كشفت رئاسة النيابة العامة، أن الأرقام المسجلة حول الاعتداءات الجنسية على الأطفال في اليوم الواحد، وصلت سنة 2022 إلى 9 اعتداءات جنسية، وهو ما من شأنه دق ناقوس الخطر حول تنامي هذه الظاهرة التي تخلف مشاكل نفسية واجتماعية كبيرة جدا.

وفي كلمة له خلال ورشة عمل متعلقة بـ”آليات التكفل بالأطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية في ضوء العمل القضائي الوطني ومبادئ اتفاقية لانزارورت”، اليوم الأربعاء، كشف الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، رئيس النيابة العامة، الحسن الداكي، أن مختلف النيابات العامة بالمملكة سجلت 3295 قضية اعتداء جنسي ضد الأطفال خلال سنة 2022، أي أزيد من 41 بالمائة من مجموع جرائم العنف المرتكبة ضد الأطفال.

وقال الحسن الداكي، خلال الورشة المنظمة بشراكة مع مجلس أوروبا، إن “المملكة المغربية تعمل منذ سنوات على اتخاذ التدابير التشريعية اللازمة، لحماية الأطفال من الاستغلال الجنسي”، مشيرا إلى أن المملكة المغربية بادرت سنة 2013 إلى “التوقيع على اتفاقية مجلس أوروبا بشأن حماية الأطفال من الاستغلال والاعتداء الجنسي، في انتظار استكمال إجراءات المصادقة عليها، باعتبارها لبنة أساسية في بناء الحماية والوقاية لحقوق الطفل”.
وأشار المتحدث، إلى كون “توفير الحماية القانونية للأطفال من مختلف الإعتداءات، خاصة الجنسية منها، تشكل موضوع إهتمام جميع الدول، التي أصبحت تدق ناقوس الخطر بفعل عدد القضايا التي يتم تسجيلها سنويا”، معتبرا أنها “باتت تؤرق الأسر والآباء بسبب خوفهم على فلذات أكبادهمن من أن تطالهم أيدي المنحرفين الذين لا يتورعون عن إيذاء الأطفال واستغلالهم، ناهيك عن المخاطر الناتجة عن تطور التكنولوجيا العصرية، والتوسع الكبير في استخدام شبكة الانترنت التي أصبحت مصدرا لأشكال متعددة من الجرائم”.

وأضاف رئيس النيابة العامة، أن الأخيرة “تولي اهتماما كبيرا، وعناية خاصة لقضايا الإعتداء الجنسي ضد الأطفال بمختلف صورها، وتضعها ضمن برامجها الاستراتيجية ولا تدخر جهدا لتسخير كل الإمكانيات المتاحة لتوفير الحماية اللازمة للأطفال من جميع صور هذا الاستغلال، وقد بادرت إلى توجيه العديد من الدوريات إلى النيابات العامة بمختلف محاكم المملكة، تضمنت توجيهات تحثهم فيها على تعزيز الحماية القانونية للأطفال من كل أنواع العنف والاستغلال وإساءة المعاملة، مع الحرص على التطبيق الصارم للقانون في مواجهة مرتكبي هذه الجرائم وضمان عدم إفلاتهم من العقاب’’.

ووقف الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، عند الجهود التي تقوم بها  النيابة العامة، بهدف التقليل من الأثار النفسية الوخيمة التي تتكون عند الأطفال ضحايا العنف، وفي هذا الصدد، قال: ’’رئاسة النيابة العامة بصدد إعداد دليل للاستماع للأطفال في تماس مع القانون بمن فيهم الأطفال ضحايا الاعتداءات، يوضح التقنيات الضرورية للاستماع للأطفال حفاظا على مصلحتهم الفضلى ومراعاة لهشاشة نفسيتهم وتكوينهم وعدم الإمعان في الإضرار بهم عبر مواجهتهم بالمعتدين أو عبر المساطر القضائية الرسمية،التي لا تلائم صغر سنهم’’.

