أبوظبي في 25 أكتوبر/ وام / أشاد المشاركون والحضور باهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالتاريخ الشفاهي وإضفاء الطابع العلمي والمنهج التاريخي عليه، وبأهمية جلسات مؤتمر الإمارات الدولي الثاني للتاريخ الشفاهي الذي نظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية تحت شعار "ذاكرتهم تاريخنا: استدامة المفاهيم والممارسات المتوارثة والمتناقلة شفهياً".

وشهد المؤتمر حضوراً مميزاً من الخبراء والمختصين، ورواة التاريخ الشفاهي والمساهمين في جمعه وحفظه، من داخل الدولة وخارجها، وامتازت جلسات المؤتمر بالأفكار الجديدة والمبتكرة التي حرصت على تأكيد أهمية جمع التاريخ الشفاهي وحفظه وإتاحته بالطرق التكنولوجيا الحديثة لكي يكون قريباً من أجيال الطلبة والشباب، وعلى أهمية إدخال بعض مخرجات التاريخ الشفاهي إلى مناهج الطلبة، وتدريبهم على جمعه وحفظه، وضرورة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي ومخرجاته في هذا المجال الهام الذي يستكمل التاريخ المكتوب.

وأكد سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية - في كلمته الافتتاحية - أن مؤتمر الإمارات الدولي الثاني للتاريخ الشفاهي جاء تعزيزاً لنجاح المؤتمر الأول الذي أسهم في إثراء ذاكرة الوطن، موضحا أن الأرشيف والمكتبة الوطنية لم يقتصر على جمع المقابلات التي يجريها مع الرواة من كبار المواطنين والمقيمين وحفظها وإتاحتها، وإنما عمد إلى نقلها إلى الطلبة والشباب، وإلى المعنيين بهذا النوع من التوثيق، وقد أثرى المكتبة المحلية والعربية بسلسلة مجلدات (ذاكرتهم تاريخنا)؛ حتى غدت مقابلات التاريخ الشفاهي مصدراً نعتمد عليه في البحث عن المعلومة التاريخية الموثقة.

ولفت سعادته إلى أن التاريخ الشفاهي ليس وليد اليوم والأمس، وإنما هو من المآثر التي علمنا إياها المؤسس والباني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، حين كان يجالس أبناء شعبه، ويوجّه الباحثين لإجراء مقابلات مسجلة مع بعض الرواة والمعمرين، إنه كان يدرك تماماً أن التاريخ الشفاهي مصدر مهم في عملية توثيق تاريخ الأمم والشعوب، وأن شاهدَ العيان أوثقُ دليلاً من شاهد السماع، وقد كان “طيب الله ثراه” حريصاً على تمتين الوشائج بين أبناء المجتمع الإماراتي وماضي آبائهم وأجدادهم، مما يجعلهم قادرين على حمل مسؤولية مواصلة بناء الوطن وازدهاره وضمان مستقبلٍ مشرقٍ للأجيال القادمة.

وأكد آل علي أهمية استدامة الموروث والتعامل معه بحيوية وفاعلية ليسهم في تنمية كنوزنا البشرية.

من جانبها قالت الدكتورة عائشة بالخير رئيس فريق التاريخ الشفاهي، مستشار البحوث في الأرشيف والمكتبة الوطنية،في كلمة لها بالمؤتمر " أرسى المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه قواعد الأخلاق الحميدة، وفعل الخير، ونشر السعادة، واحتواء الآخر، وغيرها من القيم والمآثر التي أسهمت في بناء الإنسان، وخلق بيئة اجتماعية يسودها التعاون والوئام حتى أصبحت الإمارات نموذجاً في نشر السلام وزرع بذور الانسجام.

ولفتت إلى أن مؤتمر الإمارات الدولي الثاني للتاريخ الشفاهي يبحث أوجه التقارب بين الحضارات؛ مشيرة إلى أن مخرجات هذا المؤتمر جزء من رؤية ورسالة القيادة الرشيدة ومساعيها لتقارب البشرية وتوثيق التاريخ المحلي والمشترك.

