ن.تايمز تشكك برواية إسرائيل لقصف المستشفى المعمداني.. وتحقيق يكشف تعمد قصف كنيسة الروم الأرثوذكس بغزة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
شككت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بالرواية الإسرائيلية حول القصف الذي استهدف المستشفى الأهلي "المعمداني" بغزة، مؤكدة أن النظرة الفاحصة لمقطع الفيديو الصاروخي الذي استشهدت به إسرائيل لا تثبت تلك الرواية.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها عن القصف الذي وقع ليلة 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري وأودى بحياة المئات من المدنيين الفلسطينيين، إن تحليلا بصريا مفصلا أجرته خلص إلى أن مقطع الفيديو الذي تم الاستشهاد به مأخوذ من بث مباشر لكاميرا تلفزيون "الجزيرة" في تلك الليلة ويظهر شيئا آخر، وأن الصاروخ الذي شوهد في الفيديو ليس سبب ما حل بالمستشفى.
وأضافت أن هذا الصاروخ انفجر بالفعل في السماء ولكن على بعد ميلين تقريبا، مشيرة إلى أن النتائج التي توصلت إليها لا توضح السبب الفعلي لما وقع في المستشفى الأهلي أو من هو المسؤول، لكن تحليلها يلقي بظلال من الشك على واحد من أكثر الأدلة التي تم نشرها، والتي استخدمها المسؤولون الإسرائيليون لعرض قضيتهم ويعقد السرد المباشر الذي طرحوه.
وردا على سؤال بشأن النتائج التي توصلت إليها الصحيفة، قال متحدث باسم مكتب مدير المخابرات الوطنية الأمريكية، إن الصحيفة ووكالات الاستخبارات الأمريكية لديها تفسيرات مختلفة للفيديو.
وذكر تقرير "نيويورك تايمز" أن مسؤولين إسرائيليين أشاروا إلى فيديو بثته شبكة الجزيرة الإعلامية في مقابلات إعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، وتمت مشاركة ذلك الفيديو 3 مرات من قبل الجيش الإسرائيلي على منصة "إكس".
وحدد الجيش الإسرائيلي الجسم الجوي المتحرك على أنه "صاروخ موجه إلى إسرائيل أخطأ وانفجر" في نفس الوقت الذي وقع فيه انفجار المستشفى الأهلي، كما زعم المتحدثون باسم الجيش الإسرائيلي صراحة أن هذه الجسم الجوي هو صاروخ خاطئ تسبب في الانفجار.
وأورد التقرير أن العديد من وسائل الإعلام عرضت ذلك الفيديو واستشهدت به كدليل على أن صاروخا فلسطينيا ضرب المستشفى، لكن "نيويورك تايمز" خلصت إلى أن الصاروخ في الفيديو لم يكن بالقرب من المستشفى، وتم إطلاقه من إسرائيل وليس من غزة، ويبدو أنه انفجر فوق حدود إسرائيل-غزة على بعد ميلين على الأقل من المستشفى.
ولتتبع ذلك الجسم في السماء إلى الأراضي الإسرائيلية قامت الصحيفة بمزامنة لقطات قناة الجزيرة مع 5 مقاطع فيديو أخرى تم تصويرها في الوقت نفسه، بما في ذلك لقطات من القناة الـ12 الإسرائيلية وكاميرا الدوائر التلفزيونية المغلقة في تل أبيب.
وأوضحت أن مقاطع الفيديو المختلفة هذه قدمت عرضا للصاروخ من الشمال والجنوب والشرق والغرب، وباستخدام صور الأقمار الصناعية لتثليث نقطة الإطلاق في مقاطع الفيديو هذه حددت الصحيفة أن الصاروخ أطلق باتجاه غزة من مكان قريب من بلدة ناحال عوز الإسرائيلية قبل وقت قصير من انفجار المستشفى المميت، مشيرة إلى أن ما توصلت إليه من نتائج تتطابق مع نتائج توصل إليها بعض الباحثين عبر الإنترنت.
اقرأ أيضاً
بثلاث معطيات.. تحقيق بريطاني يشكك بصحة رواية إسرائيل حول مجزرة المعمداني
وكان تحقيقا أجرته وحدة التحقيقات الاستقصائية مفتوحة المصدر في شبكة الجزيرة "سند" قد كشف أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعمد تضليل الإعلام والرأي العام في روايته بشأن استهداف المستشفى.
