لجريدة عمان:
2025-04-10@06:32:46 GMT

هوامش ومتون :سعيد الغانمي.. الاصطدام بنثر الحياة

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

حين نقلتُ خبر الوضع الصحّي المتأزّم للباحث والناقد والمترجم سعيد الغانمي الذي يرقد منذ أكثر من شهر ونصف على سرير الشفاء، في مستشفى بمدينة (بيرث) الأسترالية، بعد تعرّضه لأزمة مفاجئة، إلى الصديق المشترك الشاعر سيف الرحبي، قال «لم نعد نقوى على فراق شخص بحجم الغانمي، معرفة موسوعية وأخلاق رفيعة وكل الخصال الإنسانية والجمالية التي صرنا نفتقدها في الكثير من أوساط الثقافة العربية»، وقد وجدت في هذه الرسالة القصيرة تلخيصا للغانمي الذي رفد المكتبة العربية بأكثر من ستّين مؤلّفا في الفكر واللغة والترجمة والنقد، باحثا وإنسانا، ولي مع الغانمي والرحبي حكاية استعدتها حين نشر الغانمي في صفحته، قبل تدهور صحّته، ودخوله في غيبوبة طويلة، مقالا كتبه عام 1988م وكان قراءة في ديوان الرحبي (مدية واحدة لا تكفي لذبح عصفور) والمقال منشور في كتابه (منطق الكشف الشعري) الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 1999م، أعادني المقال إلى سنوات بعيدة خلتْ، حيث الأحلام الكبرى التي لم تحدّ من تدفّقها آلة الحرب في ثمانينيات العراق في أيام كتابته للمقال، وكان قد التحق بدراسة الترجمة بجامعة الموصل، وصارت لقاءاتنا في مدينتنا -مدينة الحرية- تتوقّف على إجازات الطلبة والفرص المتاحة، التي كان يتحيّنها، للعودة إلى بغداد، ومكتباتها العامرة، ونشاطاتها الثقافية المستمرّة، في تلك السنوات كان قد أصدر كتابه الأول (اللغة علما) عام 1986م، وذات يوم أخبرني أنه تلقّى عن طريق البريد العادي ديوانين لشاعر عُماني اسمه سيف الرحبي هما (رأس المسافر) و(مدية واحدة لا تكفي لذبح عصفور) من إحدى دور النشر الخليجية، فوفّر لنا الناشر فرصة الاطلاع على تجربة قطب من أقطاب الحداثة الشعرية في منطقة الجزيرة، وبعد أن قرأهما بدأ بالكتابة عن الثاني مختتما مقاله بانتصاره لقصيدة النثر بقوله «إن الحياة هنا تصطدم بنثر الحياة الذي لا يستطيع أن يعبّر عن نفسه بالقصيدة الموزونة، بل بقصيدة النثر فقط»، رغم أنّ الغانمي كان يكتب قصيدة التفعيلة، ومفتونا بتجربة محمود درويش، ويحفظ الكثير من أشعاره، وحين أسأله إن كان ينوي جمع نصوصه في ديوان، يجيبني «لم يحن الوقت بعد، وسأصدر ديوانا واحدا في حياتي أسمّيه (البدايات الأخيرة)» وهذا ما فعله في عام 2011م أي بعد أكثر من ربع قرن من التخطيط له، والديوان صدر عن دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ولم ينشر ديوانا سواه، فقد بقي الشعر بالنسبة له مساحة للبوح، وفي الشهور الأخيرة دأب على نشر نصوص عمودية في صفحته الشخصية بالفيسبوك، فقد بقيت روح الشاعر حيّة في داخله، وأضفت صبغة شعرية على لغة بحوثه ومقالاته، ودراساته، وترجماته.

وممّا أذكر، أنّني في مهرجان المربد الشعري الذي أقيم عام 1989 دخلتُ فندق المنصور ميليا، فوجدتُه واقفا مع ضيف لم أكن قد التقيت به في المرابد السابقة، فسألني: هل عرفته؟ حدّقت بوجهه، فقابل نظراتي بابتسامة، وانتشلني من ارتباكي حيث قال لي: رأس المسافر، ومدية واحدة لا تكفي.. عندها قلت: سيف الرحبي، وكان ذلك أوّل لقاء جمعني به، كذلك كان سببا في اللقاء الأوّل الذي جمعني بالروائي الراحل حسن مطلك، وكان يلتقي به في جامعة الموصل، لنبدأ صداقة وثيقة، كانت تكبر يوما بعد آخر حتى رحيله معدوما في 1990م.

محطّات كثيرة جمعتني بالصديق سعيد الغانمي من بينها أحاديثنا الطويلة التي تشهد عليها شوارع (الحرية)، وعملنا في مجلة (أسفار) الثقافية التي كانت تصدر عن منتدى الأدباء الشباب، ولقاءاتنا في عمّان، في إجازاتنا، وكم فرحنا عندما نال جائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2017م عن كتابه (فاعلية الخيال الأدبي)! فقد جاءت تتويجا لإنجازاته الإبداعية، وجهوده المعرفية، وبقي ودودا، متواضعا، كثير الصمت، ميّالا للعزلة، منصرفا للقراءة والدرس، والبحث المعرفي والجمالي، مثلما عرفته عام 1978م.

وآخر لقاء جمعني به كان خلال زيارتي لبغداد في ديسمبر الماضي خلال إقامة معرض العراق الدولي للكتاب، وكنت برفقة الصديقين: عدنان الصائغ ود. سعد التميمي، وحين سألته عن صحّته، وكان قد تعافى من مرض السرطان الذي أصاب الأمعاء، طمأنني أنّ العملية التي أجراها نجحت بالقضاء عليه، وأنه بخير ولن يستسلم للموت إلّا بعد أن يصدر (100) كتاب، قلت له ضاحكا: إذن لا يزال أمامك (40) كتابا، واليوم كلّنا أمل أنّ يغادر سريره، رغم أنه توقف قلبه النبيل قبل أيام لمدة (6) دقائق، وتعرّض لنزف داخلي، وأجرى الأطباء له عمليتين جراحيتين، ويكمل مشروعه المعرفي.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

أحمد بن سعيد يفتتح معرض الشرق الأوسط للطاقة 2025

دبي - وام
افتتح سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي اليوم فعاليات النسخة التاسعة والأربعين من معرض الشرق الأوسط للطاقة 2025 الذي يُعد أحد أبرز المعارض العالمية المتخصصة في قطاع الطاقة معلناً بدء الدورة الأكبر في مسيرة الفعالية الممتدة على مدى 49 عاماً.
يقام المعرض الذي يستمر حتى التاسع من إبريل تحت رعاية وزارة الطاقة والبنية التحتية وبمشاركة 40 ألفاً من الخبراء الدوليين في مجال الطاقة بما في ذلك أكثر من 500 من كبار المشترين للاطلاع على أحدث الابتكارات التي تقدمها 1600 جهة عارضة من 90 دولة.

وجهة محورية لاستضافة وتنظيم أبرز الفعاليات


أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد أن دولة الإمارات بفضل الرؤية الحكيمة والتوجيهات السديدة لقيادتها الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» أصبحت اليوم نموذجاً عالمياً يُحتذى في مسيرة التحول نحو الاقتصاد الأخضر وتعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة..مشيراً إلى أن الإمارات رسخت مكانتها كوجهة محورية لاستضافة وتنظيم أبرز الفعاليات والمعارض الدولية خصوصاً في مجالات الاستدامة والطاقة، وهو ما يعكس التزامها الجاد بدعم الجهود العالمية الرامية إلى بناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.
ولفت سموه إلى أهمية هذا الحدث الدولي في دعم جهود التحول نحو الطاقة المستدامة وتعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للابتكار في مجال الطاقة لافتاً إلى أن الحدث يمثل منصة رائدة تجمع أبرز الخبراء والشركات العالمية والمحلية لعرض أحدث الابتكارات والتقنيات التي تسهم في رسم ملامح مستقبل قطاع الطاقة.
وقال سموه إن تنظيم المعرض في إمارة دبي للعام التاسع والأربعين على التوالي يعكس الثقة الدولية بالإمارة كمركز استراتيجي للمؤتمرات والمعارض ويعزز من دورها في قيادة الحوار العالمي حول أمن الطاقة والاستدامة.
وقام سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم يرافقه سعيد محمد الطاير نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي وعدد من مسؤولي وزارة الطاقة والبنية التحتية بجولة ميدانية في أروقة المعرض اطلع خلالها على أبرز الأجنحة المشاركة واستمع إلى شرح من ممثلي الشركات والمؤسسات العالمية حول أحدث الحلول والتقنيات المبتكرة في مجالات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.
وتعرف سموه خلال الجولة على عدد من المشاريع الرائدة التي تعكس التقدم المتسارع في تبني التقنيات المستدامة والدور المتنامي الذي تلعبه دبي ودولة الإمارات في قيادة مستقبل الطاقة على المستويين الإقليمي والعالمي.

أولوية استراتيجية عالمية


من جانبه أكد سعيد محمد الطاير نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي التزام دولة الإمارات بتسريع وتيرة التحول في قطاع الطاقة بما يتماشى مع توجيهات القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي المستدام وحماية البيئة وأمن الطاقة.
وأوضح خلال كلمة ألقاها نيابة عن سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية ضمن فعاليات افتتاح معرض ومنتدى الشرق الأوسط للطاقة 2025 أن التحول نحو الطاقة النظيفة يمثل أولوية استراتيجية عالمية لا سيما في ظل الجهود الدولية الهادفة إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن.
ولفت إلى أن دولة الإمارات تهدف إلى إنتاج 20 جيجاواط من الطاقة النظيفة بحلول عام 2030 من خلال مشاريع كبرى يجري تنفيذها في أبوظبي ودبي تشمل مشاريع شركة «مصدر» ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الأكبر من نوعه في العالم في موقع واحد ويتم تنفيذه من قِبل هيئة كهرباء ومياه دبي.
واستعرض أبرز محاور استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 التي تستهدف مضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030 وتحقيق كفاءة في استهلاك الطاقة بنسبة 45 بالمئه بحلول عام 2050، كما تناول أيضاً الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين 2050 التي تهدف إلى دعم الصناعات منخفضة الكربون وتحقيق الحياد المناخي مع السعي إلى إنتاج 15 مليون طن متري من الهيدروجين سنوياً بحلول عام 2050.
ونوه الطاير إلى أن التزام الإمارات لا يقتصر على المستوى المحلي بل يمتد عالمياً حيث استثمرت الدولة أكثر من 50 مليار دولار في مشاريع للطاقة المتجددة في أكثر من 70 دولة مع خطط لاستثمارات إضافية خلال العقد الحالي.

مقالات مشابهة

  • المجني عليه بمشاجرة المعادي: السائق رفع عليا سيف وكان هيقطع إيدي
  • ممثلا لرئيس الجمهورية .. عطاف يُستقبَل من طرف قيس سعيد 
  • وشي حالته بتسوء.. ريهام سعيد نفنح النار على طبيب التجميل اللبناني
  • الولائي السوداني: احتلال العراق ” يوماً سعيد”
  • ياسر ريان: زيزو لاعب ذكي وكان يستهدف المشاركة في مونديال الأندية مع الأهلي
  • سبّاك وكان مروّح من شغله.. تفاصيل دهـ.ـس ابن الفنان محسن منصور لشاب في أكتوبر
  • مدرب بيراميدز: سعيد بالتأهل وحزين للخسارة
  • بالصور.. محافظ بور سعيد يبحث مقترحًا جديد لتطوير الكورنيش
  • أحمد بن سعيد والشيوخ يعزون بوفاة راشد بن علي الشعفار
  • أحمد بن سعيد يفتتح معرض الشرق الأوسط للطاقة 2025