في شهر مايو الماضي، أعلنت جوجل أنها تعمل على ميزة تسمى "حول هذه الصورة" والتي تمنح المستخدمين بيانات تم التحقق منها فيما يتعلق بأي صورة على الإنترنت. 

حسنًا، لقد تم طرحه للتو كجزء من البحث، لذلك لن تتمكن من الإفلات من تمرير صورة شخص آخر لبرجر كينج ألف 1988 على أنها صورتك الخاصة.

وإليك كيف يعمل. ما عليك سوى استخدام بحث Google، وتحديد صورة والنقر على النقاط الثلاث الموجودة في الزاوية اليمنى للوصول إلى الأداة.

ستتلقى مجموعة كاملة من المعلومات المفيدة، بما في ذلك وقت نشر الصورة في الأصل، وما إذا تم نشرها منذ ذلك الحين، ومكان ظهورها على مر السنين. وفرة حقيقية من البيانات الوصفية.

سيناريو حالة الاستخدام الواضح لهذا هو التحقق مما إذا كانت الصورة المستخدمة لمرافقة حدث إخباري شرعية أم لا، أو إذا تم إخراجها من سياق شيء حدث في عام 2007 لإثارة معلومات مضللة. ولتحقيق هذه الغاية، توضح لك الأداة أيضًا كيفية استخدام المواقع الأخرى للصورة ووصفها، على غرار الطريقة التي يتعامل بها البحث بالفعل مع المعلومات الواقعية عبر مرشح "وجهات النظر" وعلامة التبويب "حول هذه النتيجة". وتقول جوجل إنه يمكنك أيضًا الوصول إلى الميزة من خلال النقر على الرابط "المزيد حول هذه الصفحة"، مع المزيد من الخيارات في المستقبل.

بالطبع، هناك شيء صغير يجتاح العالم الآن يسمى الذكاء الاصطناعي. قد يكون من الصعب تمييز الصور التي تم إنشاؤها بواسطة منصات الذكاء الاصطناعي عن المقالة الأصلية، لذا تتيح لك أداة Google أيضًا معرفة ما إذا كانت الصورة قد تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي أم لا. ومع ذلك، يعتمد هذا على البيانات الوصفية التي تتضمن هذه المعلومات، لذا سيتعين على منشئي الصور الأصليين الاشتراك. تقول جوجل إن الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي ستحتوي دائمًا على البيانات الوصفية المناسبة.

هذه ليست الأداة الوحيدة التي طرحتها Google لتوفير المزيد من الفروق الدقيقة في عمليات البحث عن الصور. سيتم قريبًا توسيع Fact Check Explorer، وهو تطبيق مفيد للصحفيين، ليشمل الصور. أما بالنسبة لعمليات البحث غير المستندة إلى الصور، فقد أعلنت شركة التكنولوجيا العملاقة أيضًا عن برنامج ينشئ أوصافًا لمواقع الويب يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، مما يساعد المستخدمين في البحث عن كيانات أقل شهرة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جوجل الذكاء الاصطناعى الصور الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

بالذكاء الاصطناعي ماذا لو عاد خالد بن الوليد أو نيوتن؟

 

 

 

مؤيد الزعبي

 

بما أن كل شيء في مخيلتنا وارد حدوثه في عالم الذكاء الاصطناعي، فلك أن تتخيل عزيزي القارئ كيف ستكون حياتنا لو أعاد الذكاء الاصطناعي إحياء الأموات، أشخاصًا أعزاء علينا، وقد تناولت جزءًا من هذا الطرح في مقال سابق، لكن ما أنوي أن أحدثك به اليوم هو عن كيف ستتم هذه العملية، وكيف سنتعامل معها، وماذا لو أعاد الذكاء الاصطناعي إحياء أموات من العباقرة والفلاسفة أو القادة والرموز الوطنية والدينية والاجتماعية والتاريخية؟ كيف سنجد هذه النسخ الإلكترونية؟ وهل سنكسبهم تقديسًا أو تفضيلًا من نوع ما لمجرد أنهم نسخ لأموات كان لهم تأثيرهم في تاريخنا الإنساني؟

