الموصل لا الفلوجة.. نصيحة بايدن لنتنياهو في الهجوم البري على غزة
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤولين أميركيين أن الرئيس الأميركي جو بايدن شاطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مخاوفه بشأن الخطة الإسرائيلية للهجوم البري على غزة.
وقال الموقع إنه على الرغم من "دعمه (بايدن) الكامل لإسرائيل وحقها في ضرب حركة المقاومة الإسلامية (حماس)"، فإنه قام "بشكل منهجي ودقيق" بتأخير الغزو البري الوشيك لغزة، وأوضح أيضا أن أميركا لا تريد أن تتصرف إسرائيل بشكل متهور، أو دون أخذ مخاوف الولايات المتحدة في الاعتبار.
ويريد بايدن، وفقا للموقع الأميركي، أن يكون الغزو الإسرائيلي أقرب إلى ما حدث في الموصل عام 2016، وليس الفلوجة عام 2004، ولذا أرسل الجنرال جيمس جلين الذي ترأس سابقا العمليات الخاصة لمشاة البحرية الأميركية (المارينز) لتقديم المشورة للإسرائيليين بشأن تخطيطهم العسكري.
"إستراتيجية المشي البطيء"ويقول الموقع الأميركي أن "إستراتيجية المشي البطيء" تتلخص في 5 اعتبارات إستراتيجية، حسب مسؤولين أميركيين وحسب خبير الشرق الأوسط في أكسيوس باراك رافيد.
يريد بايدن تسليم مزيد من المساعدات للفلسطينيين للحد من الأزمة الإنسانية ولاحتواء ردود الفعل العالمية الغاضبة، وهو يريد أن يخرج ما يُقدَّر بأكثر من 500 مواطن أميركي محاصرين في غزة قبل اشتداد القتال، إذ فشلت 6 محاولات لإجلائهم حسبما يقول مسؤولون أميركيون.
كما أن بايدن يحتاج إلى مزيد من الوقت لتعزيز الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، نظرا للمخاوف المتزايدة من إيران ودور الجماعات المرتبطة بها، حسب الموقع الأميركي.
وهو يخشى أن يؤدي الهجوم السريع والمتهور على غزة إلى دخول إسرائيل في معركة شوارع دامية طويلة يمكن أن تقتل عشرات الآلاف من الناس من دون أن تدمر حماس، حسب الموقع الذي يتحدث أيضا عن احتمال انضمام حزب الله وغيره إلى الحرب، وتعرض الوجود الأميركي بالمنطقة للخطر على إثر ذلك.
ويسعى بادين كذلك لكسب الوقت لنتنياهو، الذي لديه أسبابه الخاصة للتأخير، فرئيس الوزراء الإسرائيلي -رغم الضغوط السياسية التي تدفعه لتحرك سريع ضد حماس- كان دوما يتجنب المخاطرة ويتشكك بخصوص الخطط العسكرية الإسرائيلية، كما أنه على استعداد لمنح مزيد من الوقت لمحادثات إطلاق سراح "الرهائن" بينما تستعد "قوات الدفاع الإسرائيلية" بشكل أفضل لهجوم بري، على حد قول الموقع الأميركي.
مارينز أميركيوكان موقع أكسيوس قد كشف في وقت سابق عن وجود عدد من ضباط سلاح المارينز في إسرائيل برئاسة الجنرال جيمس جلين الذي شارك في العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة في العراق.
وتعكس هذه الخطوة تورط إدارة الرئيس بايدن العميق في العدوان على غزة، ومدى مشاركتها في التخطيط العسكري الإسرائيلي.
وفي إفادة صحفية بالبنتاغون مؤخرا، أوضح مسؤول عسكري رفيع أن لدى واشنطن "جيلا كاملا من كبار القادة العسكريين الأميركيين الذين لديهم خبرة في مكافحة الإرهاب والعمليات المعقدة، لا سيما في بيئة حضرية مثل غزة. وقد جعلنا خبراءنا متاحين باستمرار لتقديم الدروس المستفادة من خبراتهم الطويلة لنظرائهم الإسرائيليين".
