بموازاة الشارع نريد “مشورة”الحكماء
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
صراحة نيوز- حسين الرواشدة
اهم سؤال يجب أن تتوجه إليه نقاشات العامة، الآن وبدون تأخير ، هو : كيف نحمي بلدنا ، ونحافظ على وجودنا وحدودنا ، ومصالحنا أيضا ؟ صحيح أن الحرب على غزة وتداعياتها ، وجهودنا السياسية التي تنصب لوقف هذه الحرب ، ودعم اشقائنا الفلسطينيين ، تشكل عنوانا لهذه النقاشات ، ودافعا لها ، لكن المطلوب أن نتجاوز ما يدور في الشارع من ردود فعل طبيعية ضد العدوان ، إلى استشراف حالة بلدنا (الأردن)، ووضع ما يواجهه من تداعيات بسبب الحرب ، كأولوية على أجندتنا الوطنية، هذه بالطبع مسؤولية إدارات الدولة ونخب المجتمع ، أقصد الحكماء والعقلاء الذين يجب أن نسمع صوتهم ومشورتهم أيضا.
الدفاع عن فلسطين وغزة واجب وطني ، وحركة الدولة، بما تمتلكه من أدوات دبلوماسية ، لفضح الجريمة التي يمارسها المحتل ، وكشف التحالف الغربي معه ، وتقديم ما يلزم من عون ومساعدة للأشقاء ، ضرورة سياسية وأخلاقية وإنسانية ، هذه المسألة يجب أن تكون محسومة لدى الأردنيين ، وأن لا تخضع لأي مساومات أو مزايدات ، لكن استدعاء (القضية الأردنية ) في ظل هذه الحرب ، وما قد تفرضه من تحولات وأخطار ، يجب أن يقع في صميم اهتمامنا ، ليس ،فقط ، لأن بلدنا يقع في دائرة الاستهداف ، وإنما لأن المرحلة التي نواجهها تحتاج إلى الانتصار لمنطق الدولة وحساباتتها ومصالحها ، بعيدا عن الانجرار للعواطف أو الشعارات ، أو المغامرة ، أو ربما الأفخاخ التي يحاول البعض إيقاعنا فيها ، بقصد أو بدون قصد.
بصراحة أكثر ، قد يأخذنا الشارع ، بما تراكم لديه من مخزون الغضب والقهر ، إلى خيارات غير مدروسة ومتسرعة، وقد يعتقد بعضنا ،في لحظة ما ، أن المطلوب منا أكثر وأكبر من طاقتنا وإمكانياتنا السياسية ، كما قد يتطوع آخرون لوضع سيناريوهات مزدحمة بالقراءات المغلوطة ، هذا وغيره قد يحدث في غياب مطبخ سياسي ، يشارك فيه العقلاء لوضع ما يلزم من تصورات حول الجزء المتعلق ببلدنا في ظل هذه الحرب ، اقصد ما يجب أن نفعله الآن ، وما يجب أن نتجنبه، وما يجب أن نستعد له ، لتكون خطة طريق مفصلة وواضحة تجيب على كل الأسئلة بإجابات دقيقة، حسب المعطيات والمعلومات المتوفرة ، ثم تُطرح على المستوى الوطني ليتوافق عليها الجميع ، ويلتزمون بها أيضا،
حين ندقق فيما جرى على مدى الأيام المنصرفة منذ بداية العدوان على غزة (7 أكتوبر )، نجد بلدنا يقف وحيدا على الجبهة السياسية ، لا رديف عربي ولا إقليمي ولا دولي يقف مع أهل غزة ، هذا درس يجب أن نتعلمه كأردنيين أيضا ، نجد، ثانيا ، أن حالة مجتمعا التي عبرت عنها حراكاته تصلح أن تكون (حالة دراسة ) ، نأخذ منها الدروس والعبر، نجد ،ثالثا ، أن خطاب بعض إدارات الدولة ، ونخب المجتمع ، مازال يركض خلف خطاب الشارع ، فيما الأصل أن يكون العكس ، نجد ،رابعا، أن لدينا نقاط قوة استثمرنا فيها على المستوى السياسي ، أبرزها خطابات الملك ولقاءاته، وتصريحات وزير الخارجية أيضا ، ولدينا نقاط ضعف يجب أن نعرفها ونعترف بها ثم نستدركها، أقصد أداء بعض المؤسسات العامة وأداء النخب ، وغياب رجالات الدولة ، ثم الأهم الأداء الإعلامي الذي غابت عنه ،أحيانا ، مواقف الدولة الأردنية والأخطار التي تواجهها ، وما يجب أن يفعله الأردنيون لمواجهة القادم .