في الحقيقة نحن أمام معضلة كبرى؛ فهناك كثيرون ممن يُقدسون شخصيات تاريخية رغم أنَّها ماتت منذ مئات السنين وما وصلهم عنها فقط أفكار، فكيف لو وجدوهم اليوم أمامهم بواسطة تقنية أو تقنيات متداخلة؟ في هذا الطرح سوف أتناول معك هذا الجانب ونناقشه من عدة زوايا.

يُوجد في تاريخنا الإنساني أشخاص كثر تركوا بصماتهم على المجتمعات والشعوب والدول وحتى الأديان والثقافات. فمنهم أبطال قادوا شعوبهم للقمة، ومنهم مقاتلون شجعان كان النصر حليفهم، ومنهم رموز وطنية لها أثرها الواضح في نفوس شعوبهم وأوطانهم، فماذا لو أعدنا إحياءهم بواسطة الذكاء الاصطناعي وصنعنا منهم "أفاتار"، أو تطورت تقنيات التصنيع الروبوتي لصناعة أشكالهم وأصواتهم، وبواسطة برمجيات مُعينة يتم محاكاة عقولهم، وشاهدناهم أحياء يتجولون فيما بيننا؟

في الحقيقة قد تبدو القصة بعيدة، إلا أنها أقرب مما نتخيل؛ فها نحن نعيد إحياء الموتى بواسطة فيديوهات وصور من إنتاج الذكاء الاصطناعي، ولم يبقَ إلا أن نجسدهم بإحدى وسائل التقنية، سواء "هولوجرام" مثلاً أو روبوت مصنوع على شكلهم، ولكن ما هو أصعب ليس تجسيدهم إنما كيف سنتعامل نحن الأحياء معهم.

 

ماذا لو عاد خالد بن الوليد؟ سأضرب لك مثالًا عزيزي القارئ من تاريخنا العربي والإسلامي: ماذا لو قلت لك إنه تم إعادة إحياء شخصية فذة من قادتنا المُسلمين مثل خالد بن الوليد أو صلاح الدين الأيوبي؟ ولا أقصد هنا إعادة إحيائهم شكلًا فقط بل فكرًا أيضًا، فقائد فذ مثل خالد بن الوليد، بأفكاره العسكرية المُغايرة، لو كان بالإمكان محاكاة طريقة تفكيره لإنتاج أفكار عسكرية جديدة، سنكون أمام تجربة فريدة تستحق أن نخوضها ونكتشف عمق هذه الشخصية وغيرها من الشخصيات، وحديثي هنا مجرد مثال يمكن إسقاطه على عباقرة في العلوم والفيزياء وحتى فنانين من رسامين ونحاتين وموسيقيين.

 

صحيح أننا قمنا ببعض من ذلك، حيث أكمل الذكاء الاصطناعي المقطوعة العاشرة لبيتهوفن، إلا أن انتشار هذا النوع من التجسيد سيأخذ في التوسع يومًا بعد يوم، وقد نرى رموزًا وطنية وتاريخية لها اعتبارات خاصة.

 

في حقيقة الأمر، هناك الكثير من السيناريوهات القادمة، ولا أستبعد أن تقوم جهات معينة بإعادة استكمال سير ومسيرة الكثير من شخصياتها الأيقونية بهدف استثارة تعاطف أتباعها أو التأثير في اتجاهات مُعينة من مناحي الحياة.

ولا أستبعد أن نعيد إحياء عقول وأنماط تفكير علماء لم يستكملوا أفكارهم وأبحاثهم، وبات اليوم من الممكن محاكاة هذه الأنماط وإعادة إحيائها بشكل أو بآخر، وإسقاط أنماط تفكيرهم على مشكلات تواجهنا اليوم، أو اكتشاف نظريات جديدة كأن يستكمل نيوتن قانونه الرابع أو الخامس أو حتى العاشر.