واستند التحقيق إلى تحليل الصور وبناء الخط الزمني للأحداث من خلال البث الحي لقناة الجزيرة الذي وثق القصف، ومن خلال صور حية أخرى من داخل إسرائيل ومشاهد من شهود عيان بغزة للحظات التي سبقت القصف، وتحديد مواقع جغرافية لاتجاهات التصوير الرئيسية.
كما كشف تحقيق آخر للوكالة عن تعمد الجيش الإسرائيلي استهداف كنيسة الروم الأرثوذكس وسط مدينة غزة، والتي كانت تؤوي نازحين، مما خلف شهداء ودمارا كبيرا، خلافا لرواية الاحتلال.
وتوصل التحقيق إلى أن القصف كان يستهدف مبنى الكنيسة بشكل مباشر في 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وتتبع مقطع فيديو نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للغارة التي استهدفت مبنى الكنيسة.
وكان متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد ادعى، في بيان بتاريخ 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أن طائرات حربية إسرائيلية قصفت في منطقة الزيتون مركز قيادة وسيطرة تابعا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في منطقة قريبة من كنيسة الروم الأرثوذكس.
وأضاف المتحدث أن "أي ضرر ناجم عن الغارة الإسرائيلية هو ضرر جانبي ولم يكن مقصودا من وراء العملية الإسرائيلية".
بالمقابل، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن جيش الاحتلال قصف مبنى الكنيسة في 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري خلال احتماء عشرات العائلات المسيحية فيها، ما أدى إلى استشهاد 20 شخصا، بينهم 18 مسيحيا.
وأتى قصف الكنيسة بعد يومين من القصف الذي استهدف المستشفى الأهلي العربي المعمداني المجاور لها بمدينة غزة، والذي تعرّض مساء الثلاثاء الماضي لمجزرة إسرائيلية كبيرة خلفت 471 شهيدا، ويتبع المستشفى للكنيسة الأسقفية الإنجيلية بالقدس.
وتعتبر كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس أقدم كنيسة في قطاع غزة لا تزال مفتوحة، وهي تقع بجانب مسجد بالبلدة القديمة في غزة القديمة، وبنيت فوق ضريح القديس برفيريوس.
وأصدرت بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس بيانا استنكرت فيه القصف الإسرائيلي، ووصفته بأنه "جريمة حرب".
اقرأ أيضاً
رسميا.. حماس ترحب بدعوة أوروبية لتحقيق دولي حول جريمة مستشفى المعمداني
المصدر | الخليج الجديد + نيويورك تايمزالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: المستشفى المعمداني الجيش الإسرائيلي نيويورك تايمز أکتوبر تشرین الأول الجاری الجیش الإسرائیلی المستشفى الأهلی الروم الأرثوذکس نیویورک تایمز إلى أن
إقرأ أيضاً:
من هو المسؤول إم الذي سيكون خلفا لرئيس الشاباك الإسرائيلي
أفادت صحيفة "إسرائيل اليوم" بأن مسؤولا يرمز إليه بحرف "إم" هو المرشح الأبرز لرئاسة جهاز الأمن العام (الشاباك).
اقرأ ايضاًوقالت الصحيفة إن المسؤول "إم" هو المرشح الأبرز خلفا لرونين بار الذي أقاله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأضافت الصحيفة أن هذا المسؤول معروف فقط باسم "إم"، وقد شارك في مفاوضات إطلاق سراح الأسرى خلال المدة السابقة.
وتتجه الأنظار إلى "إم" مع انطلاق مسار إقالة رونين بار، حيث عينه نتنياهو في فريق مفاوضات وقف إطلاق النار، وذلك يعني أنه حصل على ثقة رئيس الوزراء عكس بار.، وفق الصحيفة ذاتها.
وبحسب "إسرائيل اليوم" فقد تدرج المسؤول "إم" في المناصب فعمل منسقا ميدانيا في جهاز الشاباك بمنطقة الخليل ثم ما لبث أن تدرج في الوظائف في الضفة الغربية والقدس، حتى وصل إلى منصب مدير إقليمي، وهي رتبة تعادل رتبة لواء في الجيش.
اقرأ ايضاًوأثار قرار إقالة رونين بار أزمة سياسة داخلية تضاف إلى سجل الأزمات التي تواجه حكومة نتنياهو، إذ اعتبر كثيرون أن نتنياهو يريد أن يستفرد بصناعة القرار وإزاحة كل من يعارض سياساته.
المصدر: وكالات
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن