في ذكرى وفاته اليوم نستذكر محمود دياب، الكاتب المصري الذي يُعتبر أحد رواد المسرح والأدب العربي في فترة الستينيات. توفي محمود دياب في 25 اكتوبر  

ولد محافظة الإسماعيلية، وبعد حصوله على شهادة البكالوريا، انتقل إلى القاهرة، عندما وصل إلى القاهرة، انضم محمود دياب إلى كلية الحقوق في جامعة القاهرة عام 1951، وتخرج منها في عام 1955.

بعد ذلك، تعين في هيئة قضايا الدولة وتقدم في المناصب القضائية حتى وصل إلى درجة مستشار بالهيئة.

محمود ديابجوائز عن اعماله

منذ صغره، كان محمود دياب مهتمًا بالأدب والفكر وقضايا وطنه. قدم أول أعماله الأدبية في عام 1960 بقصة بعنوان "المعجزة"، وحازت على جائزة مؤسسة المسرح والموسيقى في ذلك الوقت. ثم أصدر مجموعة من القصص القصيرة مثل "خطاب من قبلي"، التي فازت بجائزة نادي القصة عام 1961. وقد قدم فيما بعد قصة "الظلال في الجانب الآخر"، التي تم تحويلها إلى فيلم سينمائي وحازت على جائزة فيلم في دول العالم النامية. ألف أيضًا رواية بعنوان "طفل في الحي العربي" في عام 1972 وتم تحويلها إلى مسلسل إذاعي.

وبالإضافة إلى اهتمامه بالأدب، حمل محمود دياب هموم المواطن العربي البسيط في كتاباته. تضمنت أعماله تصورات شاملة عن حال العالم العربي وتوقعات للواقع في ذلك الوقت.

فتح باب التقدم لجائزة ماهر نصر الأدبية فى دورتها الثانية.. اعرف الشروط الشهيد الحي يروي ذكريات نصر أكتوبر بصالون الإسماعيلية الثقافي محمود دياب

تأثر محمود دياب كثيرًا بالأدب الروسي واهتم بالقصص التاريخية وكيفية تطبيقها على الواقع العربي. ولذلك، قدم مجموعة من الكتابات التي تحمل أفكاراً قومية خالصة لا يمكن تجاهلها عبر العصور.

في عام 1963، بدأ محمود دياب مسيرته في المسرح عندما قدم مسرحية "البيت القديم"، التي حازت على جائزة المجمع اللغوي المصري وتم تقديمها في القاهرة والمناطق الأخرى مثل السودان والعراق وسوريامحمود دياب كان له دور كبير في تطوير المسرح المصري وإثراء الأدب العربي خلال الستينيات. قدم العديد من المسرحيات المؤثرة مثل "البيت القديم" و "الأسرة" و "المعلم". تميزت أعماله بالتركيز على قضايا المجتمع والسياسة والحب، ورسمت صورًا واقعية ومؤثرة للحياة في مصر في تلك الفترة.

بالإضافة إلى كتابته للمسرحيات، كان محمود دياب يعمل أيضًا كناقد أدبي ومسرحي ومترجم. قدم العديد من المقالات والمحاضرات حول الأدب والفن والثقافة، وشارك في تأسيس مجلة "النص" التي تعنى بالدراسات الأدبية والنقدية.

توفي محمود دياب في 22 يناير 1983، ولكن إرثه الأدبي والثقافي لا يزال حاضرًا حتى اليوم. يُعتبر رائدًا في المسرح والأدب المصري، وتأثر به العديد من الكتّاب والمسرحيين العرب. تُعَدّ أعماله مرجعًا هامًا لدراسة المسرح والأدب في العالم العربي، وتظل قصصه ومسرحياته محط إعجاب الجمهور والنقاد حتى اليوم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: محمود دياب العالم العربى القصص القصيرة الكاتب المصري محمود دیاب فی عام

إقرأ أيضاً:

رحلة في ذاكرة المسرح السوداني* 1909 ــ 2019

رحلة في ذاكرة المسرح السوداني* 1909 ــ 2019
عبد الرحمن نجدي**
المسرح موطن لأيامي الجميلة

تقديم وعرض حامد فضل الله /برلين

صدر في عام 2025 كتاب لعبد الرحمن نجدي بالعنوان أعلاه. قام بتصميم الغلاف الفنان التشكيلي حسن موسى (فرنسا).
تبدأ الصفحة الأولى بعنوان: "تجديد الذاكرة"، "دعوني ابدأ باعتراف شخصي، لقد أخذتني السينما معظم سنوات حياتي رغم إنني درست علوم وفنون المسرح أولا قبل أن اتجه للسينما. لكنني ظللت وفيا للمسرح وأهله، وهذه شهادة مني بذلك".
" على مدي ثلاثة عقود عجاف من عمر حكومة "الاِنقاذ" لم تنج خشبة المسرح ... ومجمل الأنشطة الانسانية الأخرى التي تتصل بالهم الثقافي من قبضة واحد من أكثر الأنظمة عنفاً وقبحاً في تاريخ السودان!!.
وينشد:
خربت الديار يا سوبا أصلك خاينة،
وليَ الأوان يافتنة قط ما تايبة،
أضحي الجيشو خراب والدولة أضحت سايبة،
وكل التابعوك يا سوبا ناسا خايبة.
(خراب سوبا" خالد أبو الروس 1908 ــ 2014 ).