 

سيناريوهات كثيرة قادمة ومخاوفنا مشروعة، وربما نجد في مثل هذه الممارسات نظرة إيجابية نوعًا ما؛ فمن المهم أن نستفيد من أنماط تفكير العباقرة والمبدعين، ولكن ماذا عن دلالة مثل هذا العمل على الأخلاقيات والقيم الإنسانية؟ وكيف سنجد في هؤلاء المستنسخين أو العائدين من الموت "فكريًا" دورًا خاصة إذا تجرأ البشر على إعادة إحياء رموز دينية ذات وزن تاريخي مقدس؟ فهل سنجد في هؤلاء النسخ صفة مقدسة؟ وهل سيأتي اليوم الذي يتناسى فيه البشر أنهم هم من صنعهم ويبدؤون في اتباعهم وتمكينهم حتى تعلو سلطتهم ويعلو معها تقديسنا لهم؟

هنا تكمن الخطورة الكبرى: أن نعيد إحياء أموات بواسطة تقنية نحن صنعناها، ثم ننسى التقنية ونتعامل مع هذه الكيانات كما لو كانت فعلًا أحياء، وبما أن الذكاء الاصطناعي قد يصبح ذكيًا لدرجة الوعي، فسيجد له مخرجًا ليواصل تطوير نفسه وبسط نفوذه، أو قد يكون خلف كل هذا أشخاص يديرون المشهد لخدمة مصالحهم.

 

ربما يبدو هذا الطرح بعيدًا في حدوده، إلا أنه قريب من واقعيته - على الأقل بالنسبة لي، فنحن يومًا بعد يوم نعيد دون أن نشعر أحياء كانوا أمواتًا، وصحيح أن تجاربنا ما زالت اليوم مقتصرة على نجوم الفن والغناء والرسامين، إلا أن فضولنا البشري سيقودنا يومًا ما لإعادة إحياء رموز تاريخنا، كلٌّ حسب جرأته وقدرته على المحاكاة، ومع تطور التقنيات، سيُفتح الباب أمام تجارب كثيرة قد تغير حياتنا للأبد، ونكون "نحن البشر" كمن صنع تمثالًا ثم اعتقد أنَّه يتحرك، فآمن بقدراته الخارقة وبدأ يقدسه، ولهذا أجد من الضروري أن نحسن التصرف مع مثل هذه المحاولات حتى لا نقع ضحية فضولنا، وفي النهاية "فهل سنبقى نحن البشر سادة التقنية، أم سنصبح أسرى لها ذات يوم؟" وفي هذا سوف أتناقش معك في مقالي القادم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الرئيس الصيني يحذر من مخاطر مرتبطة بالذكاء الاصطناعي
  • الطالب المبتز وصور الذكاء الاصطناعي.. حكاية سقوط ذئب إلكتروني داخل جامعة خاصة
  • OpenAI تطلق إصداراً جديداً من أداة البحث العميق
  • OpenAI تطلق نسخة «خفيفة» من أداة البحث العميق في ChatGPT
  • يوتيوب تدعم ميزة البحث بالذكاء الاصطناعي
  • OpenAI تطرح نسخة خفيفة من أداة ChatGPT المخصصة للبحوث المتقدمة
  • خبراء يناقشون سؤال: الكتابة في عصر الذكاء الاصطناعي.. إلى أين؟
  • صرخات صور الذكاء الاصطناعي.. هل كانت تسلية عابرة ام وراءها هدف سندفعه؟
  • بالذكاء الاصطناعي ماذا لو عاد خالد بن الوليد أو نيوتن؟
  • التقدّم المحرز في مواجهة التغيّر المناخي.. الذكاء الاصطناعي يساعد على التنبؤ بالكوارث البيئية