بعد ذلك بدأت الجلسة الأولى من جلسات المؤتمر بعنوان "الموروث الشفاهي واستدامته ...واستشراف المستقبل"، أدارتها الدكتورة عائشة بالخير، وتحدثت فيها الدكتورة نجيمة طاي طاي، وزيرة التعليم الوطني والشبيبة سابقاً في المملكة المغربية، والدكتورة ضياء عبدالله خميس محمد الكعبي، رئيسة قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلية الآداب بجامعة البحرين، وشيخة الجابري، مستشار إعلامي بمؤسسة التنمية الأسرية.

وتناولت الدكتورة نجيمة طاي طاي دور المهرجان الدولي "مغرب الحكايات" في تثمين الكنوز البشرية والمساهمة في التنمية، مشيرة إلى أهمية الحكاية الشعبية في المغرب، ووجوب دخولها إلى المدارس، وأهمية التراث كوسيلة لتنمية المجتمع، وأهمية الإنصات إلى صوت التراث ودور الكلمة المروية وما تحمله من قيم ومحبة وسلام.

من جانبها تناولت الدكتورة ضياء عبد الله الكعبي تجربتها مع طلبة الجامعة في جمع الحكايات البحرينية باللهجة المنطوقة، مشيرة إلى ضرورة حفظ مرويات الأدب الشعبي، ورقمنة التراث، وترويجه واستثمار التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في الأدب الشعبي والصناعات الثقافية، ووصول الحكاية العربية إلى الأرشيفات العالمية، ودخولها طيات التخصصات الأكاديمية.

واستعرضت شيخة الجابري جوانب من دور الإمارات في حفظ الموروث، واستراتيجيات وصول صوت الماضي للحاضر ونحو المستقبل، وعددت أهم المؤسسات التي تولي التاريخ الشفاهي والحكاية المروية الاهتمام، مشيرة إلى أن هذه المؤسسات تترجم على أرض الواقع جمع التاريخ الشفاهي وحفظه وإتاحته. وفي ختام الجلسة الأولى كرّم الأرشيف والمكتبة الوطنية فريق العمل في برنامج الشارة الذي تبثه قناة الإمارات، وفريق برنامج السنيار الذي تبثه قناة سما دبي لمساهمتهم الفاعلة في حفظ الموروث واستدامته.

وجاءت الجلسة الثانية، بعنوان "عناصر وآليات وإجراءات أرشفة القصص الشخصية والحكايات" والتي أدارتها ميثا الزعابي، وشارك فيها كل من الدكتور ديفيد بيرلخوي رئيس الجمعية الدولية للتاريخ الشفاهي في المملكة الإسبانية، وقد جاءت مشاركته افتراضياً وتحدث عن أحد المشاريع التي قام بها، وشرح أساليب جمع المادة العلمية من مصادر التاريخ الشفاهي.

من جانبه سرد الدكتور محمد شحاته العمدة مدير تحرير سلسلة الثقافة الشعبية - الهيئة المصرية العامة للكتاب بجمهورية مصر العربية، قصة الأميرة ذات الهمة، وعرض مادة متنوعة جمعت الغناء بالسرد التعبيري والسرد التصويري.

وجاءت الجلسة الثالثة بعنوان "مرويات تحكيها فنون الأداء" وأدارها ياسر النيادي في هيئة أبوظبي للسياحة، وشارك فيها كل من خالد البدور، شاعر وباحث من دولة الإمارات ، والدكتور كارلوس جويدس ملحن وفنان وباحث في الموسيقى، من البرتغال، ورحاب الظنحاني الباحثة في التاريخ الشفاهي، من الإمارات.

فيما جاءت الجلسة الرابعة بعنوان "التأثير والتأثر بوسائل التواصل الاجتماعي"، وأدارتها شيخة الجابري، مستشار إعلامي بمؤسسة التنمية الأسرية، وشارك فيها خلفان مصبح الكعبي إعلامي وباحث في التاريخ والتراث، من الإمارات ، و كيم كاهو “جنة” المترجمة الكورية التي تجيد اللهجة الإماراتية، وخالد سليمان عبيد الهنداسي الباحث، وصانع المحتوى في التراث والهوية الوطنية، من الإمارات.

