الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم مؤتمر الإمارات الدولي للتاريخ الشفاهي بنسخته الثانية
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
أبوظبي في 25 أكتوبر/ وام / أشاد المشاركون والحضور باهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالتاريخ الشفاهي وإضفاء الطابع العلمي والمنهج التاريخي عليه، وبأهمية جلسات مؤتمر الإمارات الدولي الثاني للتاريخ الشفاهي الذي نظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية تحت شعار "ذاكرتهم تاريخنا: استدامة المفاهيم والممارسات المتوارثة والمتناقلة شفهياً".
وشهد المؤتمر حضوراً مميزاً من الخبراء والمختصين، ورواة التاريخ الشفاهي والمساهمين في جمعه وحفظه، من داخل الدولة وخارجها، وامتازت جلسات المؤتمر بالأفكار الجديدة والمبتكرة التي حرصت على تأكيد أهمية جمع التاريخ الشفاهي وحفظه وإتاحته بالطرق التكنولوجيا الحديثة لكي يكون قريباً من أجيال الطلبة والشباب، وعلى أهمية إدخال بعض مخرجات التاريخ الشفاهي إلى مناهج الطلبة، وتدريبهم على جمعه وحفظه، وضرورة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي ومخرجاته في هذا المجال الهام الذي يستكمل التاريخ المكتوب.
وأكد سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية - في كلمته الافتتاحية - أن مؤتمر الإمارات الدولي الثاني للتاريخ الشفاهي جاء تعزيزاً لنجاح المؤتمر الأول الذي أسهم في إثراء ذاكرة الوطن، موضحا أن الأرشيف والمكتبة الوطنية لم يقتصر على جمع المقابلات التي يجريها مع الرواة من كبار المواطنين والمقيمين وحفظها وإتاحتها، وإنما عمد إلى نقلها إلى الطلبة والشباب، وإلى المعنيين بهذا النوع من التوثيق، وقد أثرى المكتبة المحلية والعربية بسلسلة مجلدات (ذاكرتهم تاريخنا)؛ حتى غدت مقابلات التاريخ الشفاهي مصدراً نعتمد عليه في البحث عن المعلومة التاريخية الموثقة.
ولفت سعادته إلى أن التاريخ الشفاهي ليس وليد اليوم والأمس، وإنما هو من المآثر التي علمنا إياها المؤسس والباني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، حين كان يجالس أبناء شعبه، ويوجّه الباحثين لإجراء مقابلات مسجلة مع بعض الرواة والمعمرين، إنه كان يدرك تماماً أن التاريخ الشفاهي مصدر مهم في عملية توثيق تاريخ الأمم والشعوب، وأن شاهدَ العيان أوثقُ دليلاً من شاهد السماع، وقد كان “طيب الله ثراه” حريصاً على تمتين الوشائج بين أبناء المجتمع الإماراتي وماضي آبائهم وأجدادهم، مما يجعلهم قادرين على حمل مسؤولية مواصلة بناء الوطن وازدهاره وضمان مستقبلٍ مشرقٍ للأجيال القادمة.
وأكد آل علي أهمية استدامة الموروث والتعامل معه بحيوية وفاعلية ليسهم في تنمية كنوزنا البشرية.
من جانبها قالت الدكتورة عائشة بالخير رئيس فريق التاريخ الشفاهي، مستشار البحوث في الأرشيف والمكتبة الوطنية،في كلمة لها بالمؤتمر " أرسى المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه قواعد الأخلاق الحميدة، وفعل الخير، ونشر السعادة، واحتواء الآخر، وغيرها من القيم والمآثر التي أسهمت في بناء الإنسان، وخلق بيئة اجتماعية يسودها التعاون والوئام حتى أصبحت الإمارات نموذجاً في نشر السلام وزرع بذور الانسجام.
ولفتت إلى أن مؤتمر الإمارات الدولي الثاني للتاريخ الشفاهي يبحث أوجه التقارب بين الحضارات؛ مشيرة إلى أن مخرجات هذا المؤتمر جزء من رؤية ورسالة القيادة الرشيدة ومساعيها لتقارب البشرية وتوثيق التاريخ المحلي والمشترك.