وسجل الداكي، الآثار الوخيمة للاعتداءات الجنسية على نفسية الطفل الضحية، “وعلى نموه السليم التي قد تمتد تداعياتها عليه طوال حياته، إذا لم يتلق العلاج المبكر والسريع”، مضيفا: ’’ضحية اليوم قد يصبح مريض الغد أو مجرم ومعتدي الغد، الأمر الذي يتطلب حتما رعاية خاصة لهؤلاء الأطفال، وتتبعا دقيقا لوضعهم الجسدي والنفسي والأسري والاجتماعي، وهنا يبرز دور خلايا التكفل بالنساء والأطفال بالنيابات العامة لدى المحاكم بمختلف مكوناتها التي تعمل على توفير الدعم والمساعدة والمصاحبة للأطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية من خلال استقبالهم في ظروف تتلاءم وخصوصية وضعهم، وتحرص على تقديم الخدمات الضرورية لهم تيسيرا وتسهيلا لولوجهم إلى عدالة صديقة’’.

وأشار الحسن الداكي في الأخير، إلى أن التكفل الناجع بهذه الفئة “لا يقتصر فقط على توفير الحماية القانونية والقضائية، وإنما ’يعتمد أيضا على خدمات أخرى يقدمها باقي المتدخلين، في مجال حماية الطفولة، وهو ما تسهر اللجن الجهوية والمحلية للتكفل بالنساء والأطفال بالمحاكم على تكريسه من خلال دورها التنسيقي بين مختلف الفاعلين، ومن خلال مخططات عملها، الرامية إلى تعزيز هذا التنسيق وتطويره بشكل مستمر لتحقيق الالتقائية بين الخدمات من أجل حماية أنجع للطفولة’’.

 

المصدر: مراكش الان

كلمات دلالية: النیابة العامة ضد الأطفال

إقرأ أيضاً:

سحر السنباطي: مصر عازمة على توسيع وتعميق الجهود الوطنية لإعمال حقوق الطفل

شاركت الدكتورة سحر السنباطي رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، في الحدث الجانبي الذي يقام على هامش فعاليات الجولة الرابعة للاستعراض الدوري الشامل "UPR" لملف حقوق الإنسان للدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، والمقام خلال الفترة من 24 حتى 28 يناير الجاري في جنيف بسويسرا، تحت مظلة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وخلال كلمتها سلطت رئيسة المجلس الضوء على أبرز جهود جمهورية مصر العربية في مجال إنفاذ وتعزيز حقوق الطفل وفقا لبيان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في نوفمبر 2024، حيث بلغ عدد الأطفال في مصر 39.5 مليون طفل، هم مستقبل مصر وثروتها الحقيقية، مؤكدة أن الدولة المصرية قامت بخطوات حثيثة لبناء الدولة المدنية الحديثة، مع الالتزام بالتعهدات الدولية، إذ يتواصل العمل على تحديث وتطوير التشريعات والمؤسسات والسياسات والممارسات بحيث تستجيب للمتغيرات الوطنية، وتراعي الالتزام بالاتفاقيات الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان، ومنها الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.

وأشارت "السنباطي" إلى أنه استجابة لما نص عليه الدستور المصري، ولجنة حقوق الطفل الدولية، فقد صدر قانون إعادة تنظيم المجلس القومي للطفولة والأمومة في نوفمبر 2023، ليصبح تابعا لرئيس الجمهورية، ومستقلا فنيا وماليا وإداريا، ونص القانون على أن يعتبر المجلس الآلية الوطنية المعنية بالطفل والأم، وفي سياق التطوير المؤسسي والقانوني لحقوق الإنسان، تم تعديل قانون الجنسية المصرية لضمان المساواة في نقل الجنسية المصرية من الأبوين للأبناء، وتشديد العقوبات لعدم قيد المواليد الجدد، والنزول بسن الحصول على بطاقة تحقيق الشخصية إلى 15 عاما.

