صراحة نيوز:
2025-03-17@17:10:18 GMT

اوقفوا الحرب قبل فوات الاوان

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

صراحة نيوز- د عبدالله سرور الزعبي

كأردني فخور بوطنه وبقيادته الهاشمية، صاحبة الحكمة والخبرة المتوارثة (منذ زمن الجد الربع للرسول صلى الله عليه وسلم قصي عندما وحد فهر في قريش، وحفر الابار واطعم الجائع والوافد وبناء علاقات جعلت من مكة مركزاً اقتصادياً) وعلى راسها جلالة الملك، الذي اوضح لكل العالم ما يجري من ظلم للفلسطينيين وسيجري في غياب الحل العادل لقضيتهم، وخاطب شعوب ألعالم وقادتها من خلال مؤتمر السلام من القاهرة، والذي حدد فيه الخطوات التطبيقية الواجب على قيادات العالم اتباعها لوقف الحرب، حفاظا على دماء الابرياء وحماية المنطقة كاملة من الانجراف للمجهول وكذلك الاستقرار العالمي.

اوقفوا الحرب، قبل اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثه، قد تؤدي لانهيار الامن في الضفة الغربية، وارتكاب مجازر تضاف الى مجازر غزه (عدد الشهداء من الأطفال (وكلهم كيوسف صاحب الشعر الكيرلي والحلو) لوحدهم يعادل عدد القتلى الإسرائيليين، حتى مساء الاثنين 23/10/2023)، والتي لا يمكن لاي انسان بشري لديه الحد الادنى من ضمير الانسانية ان يتقبل ذلك.

أننا نتساءل، كم من الدماء يجب ان تنزف حتى يقرر زعماء العالم وعلى رأسهم ألرئيس بايدن الذي يقود الشعب الامريكي المحب للحرية والسلام، والذي تربطنا به علاقات صداقة تاريخية، وامريكا، الاكثر دعما للأردن لتجاوز الازمات المتعاقبة (الاقتصادية منها والمياه) والتي تعرضنا لها خلال العقود الماضية، كنتيجة لموجات اللجوء المتلاحقة والتي لا ذنب لنا في الأردن بمسبباتها.

انني على المستوى الشخصي لدي الكثير من الاصدقاء والمعارف في الكثير من الجامعات ومراكز الابحاث الامريكية (الذين اقدهم واكن لهم كل الاحترام)، وكنا دائمي الحديث عن قضايا الشرق الاوسط، ونجمع دائما بانه لا سلام دون حل عادل للقضية الفلسطينية.

اننا نعلم جيدًا ان احداث 7/10/2023 عمقت أزمة إسرائيل الداخلية، وشكلت انقلاب استراتيجي شبه كامل في المنطقة، ونعلم بان القرار الدولي لن يسمح بسقوط إسرائيل وهزيمتها مهما كان الثمن. الا انه على زعماء ألعالم ان يستمعوا لصوت الحكمة الشرق اوسطية، وعلى راسها الملك عبدالله الثاني، لوقف الجنون اللامتناهي، وقبل انفلات الامور في الشرق والتعمق في متاهاته، والتي لا احد يعلم كم من الدماء ستنزف وحجم الدمار الذي سنراه. والسؤال، الم نتعلم من التجارب السابقة خلال الاربعة عقود الاخيرة في المنطقة؟ فالانتفاضة الاولى توقفت بعد تفاهمات اوسلو، والثانية بعد اتفاق القاهرة وبالانسحاب من قطاع غزه (وهي حلول سياسية)، وكلاهما انطلقتا كنتيجة لاستفزازات المتطرفين المتكررة للمسجد الاقصى. كما ان أحد الاسباب التي ادت الى الاحداث الاخيرة الاقتحامات المتكررة للمسجد الاقصى من قبل المتطرفين الذين لا يأبهون بالاتفاقيات والتفاهمات الدولية وقدسية دور العبادة، ويضاف اليها الظلم والعقاب الجماعي.

اوقفوا الحرب، لان القضاء على تنظيم بحد ذاته، سيؤدي الى ولادة تنظيمات مجهولة اخرى، قد يكون من الصعب السيطرة عليها، وهناك مشاهدات في دول كثيرة، امتدت تنظيماتها ذات المرجعيات المختلفة الى خارج حدودها بعد ان فقدت السيطرة عليها، كانت تكاليف ذلك السياسية والاقتصادية باهظة الثمن.

