صراحة نيوز:
2024-10-05@05:04:26 GMT

اوقفوا الحرب قبل فوات الاوان

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

صراحة نيوز- د عبدالله سرور الزعبي

كأردني فخور بوطنه وبقيادته الهاشمية، صاحبة الحكمة والخبرة المتوارثة (منذ زمن الجد الربع للرسول صلى الله عليه وسلم قصي عندما وحد فهر في قريش، وحفر الابار واطعم الجائع والوافد وبناء علاقات جعلت من مكة مركزاً اقتصادياً) وعلى راسها جلالة الملك، الذي اوضح لكل العالم ما يجري من ظلم للفلسطينيين وسيجري في غياب الحل العادل لقضيتهم، وخاطب شعوب ألعالم وقادتها من خلال مؤتمر السلام من القاهرة، والذي حدد فيه الخطوات التطبيقية الواجب على قيادات العالم اتباعها لوقف الحرب، حفاظا على دماء الابرياء وحماية المنطقة كاملة من الانجراف للمجهول وكذلك الاستقرار العالمي.

اوقفوا الحرب، قبل اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثه، قد تؤدي لانهيار الامن في الضفة الغربية، وارتكاب مجازر تضاف الى مجازر غزه (عدد الشهداء من الأطفال (وكلهم كيوسف صاحب الشعر الكيرلي والحلو) لوحدهم يعادل عدد القتلى الإسرائيليين، حتى مساء الاثنين 23/10/2023)، والتي لا يمكن لاي انسان بشري لديه الحد الادنى من ضمير الانسانية ان يتقبل ذلك.

أننا نتساءل، كم من الدماء يجب ان تنزف حتى يقرر زعماء العالم وعلى رأسهم ألرئيس بايدن الذي يقود الشعب الامريكي المحب للحرية والسلام، والذي تربطنا به علاقات صداقة تاريخية، وامريكا، الاكثر دعما للأردن لتجاوز الازمات المتعاقبة (الاقتصادية منها والمياه) والتي تعرضنا لها خلال العقود الماضية، كنتيجة لموجات اللجوء المتلاحقة والتي لا ذنب لنا في الأردن بمسبباتها.

انني على المستوى الشخصي لدي الكثير من الاصدقاء والمعارف في الكثير من الجامعات ومراكز الابحاث الامريكية (الذين اقدهم واكن لهم كل الاحترام)، وكنا دائمي الحديث عن قضايا الشرق الاوسط، ونجمع دائما بانه لا سلام دون حل عادل للقضية الفلسطينية.

اننا نعلم جيدًا ان احداث 7/10/2023 عمقت أزمة إسرائيل الداخلية، وشكلت انقلاب استراتيجي شبه كامل في المنطقة، ونعلم بان القرار الدولي لن يسمح بسقوط إسرائيل وهزيمتها مهما كان الثمن. الا انه على زعماء ألعالم ان يستمعوا لصوت الحكمة الشرق اوسطية، وعلى راسها الملك عبدالله الثاني، لوقف الجنون اللامتناهي، وقبل انفلات الامور في الشرق والتعمق في متاهاته، والتي لا احد يعلم كم من الدماء ستنزف وحجم الدمار الذي سنراه. والسؤال، الم نتعلم من التجارب السابقة خلال الاربعة عقود الاخيرة في المنطقة؟ فالانتفاضة الاولى توقفت بعد تفاهمات اوسلو، والثانية بعد اتفاق القاهرة وبالانسحاب من قطاع غزه (وهي حلول سياسية)، وكلاهما انطلقتا كنتيجة لاستفزازات المتطرفين المتكررة للمسجد الاقصى. كما ان أحد الاسباب التي ادت الى الاحداث الاخيرة الاقتحامات المتكررة للمسجد الاقصى من قبل المتطرفين الذين لا يأبهون بالاتفاقيات والتفاهمات الدولية وقدسية دور العبادة، ويضاف اليها الظلم والعقاب الجماعي.

اوقفوا الحرب، لان القضاء على تنظيم بحد ذاته، سيؤدي الى ولادة تنظيمات مجهولة اخرى، قد يكون من الصعب السيطرة عليها، وهناك مشاهدات في دول كثيرة، امتدت تنظيماتها ذات المرجعيات المختلفة الى خارج حدودها بعد ان فقدت السيطرة عليها، كانت تكاليف ذلك السياسية والاقتصادية باهظة الثمن.

اوقفوا الحرب، لان استمرارها سيؤدي الى تأزيم في العلاقات بين الدول واعادة تموضعها الجيوسياسي، ومزيدا من الانقسام والفرقة قد تصل الى حد القطيعة بين الشعوب، وخاصة بعد العسكرة الشبه كاملة لشرق المتوسط (حاملة الطائرات الاميركية وتوابعها، وقطع حربية بريطانية، وفرنسية وايطالية، والاسطول الروسي القابع في سواحل سوريا، والصينية التي تم ارسالها على عجل للمنطقة)، واستبعد ان هذا الكم من الة الدمار البحرية جاءت فقط لحماية أمن إسرائيل، وهو نذير شوم على المنطقة من حيث الأهداف التي يخطط لها، والتي قد يكون منها، إعادة تشكيلها وبلقنتها وخلط الاوراق المبعثرة أصلاً، والمحافظة على احقية الدول العظمى في المصالح البحرية وممراتها. وهنا نتسأل هل على المنطقة دفع ثمن هذه الصراعات من دماء أبناءها ودمار بنيتها التحتية واقتصادها؟ وهل نحن امام تطبيق عملي لمًا قاله ألرئيس الامريكي السابق ترامب “لا يهمني ان يموت المصارع، ما يهمني ان يفوز المصارع الذي راهنت عليه”؟

وانا اكتب في هذا المقال، تذكرت مداعبة طريفة من استاذ الماني جمعنا عشاء اثناء مشاركتنا بالمؤتمر الدولي للإدارة المتكاملة لمصادر المياه والذي عقد في مدينة درزدين الألمانية عام 2011، حيث طرح حل للصراع في الشرق الاوسط مقترحا من باب الفكاهة الموافقة على اقامة الدولة الفلسطينية وانضمامها واسرائيل مباشرة الى الناتو لضمان امن وسلامة الجميع. الا انه ممكن التفكير بها ليس من باب المداعبة فقط، بل قد تكون فكرة قابلة للتطبيق، إذا ما بادرت الولايات المتحدة الاميركية والمتزعمة للحلف بالعمل على ايقاف الحرب، وتنفيذ قرارات مجلس الامن بقيام دولة فلسطينية وضمها للحلف وفتح باب الانضمام لمن يرغب من دول المنطقة (كما فعلت مع دول شرق اوروبا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي)، وتنفيذ خطة شبيهة بخطة مارشال الاقتصادية في دول المنطقة (الاردن ومصر وفلسطين ولبنان) لضمان النمو الاقتصادي وتحقيق الازدهار فيها كأفضل وسيلة لضمان امن واستقرار المنطقة.

ان مثل هذا الاجراء قد يضمن الاستقرار، ويعزز دور امريكا في المنطقة، وحماية مصالحها وغاز شرق المتوسط وتدفق النفط ويضمن سلامة مشروع الممر الاقتصادي (من الهند الى أوروبا) المقترح من الرئيس الاميركي في حال تم تنفيذه، كما انه سيضعف ادوار دول اخرى طامحة في المنطقة، قبل ان تتعمق التحالفات والاستقطابات الدولية المختلفة في ظل بوادر ظهور نظام عالمي متعدد الاقطاب.