ولفتت السنباطي إلى أنه على مستوى الاستراتيجيات الوطنية المتقاطعة مع حقوق الطفل، فقد تم إصدار تحديث عدد من الاستراتيجيات، منها الإطار الاستراتيجي للطفولة والأمومة (2018-2030)، والاستراتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة (2024-2029)، والاستراتيجية الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر (2022-2026). كما بدأت الحكومة تحديث الخطة الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني (2024-2029) لضمان إتاحة التعليم للجميع، وتحسين جودته، كما تمضي الحكومة قدما في تنفيذ أهداف "الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال".

وقالت "السنباطي" إنه على مستوى تخصيص الموارد: تعد الموازنة العامة للدولة للعام المالي 2023/2024 أول موازنة تستند إلى مبادئ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، ودمج مستهدفات الاستراتيجية ومنها حقوق الطفل، وعلى مستوى الرصد المستقل: يقوم المجلس القومي للطفولة والأمومة، في إطار ولايته القانونية الجديدة بتنفيذ هذا الرصد، فقد تم تقنين وتأسيس وضع المرصد القومي لحقوق الطفل بحيث يتولى جمع البيانات والإحصاءات بالتنسيق مع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء والجهات المعنية، كما تحرص الدولة على التفاعل مع ملاحظات ومقترحات عدد من المنظمات غير الحكومية التي تعمل في مجال الرصد.

وأكدت "السنباطي" أن منظومة نجدة وحماية الطفل تشمل نظاما وطنيا متكاملا بين الوقاية والحماية والتدخل، يشمل خط نجدة الطفل بالإضافة إلى لجان ووحدات حماية الطفولة بالمحافظات، ويستقبل الخط الشكاوى من الأطفال والبالغين دون تمييز، ويعالجها ويقدم كافة التدخلات الاجتماعية والنفسية والمساعدة القانونية للبلاغات المتعلقة بالأطفال بالتنسيق مع الجهات المعنية، ومع زيادة الوعي بحقوق الأطفال وخدمات نجدة الطفل، بلغ عدد البلاغات خلال الفترة (2019 – 2024) عدد (86,341) بلاغا تنوعت ما بين بلاغات خطر تم التدخل بشأنها، وتقديم خدمات استشارات.

وأشارت رئيسة المجلس، إلى أن الدستور وقانون العقوبات يحظر كافة أشكال العنف الجسدي ضد الأطفال، ويعزز قانون الطفل حمايته من العنف والإيذاء، ويضاعف الحد الأدنى للعقوبة المقررة لأي جريمة إذا وقعت من بالغ على طفل، كما تمتنع المسئولية الجنائية على الطفل الذي لم يجاوز (12) سنة ميلادية وقت ارتكاب الجريمة، كما تضمن القانون حظر الإعدام والسجن المؤبد والمشدد للطفل الذي لم يتجاوز الثامنة عشرة عاما وقت ارتكاب الجريمة، وتتولى محكمة الطفل دون غيرها الاختصاص بالنظر في أمره.

كما تم إنشاء (33) محكمة متخصصة للطفل في أنحاء الجمهورية، من بينهم أربع محاكم نموذجية صديقة للطفل في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية وأسيوط، ونسعى لتعميم هذا النموذج على باقي محاكم الطفل، وروعي في التصميم تجهيزها بأحدث الوسائل والتجهيزات التي تتناسب مع طبيعة ونفسية الأطفال مثل وسائل الاتصال بين غرف المداولة والغرفة الصديقة للطفل بنظام الفيديو كونفرانس، والمرايا أحادية الاتجاه المتصلة بقاعات المحاكم وغرف مداولة القضاة، لضمان التشاور مع الأطفال والسماح لهم بالتعبير عن آرائهم بحرية في جميع المسائل التي تمسهم.

