أعلنت المملكة اليوم , إتمام شركة ASpace الصينية الرائدة في الصناعات الفضائية , استثماراً بقيمة مليار ريال، وذلك لتأسيس مصنع متخصص لتصنيع الأقمار الصناعية المتقدمة في المملكة، على أن يرتفع حجم استثمار الشركة تباعاً مع مراحل المشروع الذي يتضمن البحث والتطوير وصناعة المكونات والأنظمة الفرعية وصولا إلى صناعة الأقمار الصناعية.


وستستفيد ASpace من موقع المملكة الجغرافي كمنصة لتعزيز قدرات الفضاء في المنطقة من خلال الاستثمار في الاقمار الصناعية المتقدمة التي تمثل 70% من سوق الفضاء، الأمر الذي سيعزز أيضا من قدرات المملكة في تصنيع الأقمار الصناعية المتقدمة من خلال نقل المعرفة والخبرات إلى جانب تنمية القدرات الوطنية في تقنيات الفضاء.
وأكد معالي رئيس مجلس إدارة وكالة الفضاء السعودية المهندس عبدالله بن عامر السواحه أن هذا الاستثمار خطوة مهمة لتعزيز تنافسية المملكة وترسيخ مكانتها كمنصة إقليمية لجذب تقنيات واستثمارات الفضاء الذي يشهد نمواً متسارعاً، موضحاً أن الحراك الذي أحدثته المملكة بدعم من القيادة الرشيدة – حفظها الله- في مجال الفضاء يعد رافداً رئيساً لدعم وتنويع الاقتصاد وتنمية القدرات والمواهب الوطنية في تقنيات الفضاء المتقدمة.
من جانبه قال معالي وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، في تصريح له بهذه المناسبة: “إن حصول شركة ASpace على أول رخصة استثمار في مجال الأقمار الصناعية يعد النواة الأولى للاستثمار في المملكة في هذا المجال، لا سيما أنه يعد من ضمن المجالات المستقبلية، والذي التي تتضمن فرصا عالمية واعدة، ولا شك أن هذه الخطوة ستفتح الباب أمام العديد من الشركات للاستثمار بالمملكة، والتي تشهد نهضة استثنائية على كافة الأصعدة، حيث إن مجال الأقمار الصناعية يشهد تطورا غير مسبوق، ما يعزز من تنافسية المملكة عالميا”.
من جهته، وصف معالي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء السعودية الدكتور محمد بن سعود التميمي، استثمار شركة ASpace في المملكة بعلامة فارقة مهمة للشركة، وسيكون لهذا الاستثمار تأثير إيجابي على قطاع الفضاء بالمملكة، وقاعدة تصنيع الأقمار الصناعية الشاملة في المنطقة، مبيناً أن هذا الاستثمار يؤكد التزام الشركة بتطوير تقنيات الفضاء ليس فقط إقليمياً، ولكن أيضًا على مستوى العالم.
وجرى تسليم شركة ASpace – التي تتخذ من هونج كونج مقراً لها – رخصة الاستثمار على هامش فعاليات منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار”، المنعقد بمدينة الرياض، حيث قامت وزارة الاستثمار ووكالة الفضاء السعودية بأدوار محورية لإنجاح هذا المشروع بدءا من دعوة الشركة إلى المملكة، وتطوير فرص الشراكة وتوفير مواقع التصنيع، وصولا إلى إغلاق أول صفقة استثمارية نوعية في مجال الفضاء.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الصناعیة المتقدمة الأقمار الصناعیة فی المملکة

إقرأ أيضاً:

كريم زيدان…الرجل الذي يواجه معادلة الاستثمار والتنمية في مغرب لا ينتظر

زنقة 20. الرباط – الرحالي عبد الغفور

عندما يتحدث البعض عن الاستثمار، يبدو لهم مجرد أرقام تُضخ، وصفقات تُبرم، واتفاقيات تتوالى على طاولات المسؤولين. لكن الواقع أعقد من ذلك، فالمغرب الذي يخطو بثبات نحو اقتصاد أكثر تنافسية لا يحتاج فقط إلى استثمارات تتدفق، بل إلى رؤية تجعل هذه الاستثمارات ذات معنى، تؤثر في حياة الناس، وتغير واقع المدن والقرى، وتفتح أبوابًا كانت موصدة أمام طاقات لم تجد بعد منفذًا لتحقيق ذاتها.

