أكدت لجنة تحقيق دولية مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي عن اغتيال مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة العام الماضي. من جهة أخرى، وسّعت "لجنة التحقيق الدولية المستقلة الخاصة بالأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وإسرائيل" تحقيقاتها لتشمل الأحداث الجارية.

وسلمت اللجنة تقريرها النهائي للأمم المتحدة الثلاثاء، وهو يغطي حتى آب/ أغسطس الماضي، لكن الآن لديها تفويض للاستمرار في تحقيقاتها بما حدث في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وما بعده (طوفان الأقصى ثم الهجوم الإسرائيلية على غزة.

وقالت إنها ستعمل على تسليم تقريرها الجديد بحلول حزيران/ يونيو القادم.

وقالت رئيسة اللجنة نافي بيلاي إن فريقها "ترك كل شيء" وبدأ بمتابعة كل ما ينشر من أدلة قبل اختفائها من على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك فيما يتعلق بما يجري في الأراضي الفلسطينية الآن.

وقالت اللجنة في مؤتمر صحفي الأربعاء: "على إسرائيل حين تدافع عن نفسها أن تراعي القانون الدولي، لكن السؤال الأوسع هو لماذا حدث ما وقع في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وما حدث من استهداف المدنيين وأخذ أسرى يشكل جريمة حرب".

وأضافت اللجنة: "يحق لإسرائيل الدفاع عن مواطنيها لكن وفق القانون الإنساني الدولي، وسنعلن نتائج التحقيقات التي نجريها في النزاع بين إسرائيل وحماس في حزيران/ يونيو المقبل".

ولفتت اللجنة إلى أنه "لم يسمح لنا بالدخول إلى غزة وغيرها لإجراء التحقيقات ونعمل على جمع الأدلة عن بعد".

من جهة أخرى رفضت اللجنة تقييد حرية التعبير وانتقاد إسرائيل، وقالت: "من الخطورة أن يتم اعتبار حرية التعبير معاداة للسامية، ونؤيد بيان الأمين العام للأمم المتحدة بشأن أن ما حدث في 7 تشرين الأول/ أكتوبر لم يكن من فراغ".

وقالت بيلاي إن تقرير اللجنة الذي تم تسليمه للأمم المتحدة يتضمن إدانة لهجوم حماس ويتضمن مطالبة بإعادة "الرهائن". ورفضت الانتقادات القائلة إنه لم يتم ذكر اسم حركة حماس في التقرير الذي تم تسليمه للأمم المتحدة الثلاثاء، وقالت إنه تم ذكر اسمها في الملاحظات الافتتاحية.

وأضافت: "أدنّا حماس، وكذلك أدنّا على قدم المساواة ودون تحفظ إسرائيل بسبب هجومها العسكري الذي أدى لمقتل الآلاف من المدنيين بينهم نحو ألفي طفل في غزة".

وقالت إنه تجري فحص قضايا مثل حق الدفاع عن النفس، "حيث رأينا أن الأمر يقترب أكثر من الانتقام".

وأوضحت أن "التقييم المبدئي أن هناك جرائم حرب قد ارتكبت"، وقالت إنه يجري جمع الأدلة على جرائم حرب يمكن أن تكون قد ارتكبت من حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، وكذلك من قبل القوات الإسرائيلية.

وأثار تأكيد اللجنة أن ما حصل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر (طوفان الأقصى) جريمة حرب دون تحفظ، ولكن العملية إسرائيل ما زالت قيد التحقيق.

ورد عضو اللجنة كريس سيدوتي على سؤال من صحفي بهذا الصدد بأن هناك "مدنيين قتلوا وحماس قالت إنها فعلتها، ولو لم تقل ذلك لاحتاج الأمر لتحقيق لتحديد المسؤولية". وعندما رد الصحفيين بأن مسؤولين سياسيين في حماس نفوا ذلك، قالت بيلاي إنه سيجري أخذ مثل هذه التصريحات بعين الاعتبار وهي من الممكن أن تسهم في تفسير ما حصل.