واستطردت انه تم تنفيذ مشروع "النهج التصالحي لعدالة الأطفال: النماذج المجتمعية - التربوية لإعادة الإدماج والتدابير البديلة للاحتجاز"، لتقديم خدمات متكاملة لرعاية الأطفال المعرضين للخطر، كما تم إطلاق المراجعة الاستراتيجية "نحو عدالة صديقة للطفل في مصر، وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة للأطفال". وتم أيضا إصدار الدليل الإجرائي لتصنيف الأطفال بالمؤسسات المفتوحة وشبه المغلقة والمغلقة.

وأضافت "السنباطي" أنه وفي ذات السياق أطلق المجلس القومي للطفولة والأمومة في أكتوبر 2024 مبادرة تحت شعار "صاحبوهم تكسبوهم"، بهدف توفير حزمة من الاستشارات التربوية للآباء والأمهات ومقدمي الرعاية حول أساليب التربية الإيجابية، والتعامل الصحيح مع سلوكيات الأطفال، وذلك في إطار المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان".

أما فيما يتعلق بحماية الأطفال غير المصريين فأكدت أن: الدولة المصرية تتيح للأطفال طالبي اللجوء واللاجئين والمهاجرين الوصول إلى خدمات التعليم والصحة، كما توفر الدولة كافة الخدمات الأساسية لهؤلاء الأطفال وتمكنهم من الإقامة والتعليم وتلقي الرعاية الصحية، بالإضافة إلى استفادتهم من الدعم الذي تقدمه الحكومة للمواطنين، كما يعد المجلس القومي للطفولة والأمومة ممثلا قانونيا لأسر الأطفال غير المصحوبين.

وأكدت السنباطي، أنه وفي مجال حظر الممارسات الضارة: اتخذت الدولة المصرية إجراءات وتدابير قانونية من شأنها القضاء على جريمة "تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية"، حيث تم تشكيل اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاسة مشتركة بين المجلس القومي للطفولة والأمومة والمجلس القومي للمرأة في مايو 2019.

وتم إطلاق الخطة الوطنية للقضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (2022-2026)، تم من خلالها: إطلاق حملة "احميها من الختان" تتضمن رفع الوعي بخطورة هذه الممارسة في كل وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وبناء قدرات المتعاملين مع هذه الجريمة، وتم تعديل قانون العقوبات لتغليظ عقوبة كل من شارك في جناية الختان بما في ذلك الأطباء والتمريض والمنشأة التي أجري فيها الختان.

وبالتعاون مع النيابة العامة، يجرى اتخاذ الإجراءات القانونية في بلاغات ختان الإناث الواردة إلى خط نجدة الطفل كما تم بالفعل منع بعض الحالات. ونجحت مصر في خفض نسبة الإناث الأقل من 17 عاما اللائي تعرضن للختان من %18 عام 2014 إلى %12 عام 2021، وبلغ عدد بلاغات وقائع جريمة ختان الإناث خلال الفترة (2019 – 2024) عدد (818) بلاغا، تم تقديم التوعية والإرشاد وإيقاف عدد (581) حالة.

وفي مجال القضاء على زواج الأطفال: حظر القانون توثيق عقود الزواج لمن لم يبلغ من الجنسين ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة، كما يعاقب قانون العقوبات كل من أدلى بمعلومات غير صحيحة أو قدم مستندات على غير الحقيقة بقصد إثبات تحقق واقعة زواج الأطفال دون السن المحددة قانونا، كما جرم قانون مكافحة الاتجار بالبشر حالات زواج الأطفال إذا تم بطريق الاستغلال وتعد وقائع زواج الأطفال إحدى حالات تعريض طفل للخطر وفقا لأحكام قانون الطفل، ونتيجة الوعي بمخاطر هذا الزواج وصل عدد حالات الإبلاغ عن حالات زواج الأطفال إلى خط نجدة الطفل، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية بشأنها خلال الفترة (2019 – 2024) بعدد (2707) بلاغا تم تقديم التدخلات اللازمة وإيقاف (2434) واقعة زواج قبل بلوغ السن القانوني.