اما نحن في الاردن، فمهمتنا المحافظة على امن وطننا ومقدراته، وان نحذر من محاولات الاختراق من اي جهة ومهما كان نوعها (رغم ثقتنا العالية بقواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية بحماية تراب الوطن واهله)، لكي يبقى الاردن قويا منيعا ومساندا للحق الفلسطيني. كما ويجب ان تكون رسالتنا للعالم باننا نقف خلف قيادة جلالة الملك في كافة طروحاته وخطواته لوقف الحرب والدمار والتهجير ومنع العقاب والابادة الجماعية بكافة اشكاله، والمدافع عن القضية الفلسطينية باستمرار، والقائل بان الحلول العسكرية لن تجلب الامن والسلام للمنطقة، ولا حل دون إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومتمتعة بكافة الحقوق على الساحة الدولية.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اوقفوا الحرب فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

أنصار الحرب: تبرئة القتلة وإدانة الأبرياء..!

عاد "كاتب الشرق الأوسط" الأستاذ عثمان ميرغني إلى (اللولوة)..ولن ندعه يفلت بتصويره الزائف لأوضاع الحرب في السودان..! فالرجل لا يدع فرصة ولا سانحة إلا وبرأ فيها القتلة وهاجم فيها القوى المدنية الرافضة للحرب..وكأنها هي السبب في هذه المواكب الممتدة من الأكفان والنعوش..!
عاد الرجل ليتدثر بحجج واهية وحديث مجزوء..مقتلع من سياقه ليضع أكاليل الورود على مسعّري الحرب..ويكفي أن الرجل سبق وأشاد بـ(شعبية ياسر العطا) و(شجاعة البرهان) ولم ينقصه إلا أن يلحقهما بعمر بن معديكرب وربيعة بن مكدم في التراث العربي..!
إذا انطلق الشخص من وقائع مزيفة أو مختلقة فلن يصل إلي نتيجة منطقية إلا عبر المغالطات (ولو كان يرتدي كرافته من بيير كارادان)..! ومن نوع هذه المغالطات البائسة ما رواه الجاحظ بأن رجلا اسمه ابو علقمة قال إن الذئب الذي أكل سيدنا يوسف اسمه "رجحون "..قالوا له إن الذئب لم يأكل سيدنا يوسف؟ فقال لهم: إذاً هذا هو اسم الذئب الذي لم يأكل سيدنا يوسف..!
هذه المرة يهلل الرجل بحديث نسبه للمبعوث الأمريكي (توم بيريلو) مع انه في سابق مقالاته ولاحقاتها..لم يترك كلمة عن تآمر المبعوثين الأمريكان والأفارقة والعرب والأمميين والدوليين وعن مخاطر التدخلات الخارجية..فلماذا يا ترى الإشادة في هذه المرّة..؟!
لقد كذب الرجل على (بيريلو) وقال انه يفاضل بين عساكر البرهان وبين مليشيات الدعم السريع..مع أن الرجل ظل يكرر ويشدد بأنهم يتعاملون من مسافة واحدة مع طرفي الحرب..ويعملون على حظر السلاح من الطرفين.. بل قال (بيريلو) أن وجود الإسلاميين أنصار النظام السابق في مشهد الحرب الحالية "يمثل مشكلة كبيرة لنا وللسودانيين" وأنهم يعيقون وصول الجيش للتفاوض..!!
لماذا يتغافل كاتب الشرق الأوسط عن حقيقة أن مسؤولية هذه الحرب تقع على عاتق البرهان وعساكره وانقلابه وعلى مليشيات الدعم السريع سواء بسواء.. وكلا الطرفين شاركا في الانقلاب على السلطة المدنية وكلاهما يتنافسان في قتل المدنيين..فلا شرعية للمليشيات كما لا شرعية لانقلاب البرهان والكيزان مهما كان لون (العدسات اللاصقة) التي وضعها كاتب الشرق الأوسط على عيونه وأصبح لا يرى أي مشكلة في هذه الدنيا غير الحرية والتغيير وتنسيقية تقدم (والمدنيين الأشرار القتلة)..!
