الوكالة الوطنية للأمن السيبراني تصدر التوصيات الخاصة بمعايير تأمين التكنولوجيا التشغيلية
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
أعلنت الوكالة الوطنية للأمن السيبراني اليوم، عن إصدار التوصيات الخاصة بمعايير تأمين التكنولوجيا التشغيلية في قطاع الكهرباء والماء "أيزا 62443"، بالشراكة مع المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء".
وأفادت الوكالة في بيان لها، بأن هذه التوصيات تهدف إلى تبني أفضل الممارسات والمعايير العالمية في قطاع الكهرباء والماء، من خلال تبني واعتماد المعيار العالمي "أيزا 62443"، وهو من المعايير الدولية التي تم تطويرها بواسطة الجمعية الدولية للتحكم، والمفوضية الكهربائية الدولية، وذلك من أجل تعزيز قدرة التكنولوجيا التشغيلية على مواجهة التهديدات السيبرانية، وتوفير إطار عمل للمؤسسات خاص بالأمن السيبراني لتعزيز خطط الصمود.
كما شملت التوصيات ضرورة النظر في تعيين خبير أو متخصص في أمن التكنولوجيا التشغيلية في كافة المؤسسات المعنية في قطاع الكهرباء والماء، يكمن دوره في وضع الخطط الاستراتيجية ومتابعة تنفيذها بما يخص تقييم المخاطر السيبرانية، وأفضل الممارسات لمواجهتها، ورفع مستوى الأنظمة الداخلية في المؤسسات المعنية من ناحية الأمن السيبراني.
وفي إطار إدراك الوكالة الوطنية للأمن السيبراني لأهمية العنصر البشري وتأمين ورفع جاهزية الأمن السيبراني في قطاع الكهرباء والماء في الدولة، انطلقت ثاني دورات البرنامج التدريبي الخاص بمعايير تأمين التكنولوجيا التشغيلية في قطاع الكهرباء والماء، بالشراكة مع المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء" بداية الأسبوع الحالي، بعد انتهاء أولى الدورات خلال الأسبوع الماضي، حيث يهدف البرنامج لتدريب قرابة 70 مختصا في أمن المعلومات والتكنولوجيا التشغيلية.
وقالت المهندسة دانة العبد الله مدير شؤون الحوكمة والضمان السيبراني الوطني في الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، إنه "إرساء لدور الوكالة في وضع وتحديث السياسات وآليات الحوكمة والضوابط والإرشادات لتعزيز الأمن السيبراني، بالتنسيق مع الجهات المعنية وتعميمها على المؤسسات ذات الصلة ومتابعة الالتزام بها، ورفع مستوى الأمن السيبراني في القطاعات الحيوية، تم إطلاق سلسلة من الدورات التدريبية الخاصة بتطبيق معايير تأمين التكنولوجيا التشغيلية في قطاع الكهرباء والماء، والتي ستمتد لمطلع العام المقبل".
وأكدت على أنه بسبب التحديات الراهنة في مجال الأمن السيبراني، وخصوصا التهديدات والمخاطر المتجددة في أنظمة التكنولوجيا التشغيلية، تبرز أهمية العمل المشترك وبمنهجية داعمة للجهات حول الطرق المثلى لرفع مستوى الأمن السيبراني في القطاعات الحيوية، وذلك عن طريق العمل مع الشركاء الاستراتيجيين لإرساء ضوابط الحوكمة الرئيسية لضمان أمن الفضاء السيبراني في قطر، وبناء القدرات، وتعزيز خطط الصمود في القطاعات الحيوية، ومتابعة الالتزام بها.
وتعليقا على هذا الإعلان، أشاد المهندس محمد يوسف الكبيسي، مدير إدارة التحكم الكهربائي في "كهرماء"، بهذه الخطوة، معتبرا أنها تحمل أهمية استراتيجية، تأتي من واقع أن قوة واعتمادية البنية التحتية الكهربائية والمائية في الدولة تتعلق بشكل كبير بمدى متانة أمنها السيبراني، وهو ما ينعكس إيجابا على استقرار عمليات التغذية الكهربائية والمائية في البلاد، والتي تتعلق بدورها بشكل كبير بالاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والأمني بصفة عامة.
