الوطن:
2025-02-22@06:40:02 GMT

الجامع الأزهر: الإلحاد من أخطر المعارك الفكرية

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

الجامع الأزهر: الإلحاد من أخطر المعارك الفكرية

عقد الجامع الأزهر اليوم الندوة الثالثة من الموسم السابع من البرامج الموجهة للمرأة تحت عنوان «التربية والتحديات المعاصرة»، وحاضر في الندوة إلهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة، والأمين العام المساعد بمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات، وحنان مصطفى مدبولي، أستاذ التربية بجامعة الأزهر، استشاري صحة نفسية والإرشاد الأسري، وأدارت الندوة حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.

معركة الإلحاد

وبحسب بيان عن الجامع الأزهر قالت الدكتورة إلهام شاهين إننا نخوض الآن معركة من أخطر المعارك الفكرية، وهي معركة الإلحاد الذي يؤجج الحرب في اليقين بالله والشك في عدله -سبحانه وتعالى- ومن ثم التشكيك في وجود الله أصلا -عياذا بالله- فعلى الأم أن تنتبه لهذا حتى لا يقع أطفالها في براثن مثل هذه الأمور، وعليها أن تربي أبناءها على أن الدين هو اليقين بالله سبحانه وتعالى، وإخلاص العبادة لله عز وجل للعبادة، مؤكدة  أن أداء الفرائض هي حائط الصد الأول للوقاية من مثل هذه الأفكار الهدامة، فعلى الزوجة أن تحفز زوجها وأولادها للذهاب إلى المسجد للصلاة وتحفيزهم على فعل الخيرات بالكلام الطيب، فالكلمات الطيبة لها أثرها الطيب في النفوس.

اللغة العربية

وأضافت إلهام شاهين: «هناك أمر نريد أن ننتبه إليه وهو تحدٍ هام تواجهه اللغة العربية للقضاء عليها، فهناك حرب شعواء قامت على لغتنا العربية - لغة القرآن، فكان للأزهر دوره البارز في مواجهة هذا التحدي والنهضة بالتعليم على مدى القرون وفي معظم بلدان العالم، فهو ثاني أقدم الجامعات التي عرفها العالم ومنه انبثقت البعثات العلمية التي كانت بمثابة مشاعل نورٍ أضاءت سماوات الجهل، وإلى أروقته وفد طلاب العلم من شتى بلدان العالم لينهلوا من معينه الصافي».

وتابعت مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: «خُصصت الأروقة بأسماء تلك البلدان التي لازالت موجودة حتى الآن شاهدة على دور الجامع الأنور، مثل رواق المغاربة ورواق الأتراك والشوام وغيرها من البلاد الإسلامية التي بعثت بطلابها ليتعلموا أمور الدين وشرائعه وينطقوا لغته العربية الصحيحة، ويعودوا إلى أهلهم وينشروا العلم الصحيح، وقامت محاولات فاشلة لسلب اللغة العربية، بدعوى أنها لغة ثقيلة، والاستيعاض عنها باللغات الأخرى مثل الإنجليزية والفرنسية، زعما أنها لغة التحضر والمدنية، ثم ما لبثت أن قوبلت هذه الدعوى برفض شديد جدا من علماء الأزهر الذين كان لهم دور بارز سُطر بماء الذهب في هذا الصدد».

دور الزوجة في التربية

من جهتها، بينت د. حنان مصطفى مدبولي، أن التربية ليست دورًا تقوم به الزوجة وحدها، بل على الآباء مراقبة أبنائهم في استخدام مواقع الإنترنت وعدم الانشغال عنهم، لابد أن يكون الأبوان قدوة حسنة لأولادهم، وأن يعلموا أولادهم كيفية التفكير الإيجابي والنقد البنّاء والاستماع إليهم وإنشاء حوار مشترك بين الأولاد وبينهم، وتعليمهم المشاركة داخل الأسرة لأنه بهذا سيتعلم المشاركة مع الآخرين في الخارج، وتعليمهم الثقة بالنفس في ضوء تعاليم القيم الإسلامية.

وشددت على أنه لا بد من الحرص على التمسك باللغة العربية، وقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم، على تعليم اللغات الأخرى، لكن بعد ترسيخ اللغة العربية لدينا فهي لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة، فبدونها لن يفهم الأولاد دينهم ولا عقيدتهم.

وأوضحت د. حنان مصطفى، أن اللغة العربية تهاجَم بشكل غير مباشر بتعلم اللغات الأخرى عن طريق انتشار مدارس اللغات من مرحلة الطفولة إلى ما بعد الجامعة، وأصبح بعض أولياء الأمور ينهون أبناءهم عن التحدث باللغة العربية في المنزل، وأحياناً بعض الأسر تهاجر خارج البلاد من أجل التهرب من اللغة العربية.