وأكد موقع أكسيوس أن الجنرال جلين، والضباط المرافقين له، يقدمون فقط المشورة العسكرية للجيش الإسرائيلي بشأن الاجتياح البري المتوقع لقطاع غزة، وأنه من غير المتوقع أن يبقى جلين في إسرائيل لمتابعة المعركة البرية.
خلاف سياسي عسكريوفي السياق، أعاد تردد الحكومة الإسرائيلية في البدء بالمعركة البرية في قطاع غزة التساؤلات بشأن مدى جاهزية الجيش الإسرائيلي للاجتياح البري، وكذلك طبيعة أهداف المعركة وإمكانية تحقيقها والمخاوف من التورط في غزة، وسط تقديرات بأن الجيش سيتكبد خسائر فادحة بالجنود.
وعكَس هذا التردد تباين المواقف بين المستوى السياسي والجيش بشأن ملامح وطبيعة وأهداف الاجتياح البري لغزة، في وقت بدأ فيه الجيش الإسرائيلي تسريح جنود الاحتياط بالزي العسكري، شريطة أن يكونوا على استعداد لأي استدعاء طارئ.
وحظي هذا الإجراء بانتقادات من مختلف الأوساط الإسرائيلية، حتى بين قوات الاحتياط البرية التي تعتقد أن قرار تأخير المعركة البرية قد يضر بمعنويات القوات الميدانية، إذ أنهت معظمها استعداداتها للمعركة.
وأصبحت عملية صنع القرار على المستوى السياسي والعسكري، وحتى "كابينت الحرب"، أمام اعتبارات متعددة بكل ما يتعلق بمدى جاهزية القوات النظامية للمعركة البرية على جبهة غزة، في وقت يمارس فيه حزب الله ضغوطه على الحدود الشمالية، مما يضع الجيش الإسرائيلي أمام تحديات الجاهزية لمعركة برية متعددة الجبهات.
ويجمع المحللون على أن الجيش الإسرائيلي يريد تدمير البنية التحتية في غزة، وقتل أكبر عدد من المسلحين، واستنزاف حركة حماس والفصائل حتى تتآكل قدراتها العسكرية والصاروخية، وهي الإجراءات التي من شأنها أن تخفف من وطأة التوغل البري المحدود على قوات الجيش.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی على غزة
إقرأ أيضاً:
لبنان.. الجيش الإسرائيلي يقصف الجنوب ويعلن اغتيال مسؤول كبير
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، يوم الأحد، “إن جيش الدفاع قصف عدة منصات صاروخية وبنية تحتية عسكرية عمل فيها عناصر من حزب الله في منطقة النبطية جنوب لبنان”.
وأضاف أدرعي “أن سلاح الجو أغار في وقت سابق الأحد على منطقة حولا في جنوب لبنان وقضى على مسؤول الهندسة في حزب الله لمنطقة العديسة”.
وأفاد المتحدث “بأن نشاطات حزب الله تشكل خرقا فاضحا للتفاهمات بين لبنان وإسرائيل وتهديدا تجاه إسرائيل والإسرائيليين”.
وكان أعلن الجيش الإسرائيلي،في وقت سابق الأحد، “أنه اغتال حسين علي نصر نائب رئيس الوحدة 4400 في جماعة حزب الله اللبناني”.
وذكر بيان الجيش الإسرائيلي: “نفّذ سلاح الجو الإسرائيلي ضربةً استخباراتيةً استهدفت الإرهابي حسين علي نصر، نائب رئيس الوحدة 4400 في حزب الله”.