بالمناسبة لا يمكن تعليق أهمية كبرى على ما يقوله المبعوث الأمريكي عن أوضاعنا في السودان فأهل (الكريبة) ادري بشعابها..! ولكننا ذكرنا أقوال بيريلو فقط لأن "كاتب الشرق الوسط "استشهد بها..وأردنا أن (نفرز اللبن من الروب) حتى لا تأخذنا تحريفاته "في دوكة"..!
كاتب الشرق الأوسط ضد إصلاح الجيش ويرى أن جيش البرهان الحالي (كفاية وزيادة)..! لأن إصلاح الجيش وإعادة بنائه على أسس قومية ووطنية ومهنية يعني انفلات الأمور وانتشار الفوضى - كما قال..! ويتغاضى هذا الرجل عن حقيقة أن الجيش ظل يستولى على 80% من الميزانية العامة ويوهم الشعب بأنه ينفقها على التسليح والتصنيع الحربي إلى أن كشفت الحرب المشؤومة الآن عن الحقيقة وظهر الجنود عُراة إلا من بعض الأسمال البالية وحفاة إلا من "السفنجات"..وليس في أيديهم غير بنادق (صيد الأرانب)..!
ومن باب التغبيش على الواقع يقول كاتب الشرق الأوسط "من لا جيش له لا أمن له"..! طيب نأخذ بكلامك على إطلاقه ونسأل: الآن لدينا جيش.. فلماذا ليس لدينا أمن..؟!
أخيراً لا يظنن كاتب الشرق الأوسط أننا نهتم بشخصه..لا والله..نحن ننظر لما يقول..وليس لنا أي دوافع شخصية ولا ننافسه في (سباق الضاحية) أو في أي مضمار آخر..! إنما المشكلة في تزييف الحقائق والوقائع والتغافل عن مأساة الحرب وأسبابها وتداعياتها في هذا الوقت العصيب..! فهو يتحدث من منبر صحفي له تأثيره.. وفي وقت يكاد ينمحي فيه الوطن ويفنى أهله لا مجال للصمت عن الأصوات التي تزيد من تأجيج الحرب وتزييف الحقائق وتبرئة القتلة وإدانة الأبرياء.. هذا موقف لا مكان فيه للنوازع الشخصية ووطننا يتفتّت أمام أعيننا..!
الأستاذ كاتب الشرق الأوسط الذي يدافع عن الحرب ويطرّز حديثه بدانتيلات (السيادة الوطنية) هل سمع بقتلى الفاشر ومذبحة الحلفايا..!
هناك حملة تزييف واسعة (ذات أدوار) داخل السودان وخارجة..بساهم فيها هذا الرجل بعلمه أو بغير علمه..وهي حملة تتشابه فيها العبارات والتوصيفات والمقولات التي يرددها الكيزان والبرهان وأنصار الحرب وتتطابق مثلما تتشابه ملامح اليابانيين..! وذلك لا يفوت على ذكاء السودانيين: أعرف الحق تعرف أهله..وانتبه للباطل يتمثّل لك الكوز (جسداً له خوار)..! الله لا كسّبكم..!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • ما الذي يدفع مثقفين تقدميين لدعم جيش الحركة الإسلامية ..!!؟؟ محاولات للفهم ..
  • الفريق الرويشان:دول محور المقاومة ستوقف لمواجهة المشروع الصهيوني الذي يهدد المنطقة
  • الرويشان: دول محور المقاومة من ستوقف المشروع الصهيوني الذي يهدد المنطقة
  • الحكومة: آن الأوان لوضع حد لجرائم إسرائيل والتي لم يشهد لها التاريخ مثيلا
  • بايدن يستبعد الحرب الشاملة في الشرق الأوسط
  • حجم المياه الذي وصل لبحيرة ناصر من حصة السودان حتى اليوم ومنذ بداية الحرب في إبريل 2023 يزيد عن (25 مليار متر مكعب)
  • صواريخ إيران.. انتقام الشهداء الذي أعاد مبدأ توازن الردع في الشرق الأوسط
  • صواريخ إيران.. انتقام الشهداء الذي أعاد مبدأ توازن الردع في الشرق الأوسط - عاجل
  • مندوب العراق بالأمم المتحدة يحذر من خطر الحرب الشاملة في الشرق الأوسط
  • أنصار الحرب: تبرئة القتلة وإدانة الأبرياء..!