اختتمت الكنيسة الانجيلية الثانية بمحافظة أسيوط، تحت إشراف القس رفيق ثابت راعي الكنيسة، صوما لمدة يومين، تحت شعار"قَدِّسُوا صَوْمًا نَادُوا بِاعْتِكَافٍ"، من أجل أن يسود السلام على منطقة الشرق الأوسط وكل العالم لتحضير لهذا الحدث المهم. تم اختيار شعار "قَدِّسُوا صَوْمًا نَادُوا بِاعْتِكَافٍ.” ليكون توجيهًا للمشاركين في الصوم لتجديد قوتهم الروحية وبركتهم لله.

تهدف هذه المبادرة إلى حث الناس على الصوم كوسيلة لتقربهم من الله وزيادة قدراتهم الروحية. ولكن الهدف الأكبر من وراء هذا الصوم هو تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم. ففي هذا العصر الذي يشهد أحداثاً سياسية واجتماعية صعبة، نحتاج مزيدًا من السلام والتآخي بين الناس.

تعتقد الكنيسة الانجيلية الثانية أن الصوم يمكن أن يساهم في تحقيق هذا الهدف. من خلال إعطاء الفرصة للأفراد للتركيز على الصلاة والتأمل والتوبة، يتم تعزيز روح السلام والمحبة في قلوبهم. إن قدرتهم على تمرير روح السلام إلى الآخرين وجعلهم يشعرون بالأمان لها أهمية كبيرة في بناء عالم أفضل.

خلال هذين اليومين من الصوم، قام المشاركون بأداء الصلوات المشتركة والتأملات الروحية، وشاركوا في الأنشطة التي تعزز الوحدة والتضامن. تم توعية الجميع بأهمية السلام وحاجة العالم إليه في ظل الأوضاع الراهنة. تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات والديانات المختلفة، هو مفتاح لبناء عالم يسوده السلام.

نجح صومنا في إلهام المشاركين ومحفزهم للعمل من أجل تحقيق السلام في أسرهم ومجتمعاتهم والعالم بأسره. نحن ملتزمون بمواصلة هذه الجهود ونرحب بالجميع للانضمام إلينا في رحلتنا لبناء عالم يسوده السلام والتعاون. إن السلام قوة لا يستهان بها ويمكن للجميع أن يلعب دورًا حاسمًا في تحقيقها.

في ختام الصوم، تعبيرًا عن الامتنان والثناء لله، قدمت الكنيسة الانجيلية الثانية دعوة للقس رفيق ثابت وللجميع للمشاركة في وجبة عشاء سويًا. تم تبادل القصص والتجارب والأمنيات في جو يسوده الطمأنينة والسلام.

بهذه الطريقة، أثبتت الكنيسة الانجيلية الثانية أن الصوم ليس مجرد فعل من العبادة بل هو أيضًا وسيلة لتكون مؤثرًا في بناء عالم أفضل وأكثر سلامًا. الآن، علينا أن نستمر في إشعال الشعلة هذه ونشر رسالة السلام للعالم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: راعي الكنيسة

إقرأ أيضاً:

مؤسس الرهبنة المسيحية في العالم.. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تُحيي ذكرى الأنبا أنطونيوس الكبير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تُحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية اليوم تذكار نياحة “وفاة” الأنبا أنطونيوس الكبير أب جميع الرهبان مؤسس الرهبنة المسيحية في العالم.

ويذكر الكتاب الكنسي “السنكسار” قصته كالآتي:

في مثل هذا اليوم من سنة 72 للشهداء (356م) تنيَّح القديس العظيم الأنبا أنطونيوس كوكب البرية وأب جميع الرهبان.

وُلِدَ هذا القديس سنة 251م في بلدة قمن العروس ( قمن العروس: قرية بمركز الواسطى محافظة بنى سويف) من أبوين غنيين محبين للفقراء فربياه في مخافة الله، مات والده فوقف أمام الجثمان يتأمل زوال العالم والتهب قلبه نحو الأبدية وقال " أين هِمَّتك وعزيمتك العظيمة وجمعك للمال. إني أرى الجميع قد بَطُلَ وتَرَكْتَهُ. إن كنت قد خرجتَ أنتَ بغير اختيارك فلا أعجبَّن من ذلك بل أعجب أنا من نفسي إن عملتُ كعملك ". وكان يتأمل في أعمال الآباء الرسل وكيف تركوا كل شيء وتبعوا المخلص ( مر 10: 28)، وكيف كان الناس يبيعون أملاكهم ويأتون بأثمانها ويضعونها عند أقدام الرسل لتوزيعها على المحتاجين ( أع 4: 34 – 37). وفي ذات يوم دخل إلى الكنيسة كعادته فسمع الإنجيل يقول: " إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع كل مالك وأعطه للفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني " ( مت 19: 21)، فكان لهذه الآية وقْعُها العميق في قلبه. فمضى وباع كل ما يملك، وأبقى لأخته نصيبها وأودعها في بيت للعذارى، ووزع ما خصَّه على الفقراء والكنائس. ثم خرج من القرية وسكن في كوخ صغير بجوار النيل وكان يتردد على النساك المجاورين يتعلَّم من كل واحد الفضيلة التي اشتهر بها. وبعد مدة عبر النيل وسكن في مقبرة فرعونية قديمة بجوار جميزة على الشاطئ الشرقي للنيل، وسُمي المكان فيما بعد " دير الجميزة " أو "دير بسبير" وهو الآن " دير الميمون "، وهناك لاقى حروباً شديدة من الشياطين، منها أنهم ضربوه ضرباً شديداً حتى فقد النطق، فحمله أصدقاؤه إلى الكنيسة حتى تماثل للشفاء، ثم رجع إلى مكان عبادته.

