أفرزت الحرب التي اندلعت بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الحالي معطيات جديدة على صعيد ردود الفعل العالمية، ولا سيما داخل الولايات المتحدة.

ونشرت مجلة نيوزويك مقالا للصحفي الأميركي المستقل براد بولومبو تضمن قراءة تحليلية لنتائج استطلاع أجرته مؤخرا جامعة هارفارد بالتعاون مع شركة هاريس المتخصصة في أبحاث السوق، للوقوف على آراء شرائح مختلفة من المجتمع الأميركي بشأن الحرب التي لا تزال تدور رحاها في قطاع غزة.

ولدهشة الكاتب جاءت النتائج -كما يقول- متباينة بشكل حاد بين مختلف الشرائح العمرية، وأظهرت أن الأميركيين يدعمون إسرائيل بأغلبية ساحقة (84%) مقابل 16% فقط يفضلون حركة المقاومة الفلسطينية (حماس).

ويظهر هذا التأييد الساحق لإسرائيل جليا وسط الأميركيين الأكبر سنا ممن تزيد أعمارهم على 65 عاما، حيث قال 95% منهم إنهم يؤيدون إسرائيل، فيما أبدى 5% فقط تعاطفا مع حماس.

انقلاب في الرأي العام وسط الشباب

لكن الأمور بدت مختلفة عندما تعلق الأمر بشريحة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما، حيث قال 52% منهم أنهم يؤيدون إسرائيل، فيما أعلن 48% دعمهم لحركة حماس، أي أن نصف المستطلعة آراؤهم من الشباب تقريبا صرحوا بوقوفهم إلى جانب الحركة.

ولعل النتيجة "الأكثر إثارة للصدمة" -برأي الصحفي المستقل- أن استطلاع "هارفارد- هاريس" كشف أن 51% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما قالوا إن عنف "حماس" ضد المدنيين الإسرائيليين كان مبررا، في حين أن 49% فقط لا يعتقدون ذلك.

إبادة جماعية مبررة

لكن الأمور تصبح "غريبة" -حسب تعبير المقال- حينما وافق 62% من المشاركين الشباب في الاستطلاع نفسه على اعتبار أن ما فعلته "حماس" بإسرائيل كان "إبادة جماعية"، ومع ذلك فإن "شريحة كبيرة من الشباب الأميركيين يعتقدون أن الإبادة الجماعية ضد المدنيين الإسرائيليين أمر مبرر".

ويمضي كاتب المقال ليقر حقيقة معروفة، وهي أن حياة البشر جميعهم ثمينة، وأن استهداف المدنيين عمدا يعد جريمة حرب، وأن قتل الأبرياء غير مقبول أخلاقيا بغض النظر عمن يفعل ذلك.

وأقر بولومبو هذه المعطيات ليخلص إلى أن "البوصلة الأخلاقية" للعديد من الشباب الأميركيين "مشوهة"، معتبرا أن عدم إدراكهم "هذه الحقيقة الأخلاقية الأساسية" أمر مزعج للغاية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: من الشباب

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يُعرب عن قلقه العميق حيال أوامر إسرائيل بإجلاء المدنيين من خان يونس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعرب الاتحاد الأوروبي اليوم، الجمعة، عن قلقه العميق إزاء أوامر الجيش الإسرائيلي بإجلاء المدنيين من منطقة خان يونس بقطاع غزة المنكوب من جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل.

وذكر الاتحاد في بيان صحفي نشرته دائرة العمل الخارجي التابعة للاتحاد اليوم أن ما يقرب من 250 ألف شخص تأثروا بهذه الأوامر الأخيرة التي تهدد أيضًا مرضى المستشفى الأوروبي، وهو أحد المستشفيات القليلة المتبقية التي تعمل بشكل جزئي في جنوب غزة.

وأوضح البيان أن المرضى المصابين في المستشفى الأوروبي، بما في ذلك النساء الحوامل وكبار السن، أُجبروا على الانتقال إلى مرافق أخرى، مثل مستشفى ناصر في حين حاول موظفو المستشفى إنقاذ المعدات الطبية. ومن المؤكد أن قرار الإخلاء هذا سيؤدي إلى تفاقم الاكتظاظ، ويسبب نقصًا حادًا في المستشفيات المتبقية المكتظة بالفعل، في وقت يعد فيه الوصول إلى الرعاية الطبية الطارئة أمرًا بالغ الأهمية.

وأكد الاتحاد الأوروبي - في بيانه - أن عمليات الإخلاء القسري ينتج عنها أزمة إنسانية جديدة وتؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي بالفعل، مع نزوح ما يقرب من 1.9 مليون من سكان غزة داخل القطاع، كما ذكرت منسقة الأمم المتحدة العليا للشئون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيجريد كاج في مجلس الأمن، وفي ظل غياب مرافق لاستيعاب الأشخاص، يكافح الشركاء في المجال الإنساني لتلبية الاحتياجات الهائلة للنازحين الجدد.

وذكر البيان أن الاتحاد الأوروبي يرى أنه لكي لا ترقى عمليات الإجلاء الأخيرة إلى مستوى "النقل القسري المحظور"، فإنها يجب أن تتوافق مع القانون الإنساني الدولي، مما يضمن السلامة أثناء العبور والإقامة المناسبة في مناطق اللجوء للفلسطينيين المدعوين إلى الإخلاء.

وأكد مسئولية إسرائيل عن ضمان قدرة النازحين على العودة إلى منازلهم أو مناطق إقامتهم المعتادة، بمجرد انتهاء "الأعمال العدائية".. مشددًا على أن النازحين بحاجة أيضًا إلى الوصول إلى الخدمات الضرورية وتلبية احتياجاتهم.

وأشار الاتحاد الأوروبي - في البيان - إلى أنه قام، من أجل مواجهة الوضع المتدهور، بتعبئة جميع أدوات الاستجابة للأزمات والأدوات الإنسانية لتوجيه المساعدات اللازمة إلى غزة ويشمل ذلك الإمدادات الطبية والأدوية وزيادة كبيرة في تمويل الشركاء في المجال الإنساني.

وأضاف أن وقف إطلاق النار أصبح أكثر أهمية الآن، ومن شأنه أن يتيح زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، فضلًا عن إطلاق سراح جميع "المحتجزين".

مقالات مشابهة

  • 16 قتيلا في قصف إسرائيلي لمدرسة تأوي 7 آلاف نازح في وسط غزة
  • حماس: استهداف الاحتلال المتكرر لمدارس النازحين إصرار على تحدي كافة القوانين الدولية
  • حماس: استهداف مدرسة الجاعوني مجزرة وجريمة جديدة ضمن حرب الإبادة
  • محلل فلسطيني: إسرائيل تعمل بشكل ممنهج لإطالة زمن الحرب على غزة (فيديو)
  • الاتحاد الأوروبي يُعرب عن قلقه العميق حيال أوامر إسرائيل بإجلاء المدنيين من خان يونس
  • غزة: التعطيش من أسلحة إسرائيل في جريمة الإبادة وفرض المجاعة
  • نيوزويك: إسرائيل في حرب مع إيران على 7 جبهات
  • كاتبة صحفية: التشكيل الحكومي الجديد يتبنى فكرة تمكين المرأة والشباب
  • متظاهرون داعمون لغزة يصعدون فوق سطح البرلمان الأسترالي
  • مؤيدون لغزة فوق البرلمان الأسترالي.. ومسؤول: "انتهاك خطير"