ألمانيا - الممنوع والمسموح في المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
رفع أعلام حماس في ألمانيا ممنوع، إلا أن رفع الراية الفلسطينية مسموح به وقانوني
متى يمكن حظر مظاهرة؟
تشير الفقرة الأولى في المادة الثامنة من الدستور الألماني: "لجميع الألمان الحق في التجمع بشكل سلمي بلا سلاح بدون تسجيل أو طلب إذن". ويتعين وجود عقبات وعوائق كبيرة في حال أريد تقييد هذا الحق في التجمع وفرض حظر على المظاهرات؛ إذ يجب أن يكون للحظر مبررات قوية، كما تؤكد أعلى محكمة ألمانية، المحكمة الدستورية العليا، بوضوح.
التصعيد في إسرائيل وغزة يلقي بظلاله على الدوري الألماني لكرة القدم "بوندسليغا" نهاية هذا الأسبوع. واستجاب فريقا بايرن ميونيخ وماينز بشكل مختلف لمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل لاعبين، فكيف كان الجدل؟
أوباما يحذر من "نتائج عكسية" محتملة لحرب إسرائيل ضد حماس في غزة القادة الغربيون يدعمون إسرائيل ويدعونها لحماية المدنيينفي الأيام الأخيرة، تم منع العديد من المظاهرات من قبل المحاكم الإدارية في إجراءات تمت على عجل، لأن تلك التجمعات قد تشكل "خطراً مباشراً على الأمان العام والنظام"، أي قد يكون هناك توقع لارتكاب جرائم جنائية.
ومع ذلك، يظل الحظر هو الوسيلة الأخيرة. وقبل اللجوء لها تفرض على الجهات المنظمة بعض الضوابط، مثل إزالة الشعارات التي يعاقب عليها القانون، أو منع ترديد بعض الهتافات، وفي الحالات الطارئة، يمكن للشرطة فض المظاهرة.
تختلف قرارات المحاكم في ألمانيا حسب مكان المظاهرة والمنظمين. ويعود ذلك لأن السلطات يجب أن تقيَم، قبل المظاهرة، المخاطر لتحديد احتمال وقوع مخالفات وجرائم. هل حدثت في المظاهرات السابقة بشكل متكرر في مكان معين أو مدينة محددة أعمال شغب ومخالفات؟ وهل قام المنظمون في الماضي باستبعاد المخالفين أم لا؟
ما هي الرموز والأعلام والإشارات غير المسموح بها؟
يُعاقب بالسجن حتى ثلاث سنوات أو بغرامة مالية من يخالف المادة 86 أ من قانون العقوبات، أي نشر أو استخدام رموز أو علامات لمنظمات مناهضة للدستور وإرهابية. في سياق المظاهرات في ألمانيا حول النزاع في الشرق الأوسط، يُحظر استخدام أعلام المنظمات المصنفة إرهابية: "حماس" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و"الجهاد الإسلامي الفلسطيني" و"حزب الله"، حسب جواب وزارة الداخلية في بريمن على سؤال وجهته مؤسسة ARD الإعلامية العمومية في ألمانيا. بيد أنه من المهم التوضيح إن رفع الراية الفلسطينية مسموح به.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأغلبية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. ويشار إلى أنّ حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية تصنف على أنها منظمة إرهابية، وهناك دلالات على تبعيتها لإيران.
وتحظر العلامات واللافتات التي تدعم الهجوم الإرهابي لحماس على إسرائيل. وكذلك تمنع اللافتات التي تدعو بشكل علني إلى القتل والاغتصاب واحتجاز الرهائن وتشجيع العنف ضد إسرائيل واليهود (الفقرة 140 في قانون العقوبات).
كما يُعتبر حرق العلم الإسرائيلي فعلاً جرميا يعاقب عليه القانون. وقد تم تعديل مادة في قانون العقوبات قبل ثلاث سنوات، بحيث أصبح حرق جميع الأعلام ممنوع بشكل قانوني.
ولكن ماذا عن الجرائم والأعمال الإرهابية التي ارتكبت خارج ألمانيا؟ معظم رجال القانون يتفقون على أن الاحتفال العلني بالهجمات الإرهابية مثل تلك التي وقعت في 11 أيلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة أو في 7 تشرين الأول/أكتوبر في إسرائيل يُعد جريمة.
أكاديمية بارينبويم-سعيد ببرلين.. حفل موسيقي لعازفين من الشرق الأوسطهل يمكن حظر الجمعيات الداعمة لحماس؟
أعلن المستشار الالماني، أولاف شولتس، مؤخراً تأييده لحظر شبكة "صامدون" الفلسطينية، التي احتفلت في شوارع برلين بـ "واحدة من أكبر الهجمات الإرهابية"، حسب تصريح شولتس. ووفق "هيئة حماية الدستور" (الاستخبارات الداخلية)؛ فإن "صامدون" معادية لإسرائيل وهي جزء من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين". ويعتقد خبراء أن عدد أعضاء "صامدون" في برلين يبلغ العشرات.
تُراقب الاستخبارات الداخلية في ألمانيا "شبكة "صامدون" التي تأسست في الولايات المتحدة عام 2011 وتصف نفسها بأنها "شبكة تضامن مع السجناء". ويعتزم رئيس الاستخبارات الداخلية، توماس هالدنفانغ، تنفيذ حظر لهذه المنظمة بسرعة ووصفه بأنه "نتيجة منطقية"، بيد أن ذلك يتطلب أمراً من وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فيزر.
ينص الدستور على حظر الجمعيات إذا كانت "أهدافها أو نشاطاتها تنتهك قانون العقوبات أو إذا كانت تعادي النظام الدستوري أو تعارض فكرة التفاهم بين الشعوب". غير أن تنفيذ ذلك ليس بالأمر السهل: يمكن للجمعيات الاحتجاج بالاستناد إلى حق حرية التجمع، ولا يكفي ارتكاب بعض أعضاء الجمعية أعمالًا جنائية أو معادية للدستور من أجل فرض هذا الحظر.
ويعتزم المستشار الألماني، أولاف شولتس، تنفيذ فرض حظر على حركة حماس المتشددة المصنفة على مستوى الاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية. وسيكون هذا في حال حدوثه خطوة إضافية، حيث لا يوجد فرع رسمي لحماس في ألمانيا، وقد تم حظر جمعيات ومنظمات قريبة من الحركة قبل عدة سنوات.
فولكر فيتينغ/ ليزا هينيل/ ع.أ.ج
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: حرب غزة حماس حزب الله إسرائيل القانون الألماني الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين دعم الإرهاب الشرطة الألمانية حرية التجمع أخبار المانيا رهائن حق التظاهر احتجاجات معاداة السامية اليهود في ألمانيا حرب غزة حماس حزب الله إسرائيل القانون الألماني الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين دعم الإرهاب الشرطة الألمانية حرية التجمع أخبار المانيا رهائن حق التظاهر احتجاجات معاداة السامية اليهود في ألمانيا قانون العقوبات منظمة إرهابیة فی ألمانیا
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعلن توسيع العملية البرية في قطاع غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة إطلاق عملية برية جديدة في مدينة غزة بشمال القطاع، مؤكدا أنها تهدف إلى توسيع نطاق المنطقة الأمنية التي يعمل على إقامتها داخل الأراضي الفلسطينية.
إلى ذلك، أعلن الدفاع المدني في القطاع المحاصر مقتل 30 شخصا على الأقل « منذ فجر » الجمعة.
وعاودت إسرائيل منذ استئنافها القتال في القطاع الشهر الماضي بعد هدنة استمرت أسابيع، شن ضربات واسعة وتنفيذ عمليات برية في مختلف أنحاء القطاع. وأكد مسؤولون إسرائيليون أن العمليات هدفها الضغط على حماس للإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم منذ اندلاع الحرب عام 2023.
وتزامنا مع توسيع عملياته في القطاع الفلسطيني، شن الجيش الإسرائيلي غارة في صيدا كبرى مدن جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم عنصران من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأعلن الجيش بدء عملية برية في الشجاعية بشرق مدينة غزة.
وقال إنه « يوسع العملية البرية في شمال قطاع غزة »، وبدأ « العمل في الساعات الماضية في منطقة الشجاعية… بهدف تعميق السيطرة في المنطقة وتوسيع منطقة التأمين الدفاعية ».
وأفاد الجيش بأنه « في إطار العملية، قضت القوات على عدد من الإرهابيين ودمرت بنى تحتية إرهابية ومن ضمنها مجمع قيادة وسيطرة استخدمه عناصر حماس لتخطيط وتوجيه أنشطة إرهابية ».
وقالت إيلينا حلس التي تقطن حي الشجاعية لوكالة فرانس برس إنها محاصرة مع عائلتها في منزل شقيقتها، مشيرة إلى أن « جيش الاحتلال قريب جدا ».
أضافت « القذائف والصواريخ تسقط على منازل وخيام الأبرياء كالحمم البركانية… الوضع خطير جدا والموت يدهمنا من كل اتجاه ».
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال الأربعاء إن الجيش يوسع عملياته في غزة للسيطرة على « مناطق واسعة »، بعد استئناف هجومه على القطاع المدمر في مارس الماضي.
وأضاف في بيان أن العملية « تتوسع لتدمير المنطقة وإخلائها من الإرهابيين والبنية التحتية الإرهابية، والسيطرة على مناطق واسعة سيتم دمجها في المناطق الأمنية الإسرائيلية ».
كما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الأربعاء أن الجيش يقوم بـ »تجزئة » قطاع غزة و »السيطرة » على مساحات فيه، للضغط على حماس من أجل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم.
وأفاد الدفاع المدني وكالة فرانس برس عن سقوط « 30 شهيدا في قطاع غزة منذ فجر اليوم »، مشيرا إلى أن هذه « ليست حصيلة نهائية ». من جهته، لفت مصدر طبي في مستشفى ناصر في خان يونس الى سقوط 25 قتيلا جراء ضربة إسرائيلية في المدينة الواقعة في جنوب القطاع.
وكان الدفاع المدني أفاد الخميس عن مقتل 31 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين في غارة استهدفت مدرسة دار الأرقم التي كانت تؤوي نازحين في حي التفاح شمالي شرق غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس شن غارة على « مركز قيادة وتحكم تابع لحماس » في نطاق مدينة غزة.
ولم يتضح ما إذا كان الجيش يتحدث عن الغارة نفسها التي استهدفت المدرسة.
وبكت رغدة الشرفا التي كانت من بين الناجين من الغارة وقالت « كأنه يوم القيامة، أصبح كل شيء مظلما وبدأنا بالبحث عن أطفالنا وأشيائنا ولكن لم يبق أي شيء ».
ودانت حماس الضربة، مت همة الحكومة الإسرائيلية بمواصلة « استهداف المدنيين الأبرياء في سياق عمليات الإبادة الجماعية » في القطاع.
ومنذ استئناف القتال، أعلنت وزارة الصحة التي تديرها حماس مقتل 1249 شخصا في الهجمات الإسرائيلية.
وأعلنت الوزارة الجمعة ارتفاع الحصيلة الإجمالية للقتلى في القطاع منذ اندلاع الحرب إلى 50609 اشخاص.
ودان الأردن الجمعة توسيع إسرائيل « عدوانها » على قطاع غزة ومواصلتها « الاستهداف الممنهج للمدنيين، ومراكز ايواء النازحين »، مع إعلان الجيش الإسرائيلي عملية برية جديدة في غزة.
واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وتسبب الهجوم بمقتل 1218 شخصا، بحسب أرقام إسرائيلية رسمية.
وخلال الهجوم، خطف 251 شخصا، لا يزال 58 منهم محتجزين في غزة، بينهم 34 شخصا توفوا أو قتلوا، بحسب الجيش.
وامتدت تبعات الحرب الى أنحاء أخرى في الشرق الأوسط، منها لبنان حيث أعلن حزب الله في الثامن من أكتوبر 2023، فتح جبهة « إسناد » دعما للقطاع الفلسطيني وحليفته حماس.
ورغم سريان وقف لإطلاق النار في لبنان منذ نوفمبر، تواصل إسرائيل شن ضربات.
والجمعة، نعت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قياديا وعنصرا هو نجله، في ضربة إسرائيلية في صيدا بجنوب البلاد.
ونعت الكتائب في بيان « القائد القسامي » حسن أحمد فرحات ونجله حمزة حسن فرحات، مشيرة الى أنهما قضيا الى جانب جنان ابنة حسن، في الضربة.
ورأى مراسلون شقة في الطابق الرابع من أحد المباني مدمرة بينما اندلعت فيها النيران. كما رأى الأضرار التي لحقت بأبنية مجاورة وعدد من المحال التجارية والسيارات القريبة.
وأثارت الضربة حالة ذعر في صيدا البعيدة من الحدود مع إسرائيل.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان أنه « قضى على الإرهابي المدعو حسن فرحات قائد القطاع الغربي التابع لحماس في لبنان »، متهما إياه بالضلوع في « مخططات إرهابية عديدة » ضد الدولة العبرية، والوقوف وراء عملية إطلاق قذائف صاروخية أسفرت عن مقتل مجندة في الجيش الإسرائيلي وإصابة عدد آخر بجروح في 14 فبراير 2024.
وأتت تلك العملية في خضم تبادل للقصف عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل. ولم تعلن أي جهة في حينه مسؤوليتها عنها.
وندد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام بما وصفه بأنه « اعتداء صارخ على السيادة اللبنانية » و »خرق واضح » لاتفاق وقف إطلاق النار.
ودعا إلى « وجوب ممارسة أقصى أنواع الضغوط على إسرائيل لإلزامها بوقف الاعتداءات المستمرة التي تطال مختلف المناطق ولا سيما السكنية ».
تأتي الغارة الأخيرة بعد أيام على مقتل أربعة أشخاص، من بينهم القيادي في حزب الله حسن بدير ونجله، في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 27 نوفمبر.
وإضافة الى الضربات في لبنان، شنت إسرائيل غارات جديدة على سوريا ليل الخميس بعد ساعات قليلة من تنفيذها سلسلة ضربات وعمليات توغل دامية نددت بها الأمم المتحدة واعتبرتها دمشق محاولة لزعزعة استقرارها.
كلمات دلالية إسرائيل حرب غزة لبنان