تحديات تربية الأبناء

وأضافت: «تتعدد التحديات التي تواجهنا في تربية الأبناء، فقديما كان يقوم بتربية الأبناء الآباء والأجداد والمدارس ودور العبادة، أما الآن فنحن نواجه في تربية أبنائنا العديد من التحديات منها ماهو ثقافي أو فكري أو قيمي أو تكنولوجي، وكلٍ يؤثر بدوره في التربية الثقافية والفكرية والقيمية».

وأوضحت حياة العيسوي، أن الحكم التشريعي نبهنا إلى أن صاحب الالتزام بالمنهج، يطمئن إلى لقاء ربه ويطمئن إلى جزائه، فعمل الرجل الصالح ينعكس على أولاده من بعده، واقرأ قوله سبحانه وتعالى: {وَلْيَخْشَ الذين لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُواّ الله وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً}، ولنا في الخليل إبراهيم عليه السلام، حينما ابتلاه الله -سبحانه وتعالى- في بداية حياته بالإحراق في النار، ولأنه قوى الإيمان؛ فقد جعل الله النار برداً وسلاماً، وابتلاه الله في آخر حياته برؤيا ذبح ابنه، ولعظم إيمانه؛ امتثل لأمر الرحمن الذي افتدى إسماعيل بكبش عظيم. 

واسترسلت: «الإنسان في العمر المتأخر يكون تعلقه بأبنائه أكبر من تعلقه بنفسه، وهكذا كان الترقي في ابتلاء الله لسيدنا إبراهيم عليه السلام، فالحق سبحانه يريد من عباده أن يؤمّنوا على أولادهم بالعمل الصالح، قال الله عز وجل في سورة الكهف {وَأَمَّا الجدار فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي المدينة وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً}، فكان صلاح الأبوين سببا في الحفاظ على ميراث الأولاد».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأزهر الجامع الأزهر اللغة العربية الجامع الأزهر اللغة العربیة سبحانه وتعالى

إقرأ أيضاً:

اليوم العالمي للغة الأم.. نصائح لتعليم الطفل اللغة العربية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يهتم عدد كبير من الأسر على تعليم أطفالهم اللغة العربية الأم، بالإضافة إلى تعلم اللغات الأخرى، ولكن قد يجدون صعوبة في تحقيق ذلك، وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، نبرز أهم النصائح التى تساعد على تعليم الطفل اللغة العربية، وفقا لما ذكره موقع " pinkvilla".

تحدث معه باللغة العربية

أبسط وسيلة لفهم و تعلم الطفل هي التحدث معه باللغة العربية الفصحى أو بالعامية؛ ما يشجعه لترديد الكلمات التي يسمعها من والديه، وبالتالي ومع مرور الوقت يقدر يستوعب اللغة والنطق بسهولة ويكتسب الكثير من المفردات اللغوية المتعددة .

اختيار التعليم المناسب

يفضل التعلم داخل أكاديمية أو علي يد معلم لغة عربية يساعد الطفل على تعلم قواعد اللغة الأم، والتدرب عليها حتى يتقنها منذ صغره . 

الاستفادة من وسائل الإعلام المتنوعة
يقضى الطفل عدد ساعات طويلة أمام التلفاز لمشاهدة أفلام الكرتون الأجنبية، والأفضل هو مشاهدة الأفلام باللغة العربية الفصحي حتى يسمع الطفل لوقت أطول للغة.

إثارة اهتمام الطفل

يمكن إثارة إهتمام الطفل للغة العربية من خلال شراء قصص مصورة له مدونة باللغة العربية والتي تجعله يكتسب الكثير من المفردات اللغوية وتجعله يحب اللغة وينجذب لها خاصة إذا كانت هذه القصص تحتوى على صور كرتونية وقصص ممتعة.

مقالات مشابهة

  • العربية في إيران.. لغة أم حية بين الذاكرة والتحديات
  • هل راية داعش السوداء هي نفسها التي كان يرفعها النبي؟.. «مرصد الأزهر» يوضح الحقيقة «فيديو»
  • خطيب الجامع الأزهر: تقوى الله أقوم سبيل للطمأنينة في الدنيا والسعادة بالآخرة
  • خطيب الجامع الأزهر: تقوى الله أمثل طريق للطمأنينة في الدنيا والآخرة
  • تطوير مناهج التربية الفكرية وتأهيل المعلمين لدعم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس
  • اليوم العالمي للغة الأم.. نصائح لتعليم الطفل اللغة العربية
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. إلهي، سيدي ومولاي
  • هل يجوز قضاء الصلاة عن الأم أو الأب المقصرين؟ أمين الفتوى يوضح
  • كيف نتدرب على رمضان حتى نفوز بالأجر كله.. علي جمعة يوضح
  • فريق منتخب قنا يحصد بطولة الجمهورية لمدارس التربية الفكرية