يشاطر الرئيس الأمريكي جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مخاوفه بشأن الخطة الإسرائيلية للهجوم البري على غزة.

ونقل موقع "أكسيوس" في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن بايدن يريد أن يكون الهجوم البري على غزة، أقرب لما حدث بالموصل في 2016، وليس الفلوجة في 2004.

وأضاف الموقع نقلا عن المسؤولين الأمريكيين قولهم إن بايدن، "ورغم دعمه الكامل لإسرائيل وحقها في ضرب حماس، قام بشكل منهجي ودقيق بتأخير الغزو الوشيك لغزة".

وأشار إلى أن بايدن قدّم دعماً عسكرياً ودعماً شعبياً لكسب الوقت في غزة، وأوضح أيضاً أن الولايات المتحدة لا تريد أن تتصرف إسرائيل بشكل متهور، أو دون أخذ مخاوف الولايات المتحدة في الاعتبار.

هذه الاستراتيجية التي وصفها موقع "أكسيوس" بالبطيئة، تنبع من 5 مخاوف كبرى متعلقة بالعملية البرية المُحتملة لإسرائيل.

وهذه المخاوف تحدث عنها للموقع الأمريكي، مسؤولون أمريكيون وخبير الشرق الأوسط في "أكسيوس" باراك رافيد، وتتمثل في أنه يريد أن يُخرِج ما يُقدَّر بأكثر من 500 مواطن أمريكي محاصرين في غزة قبل اشتداد القتال.

اقرأ أيضاً

نتنياهو: العملية البرية في غزة قادمة لا محالة..والحساب على "الإخفاق" بعد الحرب

ويقول المسؤولون إن 6 محاولات لإخراجهم باءت بالفشل، وزعموا أن "ذلك يرجع جزئياً إلى أن حماس منعت الأمريكيين من المغادرة"، حسب قولهم.

كذلك يحتاج بايدن إلى مزيد من الوقت، لتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط؛ نظراً إلى المخاوف المتزايدة من قيام إيران أو الجماعات المدعومة من طهران بمهاجمة إسرائيل.

كما يخشى بايدن أن يؤدي الهجوم السريع والمتهور على غزة إلى دخول إسرائيل في معركة شوارع دامية طويلة، يمكن أن تقتل عشرات الآلاف من الناس، ودون أن تنجح في تدمير "حماس"، كذلك يمكن أن يدفع ذلك "حزب الله" وغيره من وكلاء إيران إلى الانضمام إلى الحرب، مع احتمال تعرُّض الأمريكيين في المنطقة للخطر.

ويريد بايدن أيضاً شراء الوقت لنتنياهو، الذي لديه أسبابه الخاصة للتأخير، حيث قال "أكسيوس" إن "نتنياهو رغم الضغوط السياسية للتحرك بسرعة ضد حماس كان دائماً يتجنب المخاطرة، ولديه وجهة نظر متشككة إلى حد ما بشأن الخطط العسكرية الإسرائيلية، ويريد أن يكسب الوقت. لذلك فهو يريد الاستماع إلى الآراء الأخرى".

وأضاف: "هو على استعداد لمنح مزيد من الوقت لمحادثات إطلاق سراح الرهائن بينما تستعد قوات الدفاع الإسرائيلية بشكل أفضل لهجوم بري".

كما زعمت مصادر الموقع الأمريكي، أن بايدن "يريد تسليم مزيد من المساعدات لأكبر عدد ممكن من الفلسطينيين؛ للحد من الأزمة الإنسانية وردود الفعل العالمية العنيفة".

اقرأ أيضاً

لحين نشر دفاعات جوية أمريكية بالمنطقة.. إسرائيل تؤجل الاجتياح البري لغزة

وفي موازاة ذلك، بدأ صبر القادة العسكريين الإسرائيليين ينفد بسبب هذا التأخير، وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، الثلاثاء 24 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن الجيش الإسرائيلي جاهز للعملية البرية وينتظر فقط أمراً من الحكومة.

بدورهم، يريد كبار القادة العسكريين توجيه ضربة برية- إضافة إلى القصف الجوي المستمر- للانتقام من هجوم "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي أسفر عن مقتل 1400 إسرائيلي واحتجاز 200 رهينة.

لكن الحسابات الأمريكية أكثر تعقيداً، الذي أشار إلى أن بايدن يريد إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين المتبقين، والفوز بالإفراج عن مزيد من الأسرى الإسرائيليين، ويشعر المسؤولون الأمريكيون بأن هناك تقدماً يُحرَز.

وأيضاً يشارك بايدن مخاوف نتنياهو بشأن الخطة الإسرائيلية، ويريد أن يكون الاجتياح الإسرائيلي أقرب إلى ما حدث في الموصل عام 2016 وليس الفلوجة عام 2004.

لهذا السبب أرسل الجنرال جيمس جلين، وهو من قدامى المحاربين في الموصل، لتقديم المشورة للإسرائيليين بشأن تخطيطهم العسكري، كما يقول المسؤولون الأمريكيون، لموقع "أكسيوس".

وأكد مسؤول في البنتاجون أن "جلين لن يكون على الأرض في إسرائيل إذا بدأ التوغل في غزة".

اقرأ أيضاً

لـ3 أسباب بينها إيران.. أمريكا تطلب تأجيل عملية إسرائيل البرية بغزة

وقال المسؤولون إن إدارة بايدن "قلقة"، مشيرين إلى أن "الجيش الإسرائيلي ليس لديه بعد مسار عسكري واضح لتحقيق هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتمثل في القضاء على حماس".

وأضاف المسؤولون الأميركيون أنه "خلال محادثات مع مسؤولين إسرائيليين منذ هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول "لم يروا بعد خطة عمل قابلة للتحقيق".

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن "ألمح إلى ذلك علناً"، قائلة إنه حذر خلال خطابه في تل أبيب، الأسبوع الماضي، من أن إسرائيل ستحتاج إلى "وضوح بشأن الأهداف وتقييم صادق حول ما إذا كان المسار الذي تسير فيه سيحقق تلك الأهداف".

كما علم الموقع أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قال لمجموعة من الزعماء اليهود الأمريكيين، الإثنين الماضي: "نحن لا نقيد إسرائيل أو نخبرها بما يجب أن تفعله.. نحن نطرح أسئلةً صعبة ونقدم أفضل نصائحنا بناءً على تجربتنا الخاصة".

وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، قال لشبكة "إيه بس سي" الأحد: "أول شيء يجب أن يعرفه الجميع، وأعتقد أن الجميع يعرفه، هو أن القتال داخل المدن صعب للغاية".

فيما ذكر مسؤولون أمريكيون لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن إسرائيل عليها أن تختار بين أسلوبين خلال محاولتها القضاء على حركة "حماس".

اقرأ أيضاً

أزمة ثقة بين نتنياهو وقادة الجيش تلقي بظلالها على حرب غزة.. صحيفة عبرية تكشف التفاصيل

وأوضحوا أن الأسلوب الأول "استخدام الضربات الجوية المحددة جنباً إلى جنب مع الغارات التي تحددها قوات العمليات الخاصة، كما فعلت الطائرات الحربية الأمريكية والقوات العراقية والكردية في الموصل".

وأشاروا إلى أن الأسلوب الثاني هو "التوغل في غزة بالدبابات والمشاة، كما فعل مشاة البحرية الأميركية والجنود، إلى جانب القوات العراقية والبريطانية، في الفلوجة عام 2004".

وقال المسؤولون إن "كلا التكتيكين سيؤدي إلى خسائر فادحة، لكن العملية البرية قد تكون أكثر دموية للقوات والمدنيين".

وذكرت الصحيفة أن العديد من المسؤولين في "البنتاجون" يعتقدون أن "عمليات الموصل والرقة في العراق، والتي جرت بعد أكثر من عقد من الحرب في الفلوجة، هي نموذج أفضل لحرب المدن".

وأسفرت معركة الموصل والرقة عن خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.

ومع ذلك فإن "الأرقام يمكن أن تختلف على نطاق واسع".

وقدّرت وكالة "أسوشيتد برس" عدد المدنيين الذين لقوا حتفهم خلال محاولة تخليص الموصل من مقاتلي "الدولة الإسلامية" (داعش)، بما يتراوح بين 9 آلاف إلى 11 ألف شخص.

اقرأ أيضاً

الاستسلام والتسليم.. شرطان إسرائليان لوقف الحرب في غزة وعدم التدخل بريا

فيما ذكر منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض جون كيربي، خلال مؤتمر صحفي، الاثنين، أن الولايات المتحدة أرسلت عدداً قليلاً من المستشارين العسكريين إلى إسرائيل لتقديم المشورة للقادة الإسرائيليين في عمليات الجيش بقطاع غزة.

وأشار كيربي إلى أن "الولايات المتحدة لا تملي شروطاً على إسرائيل بشأن توقيت الهجوم"، لكنه أشار إلى محادثات مع الإسرائيليين بشأن ضرورة احترام قانون الحرب والقانون الإنساني".

وقبل أيام، نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مصادر في واشنطن وتل أبيب (لم تسمها)، قولها إن الإدارة الأمريكية تضغط على إسرائيل لتأجيل الدخول البري لقطاع غزة من أجل السماح بإحراز تقدم في قضية الرهائن، لكن مصادر في إسرائيل نفت ذلك.

وتواجه الحكومة الإسرائيلية صعوبة في التوصل إلى قرارات متفق عليها بشأن حرب إسرائيل على غزة، أبرزها الاجتياح البري ومواجهة معضلة الرهائن المحتجزين لدى حركة "حماس"، ما أدى لتشكل حالة من "عدم الثقة".

