صراحة نيوز:
2025-02-12@05:14:09 GMT

اوقفوا الحرب قبل فوات الاوان

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

صراحة نيوز- د عبدالله سرور الزعبي

كأردني فخور بوطنه وبقيادته الهاشمية، صاحبة الحكمة والخبرة المتوارثة (منذ زمن الجد الربع للرسول صلى الله عليه وسلم قصي عندما وحد فهر في قريش، وحفر الابار واطعم الجائع والوافد وبناء علاقات جعلت من مكة مركزاً اقتصادياً) وعلى راسها جلالة الملك، الذي اوضح لكل العالم ما يجري من ظلم للفلسطينيين وسيجري في غياب الحل العادل لقضيتهم، وخاطب شعوب ألعالم وقادتها من خلال مؤتمر السلام من القاهرة، والذي حدد فيه الخطوات التطبيقية الواجب على قيادات العالم اتباعها لوقف الحرب، حفاظا على دماء الابرياء وحماية المنطقة كاملة من الانجراف للمجهول وكذلك الاستقرار العالمي.

اوقفوا الحرب، قبل اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثه، قد تؤدي لانهيار الامن في الضفة الغربية، وارتكاب مجازر تضاف الى مجازر غزه (عدد الشهداء من الأطفال (وكلهم كيوسف صاحب الشعر الكيرلي والحلو) لوحدهم يعادل عدد القتلى الإسرائيليين، حتى مساء الاثنين 23/10/2023)، والتي لا يمكن لاي انسان بشري لديه الحد الادنى من ضمير الانسانية ان يتقبل ذلك.

أننا نتساءل، كم من الدماء يجب ان تنزف حتى يقرر زعماء العالم وعلى رأسهم ألرئيس بايدن الذي يقود الشعب الامريكي المحب للحرية والسلام، والذي تربطنا به علاقات صداقة تاريخية، وامريكا، الاكثر دعما للأردن لتجاوز الازمات المتعاقبة (الاقتصادية منها والمياه) والتي تعرضنا لها خلال العقود الماضية، كنتيجة لموجات اللجوء المتلاحقة والتي لا ذنب لنا في الأردن بمسبباتها.

انني على المستوى الشخصي لدي الكثير من الاصدقاء والمعارف في الكثير من الجامعات ومراكز الابحاث الامريكية (الذين اقدهم واكن لهم كل الاحترام)، وكنا دائمي الحديث عن قضايا الشرق الاوسط، ونجمع دائما بانه لا سلام دون حل عادل للقضية الفلسطينية.

اننا نعلم جيدًا ان احداث 7/10/2023 عمقت أزمة إسرائيل الداخلية، وشكلت انقلاب استراتيجي شبه كامل في المنطقة، ونعلم بان القرار الدولي لن يسمح بسقوط إسرائيل وهزيمتها مهما كان الثمن. الا انه على زعماء ألعالم ان يستمعوا لصوت الحكمة الشرق اوسطية، وعلى راسها الملك عبدالله الثاني، لوقف الجنون اللامتناهي، وقبل انفلات الامور في الشرق والتعمق في متاهاته، والتي لا احد يعلم كم من الدماء ستنزف وحجم الدمار الذي سنراه. والسؤال، الم نتعلم من التجارب السابقة خلال الاربعة عقود الاخيرة في المنطقة؟ فالانتفاضة الاولى توقفت بعد تفاهمات اوسلو، والثانية بعد اتفاق القاهرة وبالانسحاب من قطاع غزه (وهي حلول سياسية)، وكلاهما انطلقتا كنتيجة لاستفزازات المتطرفين المتكررة للمسجد الاقصى. كما ان أحد الاسباب التي ادت الى الاحداث الاخيرة الاقتحامات المتكررة للمسجد الاقصى من قبل المتطرفين الذين لا يأبهون بالاتفاقيات والتفاهمات الدولية وقدسية دور العبادة، ويضاف اليها الظلم والعقاب الجماعي.

اوقفوا الحرب، لان القضاء على تنظيم بحد ذاته، سيؤدي الى ولادة تنظيمات مجهولة اخرى، قد يكون من الصعب السيطرة عليها، وهناك مشاهدات في دول كثيرة، امتدت تنظيماتها ذات المرجعيات المختلفة الى خارج حدودها بعد ان فقدت السيطرة عليها، كانت تكاليف ذلك السياسية والاقتصادية باهظة الثمن.

اوقفوا الحرب، لان استمرارها سيؤدي الى تأزيم في العلاقات بين الدول واعادة تموضعها الجيوسياسي، ومزيدا من الانقسام والفرقة قد تصل الى حد القطيعة بين الشعوب، وخاصة بعد العسكرة الشبه كاملة لشرق المتوسط (حاملة الطائرات الاميركية وتوابعها، وقطع حربية بريطانية، وفرنسية وايطالية، والاسطول الروسي القابع في سواحل سوريا، والصينية التي تم ارسالها على عجل للمنطقة)، واستبعد ان هذا الكم من الة الدمار البحرية جاءت فقط لحماية أمن إسرائيل، وهو نذير شوم على المنطقة من حيث الأهداف التي يخطط لها، والتي قد يكون منها، إعادة تشكيلها وبلقنتها وخلط الاوراق المبعثرة أصلاً، والمحافظة على احقية الدول العظمى في المصالح البحرية وممراتها. وهنا نتسأل هل على المنطقة دفع ثمن هذه الصراعات من دماء أبناءها ودمار بنيتها التحتية واقتصادها؟ وهل نحن امام تطبيق عملي لمًا قاله ألرئيس الامريكي السابق ترامب “لا يهمني ان يموت المصارع، ما يهمني ان يفوز المصارع الذي راهنت عليه”؟

وانا اكتب في هذا المقال، تذكرت مداعبة طريفة من استاذ الماني جمعنا عشاء اثناء مشاركتنا بالمؤتمر الدولي للإدارة المتكاملة لمصادر المياه والذي عقد في مدينة درزدين الألمانية عام 2011، حيث طرح حل للصراع في الشرق الاوسط مقترحا من باب الفكاهة الموافقة على اقامة الدولة الفلسطينية وانضمامها واسرائيل مباشرة الى الناتو لضمان امن وسلامة الجميع. الا انه ممكن التفكير بها ليس من باب المداعبة فقط، بل قد تكون فكرة قابلة للتطبيق، إذا ما بادرت الولايات المتحدة الاميركية والمتزعمة للحلف بالعمل على ايقاف الحرب، وتنفيذ قرارات مجلس الامن بقيام دولة فلسطينية وضمها للحلف وفتح باب الانضمام لمن يرغب من دول المنطقة (كما فعلت مع دول شرق اوروبا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي)، وتنفيذ خطة شبيهة بخطة مارشال الاقتصادية في دول المنطقة (الاردن ومصر وفلسطين ولبنان) لضمان النمو الاقتصادي وتحقيق الازدهار فيها كأفضل وسيلة لضمان امن واستقرار المنطقة.

ان مثل هذا الاجراء قد يضمن الاستقرار، ويعزز دور امريكا في المنطقة، وحماية مصالحها وغاز شرق المتوسط وتدفق النفط ويضمن سلامة مشروع الممر الاقتصادي (من الهند الى أوروبا) المقترح من الرئيس الاميركي في حال تم تنفيذه، كما انه سيضعف ادوار دول اخرى طامحة في المنطقة، قبل ان تتعمق التحالفات والاستقطابات الدولية المختلفة في ظل بوادر ظهور نظام عالمي متعدد الاقطاب.

اما نحن في الاردن، فمهمتنا المحافظة على امن وطننا ومقدراته، وان نحذر من محاولات الاختراق من اي جهة ومهما كان نوعها (رغم ثقتنا العالية بقواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية بحماية تراب الوطن واهله)، لكي يبقى الاردن قويا منيعا ومساندا للحق الفلسطيني. كما ويجب ان تكون رسالتنا للعالم باننا نقف خلف قيادة جلالة الملك في كافة طروحاته وخطواته لوقف الحرب والدمار والتهجير ومنع العقاب والابادة الجماعية بكافة اشكاله، والمدافع عن القضية الفلسطينية باستمرار، والقائل بان الحلول العسكرية لن تجلب الامن والسلام للمنطقة، ولا حل دون إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومتمتعة بكافة الحقوق على الساحة الدولية.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اوقفوا الحرب فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإيراني: ترامب يخطط للمؤامرات ضد إيران ولن نقع في فخ العدو

10 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الإثنين، أن الكيان الصهيوني هو الجهة الرئيسية التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة، مشدداً على أن إيران ليست طرفاً في زعزعة الأمن الإقليمي.

وقال بزشكيان في كلمة بذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979: “الكيان الصهيوني يواصل سياساته العدوانية ضد شعوب المنطقة، بينما تقف إيران إلى جانب السلام والاستقرار”.

وانتقد الرئيس الإيراني السياسات الأمريكية في المنطقة، متهماً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدعم “القتلة”، وحمايتهم من الملاحقة القانونية في محكمة الجنايات الدولية.

وأضاف: “ترامب يخطط للمؤامرات ضد إيران ويدعي في الوقت نفسه أنه يريد الحوار معها”، معتبراً أن هذه التصريحات تأتي في إطار الحرب النفسية ضد الجمهورية الإسلامية.

وشدد بزشكيان على قدرة الشعب الإيراني ودول المنطقة على حل جميع المشاكل عبر الوحدة والتكاتف، قائلاً: “بوحدتنا الوطنية والإقليمية نستطيع التصدي للولايات المتحدة وسياساتها العدائية”. كما أكد أن إيران لن تستسلم للضغوط الأجنبية ولن تسعى إلى الحرب، لكنها ستبقى صامدة في وجه التحديات.

وفي سياق حديثه عن العقوبات الاقتصادية، قال الرئيس الإيراني: “إذا كانت الولايات المتحدة صادقة بشأن رغبتها في التفاوض مع طهران، فلماذا فرضت عقوبات اقتصادية شاملة علينا؟”. وأشار إلى أن بلاده تواجه حرباً اقتصادية ممنهجة تستهدف النيل من صمود الشعب الإيراني، داعياً الجميع إلى التصدي لهذه الحرب بكل الوسائل المتاحة.

وأكد بزشكيان أن إيران ستواصل الدفاع عن حقوقها الوطنية والقومية، وستعمل على تعزيز علاقاتها مع دول المنطقة والعالم لتجاوز الأزمات الراهنة.

وتابع ” نواجه حربا اقتصادية شاملة وعلينا التصدي لها” لافتا الى ان “الولايات المتحدة تزعم أنها تسعى إلى السلام بينما تقف إلى جانب المجرمين في إسرائيل

وقال: “لن نقع في فخ المؤامرات التي يخطط لها العدو ضدنا”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الاحترار العالمي يهدد البشرية بكارثة.. هل نتصرف قبل فوات الأوان؟
  • 65 % من مؤسسات المنطقة تخطط لزيادة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي
  • وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني يشارك في القمة العالمية للحكومات والتي تقام في دبي بالإمارات العربية المتحدة
  • نتانياهو انتهى سياسياً!
  • نتنياهو: من يرفع سيفه في وجهنا سوف نسحقه ونحن نغير الشرق الأوسط
  • المسيرات.. سلاح الحروب الحديثة الذي يغير موازين القوى
  • الرئيس الإيراني: ترامب يخطط للمؤامرات ضد إيران ولن نقع في فخ العدو
  • أميركا وأحجام ما بعد الزلزال
  • مستوى التراجع الإيراني الذي يخدم مصالح المنطقة
  • صالون معهد التخطيط القومي يناقش "مستقبل المنطقة العربية ما بعد 2025"