بعد ذلك بدأت الجلسة الأولى من جلسات المؤتمر بعنوان "الموروث الشفاهي واستدامته ...واستشراف المستقبل"، أدارتها الدكتورة عائشة بالخير، وتحدثت فيها الدكتورة نجيمة طاي طاي، وزيرة التعليم الوطني والشبيبة سابقاً في المملكة المغربية، والدكتورة ضياء عبدالله خميس محمد الكعبي، رئيسة قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلية الآداب بجامعة البحرين، وشيخة الجابري، مستشار إعلامي بمؤسسة التنمية الأسرية.
وتناولت الدكتورة نجيمة طاي طاي دور المهرجان الدولي "مغرب الحكايات" في تثمين الكنوز البشرية والمساهمة في التنمية، مشيرة إلى أهمية الحكاية الشعبية في المغرب، ووجوب دخولها إلى المدارس، وأهمية التراث كوسيلة لتنمية المجتمع، وأهمية الإنصات إلى صوت التراث ودور الكلمة المروية وما تحمله من قيم ومحبة وسلام.
من جانبها تناولت الدكتورة ضياء عبد الله الكعبي تجربتها مع طلبة الجامعة في جمع الحكايات البحرينية باللهجة المنطوقة، مشيرة إلى ضرورة حفظ مرويات الأدب الشعبي، ورقمنة التراث، وترويجه واستثمار التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في الأدب الشعبي والصناعات الثقافية، ووصول الحكاية العربية إلى الأرشيفات العالمية، ودخولها طيات التخصصات الأكاديمية.
واستعرضت شيخة الجابري جوانب من دور الإمارات في حفظ الموروث، واستراتيجيات وصول صوت الماضي للحاضر ونحو المستقبل، وعددت أهم المؤسسات التي تولي التاريخ الشفاهي والحكاية المروية الاهتمام، مشيرة إلى أن هذه المؤسسات تترجم على أرض الواقع جمع التاريخ الشفاهي وحفظه وإتاحته. وفي ختام الجلسة الأولى كرّم الأرشيف والمكتبة الوطنية فريق العمل في برنامج الشارة الذي تبثه قناة الإمارات، وفريق برنامج السنيار الذي تبثه قناة سما دبي لمساهمتهم الفاعلة في حفظ الموروث واستدامته.
وجاءت الجلسة الثانية، بعنوان "عناصر وآليات وإجراءات أرشفة القصص الشخصية والحكايات" والتي أدارتها ميثا الزعابي، وشارك فيها كل من الدكتور ديفيد بيرلخوي رئيس الجمعية الدولية للتاريخ الشفاهي في المملكة الإسبانية، وقد جاءت مشاركته افتراضياً وتحدث عن أحد المشاريع التي قام بها، وشرح أساليب جمع المادة العلمية من مصادر التاريخ الشفاهي.
من جانبه سرد الدكتور محمد شحاته العمدة مدير تحرير سلسلة الثقافة الشعبية - الهيئة المصرية العامة للكتاب بجمهورية مصر العربية، قصة الأميرة ذات الهمة، وعرض مادة متنوعة جمعت الغناء بالسرد التعبيري والسرد التصويري.
وجاءت الجلسة الثالثة بعنوان "مرويات تحكيها فنون الأداء" وأدارها ياسر النيادي في هيئة أبوظبي للسياحة، وشارك فيها كل من خالد البدور، شاعر وباحث من دولة الإمارات ، والدكتور كارلوس جويدس ملحن وفنان وباحث في الموسيقى، من البرتغال، ورحاب الظنحاني الباحثة في التاريخ الشفاهي، من الإمارات.
فيما جاءت الجلسة الرابعة بعنوان "التأثير والتأثر بوسائل التواصل الاجتماعي"، وأدارتها شيخة الجابري، مستشار إعلامي بمؤسسة التنمية الأسرية، وشارك فيها خلفان مصبح الكعبي إعلامي وباحث في التاريخ والتراث، من الإمارات ، و كيم كاهو “جنة” المترجمة الكورية التي تجيد اللهجة الإماراتية، وخالد سليمان عبيد الهنداسي الباحث، وصانع المحتوى في التراث والهوية الوطنية، من الإمارات.
واختتم مؤتمر الإمارات الدولي الثاني للتاريخ الشفاهي الذي نظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية بكلمة للدكتورة عائشة بالخير، شكرت فيها جميع المشاركين والمتابعين، مؤكدة أن مخرجات هذا المؤتمر ستثري حقل التاريخ الشفاهي، وستجعل منه همزة وصل بين الأرشيف والمكتبة الوطنية والمؤسسات والجهات الأخرى التي تهتم بهذا المجال، مشيرة إلى أن هذا المؤتمر فرصة حقيقية من أجل تبادل الخبرات والتجارب المميزة.