وأضاف المهندس الكبيسي: "نشكر الأخوة في الوكالة على الجهود الكبيرة المبذولة في هذا الإطار، من خلال عملهم المكثف مع كافة جهات الدولة، ويسعدنا أن نكون من الجهات الشريكة الموثوقة في تعزيز الأمن السيبراني للدولة، ونتطلع لمواصلة العمل المشترك لما فيه الصالح العام".
وتبذل /كهرماء/ جهودا كبيرة في سبيل تعزيز أمنها السيبراني، وتتنوع جهودها على هذا الصعيد من تبني التكنولوجيات الحديثة إلى توقيع الشراكات والعمل عن قرب مع الجهات المعنية في الدولة وتدريب الموظفين وغيرها، وكانت المؤسسة قد زودت مراكز التحكم الوطني بالكهرباء والمياه بأحدث تقنيات الأمن السيبراني المتوفرة عالميا، والتي حرصت على مطابقتها للمواصفات القياسية العالمية والوطنية للأمن السيبراني.
وتأتي التوصيات الخاصة بمعايير تأمين التكنولوجيا التشغيلية في قطاع الكهرباء والماء، لتتوج جهود الوكالة الوطنية للأمن السيبراني في تقييم الوضع الأمني السيبراني الوطني في قطاع الكهرباء والماء بالتعاون مع المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء"، والذي بدأت الوكالة به منذ 2021، وشمل تقييم عدد من محطات توليد وتوزيع الطاقة الكهربائية في دولة قطر.
كما قامت الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، بوضع الخطط اللازمة لتطوير مستويات الجاهزية للأمن السيبراني في قطاع الكهرباء والماء، للوصول إلى مستويات عالية من المرونة واستمرارية الأعمال في هذه القطاع الهام.
وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي الوكالة الدائم إلى تعزيز الأمن السيبراني وحماية التكنولوجيا التشغيلية، بالتعاون مع شركائها الرئيسيين في قطاعات البنية التحتية الهامة للمعلومات الحيوية، مؤكدة دورها في تعزيز وتحقيق رؤيتها في كونها الشريك الموثوق لريادة فضاء سيبراني آمن، يحقق الأمان والازدهار لدولة قطر.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: الوكالة الوطنية للأمن السيبراني الوکالة الوطنیة للأمن السیبرانی الأمن السیبرانی السیبرانی فی
إقرأ أيضاً:
كيف يواجه الذكاء الاصطناعي أزمة نقص الكوادر في الأمن السيبراني؟
سلط خبراء الضوء على التحديات المرتبطة بنقص الكوادر في مجال الأمن السيبراني عالميًا، مؤكدين ضرورة الاستثمار في التقنيات الحديثة وتطوير القدرات البشرية لمواجهة التحديات المتزايدة في هذا المجال.
وأكدوا خلال جلسة "الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني: كيف يسير العالم اليوم وما هو الغد؟" أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا محوريًا في سد هذه الفجوة من خلال دعم المحللين وتعزيز إنتاجيتهم، لافتين إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة، بل هو ركيزة أساسية لمستقبل الأمن السيبراني.
من جانبه، استعرض رامي كالاش، رئيس قطاع الأمن السيبراني في شركة مايكروسوفت، تطورات التهديدات الإلكترونية وكيفية تعامل المؤسسات معها في ظل تغير طبيعة الهجمات السيبرانية واعتماد المهاجمين على تقنيات أكثر تطورًا.
وأشار كالاش إلى التحول الجذري في مشهد الأمن السيبراني، حيث لم تعد الهجمات تقتصر على أفراد مستقلين يسعون لإثبات مهاراتهم التقنية، بل أصبحت منظمات متكاملة تعتمد على أدوات متطورة. وأضاف أن الأدوات الحديثة أصبحت تتيح تنفيذ هجمات دون الحاجة إلى مهارات تقنية متقدمة، مما يزيد من تعقيد مهمة التصدي لها.