ويقول، لقد عانى المسرح طويلاً من وطأة عدم الرضي الرسمي، ومن طبقات طفيلية من أهل الدراما، فالمسرح يجب ان يكون( أو ينبغي أن يكون أبو الفنون) في بلادنا، كما هو في غيرها، ومصدر إشعاعها. وكان للمسرح في السودان، منذ مطلع عشرينات القرن الماضي، دوراً رائداً في تكوين الثقافة الجماهيرية وقيم الاستنارة والنضال الوطني المعادي للاستعمار. بدأ تاريخ المسرح في السودان عام 1902 حسب ما جاء في كتاب بابكر بدري (حياتي)، وظهر المسرح بشكله الأرسطي في مدينة رفاعة. كما سعى معهد تدريب المعلمين بخت الرضا منذ منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، ليجعل من المسرح أداة من وسائل التعليم. كما جاءت سنوات الستينيات حافلة بكل ما تحمله الكلمة من دلالات، فقد كانت فترة تحول سياسي وإيجابي هائلة تم فيها الاِعلان عن ميلاد أول حركة جادة ومنظمة للمسرح، عندما قدمت مسرحية إبراهيم العبادي "المك نمر" وإخراج الفكي عبد الرحمن.
تم في عام 1976 إنشاء مسرح (للطفل والعرائس)، ولعل أكثر المسرحيات ارتبطا بالجماهير وأكثرها شهرة مسرحية "نبتة حبيبتي).
بدور الحق يسود في الناس،
ونبته تقيف تعاند الليل،
وما تسجد عشان تنداس،
وما تحكمنا عادة الكهنة،
والبحكمنا حقو الرأس.
أنشودة من أجل العدالة
(هاشم صديق، مسرحية "نبتة حبيبتي.")
كما سعى المسرحيون السودانيون، في هذا الجو المشحون بالإبداع إلى اقتحام طرق جديدة للعرض، فكان التغريب. ثم لا ينسى كلية الدراما " المعهد العالي للموسيقى والمسرح (1969)، والمسرح الجامعي مشاركاً المسرح القومي نهضته. ويرسل تحية وإجلال للمبدعات السودانيات اللواتي اقتحمن مجالاً عصياً تماماً على النساء في ذلك الزمان.
ولعل الفقرة التالية تلخص مضمون هذا الكتاب الصغير في الحجم والعميق في محتواه.
" لقد نشأ المسرح في السودان بوصفه ثمرة جهد من العمل الدؤوب قام به العيد من الرواد، وأصبح منذ مطلع القرن الماضي محطة مضيئة من محطات الحياة الثقافية والفكرية في السودان، وكان جزءا من نسيج الحياة الأدبية والفنية، ورغم أن تجربتنا المسرحية حديثة نسبية، فقد أستطاع كتابنا أن يتعرضوا لكل أنواع الصراع. هذا البحث محاولة لاستحضار تلك اللحظات الخالدة في تاريخ المسرح في السودان، ومحاولة للاقتراب من التجربة المسرحية خاصة تلك المرتبطة بالخشبة، وبفنان المسرح، وأولئك الذين شاركوا في نهضته، وأحيوا فينا شعلة الأمل لعقود طويلة، واليوم طواهم النسيان، وهذه المراجعات لاستكمال الصورة، ملء الفراغ، ما سجلته مجرد خطوط عامة لهذا التطور الخلاق والمنطقي لخشبة المسرح في السودان، وإبراز قيمة المسرحيات التي عرضت وشكلت منعطفاً منطقياً في ذاكرة المسرح السوداني في مستواها التاريخي والاِنساني، وأقول أن هناك الكثير جدا من القصص في ذاكرة المسرح السوداني تنتظر ما يسردها. والدعوة إلى فتح حوار جاد حول الدور الذي نتوقع أن يلعبه المسرح في تثبيت قيم الحرية واستشراف مستقبل واعد لبلد قتلته الأطماع والأيديولوجيات البليدة والخبيثة ".
كُتب واُخرج الكتاب بطريقة فنية، تقوم على سرد الراوي ( المؤلف) وكأنه على خشبة المسرح، ويعقبه إضاءة بصوت خارجي يضيف ويعلق، وهكذا دواليك، بهذا يشعر القارئ وكأنه داخل المسرح.
ويُختتم الكتاب بشهادات من عدد كبير من الفنانين والمبدعين والكتاب والسياسيين.
أرسل لي عبد الرحمن مسودة كتابه، وارسلت له السطور أدنها، فكرمني أبن الخال، فزين بها صفحة الغلاف الخلفي:
الأخ العزيز عبد الرحمن،
