الجزيرة:
2024-10-03@11:13:09 GMT

وائل الدحدوح ينتصر على رسالة الدم الإسرائيلية

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

وائل الدحدوح ينتصر على رسالة الدم الإسرائيلية

أعتقد أن رباطة جأش الزميل وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة، في أعقاب استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لأسرته واستشهاد زوجته وولديه وحفيده، بمثابة رسالة لدولة الاحتلال قد لا تقل تأثيراً وعمقاً عن رسالته الإعلامية التي لم يستطيعوا تحملها أو مواجهتها باحترافية، ذلك أن الزميل أعلن بوضوح استمراره كما كل مواطني القطاع في الصمود مادامت القضية عادلة، وتأكيده على أن دولة الاحتلال بلا أخلاق، موجهاً التحية للمقاومة وللشعب الفلسطيني أينما كان.

إلا أنه برصد الأحداث المتزامنة حول الأزمة نفسها، سوف نجد أنه في الوقت الذي كان فيه الزميل يودع أسرته إلى مثواها الأخير، كان أحد القادة العرب يعلن أنه بحث مع أحد القادة الأوروبين سبل الإفراج عن مزيد من الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، وكان أحد القادة العرب أيضاً يناشد العالم إلى إدانة العدوان، وكان قائداً عربياً آخر يتحدث عن أهمية إدخال المساعدات الإنسانية، دون التركيز أو حتى الإشارة لأرواح الأبرياء أو دماء الشهداء.

في الوقت نفسه كان بنيامين نتنياهو رئيس حكومة دولة الاحتلال يحذر الفلسطينيين من التواجد في شمال القطاع حيث المزيد من القصف ينتظرهم، وكان الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث في مؤتمر صحفي عن ضرورة القضاء على المقاومة الفلسطينية، بينما كان القصف الإسرائيلي للقطاع مستمر بلا هوادة، مخلفاً عشرات القتلى خلال دقائق معدودة، وتعلن الضفة الغربية عن ارتفاع عدد الشهداء هناك إلى 108 منذ بدء العدوان، مع قصف إسرائيلي آخر على الأراضي السورية مخلفاً خسائر مادية وبشرية.

عصابة من المجرمين

نحن إذن أمام كيان محتل غاصب، عبارة عن عصابة من المجرمين، لا يرتدعون بقوانين دولية، ولا مناشدات إنسانية، وإلا كانت قرارات الأمم المتحدة خصوصاً 242و 338 أولى بالتطبيق والتنفيذ من ذلك الذي يتم مناقشته في أروقة المنظمة الدولية حالياً دون جدوى، وهو الأمر الذي كان يجب أن تعيه العواصم العربية منذ بداية الأزمة، وذلك بالإصرار على إدخال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني الأعزل، ليس ذلك فقط، بل ومد يد العون إلى المقاومة مادامت الدول الكبرى قررت تسليح دولة الاحتلال، في مواجهة مجموعات صغيرة تخوض حرب تحرر وطني لا شك فيها.

أيضاً نحن أمام عالم غربي استعماري، منح الضوء الأخضر لدولة الاحتلال منذ اليوم الأول كي تفعل ما تشاء، أغدقوا عليها بالمال والسلاح، منذ اليوم الأول وزيارات كبار قادة العالم للدعم والمؤازرة لم تتوقف، منذ اليوم الأول والتحريض على القتل وسفك الدماء واضحاً علنياً في ميكروفونات المؤتمرات الصحفية وفي وسائل الإعلام، منذ اليوم الأول وأروقة الاتحاد الأوروبي لا تتوقف عن التعامل مع الأحداث من منطلق طائفي بغيض، وعنصري واضح.

كيان هش وضعيف

من الطبيعي إذن استهداف أسرة وائل الدحدوح، وكل إعلامي ينقل حقيقة المجازر بالقطاع، بعد أن تم استهداف ما يزيد على 15 إعلامياً في غزة وجنوب لبنان منذ بدء المواجهات، إلا أن ذلك لم يثن زملائهم الآخرين عن التغطية والعمل بمهنية من خلال نقل ما يجري على الأرض ليس أكثر، بما يشير إلى أننا أمام كيان صهيوني هش ضعيف يقتل على مدار الساعة، ولا يريد لأحد نقل الحقيقة، وإلا لما استهدف من قبل برجاً سكنياً يضم مكاتب عدد من القنوات التليفزيونية، ومن بينها قناة الجزيرة أيضاً، ثم قتل الزميلة شرين أبو عاقلة بدم بارد فيما بعد.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن شيرين أبو عاقلة كان يجب أن تمثل أزمة حقيقية ونقطة توقف لكل العاملين بمهنة الإعلام في العالم، إلا أن ذلك لم يحدث، وهو ما يجعلنا ندعو إلى اعتبار عملية اغتيال أسرة وائل الدحدوح التي تم تنفيذها أيضاً بدم بارد مع سبق الإصرار، بمثابة صفعة إسرائيلية أخرى للمهنة يجب أن تنتفض لها كل المؤسسات الدولية العاملة في هذا المجال، بخلاف المحاكم الدولية، على اعتبار أننا أمام تجاوز من نوع آخر، ربما أكثر حمقاً وقذارة، ولم يجرؤ على ارتكابه سوى هذا الكيان الغاصب الذي لم يتورع عن ارتكاب المجازر منذ نشأته الشيطانية بالمنطقة.

لن يكون الشهداء الإعلاميين الذين سقطوا في هذه المواجهات، هم آخر الشهداء في سلسلة استهدافات هذا الكيان الغاصب، كما لن تكون أسرة الدحدوح الأخيرة في سلسلة استهدافات أسر الإعلاميين، مادام ظل هذا الكيان يعربد في المنطقة، ومادام يجد الدعم من دول الغرب المتغطرس، ومادام يجد حصانة من المحاكم الجنائية الدولية، وفي الوقت نفسه مادام الموقف العربي متخاذلاً لا يرقى أبداً إلى مستوى الأحداث، وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد.

على أي حال، لا نجد أمامنا في هذا المقام إلا أن نعزي الزميل وائل وجميع أسر الشهداء الذين سقطوا بعد أن تمسكوا بالبقاء في وطنهم، ندعو لجميع الشهداء مقاومين ومدنيين، نساءً وأطفالًا، شباباً وشيوخاً، بأن يتغمدهم الله برحمته، وأن يلحقهم بالنبيين والصديقين والشهداء، ويلهم أهليهم الصبر حتى النصر، فهو وعد الله، ولن يخلف الله وعده، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: منذ الیوم الأول وائل الدحدوح إلا أن

إقرأ أيضاً:

نبارك الرد الإيراني الذي طال بضربة قاصِمة على رؤوس الاحتلال المُجرم

بقلم : تيمور الشرهاني ..