وفي المقابل، قال سيدوتي إن التساؤل بالنسبة لإسرائيل هو عن قضايا مثل قصف أماكن آهلة بالسكان ثم تقول إسرائيل إنها تتبع قانون الحرب.

وشدد على الالتزام بقوانين الحرب، "وانتهاك هذه القواعد يعني ارتكاب جرائم حرب، مثل قصف المدنيين"

شيرين أبو عاقلة

وحمّل التقرير الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية مقتل شيرين أبو عاقلة. وقالت اللجنة: "التحقيق الذي أجريناه في مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، أصبح في الأمم المتحدة".

وقالت إن قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت "القوة المميتة دون مبرر"، في استهدافها للصحفية الفلسطينية الأمريكية في مخيم جنين في 11 أيار/ مايو 2022.

وسلطت اللجنة الضوء على الحاجة الملحة لمحاسبة قتلة شيرين والمتورطين في استهدافها. وقالت إن المحاسبة في القضية تعود لمحكمة الجنائية الدولية لتقرر إذا كانت ستتولى هي القضية. "لكن مسار العدالة بطيء ويحتاج للصبر"، وفق بيلاي.

وأشارت بيلاي إلى مسار آخر لتحقيق العدالة وهو مسار مبدأ الولاية القضائية العالمية لمحاسبة المتهمين عبر المحاكم الوطنية في العديد من الدول التي تطبق هذا المبدأ.

وتم اغتيال أبو عاقلة خلال تغطيتها اقتحاما إسرائيليا لمخيم جنين، على الرغم من ارتدائها سترة وخوذة توضح أنها صحفية، وكانت تقف في مكان بعيد عن المقاتلين الفلسطينيين.

من جهتها، أشادت شبكة الجزيرة الإعلامية بالنتائج التي توصل إليها تقرير اللجن بشأن مقتل أبو عاقلة، وطالبت في بيان لها باتخاذ إجراءات سريعة لضمان تحقيق العدالة لها ومحاسبة قتلتها.

وقالت إنها تؤيد "تعهد اللجنة الأممية بتقديم الأدلة التي جمعتها إلى المحكمة الجنائية الدولية لدعم تحقيقاتها ذات الصلة بفلسطين".

وطالبت الجزيرة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، ببدء التحقيقات في مقتل أبو عاقلة "دون تأخير".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الإسرائيلي شيرين أبو عاقلة غزة جرائم حرب الأمم المتحدة إسرائيل الأمم المتحدة غزة جرائم حرب شيرين أبو عاقلة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شیرین أبو عاقلة فی 7 تشرین الأول للأمم المتحدة وقالت إنه وقالت إن

إقرأ أيضاً:

مقررة أممية لـعربي21: تسامح العرب مع إسرائيل يشجعها على احتلال أراضيهم (شاهد)

شبهت المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بـ"الجحيم على الأرض".

وأكدت ألبانيز في مقابلة مصورة مع "عربي21"، بأن "قطاع غزة يتعرض لقصف لا هوادة فيه منذ 15 شهرا حتى الآن"، مشيرة إلى أن "الناجين من حرب الإبادة الجماعية والمحاصرين في قطاع غزة يعانون من نقص في الغذاء ويعيشون في خيام لا تقيهم من برد الشتاء المميت".

وقالت إن "الأمم المتحدة تعكس الآن أكثر من أي وقت مضى النفاق والمعضلة الأخلاقية التي نحملها معنا، لافتة إلى أن هناك عدم مساواة في الحقوق بين الفلسطينيين والشعوب الأخرى، حيث يعتبر الشعب الفلسطيني الأكثر تعرضا للتجاهل من بين كل الشعوب الأخرى".

وتاليا نص الحوار كاملا:


كيف تصفين الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بشكل عام، وشماله بشكل خاص؟

أولا، أشكركم على استضافتي، يمكنني القول بأن الوضع في قطاع غزة أشبه بالجحيم على الأرض، ولا أعتقد أن تعبيرا آخر يمكنه أن يعبر عن مدى البؤس الذي وصلت إليه حياة الناجين من الإبادة الجماعية والذين ما زالوا محاصرين في الوقت الذي نتحدث فيه.

وبشكل عام، عانى قطاع غزة من شماله إلى جنوبه من قصف لا هوادة فيه لمدة 15 شهرا حتى الآن، مع الحرمان الشديد والنقص والتدمير الوحشي للوسائل الأساسية للبقاء على قيد الحياة، مثل ما تقدمه الأرض من إمدادات المياه والغذاء، كما تم تدمير الأراضي الزراعية ومعظم قوارب الصيد.

كذلك لم يعد هناك طريقة مستدامة لإنتاج الغذاء في غزة، وحتى الغذاء الذي سمح بدخوله إلى غزة -والذي هو غير كافٍ، رديء، وغير متوفر بالكامل في الخدمة المقدمة للأشخاص الذين يتم قصفهم- ليس كافيا، وينطبق الشيء نفسه على الوقود، والملاجئ، والأدوية، وهذا هو الواقع.

وتم تدمير 80 في المئة من المنازل وما تبقى منها تضرر بشدة، وفي الوقت الذي نتحدث فيه، فإن الوضع بالنسبة للناس هو التالي:

بقي بضعة آلاف من الناس على قيد الحياة في شمال قطاع غزة، وسأعود إلى هذا، لكن أغلب الناس اضطروا إلى التحرك جنوبا نحو رفح على أمل أن يتمكنوا من كسر الحدود والدخول إلى مصر.

وعندما لم يحدث هذا، أدركت إسرائيل أن هذا غير ممكن، فحاصرتهم عبر العملية العسكرية ودفعتهم إلى حدود رفح الشمالية وغربا، لذا فإن غالبية الناجين في القطاع محاصرون الآن في شمال شرق وجنوب منطقة المواصي.

ومنطقة المواصي هي في الأساس منطقة أصبحت خالية إلى حد كبير، لذا، إذا قرأت تقرير منظمة "فورنسيك آركيتيكشر" بعنوان "خرائط الإبادة الجماعية"، فسترى أن هذا متعمد، هذه تقنية إبادة جماعية.

بالإضافة إلى ذلك، يعيش الناس هناك في الغالب في خيام غير ملائمة، حيث يتجمدون حتى الموت، ويتعرضون دائما للعوامل الجوية المختلفة، وغالبا ما تغمرهم المياه بسبب الأمطار والمد والجزر، هذا أمر يتجاوز الإنسانية، وهذا شيء لم نشهده من قبل، هذا المستوى من الوحشية، وأقصد قتل الطواقم الطبية والصحفيين والأطباء وتدمير أماكن التعليم والمدارس الجامعية والمستشفيات والعيادات.

بالطبع كان الوضع في شمال قطاع غزة أسوأ من الجنوب، إن كان هذا ممكنا، لأنه كان هناك حصار داخل حصار داخل حصار، أعني أن قطاع غزة تحت الحصار منذ عام 2007، مع تزايد مستوى الاعتماد على المساعدات النادرة أصلا.

واعتبارا من أكتوبر 2023، تم تشديد الحصار، واضطر ما يقرب من مليون شخص إلى الانتقال من الشمال إلى الجنوب، أما أولئك الذين بقوا خاصة اعتبارا من أكتوبر من العام الماضي 2024، عاشوا الجحيم المطلق مع إطلاق النار عليهم، ومع عمليات الاختطاف والتعذيب على نطاق أعلى من غيرهم من سكان القطاع، وعانوا من القصف الشديد وتدمير كل ما تركوه وراءهم.

إن ما يحدث في الشمال وبقية القطاع يشبه إلى حد كبير ما تخطط إسرائيل لفعله في ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبينما حدث هذا في غزة، صدقوني، فإن الواقع في الضفة الغربية فظيع.

وأتوقع، كما كتبت في تقريري "الإبادة الجماعية بوصفها محوا استعماريا"، أن تطلق إسرائيل في الضفة الغربية نفس العنف الذي أطلقته ضد الفلسطينيين في غزة، لقد مهدت الأرض وأصبحت جاهزة، واختبرت تسامح المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول العربية، والآن اختبرت القدرة على إلحاق الأذى، وهو ما تفعله الآن بالفلسطينيين.

لقد ذكرتِ أن الناس في غزة يواجهون الموت بسبب البرد، فماذا يمكن أن تفعلي أنتِ وبقية المنظمات الدولية لوقف هذا الوضع؟

الواقع هو أن الأمم المتحدة تعكس الآن أكثر من أي وقت مضى النفاق والمعضلة الأخلاقية التي نحملها معنا، نحن لسنا جميعا متساوين أمام القانون، دولا وشعوبا، والفلسطينيون اليوم هم إلى حد ما الأكثر تعرضا للتجاهل بين كل الشعوب، لأنهم يتعرضون للقصف والتجويع والتعذيب، ويتعرضون للإبادة الجماعية.

وتبدو معظم البلدان متقاعسة، بينما ينزل المجتمع المدني إلى الشارع، ويتخذ الإجراءات القانونية، وتستجيب بعض البلدان في جنوبي وشمالي العالم، ولكن اعذروني، فالغالبية العظمى لا تبذل ما يكفي من الجهد، لأنه لا يمكن أن تكون دولة واحدة تدعمها الولايات المتحدة أقوى من جميع الأعضاء الآخرين في الأمم المتحدة مجتمعين.

لكن هل لديكم تواصل مباشر أو غير مباشر مع الحكومة الإسرائيلية، خاصة عندما يهاجم الجيش الإسرائيلي المستشفيات في غزة ويعتقل الأطباء وآخرهم الدكتور حسام أبو صفية؟

إنني أكتب رسائل إلى الإسرائيليين بصفتي المقررة الأممية المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة وفعل ذلك أيضا من سبقوني في المنصب، ولكن إسرائيل لا ترد.

إن إسرائيل تتصرف وكأنها فوق القانون، وهذا ما أسميه الغطرسة، أقول هذا لأن إسرائيل ترتكب جرائم فوق الجرائم، كما ترتكب جرائم ضد الأمم المتحدة، لقد حان الوقت لمحاسبة إسرائيل وفقا لقوانين الأمم المتحدة، ومرة أخرى، الناس لا يدركون النقطة الحرجة التي وصلنا إليها.

ولقد شجع غياب القانون المتنمرين في أسرة الأمم المتحدة على التصرف بطريقة أكثر وحشية وأقل تواضعا، إلى الحد الذي تتحدث فيه الإدارة الأمريكية القادمة بالفعل عن استخدام القوة للحصول على أراضي الآخرين من غرينلاند إلى بنما.

هل هذا أمر طبيعي حدوثه في عام 2024؟ بالطبع لا، ولكن هذه هي الثمرة المريرة لحالة غياب القانون والتي سمحنا لها جميعا بالتفاقم حيث كانت فلسطين أرض اختبار.

ما تعليقك على قرار إسرائيل حظر الأونروا في الأراضي الفلسطينية خاصة في ظل الأزمة الإنسانية الحالية في قطاع غزة؟

إن هذا الحظر غير قانوني ولا يثير الدهشة، لكن هل يفاجئني هذا؟ لا على الإطلاق، لأن إسرائيل تريد التخلص من الفلسطينيين، والأونروا هي آخر ما تبقى من وكالات الأمم المتحدة، أو التي تعبر عن مسؤولية الأمم المتحدة تجاه الفلسطينيين عما عانوه منذ النكبة.

يجب أن يفهم الناس التاريخ لكي يروا لماذا تهاجم إسرائيل الأونروا، ولاحقا ستتبعها جميع وكالات الأمم المتحدة الأخرى، ولهذا السبب لا أفهم الروح الانهزامية السائدة والنزعة الذاتية، بما في ذلك أقسام معينة من الأمم المتحدة، التي ينبغي أن تحاول أكثر للحفاظ على الأونروا.

يجب أن يكون لدينا خطة طوارئ للتأكد من السماح للأونروا بالعمل، وإذا عارضت إسرائيل ذلك، فيجب أن تواجه ردا قويا، كما تم سابقا ضد دول أخرى تقمع شعبها.