اوقفوا الحرب، لان استمرارها سيؤدي الى تأزيم في العلاقات بين الدول واعادة تموضعها الجيوسياسي، ومزيدا من الانقسام والفرقة قد تصل الى حد القطيعة بين الشعوب، وخاصة بعد العسكرة الشبه كاملة لشرق المتوسط (حاملة الطائرات الاميركية وتوابعها، وقطع حربية بريطانية، وفرنسية وايطالية، والاسطول الروسي القابع في سواحل سوريا، والصينية التي تم ارسالها على عجل للمنطقة)، واستبعد ان هذا الكم من الة الدمار البحرية جاءت فقط لحماية أمن إسرائيل، وهو نذير شوم على المنطقة من حيث الأهداف التي يخطط لها، والتي قد يكون منها، إعادة تشكيلها وبلقنتها وخلط الاوراق المبعثرة أصلاً، والمحافظة على احقية الدول العظمى في المصالح البحرية وممراتها. وهنا نتسأل هل على المنطقة دفع ثمن هذه الصراعات من دماء أبناءها ودمار بنيتها التحتية واقتصادها؟ وهل نحن امام تطبيق عملي لمًا قاله ألرئيس الامريكي السابق ترامب “لا يهمني ان يموت المصارع، ما يهمني ان يفوز المصارع الذي راهنت عليه”؟

وانا اكتب في هذا المقال، تذكرت مداعبة طريفة من استاذ الماني جمعنا عشاء اثناء مشاركتنا بالمؤتمر الدولي للإدارة المتكاملة لمصادر المياه والذي عقد في مدينة درزدين الألمانية عام 2011، حيث طرح حل للصراع في الشرق الاوسط مقترحا من باب الفكاهة الموافقة على اقامة الدولة الفلسطينية وانضمامها واسرائيل مباشرة الى الناتو لضمان امن وسلامة الجميع. الا انه ممكن التفكير بها ليس من باب المداعبة فقط، بل قد تكون فكرة قابلة للتطبيق، إذا ما بادرت الولايات المتحدة الاميركية والمتزعمة للحلف بالعمل على ايقاف الحرب، وتنفيذ قرارات مجلس الامن بقيام دولة فلسطينية وضمها للحلف وفتح باب الانضمام لمن يرغب من دول المنطقة (كما فعلت مع دول شرق اوروبا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي)، وتنفيذ خطة شبيهة بخطة مارشال الاقتصادية في دول المنطقة (الاردن ومصر وفلسطين ولبنان) لضمان النمو الاقتصادي وتحقيق الازدهار فيها كأفضل وسيلة لضمان امن واستقرار المنطقة.

ان مثل هذا الاجراء قد يضمن الاستقرار، ويعزز دور امريكا في المنطقة، وحماية مصالحها وغاز شرق المتوسط وتدفق النفط ويضمن سلامة مشروع الممر الاقتصادي (من الهند الى أوروبا) المقترح من الرئيس الاميركي في حال تم تنفيذه، كما انه سيضعف ادوار دول اخرى طامحة في المنطقة، قبل ان تتعمق التحالفات والاستقطابات الدولية المختلفة في ظل بوادر ظهور نظام عالمي متعدد الاقطاب.

اما نحن في الاردن، فمهمتنا المحافظة على امن وطننا ومقدراته، وان نحذر من محاولات الاختراق من اي جهة ومهما كان نوعها (رغم ثقتنا العالية بقواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية بحماية تراب الوطن واهله)، لكي يبقى الاردن قويا منيعا ومساندا للحق الفلسطيني. كما ويجب ان تكون رسالتنا للعالم باننا نقف خلف قيادة جلالة الملك في كافة طروحاته وخطواته لوقف الحرب والدمار والتهجير ومنع العقاب والابادة الجماعية بكافة اشكاله، والمدافع عن القضية الفلسطينية باستمرار، والقائل بان الحلول العسكرية لن تجلب الامن والسلام للمنطقة، ولا حل دون إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومتمتعة بكافة الحقوق على الساحة الدولية.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اوقفوا الحرب فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

حرائق ترامب وأنفجار  الشرق الكبير

بقلم : الخبير عباس الزيدي ..