وأوضحت "السنباطي" أنه تم تخفيض نسبة عمالة الأطفال في الفئة العمرية (5 -17 عاما) الذين قاموا بأنشطة اقتصادية أو أعمال منزلية من نسبة (%7) عام 2014 إلى نسبة (%4.9) في عام 2021. كما يحظر القانون تشغيل الأطفال قبل بلوغهم سن الخامسة عشر، وتدريبهم قبل بلوغ الثالثة عشر. وتم إعداد الدليل الإجرائي الموحد لمكافحة عمل الأطفال بالتعاون مع منظمة العمل الدولية. وتم تشكيل وحدة بكل محافظة لمكافحة عمل الأطفال والحد منه ومكافحة أسوأ أشكاله ومتابعة أحكام تشغيل الأطفال.

وقالت "السنباطي" أنه فى مجال الرعاية الاجتماعية للأطفال: بلغ عدد دور الحضانة لمرحلة الطفولة المبكرة (19.725) دارا يلتحق بها نحو (796.314) طفل، وبلغ عدد الحضانات الإيوائية للأطفال دون السادسة المحرومين من الرعاية الأسرية (36) دارا موزعة على كافة محافظات الدولة وتضم (1039) طفلا حتى نهاية عام 2024. كما بلغ عدد المؤسسات الإيوائية لمن هم فوق السادسة (425) مؤسسة رعاية بعدد مستفيدين (7867) طفل، وتم انتشال عدد من الأطفال من الشارع (طفل بلا مأوى) تم إعادة دمجهم مع أسرهم أو في مؤسسات رعاية، كما تم التعامل مع عدد من الأطفال يقضي معظم وقته في الشارع، وقدمت خدمات متنوعة للأطفال بلا مأوى.

وفي مجال الرعاية الصحية والنفسية للأطفال لفتت إلى أن هناك خمس برامج وطنية (في إطار المبادرات الرئاسية) تحت مظلة 100 مليون صحة، للاكتشاف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع للأطفال، الاكتشاف المبكر للإعاقة، ودعم صحة الأم والجنين، والكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم، وعلاج الضمور العضلي. كما واصلت مصر جهودها في زيادة الوصول لخدمات الصحة الإنجابية، وارتفاع معدلات الرضاعة المطلقة إلى (%73) في الشهور الستة الأولى للطفل (بعد أن كانت عام 2021 بنسبة 63%)، وأنشأت وزارة الصحة والسكان نظام رصد للإصابات المنزلية، وحوادث الطرق، وربط منظومة ميكنة صرف الألبان الصناعية للأطفال، بمنظومة المواليد والوفيات، فضلا عن ميكنة 100% من منظومة المواليد والوفيات والتطعيمات الروتينية لجميع الأطفال في مصر. كما قطعت الدولة خطوات نحو إقامة نظام تأمين صحي شامل لجميع المواطنين.

وفي مجال توفير الحق في التعليم قبل الجامعي قالت أنه بلغ إجمالي عدد طلاب مراحل التعليم قبل الجامعي (28.5) مليون طالب عام 2023/2024 مقابل (28) مليون طالب عام 2022/2023 بزيادة بلغت نسبتها (%1.7)، وبلغ عدد فصول التعليم قبل الجامعي (556.888) فصل في عام 2024، وكان (500.168) ألف فصل خلال العام الدراسي في عام 2019، وفي مجال التعليم المجتمعي والتربية الخاصة بلغ عدد الطلاب بمدارس التعليم المجتمعي في عام 2023/2024 (142.4) ألف طالب، وبمدارس التربية الخاصة (47) ألف طالب.