توغَّل بعد ذلك في الصحراء الشرقية إلى أن وجد عين ماء فسكن بجوارها في مغارة وداوم على الصوم والعبادة ومقاومة حروب الشياطين، وكان الله يساعده لينتصر عليها. واستمر القديس على هذا الحال عشرين سنة واجتمع حوله أناس كثيرون ليتتلمذوا على يديه وآخرون يطلبون الشفاء من أمراضهم. فخرج إليهم القديس واستفادوا كثيراً من إرشاداته وصنع الله على يديه آيات وأشفية كثيرة، وتتلمذ له كثيرون وسكنوا في مغارات كثيرة حول مغارته، وصار أباً ومرشداً لهم، وبذلك أَسَّسَ أول نظام رهباني في العالم كله حتى دُعي بحق أنطونيوس أب الرهبان.

نزل إلى الإسكندرية مرتين، الأولى سنة 311م أثناء اضطهاد مكسيميانوس قيصر ليشجع المؤمنين على الثبات في الإيمان وكان يزور المسجونين ويُقوِّى عزائمهم. والثانية سنة 355م ليدافع عن الإيمان القويم ويقف إلى جوار البابا القديس أثناسيوس الرسولي ضد الأريوسيين.

كان يحترمه الملوك ويكرمه كل الناس. ذهب إليه في إحدى المرات بعض الفلاسفة يناقشونه فانذهلوا من عِلمه وذكائه الفطري. ولما بلغت أخبار قداسته إلى الإمبراطور قسطنطين كتب له رسالة مُظهِراً شوقه العظيم لرؤيته، وطالباً الصلاة من أجله ومن أجل المملكة. فرد عليه القديس برسالة باركه فيها، طالباً السلام للمملكة وللكنيسة، وأوصاه فيها بما فيه خلاص نفسه ونجاح مملكته.

ولما دَنَتْ نياحة القديس الأنبا بولا أول السواح مضى إليه الأنبا أنطونيوس بتدبير إلهي وكفنه ثم صلى عليه ودفنه.

زاره القديس مكاريوس فألبسه زى الرهبنة، ثم رجع إلى برية شيهيت وأَسَّس الرهبنة فيها. وفي أواخر أيام الأنبا أنطونيوس كان له تلاميذ كثيرون في مناطق مختلفة من مصر، مثل شيهيت، ونتريا، وجبل النقلون بالفيوم، كان يفتقدهم أحياناً إما بنفسه أو برسائله، وله عشرون رسالة بهذا الصدد.

ولما أكمل جهاده الصالح جمع أولاده وأوصاهم بالثبات في الجهاد الرهباني، كما أوصاهم أن يعطوا عُكَّازه للقديس مكاريوس، والفروة للقديس أثناسيوس الرسولي، وثوب الجلد الخاص به للقديس سيرابيون تلميذه. كما أوصاهم بإخفاء جسده بعد نياحته. ثم رقد على الأرض وفاضت روحه في يديّ الرب الذي أحبه، وهو بشيخوخة حسنة، ومضى إلى محلّ النياح الأبدي. وكان عَمره عند نياحته مائة وخمس سنين.

مقالات مشابهة

  • الكنيسة الأسقفية تكرم 4 فائزين بجوائز على السمان للحوار الديني
  • الكنيسة الأسقفية تكرم أربعة فائزين بجوائز علي السمان للحوار الديني.. صور
  • مؤسس الرهبنة.. تعرف على الأنبا انطونيوس في احتفال الكنيسة بذكرى نياحته
  • الكنيسة الكاثوليكية بمصر تؤيد جهود وتصريحات رئيس الجمهورية بشأن القضية الفلسطينية
  • مؤسس الرهبنة المسيحية في العالم.. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تُحيي ذكرى الأنبا أنطونيوس الكبير
  • عضو «حماة الوطن»: موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية يعزز دورها الريادي في تحقيق السلام
  • للمرة الثانية..مستشفى جامعة الأزهر بأسيوط تحصل على شهادة اعتماد المعايير الدولية في مجال النظم الإدارية
  • "الزراعة" تختتم فعاليات ورشة العمل التدريبية حول تحقيق الأمن الغذائي المُستدام
  • كندة علوش تدخل عالم الجريمة للمرة الثانية بمسلسل إخواتي في رمضان 2025
  • هل تنجح خطة ترامب في تحقيق السلام بالشرق الأوسط؟