اولا_ في العلوم العسكرية والأمنية يعتبر احكام السيطرة  على منطقة ما_ دون ترك  منفذاو مخرج  لشاغليها نوع من  المجازفة لان ذلك يجعل المقابل يندفع الى الامام بقوة والانتحار بالمهاجمين  لانه في نهاية المطاف لايمتلك خيارا غير الخلاص من قبضة  القوة المهاجمة بمعنى يحب ان تتسم جميع الخطط والمناورات بالمرونة لتفادي  المفاجئات وخلاف ذلك يعتبر شيئ من الرعونة•
ثانيا_ الذريعة والاسباب تعتبر من متطلبات الحروب  بانواعها المتعددة والمختلفة  واعتادت الولايات المتحدة الامريكية  ان تختلق الذرائع الكاذبة  ليس  لتجاوز  القوانين والشرائع فقط بل لتقنع دافعي الضرائب وتحتال على الرأي العام  المحلي خاصتها وكذلك العالمي وكثير من الأحيان  تمرر ذلك عبر  المظلة  الدولية في مجلس  الامن والامم المتحدة التي أصبحت مطية للسياسات الامريكية لشرعنة عدوانها •
ثالثاوصل النفاق والخداع بالشيطان  الاكبر   بالذهاب بعيدا لتحقيق هيمنتها دون الاكتراث بالشرائع والقوانين الدولية وهذا الاستهتار لفرض هيمنتها  جعلها تقوم بالعديد من الاعتداءات  ومن ثم تطلق  ذرائعها الكاذبة فيما بعد • رابعا للاغبياء فقط _ اصبحت سمجة وممجوجة ومتكررة ( ايران ) تلك الذريعة التي ترفعها واشنطن  في الشرق للعدوان على كل من يقف بوجهه سياساتها الاحتلالية والتوسعية ولم يقتصر ذلك على استهداف  ايران  بل على كل الدول التي  تقع ضمن اهدافها •
خامسا_ وهو المهم جدا
يبدوا ان _ مبدأ وحدة الساحات كان مؤثرا ومن الاهمية بمكان بحيث جعل العدو  يضغط باتجاه عدم وحدة  الموقف  لتفادي الضربات الموجعة  والجبهات المتعددة التي فتحت نيرانها على الاعداء وكبدتها خسائر فادحة ووصل جيش الكيان الغاصب الى الانهيار وتمردت بيئته الداخلية وهربت فيها بوارج وفرقاطات الشر البحرية مع حاملات الطائرات الامريكية  يضاف لها الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها امريكا واسرائيل في طوفان  الاقصى •
لذلك ضغطت واشنطن  لتشتيت دول محور المقاومة لتبداء مرحلة الانفراد بكل بلد حسب السيناريو المعد لاستهدافه
سادسا _ نيران ترامب في الشرق والانفجار الكبير
1_ اليمن والعدوان الامريكي البربري الذي قاده ترامب  شخصيا والذي طال المدنيين
2_ لبنان والهدنة الهشة والتجاوزات الاسرائيلية وتهديد ترامب باللجوء الى الخيار  العسكري  مع قطع المساعدات عن لبنان وفرض شروط مجحفة خارج بنود القرار 1701
3_ غزة واستمرار  العدوان الصهيوني وعمليات  الاجرام  المستمرة  وقطع  الماء والغذاء والدواء  و مشروع_ اليوم التالي وأيضا بقيادة ترامب
4_ايران والذهاب نحو  العقوبات القصوى مع احتمال  استخدام  الخيار العسكري •
5_ سوريا وتمكين  عصابات الارهاب والإجرام ممن هم على لوائح الارهاب والمطلوبين  دوليا على  اثر جرائم القتل والابادة الجماعية  على رقاب الشعب السوري  مع استباحة  اسرائيلية مفتوحة  للاراضي السورية وسقف مأساوي لمستقبل سوريا لايمكن  التكهن بهمابين الفوضى والتقسيم•
6_نعم انه من الواضح والمعلوم ان واشنطن  هي من خططت للمعارك ودعمت اسرائيل _ بيت العنكبوت _ التي لايمكن لها الاستمرار لولا  الدعم الناتوي والأمريكي ومع ذلك هي من قادت واشرفت على المفاوضات وفرضت شروطها رغم هزيمتها بلحاظ الفارق بين القوة والقدرة بين طرفي المواجهة 
سابعا_ الخلاصة
1_ ان المفاوضات كذبة اراد بها الاعداء  التخلص من قوة وآثار  مبدأ وحدة  الساحات وان الحرب لازالت  قائمة بل تحولت من امريكية بصورة غير مباشرة الى امريكية بصورة مباشرة بقيادة ترامب
2_ ان ماحصل من تفاهم ( روسي امريكي) في تبادل مناطق  النفوذ والمصالح ماهو الا خديعة امريكية يعتبرها ترامب من ضرورات سياسة المرحلة وسوف   تحصد روسيا منها خيبات كثيرة
3_ان التحذير الامريكي  السابق الذي سمعناه من خطورة انزلاق الحرب الى اقليمية ماهو الى ترهات ارادت منها واشنطن ان تفرض قواعد الاشتباك خاصتها  دون هزيمتها لتتجنب اكثر قدر من الخسائر هي وربيتها اسرائيل  ومن دار في فلكهما
فهاهي واشنطن  تقود  حرب اقليمية حسب رؤيتها
4_ ستستمر امريكا  باختلاق شتى الذرائع لتنفيذ مخططاتها وفرض هيمنتها وغطرستها بصورة باطلة  دون وجهة حق وتعددت الاسباب  والشيطان  واحد 
5_ يبقى مبدأ وحدة  الساحات هو الضامن والاستراتيجية المثلى لمواجهة  الاستكبار  والصهيونيةالعالمية وبخلافه ستنفرد امريكا بدول المنطقة تباعا لاستعباد شعوبها ونهب ثرواتها
6_ المواجهة مع امريكا  والكيان الصهيوني حتمية وضرورة قصوى واذا نجح البعض في ترحيلها  فلا يمكن تجاوزها  او تفاديها  فهي واقعة حتما اليوم او غدا
7_كلما تاخرت الردود  الدفاعية كلما حصل الاعداء على مواقع فضلى وذات اهمية  لتنفيذ مخططاتهم  ونجاح  مشاريعهم ولطالما قال الحكماء ان خير وسيلة للدفاع هي الهجوم
8_ كثير من المعطيات  الواقعية وكثير من الخبراء والمهتمين بالشأن  الامريكي يذهبون  بان عهد ترامب هو الاخطر  على امريكا فاما تذهب الامور الى حرب عالمية ثالثة او تنهار الولايات المتحدة وتنقسم على نفسها
الايام القادمة حبلى بالكثير من الاحداث والمفاجئات فانتظروا
اني معكم من المنتظرين

عباس الزيدي

مقالات مشابهة

  • الدويش للنصر: الفريق الذي صنّفوه على رأس كرة الشرق مهزوم بسبعة
  • حرائق ترامب وأنفجار  الشرق الكبير
  • حديث أركو مناوي ..الذي نفذ في خضّم المعركة ورغم مرارات الحرب
  • قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا
  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الجيش العربي السوري كان وسيبقى عماد السيادة الوطنية، واستعادة الكفاءات والخبرات العسكرية التي انشقت وانحازت للشعب في مواجهة نظام الأسد البائد والتي خاضت معارك الدفاع عن الوطن أمرٌ ضروري لتعزيز قدرات جيشن
  • ???? عبد الرحمن عمسيب ، الرائدُ الذي لا يكذبُ أهلَه
  • د. نزار قبيلات يكتب: «فوات الأوان».. توسّل النصوص وتفلّت الإجابات
  • سباق مع الزمن لإنقاذ مجد.. حملة لجمع مليوني دولار قبل فوات الأوان!
  • السودان: حملات مكثفة لإزالة الجثث ومخلفات الحرب في شرق النيل
  • الهادي إدريس لـ«الشرق الأوسط»: حكومتنا لإبعاد «شبح الانقسام» في السودان