وأكدت أنه في سياق جهود الدولة لبناء المدارس الجديدة وتطوير الأبنية التعليمية وإعادة تأهيلها وصيانتها، فقد تم التوسع في إنشاء المدارس المجتمعية بالأماكن الأكثر احتياجا، وذلك من خلال إنشاء (200) مدرسة مجتمعية ووصل عددها إلى (4943) مدرسة مجتمعية تستوعب (140) ألف طفل، هذا وتصدر وزارة التربية والتعليم لائحة الانضباط المدرسي بمرحلة التعليم قبل الجامعي مع بداية كل عام دراسي لمديري المدارس والمعلمين، وكان آخرها القرار الوزاري في نوفمبر 2024 بشأن الحظر المطلق على ضرب أو إيذاء التلاميذ، واقتصار توجيه الطلاب باستخدام الأساليب التربوية الإيجابية.

وفي سياق التفاعل مع العصر الرقمي قالت: أطلقت وزارة الاتصالات، مبادرة أشبال مصر الرقمية في مايو 2022 لإعداد جيل متميز من النشء قادر على استشراف آفاق جديدة في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتحقيق الرؤية الرقمية لمصر في مواكبة علوم ومتطلبات سوق العمل المستقبلية. وتستهدف المبادرة تنمية المهارات التكنولوجية للطلاب بكافة المدارس في جميع المحافظات، وقد تم فتح باب التقديم للدفعة الثالثة في أغسطس 2024. كما يجري الانتهاء من الاستراتيجية الوطنية لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت والاستغلال الجنسي. وتم إطلاق مجموعة من حملات التوعية والبرامج التثقيفية التي تستهدف الأسر والمدارس لنشر الوعي حول الاستخدام الآمن للإنترنت، وأطلق المجلس حملة: أماني دوت كوم عام 2021، و"#بأمان" في 2024 لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت، بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومنظمة يونيسف مصر.

وأضافت "السنباطي" أنه في مجال تعزيز حق الأطفال في المشاركة، ونشر الوعي المجتمعي بحقوق الطفل: فقد تم إطلاق "المبادرة الوطنية لتمكين الطفل المصري - بكرة بينا"، وذلك من أجل التصدي لظواهر العنف والتنمر والسلوكيات الخاطئة، وخلق بيئة مدرسية آمنة وداعمة للأطفال، وتعزيز الدمج وقبول الآخر، وبناء قدرات المعلمين والأخصائيين الاجتماعيين في مجال تعزيز حقوق الطفل والسلوكيات الإيجابية للأطفال، وتوعية أولياء الأمور في مجال التربية الإيجابية، كما تم تشكيل "منتدى الطفل المصري" من خلال ترشيح الأطفال من خلفيات جغرافية وثقافية متنوعة. ويشارك هؤلاء الأطفال في الفعاليات المجتمعية والمناسبات الرسمية، مما يتيح لهم فرصة للتعبير عن آرائهم والمشاركة في صناعة القرار، يستفيد منه 15,000 طفلا في جميع أنحاء الجمهورية.

ولفتت إلى أن إنشاء برلمان الطفل المصري، من خلال إنشاء البرلمانات المحلية للأطفال بين 12 و16 سنة، تعقد هذه البرلمانات اجتماعات منتظمة لمناقشة القضايا المتعلقة بالطفولة والتعاون مع المسؤولين المحليين. ويشارك ممثلون من البرلمانات المحلية والسفراء في جلسات محاكاة برلمانية لمناقشة التحديات التي تواجه الطفولة وتقديم التوصيات للحكومة، بما تساهم في صناعة السياسات والاستراتيجيات الوطنية، مع معالجة القضايا التي أثارتها لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل. كما يشارك أربعة ممثلين للأطفال في البرلمان العربي للأطفال.