قرأت بكثير من المتعة والاِعجاب كتابك الموسوم "رحلة في ذاكرة المسرح في السودان (1909ــ 2019)".
تكتب يا العزيز بتواضع جم " ما سجلته مجرد خطوط عامة لهذا التطور الخلاق والمنطقي لخشبة المسرح في السودان، وإبراز قيمة المسرحيات ..."
يا العزيز،هذا نص رائع ووسيم وباهي، وزاخر بمعلومات قيمة وسرد تاريخي، بقلم كاتب وناقد معايشاً ومتابعاً من الداخل، لتطور المسرح في السودان.
لقد أعاد لي نصك البديع الكثير من الذكريات الحميمية. فخالد أبو الروس كان معلمنا في مدرسة الهداية الأولية، لصاحبها الشيخ الشبلي، الفاضل سعيد كان زميلي في المرحلة الثانوية، وكنا نلاحظ ونندهش ونعجب لمقدرته في المحاكاة، وكذلك زميل المهنة الدكتور الطبيب علي البدوي المبارك، وخالد المبارك كان زميلي لفترة قصيرة في ألمانيا الديمقراطية، قبل أن يتوجه إلى بريطانيا لمواصلة دراسته الأكاديمية العليا في مجال الفن المسرحي، ولا تزال تربطني به صداقة حميمة. لم تذكر حسن عبد المجيد فكان يقدم مسرحيات في الإذاعة (هنا أم درمان). وكذلك لم تتعرض للبروفيسور عبد الله الطيب، الذي كان يترجم بعض النصوص المسرحية الاِنجليزية، وكانت تُقدم أيضا من الاِذاعة". وكان يشارك في التمثيل والإخراج الصديق " ود المسلمية" قمرالدين علي قرنبع، و قتها كان طالباً في كلية الآداب، ثم أستاذا في معهد الدراسات الاضافية التابع لجامعة الخرطوم لاحقاً.
نعمل الآن في برلين لعقد ندوة كبيرة عن تاريخ المسرح والسينما في السودان، ويساعدنا في التحضير الصديق والمخرج السينمائي العراقي المعروف قيس الزبيدي*** وهو يعرفك ويعرف إبراهيم شداد، وكتب من قبل دراسة تعريفية ونقدية عن أفلام إبراهيم شداد.
لك عظيم الشكر "يا ود نجدي"، لهذا الرحيق ونحن نعيش في هذا الزمن الرديء.
حامد فضل الله
برلين، 27 أكتوبر 2024
أرسل لي العزيز عبد الرحمن عدد من نسخ كتابه الصغير، فقلت له: لماذا ضاق صدرك ولديك الكثير من ما تقوله.
فرد قائلاً:
هذا الكتاب مقدمة (قدومة) لثلاث كتب:
ــ الرقابة والسينما السودانية.
ــ رحلة في ذاكرة السينما السودانية
ــ الأماني المعلقة.
يا لها من بشارة عظيمة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عبد الرحمن نجدي، رحلة في ذاكرة المسرح السوداني، دار باركود للنشر والترجمة والتوزيع، الخرطوم 2025
** عبد الرحمن عبد الرازق نجدي، كاتب وناقد ومخرج سينمائي، درس السينما والمسرح في الخرطوم ولندن، مؤسس لمجلات السينما والمسرح في السودان، وشارك في العديد من مهرجانات السينما العربية والدولية، ويعمل مديراً لشركة قطر للسينما وتوزيع الأفلام منذ 2006.
*** تُوفىً قيس الزبيدي في برلين وقبل صدور الكتاب، ودُفن في العراق.

hamidfadlalla1936@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • «جانكلانديا».. عرض مسرحي بـ «الشارقة القرائي للطفل»
  • مصريون يحصدون جوائز محمود كحيل وغزة محور لأعمال فائزة
  • دياب غادر قصر العدل بعد انتهاء جلسة إستجوابه
  • البيطار بدأ باستجواب حسان دياب
  • صلاح بن البادية- سيرة رائد الحداثة الروحية في الأغنية السودانية
  • ربنا يسعدكم.. دياب يهنئ ليلى زاهر وهشام جمال بزواجهما
  • مهرجان المسرح المدرسي العاشر يختتم فعالياته غدًا
  • بري استقبل دياب والمدعي العام التمييزي وأبرق الى الفاتيكان معزيا
  • أنباء ارتباط دينا الشربيني وكريم محمود عبدالعزيز تعيد صور عمرو دياب لحسابها
  • رحلة في ذاكرة المسرح السوداني* 1909 ــ 2019