الجزيرة:
2025-05-01@03:48:04 GMT

وائل الدحدوح ينتصر على رسالة الدم الإسرائيلية

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

وائل الدحدوح ينتصر على رسالة الدم الإسرائيلية

أعتقد أن رباطة جأش الزميل وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة، في أعقاب استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لأسرته واستشهاد زوجته وولديه وحفيده، بمثابة رسالة لدولة الاحتلال قد لا تقل تأثيراً وعمقاً عن رسالته الإعلامية التي لم يستطيعوا تحملها أو مواجهتها باحترافية، ذلك أن الزميل أعلن بوضوح استمراره كما كل مواطني القطاع في الصمود مادامت القضية عادلة، وتأكيده على أن دولة الاحتلال بلا أخلاق، موجهاً التحية للمقاومة وللشعب الفلسطيني أينما كان.

إلا أنه برصد الأحداث المتزامنة حول الأزمة نفسها، سوف نجد أنه في الوقت الذي كان فيه الزميل يودع أسرته إلى مثواها الأخير، كان أحد القادة العرب يعلن أنه بحث مع أحد القادة الأوروبين سبل الإفراج عن مزيد من الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، وكان أحد القادة العرب أيضاً يناشد العالم إلى إدانة العدوان، وكان قائداً عربياً آخر يتحدث عن أهمية إدخال المساعدات الإنسانية، دون التركيز أو حتى الإشارة لأرواح الأبرياء أو دماء الشهداء.

في الوقت نفسه كان بنيامين نتنياهو رئيس حكومة دولة الاحتلال يحذر الفلسطينيين من التواجد في شمال القطاع حيث المزيد من القصف ينتظرهم، وكان الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث في مؤتمر صحفي عن ضرورة القضاء على المقاومة الفلسطينية، بينما كان القصف الإسرائيلي للقطاع مستمر بلا هوادة، مخلفاً عشرات القتلى خلال دقائق معدودة، وتعلن الضفة الغربية عن ارتفاع عدد الشهداء هناك إلى 108 منذ بدء العدوان، مع قصف إسرائيلي آخر على الأراضي السورية مخلفاً خسائر مادية وبشرية.

عصابة من المجرمين

نحن إذن أمام كيان محتل غاصب، عبارة عن عصابة من المجرمين، لا يرتدعون بقوانين دولية، ولا مناشدات إنسانية، وإلا كانت قرارات الأمم المتحدة خصوصاً 242و 338 أولى بالتطبيق والتنفيذ من ذلك الذي يتم مناقشته في أروقة المنظمة الدولية حالياً دون جدوى، وهو الأمر الذي كان يجب أن تعيه العواصم العربية منذ بداية الأزمة، وذلك بالإصرار على إدخال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني الأعزل، ليس ذلك فقط، بل ومد يد العون إلى المقاومة مادامت الدول الكبرى قررت تسليح دولة الاحتلال، في مواجهة مجموعات صغيرة تخوض حرب تحرر وطني لا شك فيها.

أيضاً نحن أمام عالم غربي استعماري، منح الضوء الأخضر لدولة الاحتلال منذ اليوم الأول كي تفعل ما تشاء، أغدقوا عليها بالمال والسلاح، منذ اليوم الأول وزيارات كبار قادة العالم للدعم والمؤازرة لم تتوقف، منذ اليوم الأول والتحريض على القتل وسفك الدماء واضحاً علنياً في ميكروفونات المؤتمرات الصحفية وفي وسائل الإعلام، منذ اليوم الأول وأروقة الاتحاد الأوروبي لا تتوقف عن التعامل مع الأحداث من منطلق طائفي بغيض، وعنصري واضح.

كيان هش وضعيف

من الطبيعي إذن استهداف أسرة وائل الدحدوح، وكل إعلامي ينقل حقيقة المجازر بالقطاع، بعد أن تم استهداف ما يزيد على 15 إعلامياً في غزة وجنوب لبنان منذ بدء المواجهات، إلا أن ذلك لم يثن زملائهم الآخرين عن التغطية والعمل بمهنية من خلال نقل ما يجري على الأرض ليس أكثر، بما يشير إلى أننا أمام كيان صهيوني هش ضعيف يقتل على مدار الساعة، ولا يريد لأحد نقل الحقيقة، وإلا لما استهدف من قبل برجاً سكنياً يضم مكاتب عدد من القنوات التليفزيونية، ومن بينها قناة الجزيرة أيضاً، ثم قتل الزميلة شرين أبو عاقلة بدم بارد فيما بعد.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن شيرين أبو عاقلة كان يجب أن تمثل أزمة حقيقية ونقطة توقف لكل العاملين بمهنة الإعلام في العالم، إلا أن ذلك لم يحدث، وهو ما يجعلنا ندعو إلى اعتبار عملية اغتيال أسرة وائل الدحدوح التي تم تنفيذها أيضاً بدم بارد مع سبق الإصرار، بمثابة صفعة إسرائيلية أخرى للمهنة يجب أن تنتفض لها كل المؤسسات الدولية العاملة في هذا المجال، بخلاف المحاكم الدولية، على اعتبار أننا أمام تجاوز من نوع آخر، ربما أكثر حمقاً وقذارة، ولم يجرؤ على ارتكابه سوى هذا الكيان الغاصب الذي لم يتورع عن ارتكاب المجازر منذ نشأته الشيطانية بالمنطقة.

لن يكون الشهداء الإعلاميين الذين سقطوا في هذه المواجهات، هم آخر الشهداء في سلسلة استهدافات هذا الكيان الغاصب، كما لن تكون أسرة الدحدوح الأخيرة في سلسلة استهدافات أسر الإعلاميين، مادام ظل هذا الكيان يعربد في المنطقة، ومادام يجد الدعم من دول الغرب المتغطرس، ومادام يجد حصانة من المحاكم الجنائية الدولية، وفي الوقت نفسه مادام الموقف العربي متخاذلاً لا يرقى أبداً إلى مستوى الأحداث، وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد.

على أي حال، لا نجد أمامنا في هذا المقام إلا أن نعزي الزميل وائل وجميع أسر الشهداء الذين سقطوا بعد أن تمسكوا بالبقاء في وطنهم، ندعو لجميع الشهداء مقاومين ومدنيين، نساءً وأطفالًا، شباباً وشيوخاً، بأن يتغمدهم الله برحمته، وأن يلحقهم بالنبيين والصديقين والشهداء، ويلهم أهليهم الصبر حتى النصر، فهو وعد الله، ولن يخلف الله وعده، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: منذ الیوم الأول وائل الدحدوح إلا أن

إقرأ أيضاً:

ماذا تعرف عن صاروخ بار الذي استخدمه الاحتلال لأول مرة بغزة؟

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الاثنين- استخدام قذيفة صاروخية من نوع "بار" لأول مرة خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ونشر جيش الاحتلال فيديو يوثق عملية الإطلاق، وقال إن صاروخ "بار" أطلق لأول مرة نحو أهداف في قطاع غزة، ويستخدم وفق نظام توجيه ملائم لساحات قتال معقدة، كما يمكنه إصابة الهدف خلال وقت وجيز للغاية.

#فيديو قوات جيش الدفاع تستخدم لاول مرة في قطاع غزة قذيفة صاروخية من نوع "بار"

⭕️أطلقت بطاريات المدفعية التابعة للواء 282 أكثر من 5,000 قذيفة إلى أهداف إرهابية في محور "موراج" مع تقديم دعم كثيف بالنيران للقوات المناورة.

⭕️كما دمّرت مستودعات للوسائل القتالية ومواقع لإطلاق… pic.twitter.com/p2wUesgbfT

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) April 28, 2025

ويعد "بار" من الصواريخ قصيرة المدى، ونسخة مطورة من صاروخ "روماخ" وأكثر دقة منه، ويزيد مداه الأقصى عن 35 كيلومترا، وفق معلومات عرضتها الصحفية "سلام خضر" في خريطة تفاعلية بثتها الجزيرة.

ويطلق هذا الصاروخ الإسرائيلي من قاذفة إسرائيلية الصنع أيضا، يمكن أن تحمل قرابة 16 صاروخا تُطلق بشكل متتالٍ.

ووفق جيش الاحتلال، فإن إدخال هذا الصاروخ يمكن أن يسهم بإصابة الأهداف بطريقة "أكثر دقة، وخلال فترة زمنية محدودة جدا بين رصد الهدف وإصابته".

إعلان

ولم يعلن جيش الاحتلال عن كامل المميزات العسكرية والميدانية للصاروخ الجديد.

ومن المقرر أن تحل صواريخ "بار" محل صواريخ "روماخ" القديمة التابعة للجيش الإسرائيلي، التي تُطلق من منظومات راجمات الصواريخ المتعددة "إم 270".

لأول مرة.. جيش الاحتلال يعلن استخدام صاروخ "بار" في قطاع غزة.

ما هو هذا الصاروخ؟ pic.twitter.com/2qaNvrF0h6

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) April 28, 2025

واستأنفت إسرائيل منذ 18 مارس/آذار الماضي جرائم الإبادة عبر شن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدف معظمها مدنيين بمنازل وبنايات سكنية وخيام تؤوي نازحين.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أميركي مطلق على المستويين السياسي والعسكري حربا غير مسبوقة بحق الفلسطينيين في غزة تترافق مع حصار خانق أدخل القطاع في ظروف إنسانية غير مسبوقة.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع شهداء الإبادة الإسرائيلية إلى 52 ألفا و400
  • ما الذي تفعله الأطعمة فائقة المعالجة بجسمك؟.. تأثيرات صادمة لاستهلاكها من أول يوم حتى عدة أشهر
  • جيش الاحتلال يستهدف مسيرة قادمة من اليمن قبل اختراقها الأجواء الإسرائيلية
  • عداد الشهداء في غزة لا يتوقف والعالم يتفرج على حرب الإبادة الصهيونية 
  • استشهاد 51 فلسطينيا في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية
  • شهداء بقصف خيام نازحين ومستشفيات غزة تناشد العالم
  • ما هو صاروخ “بار” الذي استخدمه الاحتلال لأول مرة في غزة؟
  • ماذا تعرف عن صاروخ بار الذي استخدمه الاحتلال لأول مرة بغزة؟
  • ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 52,314 شهيدا و117,792 مصابا
  • كم بلغ عدد الشهداء بسبب الخروقات الإسرائيلية للبنان؟ أرقام تكشف