في قلب هذه الدينامية، يأتي كريم زيدان، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، ليجد نفسه أمام تحدٍّ مزدوج: كيف يجعل من المغرب أرضًا جاذبة لرأس المال، وكيف يضمن أن لا يكون الاستثمار مجرد حبر على ورق، بل محركًا حقيقيًا لاقتصاد يليق بتطلعات وطن يسابق الزمن؟

ما يواجهه هذا الرجل ليس مجرد ملفات تقنية تُناقش في الاجتماعات المغلقة، بل واقع معقد حيث تتداخل العوائق البيروقراطية، والتحديات التمويلية، والرهانات الجيوسياسية. المغرب، رغم تقدمه في المؤشرات الدولية، لا يزال يواجه منافسة شرسة من دول أخرى تقدم بدورها تسهيلات ومغريات لجذب المستثمرين.

وهنا، لا يكفي أن نُعلن عن مشاريع عملاقة، بل يجب أن نوفر بيئة عمل تحفز على الإنتاجية، وتحمي المستثمر من المتاهات الإدارية، وتعطي للفاعلين الاقتصاديين الثقة الكافية في استقرار القوانين والسياسات. فهل يمكن الحديث عن استثمار حقيقي في ظل قوانين تتغير بتغير الحكومات؟

لكن الاستثمار وحده لا يكفي. قد نملأ البلد بالمصانع والمشاريع، ولكن إذا لم تكن هناك سياسة منسجمة تربط بين مختلف القطاعات، فإننا سنجد أنفسنا أمام جزر معزولة، حيث يعمل كل قطاع بمنطق مختلف، وحيث تضيع الموارد بين سوء التخطيط وضعف التنسيق.

كريم زيدان ليس فقط وزيرًا للاستثمار، بل هو أيضًا رجل التقائية السياسات العمومية، أي الرجل الذي يُطلب منه أن يجعل من الحكومة جسدًا واحدًا لا مجموعة أيدٍ تتحرك في اتجاهات متناقضة. وهنا تكمن المهمة الأصعب: كيف يمكن أن نجمع بين الاقتصاد والتعليم، بين الصناعة والبحث العلمي، بين الفلاحة والتجارة، بحيث تكون كل هذه القطاعات متشابكة في نسيج تنموي واحد؟

ثم تأتي المهمة الثالثة: التقييم. في هذا البلد، اعتدنا على إطلاق المشاريع الكبرى، لكننا نادرًا ما نتوقف لنسأل: هل نجحت؟ هل حققت أهدافها؟ هل كانت مجرد إعلان سياسي أم تغييرًا حقيقيًا في حياة الناس؟ قليلون هم من يتحملون مسؤولية وضع الحكومات أمام مرآة أفعالها، وهنا يبرز رهان التقييم كأحد أعمدة نجاح السياسات العمومية. لكن السؤال المطروح: هل نملك في إدارتنا ثقافة التقييم، أم أننا نفضل الاستمرار في الخطأ على أن نعترف به؟

كريم زيدان لا يقف فقط أمام أوراق الميزانيات والتقارير، بل أمام معادلة أعمق: كيف نجعل من الاستثمار وسيلة لخلق الثروة، ومن السياسات العمومية آلية لتحقيق العدالة التنموية، ومن التقييم أداة لقياس النجاح بدل تبرير الفشل؟ إنها ليست مجرد حقيبة وزارية، بل ورشة مفتوحة على كل احتمالات النجاح والإخفاق. فهل سينجح الرجل في إقناع المستثمرين بأن المغرب هو الوجهة التي لا بديل عنها؟ وهل سيتمكن من جعل الحكومة تتحدث لغة واحدة بدل لغات متفرقة؟ وهل سيجرؤ على كسر ثقافة المجاملة ليضع كل مسؤول أمام مسؤوليته الحقيقية؟ الأسئلة كثيرة، لكن الزمن وحده يملك الإجابة.

مقالات مشابهة

  • خلال زيارة سدايا.. الرئيس السوري يطلع على تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي في المملكة
  • الاستثمار: مفاوضات بين شركة كويتية وميتسوبيشي العالمية للتصنيع في مصر
  • كريم زيدان…الرجل الذي يواجه معادلة الاستثمار والتنمية في مغرب لا ينتظر
  • المملكة تتصدر الشرق الأوسط بصناعة أجهزة التنفس الصناعي بفضل تقنيات الدوائر الإلكترونية.. فيديو
  • تنفيذ 19 ألف مشروع بقيمة 3.337 مليار جنيه بالشرقية وديرب نجم بالمركز الأول
  • رئيس وكالة الفضاء المصرية يستقبل نظيره الكيني.. شراكة تكنولوجية تدعم أجندة القارة
  • شركة Etermar البرتغالية تبدأ إجراءات فتح مقر إقليمي لها في المملكة
  • فولفو العالمية تخطط لإنشاء مصنع لإنتاج السيارات الكهربائية في مصر
  • وظائف هندسية وإدارية شاغرة لدى شركة الفنار
  • فودافون تنافس Starlink.. تجربة ناجحة لأول مكالمة فيديو عبر الأقمار الصناعية