وأوضح كالاش أن المهاجمين أصبحوا قادرين على توليد أكواد خبيثة وتطويرها بسرعة، ما يجعل أساليب الحماية التقليدية مثل برامج مكافحة الفيروسات أقل فعالية. وتحدث عن قدرة المهاجمين على استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد محتوى يحاكي الرسائل الرسمية للشركات أو تطوير أساليب لاستهداف الأفراد بناءً على معلومات شخصية مستخلصة من وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أن المهاجمين لم يعودوا بحاجة إلى اختراق كلمات المرور المعقدة بشكل مباشر، بل يعتمدون على جمع معلومات شخصية مثل تواريخ الميلاد والهوايات لتضييق نطاق المحاولات، مما يقلل من الزمن والجهد اللازمين للوصول إلى الأنظمة المستهدفة.
وأكد كالاش أن استخدام الصوت والفيديو المزيف أصبح أحد التهديدات الجديدة، حيث يمكن استغلال هذه التقنية لإرسال طلبات تبدو وكأنها صادرة من المديرين أو الشخصيات الموثوقة داخل الشركات، مما يجعل التمييز بين الحقيقي والمزيف تحديًا كبيرًا.
وسلط الضوء على أهمية تبني المؤسسات لأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والأدوات الأمنية المتطورة لمواجهة هذه التحديات المتنامية، مشددًا على ضرورة رفع الوعي السيبراني لدى الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا غنى عنه في نظم الدفاع الحديثة، مشيرًا إلى أن التحدي ليس في استخدام الذكاء الاصطناعي فحسب، بل في كيفية استغلال إمكاناته إلى أقصى حد.
وأكد أنه يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوكيات المهاجمين بدلًا من الاكتفاء بتتبع التوقيعات التقليدية للهجمات، ما يتيح اكتشاف التهديدات الجديدة بشكل أسرع. ونوه إلى أهمية تقليل الإجهاد الناتج عن التنبيهات، حيث تُعد كثرة التنبيهات الأمنية أحد أكبر التحديات التي تواجه المحللين، لافتًا إلى دور الذكاء الاصطناعي في تصفية التنبيهات غير الضرورية وتركيز المحللين على الأولويات الحقيقية.
وأضاف أن حلول مايكروسوفت مثل Co-Pilot for Security تعزز من فعالية فرق الدفاع من خلال تحليل الأحداث الأمنية وتقديم التوصيات المناسبة، بالإضافة إلى إنشاء تقارير تلقائية تساعد في توفير الوقت وتحسين الكفاءة، فضلًا عن توفير قاعدة بيانات معرفية للمحللين، خاصة الجدد منهم، لفهم تكتيكات المهاجمين بشكل أعمق.
من جانبه، أشار المهندس إيهاب حسين، كبير مهندسي الذكاء الاصطناعي في شركة IOActive، إلى أن الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي قد حققت تقدمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، مؤكدًا قدرة هذه الأنظمة على تنفيذ مهام معقدة مثل اختبارات الاختراق (Penetration Tests)، تحليل مراكز البيانات، وتقييم أكواد البرمجيات بسرعة ودقة فائقة.
وأكد حسين أن هذه التقنيات لا تحل محل العامل البشري بالكامل، لكنها تغير الأدوار وتعيد توجيه التركيز نحو المهام الاستراتيجية. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يوفر للشركات أدوات قوية لأتمتة المهام الروتينية، مما يتيح للمتخصصين التركيز على أعمال أكثر تقدمًا مثل الهندسة العكسية (Reverse Engineering) وتطوير الهجمات السيبرانية المضادة.
وأضاف أن من المتوقع أن يصبح تعلم البرمجة مهارة أساسية للعاملين في مجال الأمن السيبراني، حيث ستكون الأنظمة الآلية جزءًا لا يتجزأ من هذا القطاع.
ولفت حسين إلى أهمية فهم بنية الأنظمة القائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل النماذج التحويلية (Transformers) لتطوير أدوات تتكامل بشكل فعال مع الأنظمة التشغيلية. وأكد على ضرورة استغلال المتخصصين لهذه الأدوات لبناء حلول جديدة تلبي احتياجات السوق المتنامية.
وطالب بضرورة مواكبة تطورات الذكاء الاصطناعي والعمل على تطوير المهارات التقنية لضمان القدرة على المنافسة في ظل بيئة تقنية متغيرة، مشددًا على أن الشركات التي تستثمر في الأتمتة والذكاء الاصطناعي ستكون أكثر قدرة على الاستجابة لتحديات الأمن السيبراني المستقبلية.
من جانبه، أكد الخبير الأمني محمد سامي على أهمية اعتماد نماذج ذكاء اصطناعي محلية تلبي الاحتياجات الخاصة للدول والمؤسسات، مع الحفاظ على أمن البيانات والخصوصية. وأشار إلى أن العمل مع المستخدمين وفهم احتياجاتهم يعد الركيزة الأساسية لتطوير أنظمة متقدمة قادرة على التكيف مع بيئات العمل المختلفة، موضحًا: "لا يمكننا الاعتماد فقط على منصات عالمية مثل OpenAI أو Google دون النظر إلى احتياجاتنا المحلية وتطوير حلول مخصصة لهذه التحديات."
وأوضح سامي أن الشركات الكبرى مثل OpenAI وMeta تضع حدودًا لإمكانيات النماذج التي تتيحها للعامة، حيث تظل "القدرات الحقيقية" لهذه النماذج داخلية وغير متاحة للاستخدام العام، مما يُضعف فرص استفادة الدول النامية من هذه التقنيات. وأضاف قائلًا: "النماذج المتاحة حاليًا للعامة هي ما قررت هذه الشركات مشاركته فقط، بينما تبقى القدرات الكاملة حكرًا على الاستخدام الداخلي."
وشدد على ضرورة تجاوز هذا التحدي عبر بناء نماذج محلية ذات كفاءة عالية، قائلًا: "الاعتماد على النماذج المفتوحة قد يكون خطوة آمنة مؤقتًا، لكن الحل الأمثل هو الاستثمار في بناء نماذج محلية تتيح للدول التحكم الكامل في البيانات والمخرجات."
وفيما يتعلق بالتحديات المستقبلية، أكد سامي على أهمية التعاون بين الدول لتطوير تقنيات ذكاء اصطناعي تتماشى مع قواعد الأمن السيبراني العالمية. وأوضح أن تطوير نماذج محلية يتطلب تعزيز استثمارات كبيرة في تدريب البيانات وإنشاء أنظمة متقدمة تتماشى مع احتياجات السوق المحلي.
وأكد على أن تطوير الذكاء الاصطناعي المحلي ليس مجرد خيار، بل ضرورة استراتيجية لضمان السيادة الرقمية للدول. وقال: "علينا التفكير في بناء نماذج تتماشى مع متطلباتنا وتُظهر قدرتنا على المنافسة عالميًا مع الحفاظ على خصوصية بياناتنا."
جاء ذلك خلال فعاليات النسخة الثامنة والعشرين من معرض ومؤتمر Cairo ICT’24، المنعقدة تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال الفترة من 17 إلى 20 نوفمبر 2024، بمركز مصر للمعارض الدولية. يأتي المعرض هذا العام تحت إشراف الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
تنظم فعاليات المعرض شركة تريد فيرز إنترناشيونال بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تحت شعار "The Next Wave"، حيث يسلط الضوء على أحدث التقنيات والاتجاهات المستقبلية التي ستعيد تشكيل الصناعات والاقتصادات والمجتمعات. ويشهد الحدث مشاركة كبرى المؤسسات العالمية وقادة التكنولوجيا.
يأتي المعرض برعاية عدد من الشركات والمؤسسات الكبرى، منها: دل تكنولوجيز، مجموعة إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية، البنك التجاري الدولي (CIB)، هواوي، أورنج مصر، مصر للطيران، المصرية للاتصالات، ماستركارد، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا). كما تضم قائمة الرعاة شركات مثل: إي آند إنتربرايز، مجموعة بنية، خزنة، وسايشيلد.
يمثل معرض ومؤتمر Cairo ICT’24 منصة مهمة لاكتشاف الموجة التالية من التطور التكنولوجي، وإبراز الفرص المستقبلية التي تساهم في إعادة تشكيل الاقتصاد المصري والعالمي.