النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين موضوع قابل للانفجار تاريخيا في فرنسا
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
آخر القضايا المثيرة للجدل زيارة رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية يائيل براون بيفيه إلى إسرائيل حيث أكدت الأحد أنه "لا شيء ينبغي أن يمنع" الدولة العبرية من "الدفاع عن نفسها" في الحرب ضد حماس.
بين تزايد الدعوات إلى تظاهرات وتبادل الاتتقادات السياسية الحادة، يشكل النزاع بين إسرائيل وحماس موضوعاً قابلاً للانفجار في فرنسا الدولة ذات التاريخ الاستعماري وتضم أكبر جاليتين يهودية وعربية إسلامية في أوروبا.
آخر القضايا المثيرة للجدل زيارة رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية يائيل براون بيفيه إلى إسرائيل حيث أكدت الأحد أنه "لا شيء ينبغي أن يمنع" الدولة العبرية من "الدفاع عن نفسها" في الحرب ضد حماس.
ورد زعيم حزب اليسار الراديكالي "فرنسا الأبية" جان لوك ميلانشون متهما براون بيفيه "بالتخييم في تل أبيب لتشجيع المذبحة" في غزة، مما أثار احتجاجات من كل حدب وصوب.
وردا على تصريحات للوران فوكييه (الجمهوريون، يمين) رئيس منطقة أوفيرن-رون-ألب، الذي تحدث عن "تعاون بعد ثمانين عاما"، قال رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا (كريف) يوناثان عرفي إن هذه التصريحات أشبه "باعتبار اليهود حزبا للخارج والحرب".
ويرفض جان لوك ميلانشون أي اتهام بمعاداة السامية، معتبرا ذلك اشبه بفرض "رقابة على الكلام".
ويرفض حزبه أساسا اعتبار حماس منظمة "إرهابية" بعد الهجمات أوقعت أكثر من 1400 قتيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر في إسرائيل، معظمهم من المدنيين بحسب أحدث الأرقام الصادرة عن السلطات الإسرائيلية، التي حددت هوية أكثر من مئتي رهينة.
شاهد: الارتفاع الكبير لأعداد ضحايا القصف في قطاع غزة يتسبب في نفاد الأكفان لتغطية الموتى مقتل ابن وابنة وزوجة الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح في قصف طال منزله في غزةوهذا الموقف أدى لتفاقم المشكلة وكشف عن انقسامات عميقة داخل ائتلاف اليسار مع الاشتراكيين والخضر. وتثير هذه المسألة العواطف في فرنسا أكثر من أي مكان آخر لأن هذا البلد يضم أكبر جاليتين يهودية (500 ألف شخص) ومسلمة (ستة ملايين) في أوروبا.
"الندم"قُتل ثلاثون فرنسيًا على الأقل في هجوم حماس المباغت وغير المسبوق في عنفه وحجمه منذ إنشاء إسرائيل في 1948، حسب حصيلة جديدة صادرة عن الرئاسة.
ويرى جان غاريغ أستاذ التاريخ السياسي في جامعة أورليان أن الخلافات الحالية "تكشف إلى أي مدى يمكن اشتعال الجدل في فرنسا. وحتى بين الخبراء، هناك الكثير من المواقف المنحازة ومن الصعب جدا الحفاظ على حياد موضوعي".
وهو يذكّر بأهمية مسألة "الندم". ويتعلق الأمر ببعض أنصار القضية الفلسطينية المرتبطة جزئيًا باستعمار المغرب العربي الذي جاء منه جزء كبير من السكان المسلمين في فرنسا.
لكن الأمر يتعلق أيضا بداعمي الجالية اليهودية، بسبب "تعاون الدولة الفرنسية في الماضي تحت حكم بيتان ومشاركتها في الحل النهائي" أثناء محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية.
ويقول مارك هيكر الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية إن "صدى النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في فرنسا يتجاوز إلى حد كبير الانتماء المجتمعي"، مشددًا على أن "حالات التعبئة أطلقتها تاريخيًا جهات فاعلة متنوعة جدا".
في صفوف المؤيدين للفلسطينيين، جاء إطلاق التعبئة من التضامن "العربي" إلى الديغوليين الحريصين على التقرب من العالم العربي بعد حرب الجزائر، بما في ذلك الشبكات الكاثوليكية اليسارية واليسار المتطرف المناهض للإمبريالية.
وقال هيكر إن النزاع في الشرق الأوسط يبقى في فرنسا، على المستوى الدولي "الموضوع الوحيد الكفيل بإنزال عشرات آلاف الأشخاص في الشوارع"، خلافا للحرب في أوكرانيا مثلا.
صب الزيت على النارتجمع آلاف الأشخاص في جميع أنحاء فرنسا في نهاية الأسبوع الماضي دعما للشعب الفلسطيني بينما قتل أكثر من خمسة آلاف فلسطيني معظمهم من المدنيين، منذ بدء القصف المتواصل الذي يشنه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، حسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وهتف 15 ألف شخص شاركوا في التظاهرة "إسرائيل قاتلة وماكرون متواطئ" حسب الشرطة. وهذا العدد بعيد جدا عن مائة ألف شخص أحصتهم الشرطة في لندن في اليوم السابق.
