لجريدة عمان:
2024-12-25@13:50:04 GMT

زيف مؤسسات النظام العالمي وقيمه

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

زيف مؤسسات النظام العالمي وقيمه

إذا كانت إسرائيل قد تجاوزت كل الحدود التي يمكن تصورها في ارتكاب جرائم الحرب ضد المدنيين خلال حروبها ضد الفلسطينيين وبشكل خاص جدا خلال حربها الحالية على قطاع غزة، فإن مؤسسات النظام العالمي الذي يقاتل الغرب من أجل بقائه واستمراره باعتباره أرقى ما يمكن للعقل البشري أن يصل له قد تجاوزت هي الأخرى كل الحدود الأخلاقية التي يمكن تصورها عبر صمتها عن قتل الأطفال والنساء وكبار السن، حتى أن هذه الحرب القذرة يمكن أن توصف بأنها أول حرب في التاريخ تكون موجهة بشكل أساسي ضد الأطفال، وهدفها التطهير العرقي لكل سكان قطاع غزة وهدم مدنهم المكتظة فوق رؤوسهم دون أن يرف للغرب وساسته ومؤسسات المجتمع الدولي أي رمش.

تقترب الحرب من إكمال أسبوعها الثالث وقد ارتكبت فيها جرائم لم ترتكب في أي حرب قبلها من حيث قتل الأطفال فيما تبقى منظمات الأمم المتحدة مشلولة عن الحركة لا تقوى في بعض الأحيان حتى على التنديد والشجب، وهو الدور الذي اكتفت بممارسته طوال العقود الماضية عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية وما ترتكبه إسرائيل فيها من جرائم ضد الإنسانية.

إن هذه الحرب وما صاحبها من سقوط إنساني وأخلاقي للكثير من أنظمة العالم وساسته تعيد بشكل جلي طرح قضية حاجة عالمنا إلى نظام عالمي جديد تستطيع مؤسساته تحقيق ولو الحد الأدنى من العدالة وحماية الضعفاء وحل الخلافات الدولية وفق القوانين والأنظمة.

استطاعت المنظمات واللوبيات التي تتلاعب بالإدراك العام في العالم السيطرة في الكثير من المواقف، على السردية الرائجة في العالم والمتمثلة في أن إسرائيل الآن في حالة دفاع عن النفس، دون أن يسأل أحد في هذا العالم المتقدم والمتحضر ما دخل قتل الأطفال والنساء وهدم المنازل السكنية والتهجير القسري في الدفاع عن النفس!

ومثل هذا التأطير يحب الحقيقة ويبرر القتل في لحظة ينشغل فيها الفلسطينيون في البحث عن الأطفال والنساء تحت أنقاض الأعمال الإرهابية التي ترتكبها «دولة» إسرائيل، ويكتفي العالم أجمع بالمراقبة والتعبير عن مجرد «القلق» الذي لا يؤمّن أطفال غزة من خوف ولا يطعمهم من جوع.

وتقوم إسرائيل بدعم من الدول الكبرى في العالم والكثير من المنظمات الدولية وبعض المؤسسات الإعلامية الغربية بصناعة استراتيجية «الموافقة» والتي تقوم فيها آلة اللوبي الصهيوني بإملاء الخطاب العام وتشكيله لخدمة إسرائيل، فلا أحد يتحدث إلا عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، أما أصل المشكلة فلا أحد يتحدث عنه، والجرائم المروعة وما خلقته من أزمة إنسانية فإنها غائبة عن الخطاب وسردياته أو أنها مجرد حاشية في لعبة جيواستراتيجية أكبر.

إن بناء سردية فلسطينية وعربية توصل حقيقة ما يحصل في فلسطين وغزة بشكل خاص أصبحت اليوم مهمة يضطلع بها العرب جميعا أفرادا ومؤسسات لصناعة تحول في نظرة العالم إلى القضية الفلسطينية ولكشف نفاق المؤسسات الدولية ووسائل الإعلام الغربية، وهذا تحول ليس سهلا ولكنه ليس مستحيلا في ظل توفر وسائل التواصل الجديدة.

الجرائم التي ترتكب في قطاع غزة اليوم هي جرائم إسرائيلية ولكنها، أيضا، أعراض لمرض أعمق في نظامنا العالمي ولا يبدو أن ثمة أملا في أن يتخلص هذا النظام من أمراضه المستعصية إلا بظهور نظام عالمي جديد يقدر حقا معنى الإنسانية ويؤمن بفكرة المساواة بين البشر ليس على مبدأ لون العينين أو لون بشرة الجسم ولكن على مبدأ أن الجميع بشر وإن اختلفت ألوانهم أو أعراقهم أو جنسياتهم أو أديانهم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی العالم

إقرأ أيضاً:

جرائم نظام الأسد المخلوع.. منازل مباعة دون علم أصحابها المهجرين في حلب

فوجئ الخمسيني عبد الحليم الحسن عند تفقده لمنزله في حي هنانو شرق حلب، أن بيته الذي هجر منه قبل نحو 8 سنوات مُباع.

"اشتريت البيت بـ25 مليون ليرة سورية، وهذا هو عقد البيع"، هكذا رد عليه الشخص الذي يقطن المنزل، كما يخبر الحسن "عربي21"، مضيفاً: "طلبت منه إخلاء المنزل لأنه ملكي، لكنه رفض، وقال أعطني ثمن المنزل الذي دفعته، قبل أن أتركه لك".

كان الحسن مقيماً في مدينة مارع الواقعة في ريف حلب الشمالي الذي كان خارجاً عن سيطرة النظام، وبعد سيطرة الفصائل على حلب، قرر أن يتفقد منزله الذي كان لا يستطيع الوصول إليه.



يقول: "كنت أتوقع أن أجده مدمراً، ذلك كان متوقعاً، إلا أن الغريب أن المنزل مباع، من قبل "شبيح" لدى النظام، ولا معلومات عن مكان تواجده".

الأمر ذاته، تكرر مع شقيقه عبد الحكيم الحسن، لكن شقيقه استرد منزله بعد أن عثر على الشخص الذي باع منزله.

يقول الحسن: "عثرنا على الشخص الذي باع المنزل، وقمت بتصويره "بالفيديو" وهو يعترف ببطلان عملية البيع، وتعهد برد ثمن المنزل إلى المشتري".

أين المحاكم؟
ينتظر الحسن افتتاح المحاكم في حلب لتقديم شكوى على البائعين، ويقول: "سمعنا أن القيادة السورية الجديدة بصدد استئناف عمل المحاكم، ولذلك ننتظر".

وبالفعل، أكد مسؤول في محكمة حلب التابعة للإدارة السورية الجديدة، أن "القضاء حالياً في عطلة، ومن المرجح أن تستمر العطلة حتى الأسبوع الأول من السنة الجديدة".

وأضاف لـ"عربي21" أنه "بمجرد عمل المحكمة يستطيع أصحاب الحقوق تقديم الأدلة على الملكية، حتى تُعاد لهم حقوقهم".

وتابع المسؤول: "حالياً ينحصر عمل المحكمة بتدوير الدعاوى فقط".

"إشكالية كبيرة"
من جهته، أكد الخبير الدستوري والقاضي المنشق عن النظام خالد شهاب الدين، شيوع التعدي على الملكية الخاصة في سوريا بشكل كبير، وقال: "استغل غالبية المتنفذين لدى النظام تهجير الأهالي، وقاموا ببيع المنازل، وتثبيت البيوع في محاكم النظام، عبر الفساد والتزوير ودفع الرشى".

وفي حديثه لـ"عربي21" قال شهاب الدين: "بمجرد استئناف عملي سأحكم ببطلان البيوع لمجرد ملاحظة سوء نية في عقود البيع التي جرت خلال العقد الأخير".

وأَكد شهاب الدين، أن غالبية عقود البيع "باطلة"، وقال: "حكماً ستعود الملكية للمالكين الأساسيين، بموجب السجل العقاري"، واصفاً ما يجري بـ"الإشكالية الكبيرة".

"احتيال"
وأكد القاضي أن غالبية المهجرين تعرضوا للاحتيال من قبل أزلام النظام السابق، معتبراً أن "على كل القضاة عدم التعامل بحسن النية مع عقود البيع في السنوات الماضية، وخاصة أن بعض المالكين اضطروا للبيع تحت التهديد بهدم المنزل".

وقال شهاب الدين: "هذا الوضع ليس في حلب فقط، بل في كل المدن السورية، وشاهدنا كيف أن شبيحة النظام استولوا على المنازل والممتلكات التي تعود لمعارضين ومهجرين".

ويتفق مع شهاب الدين، عضو "هيئة القانونيين السوريين الأحرار" المحامي عبد الناصر حوشان، في اعتبار أن "عمليات بيع ممتلكات المهجرين باطلة"، ويقول لـ"عربي21": "مهما تعددت البيوع، فإن عملية البيع باطلة، والملكية تعود لأصحابها".



وتابع حوشان، بأن هذه المهمة في عاتق المحاكم السورية الجديدة، والمنظومة القضائية.

وكانت الحكومة السورية الجديدة، برئاسة محمد البشير قد كلفت شادي الويسي بحقيبة وزارة العدل في الحكومة المؤقتة، وذلك بعد نجاح الفصائل السورية بقيادة "هيئة تحرير الشام" بإسقاط رئيس النظام السابق بشار الأسد.

ومنذ الثمانينات، استولى النظام على ممتلكات المعارضين لحكمه، عبر إصدار قرارات دون إجراءات قانونية، حيث بدأ ذلك مع المنتمين لجماعة "إخوان سوريا"، وبعد اندلاع الثورة، استولى على ممتلكات غالبية المعارضين بعد أن هجرهم.

مقالات مشابهة

  • هل يمكن إعفاء الحاصل على الدعم النقدي دون وجه حق من رد المبالغ التي صرفها؟.. الضمان الاجتماعي يوضح
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
  • خالد الغندور يوجه نصيحة لـ إمام عاشور: حافظ على النعمة التي تعيش فيها
  • يونيسف: ما يحدث في غزة لا يمكن أن يستمر في 2025 (شاهد)
  • يونسيف: ما يحدث في غزة لا يمكن أن يستمر في 2025 (شاهد)
  • نشر قائمة بأبرز المتورطين في جرائم النظام السوري السابق
  • مفوض الأونروا: طفل يقتل كل ساعة في غزة ولا يمكن تبرير ذلك
  • دعوى قضائية أمريكية ضد طبيبة في نيويورك وصفت دواء للإجهاض لسيدة في ولاية تكساس التي يحظر فيها ذلك
  • جرائم نظام الأسد المخلوع.. منازل مباعة دون علم أصحابها المهجرين في حلب
  • العالم يلاحق إسرائيل بتهم ارتكاب جرائم حرب.. واقعة تهريب جندي بسيرلانكا تفضح فظائع الاحتلال في غزة.. عاجل