حشود بحرية حول غزة / الحلقة الاولى
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
تمركزت حاملات الطائرات الأمريكية في مواقعها الهجومية على مسافة محسوبة قبالة سواحل لبنان، وقبالة سواحل غزة، ويُقال ان لهذه الحاملات النووية قدرات واسعة في جمع المعلومات الاستخبارية، وفي القيام بدوريات داعمة لجيش الاحتلال في غاراته الدموية ضد المدنيين في غزة. وقد تمثل هذا التشكيل العدواني بحاملة الطائرات (دوايت أيزنهاور)، وحاملة الطائرات (جيرالد فورد) في إشارة امريكية واضحة لتحويل الحرب في قطاع غزة إلى صراع إقليمي طويل يعصف بمنطقة الشرق الاوسط برمتها.
دعونا نتكلم في هذه الحلقة عن القدرات التعبوية للحاملة (فورد) التي تحمل رادارات مزدوجة النطاق (dual-band radar) توفر رؤية شاملة 360 درجة تغطي جميع التحركات الحربية حولها، بما في ذلك المجال الجوي فوقها. ويساعد إسرائيل على مراقبة التهديدات الصاروخية الباليستية المحتملة (بعيدة المدى). لكنها غير قادرة على رصد تحركات الفرسان الذين تسلقوا الاجواء بأجنحة شفافة لن تراها تلك الرادارات حتى لو كانت مجهزة بعيون زرقاء اليمامة. .
تأتي هذه الاستحضارات الأمريكية المكثفة في البحر الأبيض المتوسط على الرغم من عدم وجود تهديدات حقيقية بضربات جوية ضد جيش الاحتلال، بينما ستقوم البحرية الإسرائيلية بتوفير الحماية لتلك الحاملات ضد الهجمات المحتملة بالقوارب الصغيرة. .
تعتمد الحاملة (فورد) على نظام دفاع ليزري متقدم. قادر على إحداث ثقوب في الطائرات المسيرة. وقد تم إدخال أجهزة الليزر، بعد اختبارها لأول مرة عام 2014 لمكافحة أحدث الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في الصين. وستختبر البحرية الامريكية قريبا صاروخ Hellcat، وهو صاروخ كروز مضاد للسفن عالي الطاقة بالليزر بقدرة 300 كيلووات. .
بات من الواضح ان إدارة بايدن بالغت كثيراً في دعمها المطلق للكيان الصهيوني. واستنفرت اساطيلها البحرية في المتوسط وفي الاحمر وفي حوض الخليج العربي لإثارة الرعب في المنطقة، آخذين بعين الاعتبار ان كل حاملة يعمل على متنها طاقم مؤلف من 4500. ولم ترد أي إشارة من البنتاغون عن المدة التي ستبقى فيها حاملات الطائرات مرابطة في المنطقة. .
أغلب الظن ان بقاءها سيمتد حتى بداية العام القادم على الرغم من حاجتها الماسة للصيانة الدورية، وهناك من يظن ان هذه الحاملات جاءت لتنفيذ سيناريو آخر يختلف عن سيناريو الغارات الموجهة ضد المدنيين في غزة، ويعتقد البعض انها جاءت لاجتياح مناطق واسعة، وإقحام العالم في حرب كونية ثالثة يصعب التكهن بنتائجها الكارثية، وهذه الظنون يؤكدها الهدوء الحذر في الجبهة الاوكرانية، وتؤكدها الحشود البحرية الفرنسية والبريطانية والايطالية والالمانية، التي هرعت كلها في توقيت واحد وانتشرت شرق البحر الابيض المتوسط. .
وسوف نواصل حديثنا عن هذه الحشود البحرية في حلقة قادمة ان شاء الله. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الأسوأ منذ عشرات السنين: شتاء لبنان من دون أمطار وثلوج.. والأب خنيصر يدق ناقوس الخطر
يُعتبر موسم شتاء 2024 ـ 2025 من أسوأ المواسم التي مرت على لبنان، فنسبة المُتساقطات أدنى بكثير من المعدل العام ويبدو ان الأيام المُقبلة ومع اقتراب بداية شهر شباط لا تُبشر أيضا بالخير، فما سبب غياب المنخفضات الجوية والعواصف والثلوج عن لبنان؟ وماذا يقول علم المناخ عن هذه الظاهرة؟
يُشير الأب ايلي خنيصر المُتخصص في الأحوال الجوية وعلم المناخ عبر "لبنان 24" إلى انه "منذ أواخر شهر كانون الأول 2024 تسيطر المرتفعات الجوية على شمال شرق افريقيا ووسط آسيا وغربها ووسط اوروبا وشرقها، الامر الذي أضعف حركة المنخفضات الجوية نحو الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط فغابت الأمطار لعدة أسابيع متلاشية في المتوسط او متجهة نحو اليونان وغرب تركيا والجزائر وتونس والمغرب".
وتابع خنيصر: "خلال الأسبوع الثاني من شهر كانون الثاني الجاري بدا المحيط الأطلسي ناشطاً بحركة المنخفضات العاصفة المُتّجهة من غرب أوروبا نحو ايطاليا والجزائر وتونس، وتراوحت قيم ضغطها ما بين 998 و 1004hpa، ورسمت خطّها نحو الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط ما بعد 17 من الشهر الحالي".
ولفت إلى ان "منخفضين جوّيين سلكا خط المتوسط نحو قبرص وتركيا في 20 كانون الثاني وتعرّضا لضغطين مرتفعين الاوّل فوق ليبيا ومصر وهو المرتفع شبه المداري 1028hpa، والضغط الثاني هو المرتفع القطبي الذي سيطر على شرق اوروبا وغرب روسيا 1038hpa بالإضافة الى المرتفع السيبيري شرقا 1052hpa، ما أدى إلى ضعف في قوة المنخفضين في حين ارتفعت قيم ضغطها نحو 1015 و 1018hpa فتأثر لبنان والجوار بحالات مطرية متفرقة، أمّا المنخفض الثالث فقد تحوّل الى حالة عدم استقرار يوم 26 الحالي بسبب حصار المرتفعات الجوية له، فغابت بالتالي الموجات القطبية وحلّت بين غرب اوروبا وشمال غرب افريقيا."
وأوضح خنيصر ان "المرتفعات الجوية التي تحمل قيم ضغط مرتفعة اكثر من 1040hpa، هي العدو الأكبر للمنخفضات الجوية التي تحمل قيم ضغط متوسطة، ما يجعلها تتلاشى مكانها بسبب الرياح المعاكسة لها، او تغيّر مسارها نحو مناطق اخرى ذات قيم ضغط اقل انخفاضا."
ولفت إلى ان "أوروبا وشمال افريقيا وغرب آسيا ستشهد لُحمة جديدة للمرتفعات الجوية ما سيؤدي الى غياب المنخفضات عن لبنان والحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط لنحو أسبوع أو ربما اكثر وسوف تتعرض المنخفضات الجوية في البحر المتوسط لرياح معاكسة ستجعل العواصف تستقر ما بين ايطاليا والجزائر وتونس والمغرب لـ 10 أيام تترافق مع نزولات قطبية وتشكل عواصف ثلجية".
ويقول خنيصر : "ما لم تتدخّل السماء وتوقظ منخفض البحر الاحمر في افريقيا ليغطي الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط وشبه الجزيرة العربية بضغوطه المنخفضة، فلن تصل الامطار والثلوج الى المنطقة".
وحذر من "انه في حال عدم وصول منخفضات فسنُعاني من شح في الينابيع، ومن جفاف في الآبار الارتوازية، ومن نهاية مأسوية لموسم التزلج والقمح وباقي المزروعات في البقاع وعكار، ومن انقطاع مياه الشرب نهائياً، وستثمر أشجار الفواكه بسبب ارتفاع درجات الحرارة، كما ان قلّة الريّ ستضرب موسم الفاكهة، إضافة إلى تراجع الثلوج عن قمم الجبال العالية"، مُشيرا إلى ان "السنة الماضية وفي مثل هذه الأيام بلغت سماكة النسافات الثلجية فوق 2000 متر الـ 25 و 30 متراً الامر الذي ساهم بتخزين المياه الجوفية في الجبال".
وكشف ان "وضع المرتفعات الجوية قد يستمر في الايام الاولى من شهر شباط المُقبل، فلم يبقَ لنا الا منخفض البحر الاحمر، وهو الذي يمكنه كسر الضغوط المرتفعة فتصب حينئذٍ التيارات القطبية في المنطقة ومعها الثلوج الغزيرة والامطار، فالضغط الجوّي فوق لبنان والجوار يتراوح في هذه الايام ما بين 1024 و 1030hpa ووحده منخفض البحر الاحمر يمكنه ان يُساهم بتراجع الضغط نحو 1006 و 1008 لتعود المنخفضات وتصب في مصلحة المنطقة، والاّ فنحن أمام وضع كارثي سيتفاقم مع مرور الأشهر"، بحسب ما يقول خنيصر.
ويُشير خنيصر إلى ان "احتباس الأمطار الذي نُعاني منه حاليا لم يشهده لبنان في السابق، ففي موسم 2014 - 2015 كانت نسبة الهطولات ضعيفة ولكن ليس بالقدر الذي نُعاني منه حاليا".
وعما تمّ التداول به مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار صورة تظهر سلسلة من الخطوط والدوائر في سماء لبنان اعتبر البعض انها مواد سامة قد يكون رشها الطيران الإسرائيلي تؤدي إلى التلاعب بالمناخ وإلى احتباس الأمطار وتُدعى هذه المادة "الكيمتريل"، يدعو خنيصر إلى عدم تصديق هذه الأخبار لاسيما ان من يعمد إلى نشرها غير متخصص في علم الطقس.
ويؤكد خنيصر "اننا أمام مرحلة صعبة وهي تحدث للمرة الأولى في لبنان فالضغوط الجوية المُرتفعة تقف حاجزا أمام المنخفضات الجوية"، وتابع: "العام الماضي انا قلت ان لبنان سيغرق نتيجة الأمطار وفعلا هذا ما حصل فشهدنا فيضانات واحتجز الناس في الطرقات بسبب السيول الجارفة واليوم انا أقول ان لبنان سيعاني من شح كبير في المياه".
ولفت إلى حصار جوي سيبدأ بعد 27 كانون الثاني سيؤدي إلى غياب الأمطار والثلوج والكتل القطبية وسنمر خلال 15 يوما بوضع سيئ ونكون بالتالي قد خسرنا 85 بالمئة من موسم الشتاء".
ويختم خنيصر بالقول: "نحن بحاجة لعواصف ومُنخفضات ضغطها ما بين 995 و1005 hpa ولكتل قطبية تؤدي إلى تساقط الثلوج وبالتالي الوضع حاليا صعب جدا والضغوط الجوية تُحاصر المنطقة بأكملها والآتي أسوا إذا استمرت الضغوط المرتفعة بهذا الشكل، ليس لنا حاليا الا الدُعاء لله لكي يتغير الوضع".
إذا نحن بانتظار "أن يبعت ربنا الخير" والا فسنكون أمام "كارثة" على أبواب فصل الصيف.
المصدر: لبنان 24