وجرت المظاهرات بشكل سلمي لكن في الماضي، شهدت البلاد موجات من العنف والأعمال المعادية للسامية خلال الهجمات العسكرية الإسرائيلية في 2009 و2014 على غزة، أو الانتفاضة الثانية في 2000.
ويشعر الخبير السياسي فيليب رينو بالقلق إزاء الطريقة التي يقوم بها اليسار الراديكالي بـ "صب الزيت على النار".
وقال إن الطبقة السياسية الفرنسية منقسمة دائمًا حول هذه المسألة، لكن "هناك حسابات انتخابية جدا من جانب جان لوك ميلانشون الذي يعتقد نه يجذب بذلك الجالية المسلمة وسكان الضواحي".
في أقصى اليمين، يؤكد التجمع الوطني أنه "يحمي" الفرنسيين اليهود في مسعى لنفي الاتهامات بمعاداة السامية الملتصقة به.
وفي هذه الأجواء المتوترة، يواجه الرئيس إيمانويل ماكرون "موقفا غير مريح إطلاقا لتحقيق التوازن"، كما يقول مارك هيكر.
ويوضح أنه من جهة "هناك رغبة في إظهار تضامن قوي مع إسرائيل، وهو ما يمكن أن ينظر إليه على أنه انحياز" من قبل المؤيدين للفلسطينيين. ومن ناحية أخرى، "يحاول إسماع صوت فرنسا التقليدي المعني بحماية السكان المدنيين، وإعادة إطلاق عملية السلام"، وتخفيف التوتر في بلده.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: مستشفى ناصر في خان يونس بغزة يتلقى مساعدات طبية شاهد: تدريبات الجيش الإسرائيلي استعداداً لـ"الدخول البري إلى قطاع غزة" انقسام بالمعارضة الفرنسية حيال اقتراح ماكرون تشكيل تحالف دولي ضد حماس حركة حماس فرنسا إسرائيل قطاع غزة فلسطينالمصدر: euronews
كلمات دلالية: حركة حماس فرنسا إسرائيل قطاع غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة طوفان الأقصى إسرائيل قصف فلسطين حركة حماس قطاع غزة إيمانويل ماكرون فلاديمير بوتين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة طوفان الأقصى إسرائيل قصف فلسطين یعرض الآن Next فی فرنسا قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
نادي الأسير الفلسطيني: إدارة سجون إسرائيل تتعمد نقل الأوبئة للأسرى
قال نادي الأسير الفلسطيني إن السلطات الإسرائيلية تتعمد تنفيذ عمليات نقل للأسرى المرضى بين السجون والمعتقلات، بهدف نشر الأمراض والأوبئة بين الأسرى، وفق شهادات سجناء.
وأوضح النادي -في بيان أصدره اليوم الاثنين- أن هذه الممارسات "ساهمت في تصاعد الكارثة الصحيّة التي يواجهها الآلاف من الأسرى جرّاء انتشار مرض (الجرب -سكايبوس) الذي شكّل سبباً مركزيا في استشهاد أسرى خلال الشهور الماضية".
وذكر البيان نقلا عن شهادات أسرى أن "الاحتلال تعمّد نقل أسرى يعانون من مرض معدٍ دون تشخيص واضح له من سجن مجدو (شمال) إلى سجن النقب (جنوب) الأمر الذي أدى إلى إصابة أسرى في سجن النقب بالمرض".
وبحسب النادي "ظهرت أعراض على أسرى النقب منها أوجاع شديدة في البطن، وتقيؤ باستمرار، وهزال شديد، هذا إلى جانب إصابتهم بمرض (الجرب- سكايبوس) الأمر الذي ينذر بخطورة كبيرة ومضاعفة على مصيرهم".
واتهم نادي الأسير الفلسطيني إدارةَ السّجون الإسرائيلية بأنها "تتعمد ترسيخ الإجراءات التي فرضتها على الأسرى منذ بدء الإبادة، والتي شكّلت الأسباب المركزية لظهور الأمراض والأوبئة".
إبادة جماعيةوحتى مطلع أبريل/نيسان 2025، تجاوز عدد الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية 9 آلاف و900 أسير، بينهم 3 آلاف و498 معتقلا إداريا يُحتجزون دون تهمة أو محاكمة، وما لا يقل عن 400 طفل، و27 أسيرة، بحسب نادي الأسير الفلسطيني.
إعلانوقبيل الشروع بالإبادة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، بلغ عدد الفلسطينيين في سجون الاحتلال أكثر من 5 آلاف و250 أسيرا، بينهم نحو 1320 معتقلا إداريا و40 أسيرة، إضافة إلى 170 طفلا.
ووثق النادي مقتل 63 أسيرا فلسطينيا داخل السجون الإسرائيلية منذ بدء حرب الإبادة على الفلسطينيين، بينهم 40 من قطاع غزة، أحدثهم الطفل وليد أحمد، جراء التعذيب الشديد والإهمال الطبي، وفق ما تؤكده مؤسسات حقوقية فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق -منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- جرائم إبادة جماعية بغزة خلّفت نحو 170 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.