بعد صدور مذكرة الاعتقال من الجنائية الدولية ضد نتنياهو، كانت هناك ردود فعل غربية متباينة، حيث رفضتها بعض الدول ودول أخرى تراوح موقفها بين التعهد بالالتزام أو محاولة التملص منها بطريقة ما.. ما هو تعليقك؟

هذا مثال آخر على المعايير المزدوجة أو ما أسميه الاستثناء الفلسطيني، حيث ادعت الدول الأعضاء أنها تؤيد نظام حكم القانون الدولي، والنظام الدولي القائم على القانون، ولكن ليس عندما يتعلق الأمر بفلسطين.

وبشكل عام، فإن هذا النظام الدولي المكون من قواعد وآليات لتطبيق القانون الدولي يتم الاستناد إليه عموما عندما يتعلق الأمر بالآخرين، وليس بما يفعله الغرب، لأنه كانت هناك سوابق للتغطية على تحقيقات في انتهاكات ارتكبها الغرب.

أفكر في الجرائم التي ارتكبت، بما في ذلك خلال تدخل الغرب، المملكة المتحدة والولايات المتحدة، في أفغانستان، هل رأى الشعب الأفغاني يوما من العدالة للجرائم التي تحملها؟ لا.

ولهذا السبب أقول إن فلسطين اليوم تكشف عن مشكلة منهجية نعاني منها تتمثل في الافتقار إلى المساواة بين الأمم على المستوى الدولي، حيث أصبح الفلسطينيون مرة أخرى ساحة اختبار للاستراتيجيات والتقنيات والأسلحة العسكرية.

مؤخرا قالت المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا إنها واجهت تهديدات وضغوطا من جانب إسرائيل، ماذا عنكِ؟ هل تعرضتِ لتهديدات أو ضغوط مشابهة؟ هل تشعرين بالأمان؟ وهل ستوقفين عملكِ؟

لن أتوقف، وسأستمر، لا أستطيع إلا أن أخبرك أنني سأستمر في فعل ما يجب عليّ فعله، ولن أسكت طالما أنني أتنفس، سأستمر في فعل ما أفعله، بالطبع، أعني، أنا لست بطلة، ولست امرأة خارقة، لذلك، بالطبع، أشعر بالخوف في بعض الأحيان، لكن لا أعرف مدى خطورة التهديدات.

لكن هل يوقفني ذلك؟ لا، لأنه في كل الأحوال.. إذا فكرت في نفسي كأم، أريد لأطفالي أن يعرفوا أن العدالة شيء يستحق العيش من أجله بالضرورة، وأريد منهم أن يفعلوا الشيء نفسه، ولا أستطيع أن أعظ بهذا في الخارج إذا لم أمارس وإذا لم أطبق ما أقول، وهو أمر ضروري أخلاقيا بالنسبة لي، أولا وقبل كل شيء، في حياتي الخاصة، ومع عائلتي، لذا، بطبيعة الحال، أنا أعرف المخاطر التي أتعرض لها وأتحملها.

ذكرتِ أن الوضع في الضفة الغربية أيضا صعب ولا يقل سوءا عن الوضع في قطاع غزة، كيف تفسرين هذا الواقع رغم أن الاحتلال لا يتعرض لهجمات مشابهة لما يحدث في قطاع غزة؟

لا، ولكن هذا لا يهم.. مرة أخرى هذا هو السبب الذي يجعلني أقول إن ما تفعله إسرائيل هو خطة قديمة متجددة للاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأرض، ليس مع أقل عدد من الفلسطينيين بل بدون فلسطينيين، والآن أصبح الأمر مكشوفا، ويحدث على الهواء مباشرة، إنها إبادة جماعية بوصفها محوا استعماريا، هذا ما قلته في تقريري الأخير.

لقد ارتكبت إسرائيل بالفعل أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، ولكن الهدف هنا للتدمير هو الفلسطينيون ككل، وهي ترى أن الفلسطينيين يجب إبعادهم عن الأرض التي تدعي ملكيتها لها من النهر إلى البحر.

ولا يوجد أي غموض في هذا الأمر، ولست أنا من يتكهن، بل إن المسؤولين الإسرائيليين وبعض أفراد الجمهور الإسرائيلي والأصوات العامة والمجتمع هم الذين يقولون إن هذه هي الخطة يجري تنفيذها.. الاستيلاء على الأرض دون الشعب.

ما هي رسالتك للدول العربية، وخاصة مصر الجارة الأقرب لغزة؟ وهل تعتقدين أن العرب يبذلون جهدا كافيا بشأن الوضع هناك؟

لدي علاقات جيدة جدا مع بعض الدول العربية على وجه الخصوص، وأنا أواصل العمل الثنائي للقيام بقدر ما أستطيع، ولكن العالم العربي منقسم أكثر من أي وقت مضى.

والعديد من الدول أفسدها النفوذ والسياسة والمصالح الغربية، ولا أعني هنا كل الغربين، لأن هناك الكثير من الناس الطيبين في الغرب يخاطرون بحياتهم بما في ذلك دول مثل إسبانيا وبلجيكا ولوكسمبورج وأيرلندا، التي يجسد سياسيوها إلى حد كبير -ليس بشكل مثالي، ولكن إلى حد كبير- إرادة الشعب.

ولكن مرة أخرى، هناك جزء من الغرب لا يزال إمبرياليا للغاية ويمارس سيطرة هائلة على بعض الدول العربية، وأنا شخصيا مصدومة من الافتقار إلى الرؤية والاستراتيجية لدى هذه الدول، لأنها لا تدرك أن ما يحدث للفلسطينيين، سيحدث لكثير منها.

ولأن خطة إسرائيل هي التوسع لتصل إلى إسرائيل الكبرى، فلن تبقى داخل حدود فلسطين وهذا واضح جدا، والشعبان اللبناني والسوري يعرفان ذلك بالفعل، والشعب الأردني يرى ذلك، أعني أنني رأيت رد فعل وزير الخارجية الأردني الذي اشتكى من عرض إسرائيل خرائط لإسرائيل الكبرى وهي تتوسع داخل الأردن.

أصدقائي في العالم العربي، هذا الأمر قادم، وكلما طال أمد تسامحكم مع إفلات إسرائيل من العقاب، كلما كانت العواقب أشد وطأة عليكم جميعا.

أنا فقط أدعو إلى رد أكثر قوة، رد قائم على المبادئ تجاه ما تفعله إسرائيل، يمكنكم القيام بذلك باستخدام القانون الدولي فهو الآن أداة بين أيديكم، وأستطيع أن أقول لكم إنني أتوقع عاجلا أو آجلا أن تصبح غير فعالة تماما، لأنه لدينا نافذة زمنية صغيرة متبقية.

إن العالم اليوم مكان أكثر قسوة مما كان عليه قبل الإبادة الجماعية أو حتى قبل أربع سنوات. لم نفعل شيئا لمنع هذا، والآن سيتعين علينا التعامل مع العواقب.

مقالات مشابهة

  • مقررة أممية لـعربي21: تسامح العرب مع إسرائيل يشجعها على احتلال أراضيهم (شاهد)
  • رقم قياسي جديد في الكويت لحالات سحب الجنسية
  • مسؤولة بـ"الفاو": ينبغي أن تستثمر الدول في التصدي للحرائق المدمرة قبل أن تبدأ
  • مقررة أممية: إسرائيل تعترف بارتكاب جنودها جرائم حرب بغزة
  • مدعي الجنائية الدولية: إسرائيل لا تبذل جهدا حقيقيا للتحقيق بجرائم الحرب بغزة
  • مسؤولة أممية: إسرائيل تعترف ضمنيا بارتكاب جنودها جرائم حرب في غزة
  • لجنة دولية تطالب بإطلاق سراح الصحفي المياحي من سجون الحوثيين بصنعاء
  • الشرع: مستعدون لاستقبال قوات أممية في المنطقة العازلة مع إسرائيل
  • لجنة حماية الصحفيين في واشنطن تطالب بإطلاق المياحي في صنعاء وماهر في عدن
  • مسؤولة أممية: انتشار الكوليرا في اليمن وصل إلى مستويات مروعة