وأشارت "السنباطي" إلى أنه في إطار الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الطفل - نوفمبر 2024 أطلق المجلس حملة "اختلافنا مش بيفرقنا" بالتعاون مع منظمة يونيسف مصر، والتي تهدف إلى دعم حقوق الأطفال وإدماجهم في المجتمع، والقضاء على التمييز والتنمر ونشر ثقافة الاختلاف وتقبل الآخر، فضلا عن تعزيز مبادئ التكاتف ودمج اللاجئين والمهاجرين في المجتمع. وتتضمن حملة التوعية المجتمعية عددا من الرسائل على القنوات التلفزيونية، وفي محطات المترو وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي إطار الاستثمار في الفتيات، لفتت رئيسة المجلس إلى إطلاق مبادرة تمكين الفتيات الوطنية "دوي"، تحت رعاية "السيدة انتصار السيسي" قرينة السيد رئيس الجمهورية، وتهدف إلى تعزيز قدرات الفتيات في التعبير عن أنفسهن والمشاركة الفاعلة في المجتمع، وتحفيز حوار جديد عن الفتيات في بيئة آمنة، من خلال تشجيع الفتيات والأولاد على طرح القضايا المجتمعية. شارك أكثر من 600,000 فتاة وفتى في أنشطة "دوي"، بما في ذلك دوائر السرد القصصي، والحوار بين الأجيال، والمسرح التفاعلي، والأنشطة الرياضية. وأكمل أكثر من 100,000 من الفتيات والفتيان تتراوح أعمارهم بين 10 و24 سنة برنامج دوي في المهارات الرقمية. ووصلت منصات دوي الرقمية إلى أكثر من 60 مليون شخص.

وأكدت "السنباطي" أنه يجرى حاليا إعداد مشروع قانون الطفل الجديد لتعزيز حقوق الطفل وحمايته ورعايته وتحقيق مصلحته الفضلى، ويتضمن القانون مجموعة من الحقوق الإضافية، بما في ذلك التزام الأشخاص الاعتبارية العامة والخاصة بتقديم الخدمات الأساسية للأطفال كريمي النسب وساقطي القيد والمتنازع على نسبهم لحين صدور شهادات لهم، كما يضع القانون ضوابط لمعالجة مشكلات الأطفال العاملين، ويقر مجموعة من الحقوق لرعاية الأم العاملة، ويعزز حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت والذكاء الاصطناعي والمخاطر البيئية والتغير المناخي.

ويتضمن القانون قسما خاصا بالمعاملة الجنائية للأطفال والعدالة التصالحية الصديقة للأطفال، بالإضافة إلى إنشاء سجل لمرتكبي الجرائم ضد الأطفال بهدف منع تكرار هذه الجرائم.

وفي ختام كلمتها قالت: إننا عازمون على توسيع وتعميق الجهود الوطنية لإعمال حقوق الطفل، ووضع مصالح الطفل الفضلى نصب أعيننا في كافة السياسات والتدابير، حتى يكون وطننا جديرا بأطفاله.

مقالات مشابهة

  • سحر السنباطي: مصر عازمة على توسيع وتعميق الجهود الوطنية لإعمال حقوق الطفل
  • الحصبة: أكثر من 10 ملايين طفل معنيون بالتلقيح لضمان الحماية
  • بريطانيا.. ارتفاع صادم في اضطراب الهوية الجنسية بين الأطفال
  • منتجات قاتلة للأطفال في الأسواق التركية.. وتدخل عاجل من الوزارة
  • الطفولة والأمومة: ورش عمل للأطفال وأنشطة ترفيهية خلال فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • أرقام صادمة لعدد الحواجز والبوابات التي تحاصر الفلسطينيين في الضفة
  • أرقام صادمة لعدد الحواجر والبوابات التي تحاصر الفلسطينيين في الضفة
  • Supernovas تقدم منح كروية للأطفال بالخارج
  • أسيرة محررة تكشف تفاصيل صادمة عن اعتقالها بسجون الاحتلال
  • بلوجر التجمع ومخدر اغتصاب الفتيات.. اعترافات صادمة وتحريات تكشف المستور