وأوضح: “خلال فترة عمله، عمل نصر على تهريب الأسلحة والأموال إلى لبنان بهدف إعادة بناء القدرات العسكرية لحزب الله، وفي إطار هذه الجهود، تعاون مع عملاء إيرانيين لتسهيل نقل الأسلحة والأموال إلى لبنان، بما في ذلك عبر مطار بيروت الدولي”.
وأضاف: “حافظ نصر على تواصل مع موظفي المطار الذين يعملون سرًا لصالح حزب الله ويساعدون في عمليات التهريب. بالإضافة إلى ذلك، روّج وأدار صفقات شراء أسلحة مع المهربين على طول الحدود السورية اللبنانية. كما أشرف على تعزيز التنظيمات الإرهابية وحشدها العسكري”.
وخلال حرب “سيوف من حديد”، وفي إطار عملية “سهام الشمال”، “نفّذ سلاح الجو الإسرائيلي، مسترشدًا بمعلومات استخباراتية دقيقة، ضربات واسعة وعمليات اغتيال موجّهة، بهدف تعطيل أنشطة الوحدة 4400 المستمرة، وتعطيل مسارات تهريب الأسلحة التي يستخدمها حزب الله الإرهابي في لبنان”، ما تمّ القضاء “على قائد الوحدة 4400، محمد جعفر قصير، ونائبه علي حسن غريب”.
حظر تجوال أمني شامل في جميع الوحدات العسكرية الإسرائيلية
أمر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي اللواء إيال زامير، “بفرض حظر تجوال أمني شامل في جميع وحدات الجيش في أعقاب سلسلة حوادث أمنية أثارت القلق بشأن سلامة الجنود والإجراءات المتبعة”.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية يوم الأحد، “أن الحظر الذي يستمر حتى يوم الاثنين، ويشمل تعليق عدد من الأنشطة العسكرية وإعطاء الأولوية للتفتيشات الأمنية والتدريبات المتعلقة بالسلامة”.
وذكر موقع “كان” أن “القرار يأتي على خلفية حوادث متفرقة أبرزها انطلاق رصاصة من مخزن ذخيرة داخل مركبة قتالية من طراز “تايغر”، وسقوط مركبة “نيمرا” في خندق، ودوس أحد الجنود على لغم في الشمال، وسقوط آخر في حفرة مياه”.
وأوضحت قيادة الجيش “أن الهدف من هذا الحظر هو إعادة تقييم الإجراءات القيادية وتعزيز معايير الأمان داخل الوحدات، خصوصا في ظل النشاط الميداني المكثف، وقد تشمل إجراءات الحظر تعطيل بعض التدريبات والأنشطة غير الأساسية، وفحص المعدات والأسلحة، وتقييد حركة المركبات العسكرية، وتنفيذ برامج تدريب خاصة بالسلامة”.
وبحسب الهيئة، “عادة ما يتخذ هذا النوع من القرارات على مستوى القيادة العليا عقب وقوع حوادث تثير مخاوف من وجود خلل هيكلي في النظام العسكري، وأشارت الهيئة إلى أنه ومنذ بداية الحرب على غزة تم تسجيل أكثر من 1300 حادث عملياتي في الجيش الإسرائيلي”.
وبحسب البيانات التي كشف عنها جيش الدفاع الإسرائيلي في بداية العام، “فقد وقع منذ بدء الحرب 1325 حادثا عملياتيا بين قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في غزة ولبنان، ووقعت الغالبية العظمى من الحوادث في غزة (1166 حادثا)، بينما وقعت الحوادث المتبقية (159 حادثا) في القطاع الشمالي، موضحة أن 63 جنديا لقوا مصرعهم في حوادث بقطاع غزة، 30 منهم نتيجة إطلاق نار صديقة، و14 في حوادث أسلحة، أما الباقون ففي ظروف مختلفة”.
هذا “وشنت إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتواصل إسرائيل استهدافها لمناطق في جنوب لبنان؛ بذريعة مهاجمة أهداف لـ”حزب الله”، وذلك رغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار منذ 27 نوفمبر 2024، وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.