يضاف إلى ذلك، فإن هناك من يرى في إسرائيل، أنه من الأفضل التريث ومواصلة الضربات الجوية على قطاع غزة، وبخاصة شمالي قطاع غزة قبل الاجتياح البري.

كما يخشى الجيش الإسرائيلي من المقاومة التي سيجدها من مسلحين فلسطينيين لدى الشروع في العملية البرية.

غير أن ثمة عامل آخر يؤثر على القرار الإسرائيلي بإطلاق العملية البرية، وهو موقف منظمة "حزب الله" اللبنانية، وما إذا كانت إسرائيل سترى مفاجأة في جبهة سوريا.

اقرأ أيضاً

غزة.. دبلوماسية الأسرى الأمريكية قد تؤجل حرب الاحتلال البرية

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: اجتياح بري إسرائيل فلسطين بايدن نتنياهو غزة المقاومة حماس الولایات المتحدة الجیش الإسرائیلی العملیة البریة الاجتیاح البری اقرأ أیضا یرید أن على غزة مزید من فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

مسؤول أمريكي بشأن حرب غزة: كان بإمكان بايدن ان ينهيها بخطاب للإسرائيليين

بغداد اليوم - متابعة

جادل أحد كبار موظفي إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بأن الأخير ربما كانت لديه فرصة لتأمين صفقة لإطلاق سراح الأسرى وإنهاء الحرب في نهاية عام 2023.

وفي منشور على مدونته الشخصية، اليوم الجمعة (21 شباط 2025)، قال إيلان غولدنبرغ، الذي شغل عدة مناصب رفيعة المستوى في البيت الأبيض ووزارة الدفاع منذ عام 2021، إن بايدن كانت لديه فرصة بعد عدة أشهر فقط من الحرب، عندما كانت شعبيته بين الإسرائيليين في ذروتها بسبب دفاعه الكامل عن الدولة اليهودية في أعقاب هجوم حماس، بينما كانت شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا تزال عند أدنى مستوياتها، حيث كان الكثير من الجمهور يعتبره مسؤولا عن الإخفاقات التي سمحت بحدوث الهجوم.

"في هذه اللحظة الفريدة، كان بإمكان بايدن أن يلقي خطابا مباشرا إلى الشعب الإسرائيلي يعرض عليهم فيه الاختيار بين مسارين. الأول كان سيبدأ بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، مما يتطلب من إسرائيل منح السلطة الفلسطينية موطئ قدم في غزة، مما كان سيطلق دعم الحلفاء العرب المطلوب لإعادة إعمار غزة واستقرارها. وكانت مثل هذه الصفقة ستشمل وقف إطلاق النار في لبنان وتسمح بتقدم صفقة التطبيع مع السعودية".

وأوضح أن "المسار الثاني كان يعرض استمرار الحرب لفترة غير محددة، يموت خلالها المزيد من الرهائن والجنود الإسرائيليين، وتزداد عزلة تل أبيب في المنطقة، وتستمر حماس في السيطرة على غزة".

وكتب غولدنبرغ: "لن نعرف أبدا كيف كانت الأمور ستسير. ما نعرفه هو أين انتهى بنا المطاف. استمرت الحرب لمدة عام مع معاناة كبيرة في غزة واستمرار وفاة الرهائن".

وأضاف: "ظهرت الخلافات بين نتنياهو وبايدن بشكل تدريجي وغير متماسك، حيث استغل نتنياهو كل فرصة لخلق مسافة بينه وبين بايدن، وإضعاف مكانة بايدن لدى الجمهور الإسرائيلي، مما أدى في النهاية إلى تآكل نفوذه".

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تطلب الإفراج عن 22 أسيرا على قيد الحياة بالمرحلة الثانية
  • مسؤول أمريكي بشأن حرب غزة: كان بإمكان بايدن ان ينهيها بخطاب للإسرائيليين
  • حماس: سنفحص ادعاءات إسرائيل بشأن جثة الأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس
  • أول تعليق من حماس على اتهام إسرائيل لها بشأن الجثة الغامضة
  • NYT: الزعماء العرب بدأوا التفكير في حلول لغزة بعد الكشف عن خطة ترامب
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي تسلمتها إسرائيل من حماس ليست للرهينة شيري بيباس
  • خطة ترامب لغزة خيار مستحيل.. الغارديان: تسخر من موقف الدول العربية بسبب ضعفها التاريخي بشأن فلسطين
  • موقع والا الإسرائيلي: مخاوف من انهيار اتفاق غزة والجيش يستعد لسيناريوهات عدة
  • مخاوف إسرائيلية من إجهاض مفاوضات التبادل.. واتهامات لـ«حماس» بتعطيل الصفقة
  • حماس ترد على تصريحات إسرائيل بشأن مستقبل المقاومة في غزة