الإيكونوميست: غضب إسرائيلي من طريقة تعامل نتنياهو مع أزمة الأسرى المحتجزين بغزة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
قالت مجلة الإيكونوميست البريطانية إن ثمة غضبا إسرائيليا واسعا من طريقة تعامل رئيس حكومة الاحتلال مع أزمة الأسرى (يبلغ عددهم 220 إسرائيليًا) الذين تحتجزهم حركة المقاومة الفلسطينية حماس منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
وذكرت المجلة أن أزمة الأسرى تحتل صدارة اهتمامات الإسرائيليين في الوقت الحالي باعتبارها أزمة إنسانية، ومن أجلها يتم تنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية، فيما تجرى وسائل الإعلام مقابلات منتظمة مع أقارب الأسرى.
لكن في المقابل، فإن الأزمة لها بعدا سياسيا أيضا، إذ أن العديد من سكان الكيبوتسات وهي تجمعات سكنية صغيرة التي تعرضت لهجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين وتم أسر العديد منهم، هم من العلمانيين واليساريين، الذي يعارضون خطط إصلاح القضاء التي يتبناها نتنياهو.
وذكرت أن هؤلاء السكان يشعرون الآن أن حكومة نتنياهو تخلت عنهم في 7 أكتوبر وما زالت تخذلهم حتى الآن.
وأشارت المجلة أن حكومة نتنياهو كانت تميل في بداية الأمر إلى الاندفاع إلى غزة دون أي اعتبار لسلام الأسرى الإسرائيليين، لكن الضغوط التي مارستها عائلات الأسرى على الحكومة أجبرتها في نهاية المطاف على تغيير خططها، ومنذ ذلك الحين أعلنت الحكومة أن إنقاذ الأسرى من غزة يمثل "أولوية قصوى".
وأشارت المجلة أن الأمل في التوصل إلى اتفاق مع حماس بشأن إطلاق سراح بعض الرهائن على الأقل هو أحد الأسباب التي أدت إلى تأخير الغزو الإسرائيلي لغزة.
ومع ذلك، بالنسبة للعديد من العائلات، لا تقوم الحكومة بما يكفي لإعادة ذويهم إلى الوطن، ولذا أسست عائلات الأسرى مقرا خاصا يضم مئات المتطوعين، ويقع المقر في مبني بالقرب من وزارة الدفاع في مدينة تل أبيب.
كما أنشأت عائلات الأسرى منظمة خاصة كبيرة لسد الفجوة التي خلفتها الحكومة في التعامل مع تلك القضية، إذ تقوم المنظمة بتمرير المعلومات التي تلقتها العائلات عن الرهائن إلى السلطات، وتقوم بدورها بإبقائهم على اطلاع.
وتم تعيين فريق لكل أسرة للتأكد من حصولهم على الدعم الذي يحتاجون إليه، كما يقوم المستشارون الإعلاميون بإجراء مقابلات مع الصحافة الإسرائيلية والدولية.
اقرأ أيضاً
حماس تشترط إنهاء العدوان الإسرائيلي لمناقشة مصير أسرى الاحتلال
وتقول ليا شقيقة الأسيرة موران ستيلا ياناي، التي شوهدت في مقطع فيديو متداول وهي ترتجف بعد أسرها من قبل عناصر حماس، إن الأمر متروك للعائلات لكي يقرروا اتخاذ ما يناسبهم لضمان عدم نسيان قضية الأسرى.
وتضم منظمة الأسرى فرقًا من الدبلوماسيين السابقين الذين يتواصلون مع الحكومات الأجنبية، كما يعمل بها رؤساء المخابرات الإسرائيلية السابقون الذين يتمتعون باتصالات واسعة النطاق في جميع أنحاء العالم العربي كمفاوضين.
كما تساعد المنظمة شركات التكنولوجيا الإسرائيلية في فحص آلاف الساعات من اللقطات على وسائل التواصل الاجتماعي بحثًا عن أي إشارة للرهائن وتتبع الإشارات من هواتفهم المحمولة.
ووفق المجلة فإن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها عائلات الأسرى الإسرائيليين بإطلاق حملات خاصة بهم والضغط على الحكومة للتحرك. ولكن هذا يحدث بسرعة أكبر بكثير ــ وعلى نطاق أوسع كثيرا ــ من أي وقت مضى.
وذكرت المجلة أن أحد أسباب عدم الثقة هو أن نتنياهو، الذي كان مشتتا بمحاكمته بالفساد وجهود حكومته لإضعاف المحاكم، تردد لمدة تسعة أشهر بشأن تعيين منسق وطني لشؤون الرهائن وأسرى الحرب. على الرغم من وجود مدنيين اثنين محتجزين في غزة خلال تلك الفترة.
