جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-27@05:35:48 GMT

أرواح ترتقي من تحت الركام

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

أرواح ترتقي من تحت الركام

منى بنت حمد البلوشية

تساءلتُ كثيرًا هل بوسعنا العودة بعدما كنَّا في أوجّ نشاطنا، نعم نعمل وننجز إلا أنها ليست كعادتها بل هي ممزوجة بألم ووجع يحيطان  بكامل جوارحنا، فمن المؤلم أن نظهر إنجازاتنا على الملأ بعدما كان الجميع يشاهدها، فإن أعلناها أصبحنا وكأننا أُصبنا بداء الخيانة، نعم سُئلتُ يومًا: "لماذا لا تظهري بعضا مما أنجزته خلال هذه الفترة ؟" فأجبت إن فعلتُ ذلك سأخذل من هم يقاومون لأجلنا، مؤلمة ولكنني أعلم بأن هناك كثيرا ممن هم لا يستطيعون إظهار إنجازاتهم كعادتهم، ببساطة الأوضاع ليست مثلما كانت فالقلب مملوء بالوجع وليس هناك وقت لإظهار بسالتنا وأعمالنا الآن، وإن عدنا لن نعود مثلما كنَّا.

كل ليلة تمر على غزة  بقصف وكل يوم شهداء ومشاهدها المؤلمة، إنهم أطفال شطروا قلوبنا وأوجعوها، ارتقت أرواحهم بخفة وهم يحملون معهم طموحات مستقبلية وبكامل عنفوان نشاط الطفولة ومرحها، ما أقساها من مشاهد مؤلمة لا تدع الحياة تمضي كما تشاء، وكأن السلام والأمان رحل من قلوبنا خشية أن نخذلهم، مؤلمة تلك المشاهد وذلك الطفل الذي رفع سبابة اصبعه رافعًا الشهادة وبكاء والده على صدره يُدمي الفؤاد، والمشاهد كثيرة لا يسعني روايتها فجميعنا شاهدها.

في أيامي الماضية أصبحت لا أخلد للنوم إلا بعد مشاهدة مستجدات كل ما يحدث في غزة وينتابني البكاء الذي لا يُسمع، وأستيقظ صباحًا رغم عدم النوم المتواصل المعتاد عليه وعلى غير عادتي بفتح هاتفي فجرا متصفحة أخبار غزة العزة الأبية، لعل هناك شيئا ما يُثلج الفؤاد، نحن نعيش ما يعيشه الشعب الفلسطيني وأكتب بمداد وجع القلب الذي يحتوي قلوبنا. إنها أيام ثِقال على غزة ولكن رحمة الله أوسع عليهم من كل شيء.

إلا أن غزة وأطفالها ونساءها وشيوخها وشبابها يعلموننا شيئًا آخر أكثر قوة وعلينا أن نغرسها في عقولنا ونطبعها ونكون أكثر فهما وعملا بها "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها" إن فسيلتنا هي النهوض وعدم الركون والاستسلام؛ بل هي الشجاعة التي قدمها لنا الشعب الفلسطني في عزّ وأوجّ محنته وعدم اليأس والعجز مما يحدث، إن الشعب الفلسطيني يلقننا دروسا وعبرا ليست كدروس ماضية تعلمناها، وعلى الأمم أن تفيق من كبوتها، فقد مررنا بأزمات كثيرة ولا بد من وجود حل للخروج منها حتى ننهض ونعيد الأمن والأمان والسلام للشعب الفلسطيني.

إنَّ المرور بالأزمات يمر على المرء بتسعة أصناف: "المشاهدون والحالمون والمتألمون والمتشائمون والمنتقمون والمترددون والمنتفعون والثابتون والمبادرون"، وأنا هنا أقف عند المبادرين فهم سادة المواقف وصناع القرار، الذين يملكون الرؤى وتزيدهم الأحداث صلابة وقوة وتزيد الأزمات من تألقهم، هم المبادرون الذين يلمعون وسط الظلام، هؤلاء هم أصحاب الأرض الذين يدافعون عن وطنهم وبشراسة رغم كل الألم والوجع والفقد الذي أحاط بهم لا يستسلمون، ويخرج من تحت الركام رجال صغار بأجسادهم إلا أنهم أقوياء البُنية ينتقمون لكل قطرة دم سالت على أرضهم، غير آبهين بحياة دنيوية وإنما وجدوا حياتهم في برزخ النعيم، وطاروا بأجنحة وداع معلنة أن السلام سيعم قريبا ولن تدوم الحروب وذلك الدمار.

