تناولت صحيفة غازيتا الروسية التدخل المحتمل لحزب الله اللبناني في الصراع القائم في قطاع غزة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، وقالت إنه سيجبر تل أبيب على القتال في 3 جبهات، مما يستنزف مواردها، وسيجبر وحدات من الجيش الإسرائيلي على البقاء على الحدود مع لبنان لأشهر.
ونقلت الصحيفة الروسية عن مجلة فايس الأميركية قولها إن حزب الله يمكنه إطلاق آلاف الصواريخ يوميا على الأراضي الإسرائيلية لأشهر متواصلة، وهو أمر سيجبر العديد من وحدات الجيش الإسرائيلي على البقاء على الحدود مع لبنان، ومنعها من المشاركة في أي عملية غزو لغزة إذا كانت هناك حاجة لها.
مستعد لمواجهة جدية مع إسرائيل
وأضافت غازيتا أن حزب الله يكثف هجماته على المواقع الإسرائيلية على طول الحدود، مما يشير إلى استعداده للدخول في مواجهة جدية مع إسرائيل للمرة الأولى منذ عام 2006.
ونقلت أيضا أن مسؤولا أميركيا ذكر أن حزب الله يستغل "الغموض الإستراتيجي" لإبقاء إسرائيل وحلفائها في حالة استعداد بشأن احتمال تدخله في القتال بعد شن عملية برية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، مضيفا أن الهجمات الأولية لا تقارن بما يستطيع حزب الله فعله إذا قرر التدخل في الحرب بشكل كامل.
وقالت إن حزب الله قوة عسكرية متكاملة تمتلك 150 ألف صاروخ، وهي أكثر فاعلية من الأسلحة المتاحة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين. وفي حال تدخل حزب الله بشكل كامل في الحرب، فإنه قادر على إطلاق آلاف الصواريخ على إسرائيل يوميا لمدة أشهر متواصلة.
3 جبهات في وقت واحد
وأشارت غازيتا إلى أن مصدرا في الجيش الإسرائيلي قال إن مواجهة حزب الله ستتطلب غزوا بريا واسع النطاق واحتلال جزء كبير من لبنان، مضيفا أن إسرائيل تحارب حاليا على جبهة ونصف الجبهة، وهذا أحد أسباب نجاح عملية حماس في السابع من الشهر الجاري، مشددا على أن الغزو البري لغزة سيكون طويل الأمد، مما يستلزم الحصول على قوات أكثر مما تستخدمه إسرائيل. ومع ذلك، إذا بدأت الحرب، فهناك خطر حدوث انتفاضة كبرى في الضفة الغربية، وإذا انضم حزب الله إلى الحرب، سيزداد عدد الجبهات المفتوحة.
كما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن "3 جبهات في معركة مفتوحة سوف تستنزف مواردنا".
وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لم يكشف عن خطط للتدخل منذ بداية الصراع، وأن مصدرا أمنيا لبنانيا قال إن نصر الله يعلم أن ما قد يفعله حزب الله يقض مضجع إسرائيل التي تريد التركيز على حماس وقطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية:
الجیش الإسرائیلی
حزب الله
إقرأ أيضاً:
كيف استهدف الموساد الإسرائيلي حزب الله؟ صحيفة اسرائيلية تتحدث
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ عملية تفجير أجهزة البيجر التي نفذها الموساد الإسرائيلي في لبنان، لم تؤد إلى تغيير ميزان القوى في الصراع مع "حزب الله" فحسب، بل كانت أيضاً بمثابة تحذيرٍ لإيران وعملائها. ويزعم التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" إن عملية التفجير كانت "لحظة مذهلة على صعيد الحرب النفسية والمهارة التقنية"، وأضاف: "لقد نجحت الاستخبارات الإسرائيلية بذكاء في إدخال متفجرات في أجهزة يستخدمها حزب
الله للاتصالات، ما تسبب بتدميرها وإصابة حامليها في وقتٍ واحد متزامن". وأكمل: "بعد شهرين من إتمام العملية، أشعلت الحلقة التي قدمها برنامج 60 دقيقة على قناة سي بي إس، النقاش العالمي حول تداعيات تفجيرات البيجر. إن جوهر الخطة يكمن في طبيعتها البسيطة والفعّالة في الوقت نفسه، فالتلاعب بأجهزة الاستدعاء المخصصة لمقاتلي حزب الله تحت ستار منحهم أجهزة حقيقية عالية الأداء كان بمثابة ضربة عبقرية". وأضاف: "لم تؤد العملية إلى القضاء على عدد كبير من قوات حزب الله فحسب، بل وجهت أيضاً ضربة قوية لمعنويات الحزب. كذلك، لم يقتصر التأثير النفسي على الضحايا المباشرين، بل امتد إلى أبعد من ذلك، مما خلق أجواء من الارتياب وعدم اليقين داخل حزب الله وكل حلفائه". وتابع: "في تشرين الأول، ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن أجهزة النداء المسلحة كانت محملة بمتفجرات لا يمكن اكتشافها بالأشعة السينية. لقد تمَّ ابتكار هذه الأساليب المتطورة لتجاوز عمليات التفتيش الأمنية، حتى تلك التي تتسم بأعلى درجات الصرامة. ووفقاً لمصدر لبناني، كان حزب الله يبحث عن متفجرات تطلق الإنذارات في أجهزة المسح الأمني بالمطارات، ولم يتم العثور على أي شيء مثير للريبة في أجهزة البيجر". وأردف: "كانت العملية التي استهدفت أفراداً من الحزب تهدف لخلق حالة من الارتباك والرعب وليس زيادة عدد الضحايا، فموارد الحزب باتت حينها موجهة لرعاية الجرحى والتعامل مع انعدام الأمن". وقال: "لقد أثار استخدام التكتيكات النفسية في هذه العملية جدلاً حول الأساليب المقبولة في الصراعات الدائرة اليوم. فمن خلال نشر الخوف والشكوك داخل حزب الله، اكتسب الموساد ميزة استراتيجية، وأضعف عدواً رئيسياً، وحذر الآخرين بشدة". وتابع: "في مقابلة مع شبكة سي بي إس نيوز، قال مايكل، وهو عميل سابق في الموساد (نحن نبني واقعًا مزيفًا. نحن نتصرف كمبدعين ومنتجين وشخصيات رئيسية؛ والعالم هو مسرحنا). لقد اشتمل هذا الواقع المزيف ىعلى قصص مفصلة وجهود تسويق عبر الإنترنت وتفاصيل مزيفة عن الشركة لجعل الأجهزة المتفجرة تبدو حقيقية. كذلك، لقد ذكرت وكالة رويترز أن نظام حزب الله للتحقق من الإمدادات قد خُدع بقصة مصممة بعناية بدت قابلة للتصديق للغاية". ويزعم التقرير أن "هذه العملية شكلت نقطة تحول في الحرب مع حزب الله، وأظهرت القوة الذي تتمتع به
إسرائيل في ساحة المعركة. لقد كانت عملية حاسمة ودقيقة وعملية لإظهار القوة، ولم تضعف حزب الله فحسب، بل أرسلت أيضاً رسالة لا لبس فيها إلى خصومه والعالم مفادها إن إسرائيل قوة لا يستهان بها". وأكمل: "لقد تعرضت إسرائيل لأكثر من عام لهجمات لا هوادة فيها، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من مواطنيها بسبب إطلاق الصواريخ. ولم تكن مؤامرة بيجر تتعلق بالدفاع فحسب، بل كانت تتعلق أيضًا باستعادة الأمن وإظهار المرونة". ويتابع التقرير: "لم تعمل هذه العملية على تغيير ميزان القوى في الصراع مع حزب الله فحسب، بل كانت أيضاً بمثابة تحذير لإيران ووكلائها. والواقع أن الإبداع والدقة اللذين أظهرتهما هذه المهمة لا يتركان مجالاً للشك في أن إسرائيل مستعدة لأي تحد". وختم: "التنبيه الموجه لإيران مفاده أن مؤامرة البيجر ليست سوى مثال واحد على الأساليب التي تستحضرها إسرائيل إلى ساحة المعركة. الرسالة الواضحة أيضاً هي أنه عندما يتم الضغط على إسرائيل، فإنها ستفعل كل ما يلزم للفوز، وسوف تفعل ذلك بقوة واستراتيجية". المصدر: ترجمة "لبنان 24"