كتب- محمد أبو بكر:

ألقى البابا تواضروس الثاني، عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من الكنيسة المرقسية بالأزبكية، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.

وألقى نيافة الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس قطاع وسط القاهرة، كلمة رحب خلالها بزيارة قداسة البابا للكنيسة، مشيدًا بفكرة زيارات قداسته للكنائس وإلقاء عظة الأربعاء فيها وهي تعد زيارات افتقاد من قداسة البابا لأبنائه يتمتعون فيها بالقرب من قداسته ويسمعون لتعاليمه.

واستكمل قداسة البابا سلسلة "صلوات قصيرة قوية من القداس"، وتناول جزءًا من رسالة يوحنا الرسول الثالثة والأعداد (١ - ٤)، وأشار إلى طِلبة قصيرة من الطِلبات التي ترفعها الكنيسة في القداس الغريغوري، وهي: "نجاحًا للطلبة"، وشرح مفهوم "النجاح" بأنه كلمة تُطلق على كل مراحل الحياة كالنجاح في الدراسة أو كالنجاح في الطريق الروحي "لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي، إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ" (مي ٧: ٨)، وأوضح صفات النجاح من خلال:

١- هو أساس الحياة، "فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ" (مز ١: ٣).

٢- شامل لحياة الإنسان، كمثال يوسف الصديق "مَهْمَا صَنَعَ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ" (تك ٣٩: ٢٣).

٣- هو معونة يعطيها الله للإنسان الذي يطلب كنعمة خاصة، "إِنَّ إِلهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي" (نح ٢: ٢٠).

٤- مُجدد للطاقة، "عَلَى الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ اتَّكَلَ، وَبَعْدَهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَلاَ فِي الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ... وَكَانَ الرَّبُّ مَعَهُ، وَحَيْثُمَا كَانَ يَخْرُجُ كَانَ يَنْجَحُ" (٢ مل ١٨: ٥ - ٧).

وتناول قداسته "مفاتيح النجاح" من خلال الحروف، وهي:

١- "ن": نظام، فالنجاح يحتاج نظامًا شديدًا.

٢- "ج": جهاد، فالنجاح يحتاج تعبًا ومجهودًا وبذلًا ودموعًا.

٣- "أ": إيمان، فالنجاح يحتاج الثقة والإيمان بعدم ضياع الجهد المبذول.

٤- "ح": حب أو حصاد، فالنجاح يحتاج أن يحب الإنسان ما يفعله، أو حصاد لكل المجهود الذي قدمه.

ووضع خطوات طريق النجاح، من خلال:

١- أمانة الإنسان في كل شيء، سواء في العمل أو الخدمة.

٢- طاعة الوصية الروحية، "اِحْفَظْ شَعَائِرَ الرَّبِّ إِلهِكَ، إِذْ تَسِيرُ فِي طُرُقِهِ، وَتَحْفَظُ فَرَائِضَهُ، وَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَشَهَادَاتِهِ.. لِكَيْ تُفْلِحَ فِي كُلِّ مَا تَفْعَلُ وَحَيْثُمَا تَوَجَّهْتَ" (١ مل ٢: ٣).

٣- الصلوات المستمرة والحياة الروحية، "لاَ يَبْرَحْ سِفْرُ هذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ، بَلْ تَلْهَجُ فِيهِ نَهَارًا وَلَيْلًا، لِكَيْ تَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ. لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُصْلِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تُفْلِحُ" (يش ١: ٨).

٤- الإصرار والثبات بقوة وتحدي الصعاب، "إِنْ نَزَلَ عَلَيَّ جَيْشٌ لاَ يَخَافُ قَلْبِي. إِنْ قَامَتْ عَلَيَّ حَرْبٌ فَفِي ذلِكَ أَنَا مُطْمَئِنٌّ" (مز ٢٧: ٣).