ولم يعين نتنياهو العميد "جال هيرش كمسؤول عن ملف الأسرى إلا بعد هجوم حماس، كما مشهور أنه عسكري مثير للجدل واجبر على الاستقالة في عام 2006 بعد انتقادات لقيادته خلال الحرب في لبنان.
وفي السابق، كان هذا الدور يُمنح لمسؤولين كبار في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية يتمتعون بخبرة واسعة في التعاملات السرية مع المنظمات الإرهابية، وهو ما يفتقر إليه هيرش. ويعتقد الكثيرون أن مؤهله الرئيسي هو الولاء لرئيس الوزراء.
ولفتت المجلة أن مشكلة عائلات الأسرى الأبرز في الوقت الحالي هي عدم وجود أي معلومات حول صحة ذويهم وظروف احتجازهم.
ولا تزال العديد من العائلات غير متأكدة مما إذا كان أقاربها قد قُتلوا أو اختُطفوا. وهناك حوالي 80 شخصًا في عداد المفقودين بالإضافة إلى 220 رهينة معروفًا، وفقًا للقوائم التي جمعتها العائلات والسلطات الإسرائيلية.
ولا تزال عشرات الجثث، التي كان الكثير منها مشوهاً أو محروقاً بحيث يصعب التعرف عليها، قيد التعرف على اختبارات الحمض النووي.
وخلصت المجلة أن معاناة عائلات الأسرى الإسرائيلي تغذي غضباً أوسع نطاقاً يشعر به العديد من الإسرائيليين إزاء ما يعتبرونه بطء الحكومة وعدم كفاءتها في توفير الإغاثة للمجتمعات التي دمرتها حماس وللآلاف الذين أجبروا على ترك منازلهم.
اقرأ أيضاً
كوهين: قطر تمول حماس ويمكنها الضغط لإطلاق الأسرى الإسرائيليين
المصدر | الإيكونوميست - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أسرى إسرائيل لدى حماس حكومة نتنياهو طوفان الأقصى عائلات الأسرى العدید من
إقرأ أيضاً:
اتهام مساعد لنتنياهو وجندي إسرائيلي في قضية التسريبات
وجه مدع عام إسرائيلي اليوم الخميس اتهامات إلى مساعد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجندي إسرائيلي بتسريب وثائق سرية بقصد الإضرار بالمصالح الوطنية، في قضية هزت المجتمع الإسرائيلي.
واتُهم إيلي فيلدشتاين مساعد نتنياهو بالحصول على معلومات عسكرية حساسة بطرق غير قانونية وتسريبها للتأثير على الرأي العام على أمل تخفيف الضغط الذي يتعرض له رئيس الوزراء لتقديم تنازلات كبيرة مقابل تحرير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
كما اتهم جندي إسرائيلي بتسليم فيلدشتاين الوثائق، التي يقال إنها واردة من غزة وتشير إلى أن مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يريدون بث الفتنة في المجتمع الإسرائيلي بحيث يستفيدون من ذلك من خلال إبرام صفقة جيدة بالنسبة لهم بشأن المحتجزين.
ولم يتم توجيه اتهامات إلى نتنياهو نفسه، لكن أنصاره يتهمون المدعين العامين بقيادة حملة شعواء ذات دوافع سياسية في وقت حالة طوارئ في إسرائيل.
وجاء في نسخة من لائحة الاتهام أن المتهمين وضعا آلية لتمرير معلومات بما يخالف البروتوكولات المعمول بها في تبادل مثل هذه الوثائق.
مخاطرة حقيقيةوكشفت النسخة أن "المتهمين تصرفا بهدف الحصول على معلومات مصنفة بأنها سرية للغاية مع قبول المخاطرة الحقيقية بإلحاق ضرر جسيم بمصالح الأمن القومي ذات الأهمية البالغة".
وبدلا من تسريب المعلومات إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، اتُهم فيلدشتاين بتسليمها لمجلة بيلد الألمانية لتفادي الرقابة المحلية التي كانت ستحظر نشرها.
ونشرت المجلة مقالا في سبتمبر/أيلول الماضي نقلا عن الوثائق، التي يقال إن مسؤولا في حماس كتبها ودعا الحركة إلى ممارسة "ضغوط نفسية" على عائلات الأسرى في محاولة لانتزاع تنازلات من نتنياهو.
وأشار نتنياهو في وقت لاحق إلى المقال، وقال إنه يثبت صحة موقفه المتشدد من صفقة تبادل الأسرى.
وتأتي قضية التسريبات في وقت يزداد فيه التوتر داخل المجتمع الإسرائيلي، بينما يخوض الجيش حربا في غزة ولبنان.