استدعاء النخبة الوطنية لتقول كلمتها، وتقدم مشورتها، في موازاة ارتفاع صوت الشارع وحراكاته، أصبح واجب الوقت ،،أعرف أن بعض القامات الوطنية التي أحترمها تفكر في هذا الاتجاه، لكن المطلوب أن تبدأ حراكاتها السياسية على الفور، وأن تبادر بعقل سياسي بارد لوضع مبادرة وطنية على طاولة النقاش العام ، عنوانها حماية المصالح الأردنية ، وعقلنة الخطاب العام ، لتكون بمثابة دليل أو إعلان عام ، يساعدنا لكي نعرف أين نضع اقدامنا الآن وغدا ، تبعا لكل الاحتمالات المتوقعة في مسار الحرب وتداعياتها.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ما یجب أن
إقرأ أيضاً:
رئيس الدولة يطلع على برنامج “نمو الأسرة الإماراتية” خلال استقباله وفد دائرة تنمية المجتمع
اطلع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” على برنامج “نمو الأسرة الإماراتية” الذي أطلقته دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي بهدف تعزيز استقرار الأسرة الإماراتية وتماسكها وبما يتماشى مع رؤية القيادة الحكيمة تجاه تحقيق تنمية اجتماعية مستدامة وضمان جودة الحياة للمواطنين.
جاء ذلك خلال استقبال سموه ـ في قصر البحر في أبوظبي ـ وفد دائرة تنمية المجتمع برئاسة معالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس الدائرة وحضور سعادة حمد الظاهري وكيل الدائرة وعدد من أعضاء فريق العمل المسؤول عن البرنامج.
واستمع سموه إلى شرح مفصل حول أهداف البرنامج وأبعاده الوطنية التي تركز على دعم التماسك الأسري والاجتماعي كونه محوراً أساسياً لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدولة.
وقال صاحب السمو رئيس الدولة..إن دعم الأسرة الإماراتية يعد استثماراً محورياً في مستقبل الوطن وازدهاره ويأتي ضمن أولويات خطط الدولة وعلى قمة برامجها التنموية.. مشيرا إلى أن الأسرة تشكل الأساس في بناء مجتمع قوي ومزدهر.
وأكد سموه أهمية مثل هذه البرامج والمبادرات التي تسهم في ترسيخ دعائم استقرار الأسر الإماراتية وضمان دفع عجلة التنمية على جميع المستويات.
من جانبه عبر معالي الدكتور مغير خميس الخييلي عن شكره للقيادة الرشيدة مثمناً الاهتمام الذي يوليه صاحب السمو رئيس الدولة بتعزيز جودة الحياة في مجتمع الإمارات.. مؤكداً معاليه أن دعم سموه يعد حافزاً لمواصلة الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشار معاليه إلى أن برنامج “نمو” يهدف إلى تحقيق نتائج ملموسة تعزز استقرار الأسرة بما في ذلك زيادة معدلات الولادات لدى المواطنين ورفع نسبة عقود الزواج بينهم بجانب خفض معدلات الطلاق.
وأكد معاليه التزام دائرة تنمية المجتمع بالعمل المستمر لضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة وتحقيق الرؤية الطموحة لدولة الإمارات.
يذكر أن برنامج “نمو الأسرة الإماراتية” يعد إحدى المبادرات الرئيسة ضمن إستراتيجية أبوظبي لتعزيز جودة حياة الأسرة الإماراتية وتشجيع نموها.. فيما تشرف دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي على تنفيذ البرنامج بالتعاون مع شركاء إستراتيجيين من بينهم هيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي وهيئة أبوظبي للإسكان وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة.
ويتضمن البرنامج مجموعة من الخدمات والمبادرات المصممة خاصة لدعم الأسر الإماراتية في رحلتها نحو تحقيق الاستقرار والتنمية وذلك بما ينسجم مع رؤية قيادة الدولة في تمكين الأسر كونها أساس بناء مجتمع قوي ومستدام.. ويمكن للمواطنين الراغبين في الاستفادة من برنامج “نمو الأسرة الإماراتية” التسجيل عبر منصة “مِديم” الإلكترونية.