٥- التشجيع، لأن التشجيع يقود إلى استخراج الطاقات واكتشاف المواهب، كالبابا ألكسندروس رقم ١٩ الذي اكتشف الطفل الذي صار فيما بعد القديس أثناسيوس البابا رقم ٢٠ بالتشجيع.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: قمة القاهرة للسلام مستشفى المعمداني طوفان الأقصى نصر أكتوبر الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب فانتازي الطقس مهرجان الجونة السينمائي أمازون سعر الدولار أحداث السودان سعر الفائدة الحوار الوطني البابا تواضروس الثاني طوفان الأقصى المزيد

إقرأ أيضاً:

تعريف “المستشفى” من قبل البابا فرنسيس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يفاجأنا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان دائمًا  بتأملاته العميقة حول الحياة والمجتمع، ففي إحدى تأملاته المؤثرة، تحدث عن دور المستشفى كرمز حقيقي للتواصل الإنساني والروحاني، مؤكدًا أنه “المستشفى هو المكان الذي يخلع فيه الإنسان قناعه ويظهر على حقيقته.”

قال البابا: “لقد سمعت جدران المستشفيات صلوات صادقة أكثر مما سمعته في الكنائس، وشهدت على قُبَلٍ صادقة أكثر من تلك التي تُمنح في المطارات. في المستشفى، تجد طبيبًا أنيقًا ينقذ حياة متسوّل. في العناية المركزة، ترى يهوديًا يعتني برجل عنصري، وترى شرطيًا ومُدانًا في نفس الغرفة يتلقيان نفس الرعاية.”

وتابع البابا في حديثه عن تجارب الإنسان في المستشفى، مشيرًا إلى أن هذه الأماكن تشهد تلاقيًا غير متوقع بين العوالم المتباينة، حيث يجتمع الجميع تحت قوس الرحمة الإلهية. 

وأضاف: “المستشفى هو مكان يلتقي فيه البشر في لحظات الألم، وحين يتعرضون لخطر فقدان الحياة، يدركون تمامًا أنهم ليسوا شيءًا بمفردهم.”

البابا لم يقتصر حديثه على المستشفى فقط، بل توسع ليحمل رسالة أعمق عن الحياة: “هذه الحياة ستمر سريعًا. لا تخوضوا معارك مع الآخرين، لا تنتقدوا أجسادكم كثيرًا، ولا تفقدوا النوم بسبب الفواتير. تأكدوا من أن تحتضنوا أحبّتكم. لا تنشغلوا كثيرًا بالحفاظ على المنزل في قمة النظافة.”

كما وجه دعوة للتفكير في اللحظات الصغيرة التي تجعل الحياة أجمل: “اقتربوا من حيواناتكم الأليفة أكثر، لا تتركوا الأواني محفوظة، استخدموا أدوات المائدة الجديدة، ارتدوا أحذيتكم المفضلة، كرروا ملابسكم المحببة.

وفي ختام حديثه، دعا البابا الجميع إلى الاستمتاع بالحياة كما هي، دون انتظار الكمال: “الكمال لا وجود له. الإنسان غير قادر على تحقيقه. هذه الحياة هي مجرد فرصة للتعلم. لذا، استمتعوا بهذه التجربة الحياتية وعيشوها الآن. أحبوا أكثر، سامحوا أكثر، احتضنوا أكثر، وعيشوا بشغف أكبر!”

رسالة البابا فرنسيس تظل صادقة، تحمل دعوة للتأمل في قيم الإنسانية والتعايش المشترك، وتحث على تقدير اللحظات الحاضرة بكل تفاصيلها، تاركًا الباقي بين يدي الخالق.

مقالات مشابهة

  • البابا تواضروس يدعو كنائس العالم بتوحيد احتفال عيد القيامة وفق الكنيسة القبطية
  • الملك يهنئ البابا فرانسيس بمناسبة ذكرى اعتلائه الكرسي البابوي لحاضرة الفاتيكان
  • قداسة البابا تواضروس يلتقي مجموعة من أبناء الكنيسة في إسبانيا
  • البابا تواضروس الثاني: نساند بطاركة سوريا ونندد بالشر والكراهية
  • البابا تواضروس يلتقي مجموعة من أبناء الكنيسة في إسبانيا
  • ثنائيات في أمثال السيد المسيح .. بعظة الأربعاء للبابا تواضروس
  • البابا تواضروس: نتألم لما يحدث في سوريا .. ونطلب الروية والحكمة لكل المسؤولين
  • قداسة البابا: نتألم لما يحدث في سوريا ونطلب الروية والحكمة لكل المسؤولين
  • قداسة البابا تواضروس يلقى اليوم عظته الأسبوعية
  • تعريف “المستشفى” من قبل البابا فرنسيس