واختتم مؤتمر الإمارات الدولي الثاني للتاريخ الشفاهي الذي نظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية بكلمة للدكتورة عائشة بالخير، شكرت فيها جميع المشاركين والمتابعين، مؤكدة أن مخرجات هذا المؤتمر ستثري حقل التاريخ الشفاهي، وستجعل منه همزة وصل بين الأرشيف والمكتبة الوطنية والمؤسسات والجهات الأخرى التي تهتم بهذا المجال، مشيرة إلى أن هذا المؤتمر فرصة حقيقية من أجل تبادل الخبرات والتجارب المميزة.

عوض مختار/ ريم الهاجري/ عبد الناصر منعم

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: الأرشیف والمکتبة الوطنیة التاریخ الشفاهی مشیرة إلى إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما هي قاعدة “حتسور” الجوية الصهيونية التي استهدفها حزب الله للمرة الثانية

يمانيون – متابعات
في إطار معركة “أولي البأس” نفذ مجاهدو حزب الله اليوم الأحد عملية نوعية استهدفت قاعدة حتسور الجوية الصهيونية في عمق الكيان جنوب يافا المحتلة التي يطلق عليها العدو تسمية “تل أبيب”.

وتعد هذه هي العملية الثانية التي يتم استهداف القاعدة بصواريخ مجنحة لأول مرة يتم الكشف عنها.

فما هي قاعدة حتسور الجوية؟

قاعدة حتسور الجوية، هي مطار عسكري وقاعدة عسكرية جوية رئيسية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، تقع في بئر السبع، بالقرب من “كيبوتس حتسريم” جنوب “تل أبيب” وشرقي مدينة أسدود، وتبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 150 كلم.

تم إنشاء القاعدة في أوائل الستينيات، وأعلن تشغيلها في 3 أكتوبر 1966، كما يوجد في “حتسيريم” متحف القوات الجوية الإسرائيلية، وبها أكاديمية الطيران التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي منذ ابريل 1966.

تم بناء القاعدة بأمر من قائد القوات الجوية الإسرائيلية، عيزر وايزمان، وصممها المهندس المعماري يتسحاق مور، وكان القائد الأول للقاعدة يوسف الون.

وتضم قاعدة “حتسور” جناحاً جوياً رئيساً، يحوي على تشكيل استطلاع مؤهل وأسراب من الطائرات الحربية، وتعد مقراً لأسراب 101 أو ما يعرف باسم “المقاتل الأول” الذي يمثل نخبة سلاح الطيران للعدو، وسُمي “105” العقرب لأنه يحمل العقرب كشعار.

واستهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان -حزب الله- القاعدة للمرة الأولى في21 – 11 – 2024م بصلية من الصواريخ النوعية المجنحة.

وكشف حزب الله عن إدخال سلاح الصواريخ المجنحة للحرب المتواصلة مع جيش العدو الصهيوني خلال هذه العملية.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تختتم مشاركتها فيCOP29 وتهنئ أذربيجان على نجاح استضافة المؤتمر
  • أبو الغيط: الجامعة العربية تحرص على الالتزام الثابت بالسلام والمبادئ الحقوقية والإنسانية التي تغذيها جروح التاريخ
  • الإمارات تختتم مشاركتها في COP29 وتهنئ أذربيجان على نجاح استضافة المؤتمر
  • الإمارات تختتم مشاركتها في «COP29» وتهنئ أذربيجان على نجاح استضافة المؤتمر
  • مؤتمر إيجبس الدولي للطاقة يناقش سبل زيادة الإنتاج
  • الإمارات تختتم مشاركتها في«COP29» وتهنئ أذربيجان على نجاح المؤتمر
  • الإمارات تختتم مشاركتها في”COP29″ وتهنئ أذربيجان على نجاح استضافة المؤتمر
  • انعقاد الجلسة الثانية ضمن فعاليات مؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة في الرياض
  • ما هي قاعدة “حتسور” الجوية الصهيونية التي استهدفها حزب الله للمرة الثانية
  • أمير الشرقية يفتتح أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”