شَكل الرد الإيراني على الاحتلال الإسرائيلي حدثاً تاريخياً يستحق التقدير والاحترام، حيث جاء في وقت حساس للغاية في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني. هذا الرد لا يعكس فقط قوة المقاومة، بل يفتح نقاشاً أوسع حول دور الدول والشعوب في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين. هنا يتضح من الأحداث الأخيرة أن الاحتلال الإسرائيلي الذي اعتقد أنه يستطيع التفرد بالمنطقة واجه تحديات غير متوقعة من قوى متعددة. لقد أصبح من الواضح أن هناك تحالفات جديدة تتشكل لتضع المقاومة الفلسطينية في قلب الصراع مع الاحتلال.
من جهة أخرى، لا يمكن فهم تطورات الصراع الفلسطيني بدون النظر في السياق الإقليمي الذي يحيط به، لذا تُعد الدول المجاورة لفلسطين، وخاصة إيران واليمن ولبنان، محورية في هذا الصراع حيث يتم تبادل الدعم والتنسيق لمواجهة الاحتلال الغاصب. فلقد شهدت المنطقة تغيرات جذرية خلال السنوات الأخيرة، والتي أضحت تأثيراتها واضحة على مجرى الأحداث. بيد أن هذه الديناميكية تعكس تحولًا في ميزان القوى الإقليمي حيث يسعى الجميع إلى الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وعلى الصعيد ذاته، يُعد الرد الإيراني على الاحتلال الإسرائيلي بمثابة رسالة قوية بمكانة الجمهورية الإيرانية كداعم رئيسي للمقاومة الفلسطينية. هذا التنسيق العسكري والمساند يُعزز من موقف المقاومة داخلياً وخارجياً مما يضع الاحتلال تحت ضغط غير مسبوق. كما أن هذه العملية تهدف إلى إعادة ترتيب أولويات القوى الإقليمية وتحفيزها على تبني موقف أكثر صرامة ضد الاحتلال. ويعد التحليل العسكري لهذا الرد من الأمور المهمة لفهم تأثيره على مستقبل الصراع.
لذا تُشارك الحركات المقاومة في اليمن ولبنان والعراق بشكل نشط في دعم القضية الفلسطينية. ثم إن التحالف بين هذه القوى يعكس وحدة مصير الأمة وإرادتها في مواجهة الاحتلال. ولقد برزت هذه الحركات كقوى مؤثرة في تغيير المعادلات العسكرية على الأرض مما يزيد من حدة التوتر بين الاحتلال وفصائل المقاومة. وإن التنسيق الدائم بين هذه الفصائل ضروري لتحقيق أهداف تحرير فلسطين بالكامل.
كما أن الضربات الأخيرة أحدثت تأثيراً كبيراً على تل أبيب وجبهة الاحتلال، فبات من الواضح أن العواقب أكثر من مجرد رد فعل عسكري، وإحداث حالة هلع وخوف الذي يشهده الإسرائيليون سببت بحد ذاتها حالة من عدم الاستقرار والرعب المستمر مما يؤثر على الروح المعنوية لدى جنودهم ومدنييهم. وتكثيف الضغوطات أدى إلى تفكير الاحتلال في استراتيجيات جديدة لمواجهة هذه التحديات. وإن استمرار الضغوطات العسكرية سيؤدي حتماً إلى تعزيز وحدتهم، لكن دون جدوى، وسيكون الانهيار مصيرهم وفقدانهم للمقاومة، ولن يصمدوا أمام جبروت العقيدة الجبارة التي يمتلكها حزب الله والمقاومون، والنصر سيكون حليف المؤمنين.
لذلك تُمثل الضربات الصاروخية دلالات لليوم الاستثنائي، علامة فارقة في تاريخ الصراع الفلسطيني حيث تقاطعت فيه نيران مقاومي الأمة في سماء فلسطين. وإن هذه اللحظة تُعزز من الرواية الوطنية الفلسطينية بينما تلقي الضوء على أهمية الوحدة بين مختلف القوى المقاومة. وإن الفهم العميق لهذه الدلالات يشكل أساساً لاستراتيجيات مستقبلية تهدف إلى إنهاء الاحتلال بإذن الله. علماً أنها ستظل هذه اللحظة محفورة في ذاكرة الأجيال القادمة كدليل على إرادة الشعب الفلسطيني في التحرر.
ما حدث اليوم يُعد دعوة قوية لجميع أحرار الأمة بأن يجعلوا لهم سهماً في تحرير فلسطين. فيتوجب علينا جميعاً دون استثناء أن نتجاوز الحدود الجغرافية ونستجيب لنداء الإنسانية، حيث إن تحرير فلسطين هو مسؤولية مشتركة. وإن التغيرات التي نشهدها تمنحنا الأمل في تحقيق هذا الهدف، وسيتطلب الأمر التزاماً حقيقياً من جميع الأطراف لضمان سلام دائم يحقق العدالة للشعب الفلسطيني.

تيمور الشرهاني

مقالات مشابهة

  • حسام زكي: الاحتلال الإسرائيلي اختار الدم بدلًا من نزع فتيل التصعيد
  • قناة الجزيرة تفشل في إخفاء الهجوم الإيراني: صواريخ طهران تضيء سماء إسرائيل
  • رسالة من عبد المسيح لبري.. هذا ما جاء فيها
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 41,689 
  • نبارك الرد الإيراني الذي طال بضربة قاصِمة على رؤوس الاحتلال المُجرم
  • عاجل | مراسل الجزيرة: جرحى إثر قصف إسرائيلي استهدف معهد الأمل الذي يؤوي نازحين غرب مدينة غزة
  • هجوم إيران الباليستي.. الرد المتأخر الذي حمل رسالة لم تكُ لإسرائيل
  • هجوم إيران الباليستي.. الرد المتأخر الذي حمل رسالة لم تكُ لإسرائيل- عاجل
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 41,638 شخصا
  • وليد العمري يروي للمرصد تفاصيل ليلة اقتحام الاحتلال مكتبَ الجزيرة