عوض مختار/ ريم الهاجري/ عبد الناصر منعمالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: الأرشیف والمکتبة الوطنیة التاریخ الشفاهی مشیرة إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
نيابة عن رئيس الدولة.. ولي عهد أبوظبي يرأس وفد الإمارات إلى مؤتمر “عالم بلا جوع” في أديس أبابا
نيابة عن صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، ترأس سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، وفد دولة الإمارات المشارك في مؤتمر “عالم بلا جوع”، الذي انطلقت فعالياته، اليوم، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وافتتح فعاليات المؤتمر معالي الدكتور آبي أحمد، رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية الصديقة، بحضور عدد من كبار المسؤولين الحكوميين والخبراء، إلى جانب ممثّلي العديد من المنظمات الإقليمية والدولية والمؤسسات المعنية بقضايا الزراعة والأمن الغذائي.
ويهدف المؤتمر، الذي يُنظَّم بالتعاون بين منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) ومفوضية الاتحاد الإفريقي والحكومة الإثيوبية، بدعم فني من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، إلى بحث سُبل تطوير تقنيات مبتكرة وممارسات مستدامة لضمان الأمن الغذائي لجميع المجتمعات حول العالم، من خلال تعزيز التعاون والشراكات الاستراتيجية بين مختلف الجهات والمؤسسات المعنية.
ويناقش المؤتمر العديد من القضايا والموضوعات الحيوية المتعلقة بالإنتاج الزراعي، وعلاقة قطاع الطاقة بالأمن الغذائي، والتمويل، والسلامة الغذائية، والبنية التحتية والتقنيات المستخدمة في قطاعات الزراعة وإنتاج الأغذية، ودور المرأة والشباب في تعزيز جهود التنمية الزراعية والأمن الغذائي، وأهمية الالتزام بمتطلبات الاستدامة في مجالات الزراعة والصناعات الغذائية، إضافة إلى مناقشة الفرص الاستثمارية التي يُتيحها قطاع الزراعة والأغذية ودور هذه الفرص المتنوّعة في توطيد دعائم الأمن الغذائي عالمياً.
وتأتي مشاركة سموّه في فعاليات مؤتمر “عالم بلا جوع” لتؤكِّد موقف دولة الإمارات الداعم للجهود العالمية المبذولة لتعزيز قطاعات الأمن الغذائي العالمي والزراعة والأغذية وسلاسل التوريد، كما يأتي حضور سموّه استمراراً للمواقف الراسخة التي تتبنّها دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة في سياساتها الخارجية لدعم دول قارة إفريقيا وتمكينها من تخطّي التحديات التي تواجهها في مختلف المجالات، لاسيَّما القطاعات ذات الصلة بالأمن الغذائي.
وأكَّد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان أهمية هذا المؤتمر كمنصة عالمية تجمع القادة والخبراء والمختصين لتوحيد الجهود وتعزيز التعاون الدولي في مجال الأمن الغذائي، من خلال تطوير استراتيجيات مبتكرة وتقنيات مستدامة تساعد على تحقيق استقرار أكبر في سلاسل الإمدادات الغذائية العالمية.
كما أكَّد سموّه حرص دولة الإمارات على دعم الحلول المستدامة التي تسهم في تأمين الغذاء على المستوى العالمي، والحدِّ من تأثيرات تغيُّر المناخ وغيرها من العوامل التي تهدد استدامة الإنتاج الغذائي عالمياً.
وتوجَّه سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان بالشكر إلى جمهورية إثيوبيا الصديقة على استضافتها هذا المؤتمر العالمي، ودعوتها لدولة الإمارات للمشاركة في فعالياته.
ويرافق ولي عهد أبوظبي، خلال هذه الزيارة، وفد رسمي يضمُّ كلاً من معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة؛ ومعالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي؛ ومعالي سيف سعيد غباش، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي؛ وسعادة محمد سالم الراشدي، سفير الدولة لدى جمهورية إثيوبيا؛ وسعادة عمران أنور السيد محمد شرف الهاشمي، مساعد وزير الخارجية لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة.