لجريدة عمان:
2024-12-23@00:52:20 GMT

هل انتهى زمن التعايش؟

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

حتى وقت قريب، كان يُنظر إلى أوروبا باعتبارها الملجأ الأخير للهاربين من الحروب أو من التضييقات السياسية والاقتصادية وتلك المتعلقة بالحريات الشخصية بالنسبة لشباب الشرق الأوسط (أو غيرها من بلدان العالم)، أما اليوم فيبدو أن المهاجرين يفتقدون الشعور بالأمان، بل يشعرون أن وظائفهم، سكنهم، ووجودهم بأسره مُهدد، وبالإمكان خسارتها بكل سهولة، أو تغيير حياتهم كما يعرفونها بمجرد الإدلاء برأيهم حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أو إظهار أي رمز من رموز التعاطف مع الفلسطينيين مثل ارتداء الكوفية أو حمل/ تعليق/ ارتداء العلم الفلسطيني.

ثمة إرهاب فكري شرس، إذ وصلت درجات الصوابية السياسية منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة لمستويات غير مسبوقة وللحد الذي أصبحت فيه معاداة إسرائيل (وليس السامية حتى) ذنبا لا يغتفر. بل إن «السياقية» أصبحت هي الأخرى مرفوضة، أعني أن تقول أن ما فعلته حماس يأتي كرد فعل على سنوات من الإرهاب والظلم والحصار المفروض على غزة.

لم يعد يُسمح بالمظاهرات، أعني أن أي احتجاج عادة يتطلب استخراج رخصة، وهي ما أصبحت لا تُعطى إذا ما كانت المظاهرة داعمة للشعب الفلسطيني. كل هذا من شأنه أن يخلق حنقا شعبيا، إذا ما حُرم هؤلاء من التنفيس عن غضبهم بالطرق المشروعة، عبر التظاهر، أو النشاط على الشبكات الاجتماعية.

تقلقني هذه الأيام فكرة أن التعايش بين الشرق والغرب قد انتهى (بل وأشك في وجوده أصلا على النحو الذي نتخيل)، وأن التمييز الذي كان مختبئا خلف أقنعة البيروقراطية أو الاختيارات الفردية ومعادلات العرض والطلب، يصبح ظاهرا دون خجل. لطالما كانت معاداة المهاجرين غير الأوروبيين حاضرة إلا أن المستشار الألماني أولاف شولتس هذا الأسبوع دعا إلى إعادة النظر في سياسات الهجرة، وهدد بالترحيل العاجل. بالطبع المتضررون من شيء كهذا هم أولئك الأقل حظا، ممن لا يملكون جوازا ألمانيا يحميهم، ويفتقرون لأنواع الحماية القانونية والاجتماعية الأخرى.

في الصحافة الألمانية، وعندما يتم التحدث عن المجازر التي تحصل في غزة، يُشار دائما لأن الأخبار قادمة من حماس لنزع المصداقية عنها. فأنت لا تقرأ أن الغارات الإسرائيلية تسببت في مقتل أكثر من خمسة آلاف فلسطيني إلى الآن، وإنما تقول إن حماس «تدعي» ذلك، أو تقول إنه تم قصف المستشفى الذي «تُديره حماس». واستخدام لغة إدانة مباشرة لأفعال إسرائيل يُنظر إليها كما قلنا على أنها ذنوب لا تغتفر.

ما لا يفهمه الغرب في مسألة عداء السامية هذا، أن لغة الاعتراض العربية لا تتطابق بأي شكل مع تلك الغربية لأن سياقها مختلف تماما. فعندما يقول العربي (أو الشرقي ما دمنا نتحدث عن محور الشرق والغرب) «اليهود» فهو يقصد من استوطن أرضه، لا يخطر بباله عداء اليهود كما تعرفه أوروبا لأنه لم يكن يوما جزءا منه، ولأن عداءه مع اليهودي لا علاقة له بهويته كيهودي بل بكونه مستوطنا للأرض.. وهكذا فما يقوله رجل ألماني يُمكن أن يُعد عداءً للسامية، فيما لا يُعد القول نفسه كذلك عندما يخرج عن فلسطيني يعيش في ألمانيا.

الحديث عن الشرق والغرب صار اليوم حاضرا، يتم أيضا الحديث عن محور الشر ومحور الحضارة (الذي يقوده العالم الحر والمتحضر). فبينما انشغل أكاديميونا (في الغرب والشرق على حد سواء) لفترة طويلة في الحديث عن ما بعد الكولونيالية والديكولنيالية، والوقوف على الآثار الاستعمارية طويلة الأمد، وأشكال الاستعمار الخفي (الاقتصادي والثقافي) أو دراسة العنصرية الضمنية (ظانين أن العنصرية بشكلها الصريح لا يكاد يكون لها أي وجود) نعود الآن لسردية الإنسان المتحضر والإنسان البربري، ويضع الأبيض نفسه مجددا في مكان تفوق، ناظرا بدونية إلى الآخر الذي لا يشبهه، ويجيز لنفسه أن يُعامله كإنسان من الدرجة الثانية.

لا أعرف ما الذي يحدث في هذه المرحلة، لكنني أشعر أن العالم بأسره يتغير، يذهب في اتجاه لا رجعة فيه. ربما يكون هذا الصدام بين الشرق والغرب، بين الغاصب والمغتصب ليس ضروريا وحسب بل وحقيقي أيضا. تسقط أقنعة اللطافة المصطنعة وتظهر خيراتنا وشرورنا وتشتبك. لا أريد الاعتراف بأن الصراع حتمي وباقٍ إلا أن هذا ما يبدو أنه حقيقة العالم التي تتعرى الآن. حتى هوياتنا وكيف نُعرّف ونقدم أنفسنا يتغير. الحديث عن المواطن العالمي، عن الإنساني المنتمي للإنسانية بأسرها فكرة لا مكان لها في العالم الواقعي.

تعريفنا لليمين واليسار صار مختلطا وإشكاليا وصعبا. الكوفية التي ارتبطت باليسار في ألمانيا خلال الستينيات، أصبحت اليوم رمزا لليمين المتطرف، وحتى نحن الذين نعرف عن أنفسنا باعتبارنا منتمين لليسار نفشل في أن نجد قرينا يساريا غربيا يتفق معنا في هذا الموضوع تحديدا رغم الاتفاق بالعموم على القضايا الأساسية من العدالة الاجتماعية، حقوق المهمشين، والإيمان بأحقية الناس في صياغة مستقبلهم، مناهضة الخصخصة، ومعارضة الحرية التامة للسوق في تحديد شكل المجتمع.

فكرة التعايش مهددة اليوم بالانهيار. ثمة قهقرة تُعيد الناس إلى هوايتهم الأولى، وتدفعهم لرفض فكرة تعقيد الهوية وتسطيحها. فالمهاجر الذي يرى نفسه مشتملا على هذا وذاك، يرى اليوم نفسه مجبرا على الوقوف بحدية والاصطفاف في جانب ضد الجانب الآخر، في ظل الاستقطاب وتقلص المناطق الرمادية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشرق والغرب الحدیث عن

إقرأ أيضاً:

سوريا وأوكرانيا والغرب وقضايا اقتصادية.. أبرز تصريحات بوتين على “الخط المباشر”

روسيا – عرض الرئيس فلاديمير بوتين في مؤتمره الصحفي السنوي نتائج العام 2024، الاقتصادية، وأجاب على أسئلة حول الأوضاع المحلية والعالمية وخاصمة في أوكرانيا وسوريا والعلاقة المتوترة مع الغرب.

أبرز تصريحات بوتين:

الاقتصاد

 حينما يكون الوضع مستقر نشعر بالملل، هناك رغبة في الحركة، وعندما نبدأ في الحركة نسمع أصوات صفير الطلقات والرصاص، وهو ما يشير إلى الخطر. كل شيء يحركه الاقتصاد.
لننطلق تقليديا من الاقتصاد. الاقتصاد أساس كل شيء، ويرتبط به القدرات الدفاعية ومستوى المعيشة. الاقتصاد في روسيا مستقر على الرغم من التهديدات الخارجية ومحاولات التأثير علينا. كان النمو لدينا 3.6% العام الماضي، وهذا العام بلغ النمو 3.9%، وربما يصل إلى 4%. خلال سنتين نتوقع نموا اقتصاديا 8%، بينما يبلغ في الولايات المتحدة 5%، وفي أوروبا 1%. إذا كانت أوروبا قد غفوت في سبات طويل، فعلينا الحفاظ على وتيرة النمو، وهناك معايير أخرى يمكن أن تشير إلى الوضع الراهن المقبول بالنسبة لنا. نحن في أدنى مستويات البطالة في البلاد، هناك نمو في الصناعات مثل 4%، والنمو في الصناعات التحويلية 8%، وحتى أكبر من ذلك في بعض أنواع الصناعات. الإشارة المقلقة بالطبع هي التضخم. نسبة البطالة لدينا 2.3%

الجيش الروسي والعملية العسكرية في أوكرانيا 

القوات المسلحة الروسية تستعيد الأراضي من القوات الأوكرانية بالكيلومترات المربعة لا بالأمتار. العسكريون الروس يطردون العدو من أراضينا في كورسك كل المنشآت والمساكن والبنى التحتية في مقاطعة كورسك سيتم إعادة إعمارها صاروخ “أوريشنيك” هو سلاح حديث ومتقدم للغاية ويعتمد على التطورات السابقة، لكنه يمثل خطوة للأمام. تحديثات الصاروخ هي من قبل مهندسين وعلماء ومصممين روس. هناك 24 نظام دفاع صاروخي في الخدمة القتالية برومانيا وبولندا، في رومانيا نطاق تدميرها 300 كيلومتر، وارتفاع تدميرها من 80-250 كيلومتر، وفي بولندا يوجد أسلحة أفضل قليلا، مدى اعتراضها 1000 كيلومتر وارتفاعها 500 كيلومتر. لا توجد مثل هذه المنظومات في العالم، وهذا يتطلب وقتا، ونحن قادرون على تشتيت الرؤوس الحربية خلال ثوان. لا فرصة لإسقاط صاروخ “أوريشنيك”. دعونا نحدد نقطة لتوجيه ضربة في كييف أو أي مكان أخرى، وليركزوا كل دفاعاتهم الصاروخية هناك ولنرى ما يحدث. لنأخذ في الاعتبار أن الدفاعات الصاروخية موجودة لديهم، الحديث على مستوى الخبراء والعلماء. دعونا نتفق على إجراء مثل هذا الاختبار ولنرى ما يحدث في كييف. سيكون هذا مفيدا لنا وللأمريكيين. أي تهديدات لبيلاروس هي تهديدات لروسيا نفسها، وسنفعل كل ما بوسعنا لحماية بيلاروس بالتعاون مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.

بوتين يتحدث عن الوضع في سوريا وحيثيات انهيار الجيش السوري وسقوط الأسد

لم ألتق الرئيس السوري السابق بشار الأسد بعد مجيئه إلى موسكو. يمكنني الحديث مع بشار الأسد بشأن الصحفي أوستن تايس المفقود في سوريا منذ 12 عاما. يمكن أن نوجه السؤال أيضا إلى المسؤولين عن السلطة في سوريا اليوم. إن ما يحدث في سوريا لا يمثل “هزيمة” لروسيا. كنا نسعى لعدم تشكيل بؤرة للإرهاب مثل أفغانستان، وقد حققنا أهدافنا بشكل ما. والجماعات التي حاربت الجيش العربي السوري تغيرت. إذا كانت الدول الغربية تسعى اليوم إلى الحوار مع هذه الجماعات، فإن ذلك يعني أن هناك تغييرات طرأت على هذه الجماعات بالفعل. عندما دخلت مجموعات المعارضة المسلحة إلى حلب كان هناك 30 ألف مقاتل. كان هناك بعض المعارك حول حلب، ولكن في السابق كان أصدقاؤنا الإيرانيون يطلبون المساعدة في سوريا، الآن يطلبون المساعدة لإخراجهم من سوريا. بوتين: الغالبية العظمى من دول الشرق الأوسط تؤيد بقاء قواعد عسكرية روسية في سوريا بوتين: روسيا أجلت 4 آلاف مقاتل إيراني إلى طهران عبر قاعدة حميميم نعول على أن يعم السلام والهدوء في سوريا، ونبني علاقاتنا مع جميع المجموعات التي تسيطر على السلطة هناك، ومع دول المنطقة. سنفكر في بقاء قواعدنا في سوريا، وسنقرر ما إذا كنا سنبني علاقات مع القوى السياسية التي تسيطر أو سوف تسيطر على مقاليد الحكم في سوريا. هذا يتطلب البحث من قبل الطرفين عن أرضية مشتركة. لقد اقترحنا على شركائنا بما فيهم الموجودين على الأراضي السورية باستخدام القاعدة الدولية في حميميم لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا. وهذا الأمر مرتبط أيضا بالقاعدة في طرطوس.

بوتين يتحدث عن نوايا اسرائيل وتركيا والوضع في الشرق الأوسط

نحن على تواصل دائم مع الرئيس رجب طيب أردوغان وناقشنا الوضع في الشرق الأوسط وموقف الرئيس التركي وموقفنا معروف ولا يعتمد على تغير الظروف السياسية. دائما نعتقد أنه لا يمكن حل القضية الفلسطينية سوى من خلال إزالة الأسباب الجذرية لها، بإقامة دولتين، تمت إقامة دولة إسرائيل، ولم يتم إقامة دولة فلسطين بعد. ما يتعلق بالتصرفات الإسرائيلية في قطاع غزة فقد قمنا بإدانة ذلك على جميع المستويات والمنصات بما في ذلك في الأمم المتحدة. تركيا تقوم بكل ما في وسعها لضمان أمن حدودها الجنوبية وضمان عودة اللاجئين إلى سوريا، وربما إبعاد المجموعات الكردية عن الحدود. كل ذلك قد يكون ممكنا ويمكن تنفيذه. المستفيد الأساسي من التطورات في سوريا هو إسرائيل. روسيا تندد بأي احتلال للأراضي السورية من جانب إسرائيل، وموقفنا لا يتغير بهذا الخصوص  إسرائيل تقدمت 25 كيلومتر ودخلت إلى التحصينات التي أقامها الاتحاد السوفيتي سابقا في سوريا. نأمل أن تنسحب إسرائيل من المناطق التي احتلتها، لكننا نرى أنها ترسل مزيدا من القوات، ولا يبدو أن لديها نية في الانسحاب، بل في توسيع توغلها، وضم بعض الأراضي إلى إسرائيل، وهذا يعقد الموقف أكثر. لا بد من تطبيق ميثاق الأمم المتحدة فيما يخص تقرير المصير ووحدة الأراضي. وقد قال بعض المسؤولين الأوروبيين سابقا إنهم وعدوا الأكراد بإقامة دولة مستقلة، وتم خداعهم.. هذه قضية معقدة للغاية، الأكراد مقاتلون مثابرون، ويجب حل القضية الكردية في إطار التغيرات الجديدة، ويجب أن تحل تركيا القضايا المتعلقة بأمنها، وكل تلك القضايا لا فرصة لمناقشتها في هذا الاجتماع، ولكن يجب احترام سيادة كل الدول وسلامة أراضيها، مع الأخذ في الاعتبار السلطة الحالية في سوريا. نحن على تواصل مع كافة المجموعات التي تسيطر على الوضع في سوريا حاليا.

اغتيال الجنرال إيغور كيريلوف:

عملية اغتيال الفريق إيغور كيريلوف هي عملية إرهابية. كان هناك الكثير من الأعمال الإرهابية في روسيا من قبل النظام في كييف في عدد من المناطق. لم نسمع من الصحافة الغربية إدانة واحدة لهذه العمليات.  عملية اغتيال الفريق إيغور كيريلوف، لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة كان هناك اغتيالات من قبل لشخصيات عسكرية وعامة وصحفيين. لنذكر داريا دوغينا. إنها طبيعة النظام في كييف، وهذا يعني أنه يجب العمل أكثر على الإجراءات الأمنية وعدم السماح بمثل هذه الفجوات.

سبل حل المسألة الأوكرانية

السياسة هي فن الحلول الوسطية، ونحن مستعدون دائما للمفاوضات والحلول الوسط. لكن الخصم (أوكرانيا) هو من يرفض المفاوضات. نتائج المفاوضات يجب أن تكون الحلول الوسطية، وقد تم التوصل  إلى مثل هذه الحلول في إسطنبول في مطلع 2022، وتم التصديق على الوثيقة المبدئية. ولكن بعد مجئ رئيس الوزراء  بوريس جونسون (ذو تسريحة الشعر المميزة) تم التنازل عن هذه الحلول. نحن مستعدون للمفاوضات ولحلول الوسط. روسيا ستتحدث مع زيلينسكي إذا قرر خوض الانتخابات وحصل على الشرعية بوتين: مستعدون لتوقيع اتفاق سلام مع أي سلطة شرعية، لكن السلطة الحالية بما في ذلك فلاديمير زيلينسكي فقدت شرعيتها. مبادرات الصين والبرازيل وجنوب إفريقيا تهمنا لأنها محاولات حقيقية للبحث عن حلول حقيقية ومتوازنة ولا تلزم أي طرف سواء الأوكراني أو الروسي وتأتي من الدول المحايدة التي لم تتدخل في الأزمة كما يجري مع الدول الغربية.
الأمر يتعلق بما يجري على الأرض، يجري القضاء على المعدات العسكرية والأفراد في القوات المسلحة الأوكرانية. جيشنا يتقدم إلى الأمام، والعدو لا يستطيع التمركز في المناطق التي يتراجع إليها، فيتراجع بشكل منظم، لكنه يعجز عن تثبيت أقدامه في المواقع الجديدة.
تجميد الصراع يعني منح العدو الفرصة للاستعداد عن طريق التجنيد بالتقاط المجندين إلى مواقع التدريب كعلف للمدافع دون تدريبهم. تلك ليست المدرسة السوفيتية، وحتى ليست المدرسة الغربية النظام الأوكراني ورعاته أنفسهم لا يعرفون فنون الحرب، لذلك ففترة التهدئة ستسمح للعدو أن يعزز قدراته البشرية. فالوحدات موجودة، لكن هناك نقصا كبيرا في القدرات البشرية. نحن لسنا بحاجة إلى وقف إطلاق النار، وإنما بحاجة إلى سلام دائم وعادل يضمن الأمن للدولة والشعب الروسي. تقدم السيد فيكتور أوربان رئيس الوزراء الهنغاري بعرض لوقف إطلاق النار بمناسبة عيد الميلاد. فلن يستطيع العدو القيام بشيء خلال تلك الأيام. وقد وافقنا ثلاث مرات على مثل هذه المبادرات، سواء بالنسبة للنقل في البحر الأسود أو بالنسبة لمنشآت الطاقة، وكان الرئيس أردوغان كان وسيطا. وبعد أن وافقت، وصلني أن الرئيس الأوكراني نفسه لم يوافق، وبعد اقتراح السيد أوربان، ومقترح آخر بتبادل الأسرى، وجاءنا الرد: لن يكون هناك أي هدنة، وأي تبادل للأسرى.

بريكس والعلاقة مع الصين

“بريكس” ليست أداة ضد الغرب. لا نعمل ضد أي أحد في العالم، ولكن لصالح الدول المشاركة في المجموعة. هذه المجموعة تتطور بشكل سريع، وعدد كبير من الدول انضم إليها، وتوسعت، وتحدثنا أكثر من مرة حول هذا الموضوع. هناك اهتمام كبير بهذه المجموعة لأنها مبنية على احترام المصالح المتبادلة، وليس هناك دول صغيرة أو متطورة أو نامية، هناك مصلحة مشتركة لدى دول المجموعة في السعي لتحقيق النمو الاقتصادي والهياكل المختلفة لكي تكون هذه المجموعة رائدة في التحرك إلى الأمام. نحتفل في العام المقبل بـ 75 عام على العلاقات الدبلوماسية مع الصين. في السنوات العشر الأخيرة وصلت العلاقات إلى مستوى تاريخي غير مسبوق.
العلاقات مبنية على الثقة المتبادلة، وكل ما نقوم به يعبر عن الثقة المتبادلة الكاملة بين السياسات في الدولتين، ونعمل لمصلحة الشعبين. نتحدث عن 240 مليار دولار سنويات من التبادل التجاري، ولدينا 600 مشروع استثماري مشترك يصل قيمتها إلى 200 مليار دولار. هناك الكثير من الفعاليات مثل “عام الشباب” و”عام الثقافة”، من أهم الجوانب التعاون الإقليمي حيث يتعاون رؤساء الكيانات الفيدرالية يتعاونون بشكل مباشر مع نظرائهم في الصين. نقوم بالتبادل الطلابي في الجامعات، وروسيا والصين عانتا كثيرا أكثر من أي أحد آخر في الحرب العالمية الثانية. يقول المؤرخون أن هناك 27 مليون من الضحايا في الحرب العالمية الثانية، وقد دعمنا بعضنا البعض خلال الحرب. ومن أهم أدوات تحقيق الاستقرار العالمي كانت ولازالت هيئة الأمم المتحدة، ونحن والصين من مؤسسي الهيئة.

المهاجرون والتجنيس في روسيا

نحن مهتمون بالمواطنين الذين يشعرون بأنفسهم جزءا من روسيا، من حيث الثقافة واللغة، ويعدون من الكفاءات. نحن مهتمون بهؤلاء، ولدينا برنامج واسع لتجنيس الكفاءات، ولا بد من تحسين البرنامج.

حجب اليوتيوب

قضية “حجب” موقع “يوتيوب” هي قضية تخص الموقع أكثر مما تخصنا. عندما أسست شركة “غوغل” فرعا لها هنا، وبعد بدء خروج الشركات الغربية من روسيا وبدء عقوباته، توقفت “غوغل” عن توفير المعدات وخدمة فروعه هنا، وهو ما سبب مشكلات تقنية له. كذلك يجب على “غوغل” الالتزام بالقانون المحلي، ويجب ألا تقوم الشركة “غوغل” باستغلال سلطاته بحذف أو حجب الآراء، أو الدعاية لآراء وتوجهات أخرى.

دفن لينين

قضية “دفن لينين” قضية شديدة الحساسية، وأعتقد أنه يجب التفكير بها في سياق مختلف. قد يصل المجتمع إلى حل بهذا الشأن. اليوم في روسيا لا يجب اتخاذ أي إجراء يمكن أن يقسّم المجتمع.

بوتين يعلق على عفو بايدن عن نجله

بوتين: إنسانية بايدن غلبت السياسة ولا ألومه على قرار عفو نجله  نحن نعلم ما حدث بين إيفان الرهيب وابنه، قد يكون هذا أسطورة، وكذلك ما حدث مع ابن بطرس الأكبر أليكسي، أو مع ستالين. ما حدث مع ستالين لم يكن أسطورة. فقد رفض استبدال ابنه بلواء. وقال إن الجنود لا يستبدلون بضباط. في تلك الفترة إذا ما قام أحد بالاستسلام للأسر فإن هذه خيانة. في تلك الفترة كانت أدوات المحاربة والنضال للانتصار قاسية. عندما ننظر إلى كل هذه الأمور، لم يكن لدى ستالين الإمكانية لإنقاذ ابنه. المعروف أن ابنه قتل، أما فيما يخص ابن بايدن، يجب النظر إلى أنه إنسان أكثر من كونه سياسيا. لا أريد الحكم عليه.

ما الذي تغير في شخصية بوتين منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا؟

 أصبحت أمزح أقل، وتقريبا لا أضحك. هناك جانب آخر، أصبحت أعمل على تحسين الإمكانيات للبحث عن القضايا الجوهرية في إمكانية لفت الانتباه وتسليط الضوء على أهم الأمور. وردا على ما الذي كان سيفعله لو عاد به الزمن إلى عام 2022، قال الرئيس: هذا سؤال نظري، إذا كان من الممكن الرجوع بالزمن.. ما حدث عام 2021، و2022، وأنا أعلم ما يحدث الآن، كنت سأفكر في اتخاذ القرار الذي اتخذته قبل ذلك التوقيت. كان يجب علينا الاستعداد للعملية العسكرية الخاصة وما حدث في القرم كان عفويا. بدأنا ما حدث في 2022 دون استعداد، فلم نكن نريد أن يزداد الأمر سوءا. كان النظام في كييف يطالب بأسلحة دمار شامل، وكذب علينا بشأن اتفاقيات مينسك، ورأينا كيف بدأوا بفرض سيطرتهم العسكرية على هذه المنطقة وتدمير كل ما له علاقة بروسيا. لم يكن لدينا رفاهية الاختيار أو الانتظار. لو كنت أعلم ما سيحدث لكنت سأستعد أكثر للعملية العسكرية الخاصة.

 

سؤال BBC: منذ 25 عاما تقاعد يلتسين. بعد 25 عاما هل حافظتم على روسيا. لأننا من جهة نرى العملية العسكرية الخاصة، لكننا نرى الهجوم على مقاطعة كورسك. “الناتو” توسع بشكل فعلي، لكن التضخم وغيره، هل حافظتم على دولتكم. بوتين: لم أحافظ على دولتي فحسب، بل وأنقذتها من حافة الهاوية. ما كان يحدث مع روسيا قبل وبعد ذلك كان سيؤدي إلى فقدان سيادتنا بشكل كامل. روسيا لا يمكن أن تبقى بدون سيادة. وما وعدت به الرئيس يلتسين التزمت به. كانوا يدعمون الرئيس يلتسين ويعرضون عليه قدحا من الفودكا، وعندما أعلن عن رغبته في حماية يوغوسلافيا، وأن ما يحدث يخالف ميثاق الأمم المتحدة، وأنه من غير المسموح به لتوجيه ضربة إلى بلغراد، بدأوا فورا بتسميته بـ “المدمن” وغير ذلك.
قمت بكل ما بوسعي لتكون روسيا دولة مستقلة وذات سيادة وتراعي مصالحها الوطنية العليا.

ماهي روسيا بالنسبة لبوتين:

روسيا هي ليست فقط مساحة ضخمة، وإنما هي تاريخ وثقافة وعادات وتقاليد، هذا كله معا هو روسيا. لكن الأهم هو البشر، الشعب الروسي. أحيانا ما أشاهد التلفزيون (وهو أمر نادر)، وأنظر  إلى نجاحات مواطنينا، والبطولة والانتصار في السباحة العالمية على سبيل المثال، شباب وفتيات وأولاد وبنات يحصلون على النجاحات في الأولمبيادات الرياضية والعلمية. أنظر لكل هذا بكل وسرور وسعادة وكأن أحدا من أسرتي الصغيرة يحصل على هذه الجوائز. أنظر إلى روسيا وكأنها أسرتي. وبهذا الصدد نحن نتحدث قبل بداية أعياد الميلاد ورأس السنة، والزملاء من الأديان المختلفة يقولون إنهم يحتفلون أيضا بأعياد الميلاد كما يحتفل جيراننا بعيد الأضحى. عندما ألتقي مع ممثلي الطوائف، عادة ما أسألهم: عم تتحدثون، ولا أتحدث عن الأمور الدينية. عيد رأس السنة هو عيد أسري، أتمنى النجاح والتوفيق للجميع.

المصدر:RT

مقالات مشابهة

  • عطوان: لماذا سيدخل الصاروخ الفرط صوتي اليمني الذي قصف قلب يافا اليوم التاريخ من أوسع أبوابه؟
  • سوريا والغرب ونظرية المٌدان تحت الطلب!
  • السيناريست باهر دويدار: مصر ثابتة أمام التحول الذي يشهده الشرق الأوسط
  • أستاذ اقتصاد بجامعة لندن: لا تنمية دون استقرار سياسي في الشرق الأوسط
  • خبير اقتصاديات الطاقة: أزمة الشرق الأوسط تضرب اقتصاد العالم كله
  • هالاند يلوم نفسه بعد هزيمة مانشستر سيتي أمام أستون فيلا اليوم
  • فرضيات انهيار دول الشرق الأوسط
  • اليوم نرفع راية استقلالنا (1)
  • بهجت العبيدي يدين الحادث الإرهابي المروع الذي وقع اليوم في ألمانيا
  • سوريا وأوكرانيا والغرب وقضايا اقتصادية.. أبرز تصريحات بوتين على “الخط المباشر”