مهما تحدثت وكتبت عن كل المشاهد والأحداث لن أستطيع أن أصف ما في جعبتي سوى أننا تعلمنا الكثير مما شاهدناه وأصبح الصمت سيد الحضور، وكلمة واحدة قادرة على تغيير كل ما يحدث وهي بين أيدينا وأفواهنا وحناجرنا،هناك سهم علينا أن نصوبه باتجاه العدو ويغير القدر فيه مجرى الحياة ألا وهو الدعاء.

اللهم سهمًا من سهام القدر يغير كل مجريات الحياة لأفضلها، اللهم إننا لا نملك سوى الدعاء فهو الذي يرد القدر، وأستميحك عذرا فلسطين الحبيبة وغزة العزة  الأبية لما يحدث لكِ فحتماً النصر قادم لا محالة.. "ألا إنَّ نصرَ الله قريب".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: ما یحدث

إقرأ أيضاً:

السيد القائد يدعو لخروج مليوني واسع يوم غدٍ الجمعة نصرةً لغزة ودعماً للشعب الفلسطيني

يمانيون/ صنعاء دعا السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي– حفظه الله – في خطابه اليوم الخميس، الشعب اليمني العزيز للمشاركة في الخروج المليوني الكبير غداً، في العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى، مؤكداً أن هذه المسيرات الشعبية تعبر عن ثبات الموقف اليمني الداعم للقضية الفلسطينية.

وأوضح السيد القائد أن هذه المسيرات المليونية الأسبوعية تمثل مشاركة فعلية في الجهاد وموقفاً داعماً للشعب الفلسطيني في غزة، مشدداً على أن الشعب اليمني لن يتخلى عن إخوانه الفلسطينيين ولن يسمح للعدو الإسرائيلي بالاستفراد بهم.

وأكّد أن استمرار هذه المسيرات بزخم كبير له أهمية بالغة في هذه المرحلة الحرجة.

وأشار السيد القائد إلى أن موقف الشعب اليمني العظيم ينبع من قوة إيمانه وثقته بالله تعالى، معتبراً أن هذا الصمود الشعبي الكبير يمثل حالة انتصار بحد ذاتها.

وأضاف أن المسار اليمني يشهد تطوراً تصاعدياً في الجوانب العسكرية والتقنية، وكذلك في الجانب المعنوي ومستوى الوعي.

ولفت السيد القائد إلى أن تصريحات أهالي الشهداء وحضور الجماهير الواسع في المظاهرات يعكس مستوى الوعي العالي والثبات على المبدأ، مؤكداً أن الحرب في جوهرها معركة إرادة تعتمد أساساً على الجانب المعنوي والإيماني.

وانتقد السيد القائد السياسات الأمريكية، واصفاً اعتداءاتها الأخيرة بأنها تعكس “فشلاً ذريعاً”، مستشهداً بقصف المقابر كدليل على انحطاط المستوى الأخلاقي والعسكري للعدو الأمريكي.

وأكّد أن صمود الشعب اليمني أثبت أن الإرادة القوية القائمة على الإيمان يمكنها التغلب على أعتى القوى، رغم كلّ محاولات التصعيد.

وختم السيد القائد خطابه بالتأكيد على أن الموقف اليمني في تصاعد مستمرّ، وأن كلّ تصعيد أمريكي يقابله زيادة في القوة والتطوير العسكري، معتبراً أن الشعب اليمني يقدم درساً مهماً للأمة في كسر حاجز الخوف من التهديدات الأمريكية، وأن هذا الموقف الصلب يسهم في دعم القضية الفلسطينية وفضح الدور الأمريكي الداعم للعدو الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • مصر ترحب بتعيين حسين الشيخ وتؤكد دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني
  • تظاهرة حاشدة في ستوكهولم رفضًا لخطط تهجير الشعب الفلسطيني
  • "فتح": قرار الحرب والسلم يجب أن يكون بيد منظمة التحرير لوقف المقتلة بحق الشعب الفلسطيني
  • أبناء حجة يحتشدون في 200 مسيرة تضامناً مع الشعب الفلسطيني وتنديداً بالعدوان على اليمن
  • أبناء حجة يحتشدون في 200 مسيرة تضامناً مع الشعب الفلسطيني
  • “الجهاد الإسلامي” تشدد على أهمية وحدة القرار الفلسطيني
  • السيد القائد يدعو لخروج مليوني واسع يوم غدٍ الجمعة نصرةً لغزة ودعماً للشعب الفلسطيني
  • قائد الثورة يدعو الشعب اليمني للخروج المليوني يوم غد الجمعة دعما للشعب الفلسطيني
  • مسير لطلاب الدورات الصيفية في حريب القراميش بمأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني
  • حركة فتح: مصر تتعامل مع القضية الفلسطينية بحرص تام والقرار الفلسطيني يجب أن يظل مستقلًا