رؤية زميلنا الذي كان يحترق، والمكان كله كان نار ودخان وصراخ، والكل مصدوم، والكل بيحاول يفهم ما يحدث، وأنا كنت واحد من الناس".
وأشار إلى أنه بشكل غير إرادي أمسك كاميرته وقام بتصوير المشهد المرعب، لكي يرى العالم هذا الوجع، منوها إلى أن زميله شعث امتلك شجاعة فردية وسارع إلى المشاركة في عملية الإنقاذ.
ولفت إلى أن الصحفي يحاول توثيق جرائم الاحتلال رغم الخطورة الكبيرة التي يواجهها، منوها إلى أن ما وثقه هو ثانية واحدة من لحظة طويلة مليئة بالفوضى والعجز والخوف والدم.
وختم بقوله: "الصحفي يحمل روحه على كفه لكي يوثق الحقيقة، ويعرض نفسه للخطر أكثر من مرة، ومؤمن أن الصورة أداة مقاومة، والكاميرا أقوى من الرصاصة".