ألمانيا تدرس قانونا يمنع منح الجنسية لمن يعادي السامية
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
قالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر -اليوم الأربعاء- إن قانونا قيد الدراسة في البرلمان الألماني "يمنع من ارتكبوا أفعالا معادية للسامية من الحصول على الجنسية الألمانية".
وذكرت فيزر -في بيان بعد اجتماعها مع السفير الإسرائيلي لدى برلين رون بروسور- "مسودتنا لقانون الجنسية الجديد الذي سنبحثه الآن في البرلمان الألماني (بوندستاغ) بها استبعاد واضح لمعادي السامية".
وأضافت وزيرة الداخلية الألمانية أن سلطات بلادها "شديدة اليقظة" في ما يخص مؤيدي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في ألمانيا، قائلة إن أي شخص يفعل ذلك "سيحاكم بقوة القانون الكاملة".
وكانت فيزر دعت -الجمعة الماضية- إلى ترحيل داعمي حركة حماس من البلاد إذا كان ذلك ممكنا، وذلك بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في غزة فجر السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري والحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.
وأضافت الوزيرة الألمانية أنها لن تسمح بانتشار "الكراهية والعنف" في البلاد، وطالبت المواطنين بالإبلاغ عن أي "دعاية" داعمة لحركة حماس، مشيرة إلى أن السلطات الألمانية ستراقب عن كثب ما وصفتها بالتهديدات المحتملة وتركز حاليا على "المشهد الإسلامي" في أوروبا.
ألمانيا حظرت في وقت سابق مظاهرة تضامنية مع غزة (رويترز)وكان المستشار الألماني أولاف شولتز أعلن -في بيان حكومي سابق- فرض حظر على أنشطة حركة حماس في ألمانيا بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية، وأضاف في بيانه بالبرلمان أنه من المقرر أيضا حظر شبكة "صامدون" الفلسطينية.
وفي وقت سابق، قال رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم لارس كلينغبايل إنه إذا كان الشخص الذي يحتفل بتأييد حماس في الشوارع الألمانية لا يحمل الجنسية الألمانية، "فيجب حينئذ طرده من ألمانيا".
وأضاف في تصريحات لمجموعة فونكه "إننا حاليا بصدد إصلاح قانون الجنسية: التجنيس هو التزام تجاه بلدنا. من لا يشاركنا قيمنا، من يدعم معاداة السامية والإرهاب، سيتم حرمانه من جواز السفر الألماني"، قبل أن يحذر من التعميمات في هذا الصدد.
وكانت ألمانيا حظرت في وقت سابق مظاهرة مؤيدة لقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مستمرة لليوم الـ19 على التوالي مخلفة أكثر من 6500 شهيد، بينهم 2704 أطفال، إلى جانب دمار هائل بالمباني السكنية والمرافق الحيوية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
انتشار الشرطة الفلسطينية في شوارع غزة يصدم الإسرائيليين
الثورة /متابعات
أثارت الصور والمشاهد التي وثقت انتشار عناصر الشرطة الفلسطينية في شوارع قطاع غزة مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح امس الاحد، تفاعلا واسعا في الأوساط الإسرائيلية، وسط تساؤلات حول ما يحمله هذا الانتشار من دلالات بعد استهداف ممنهج تعرض له جهاز الشرطة على مدار شهور العدوان.
وصباح أمس، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي، البدء في نشر الآلاف من عناصر الشرطة الفلسطينية وفق الخطة الحكومية لحفظ الأمن والنظام في مختلف محافظات قطاع غزة.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشارا لعناصر الشرطة في عدد من المناطق في القطاع بعد دقائق من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وسط حشود كبيرة من المواطنين ترفع أعلام فلسطين وهتافات تشيد بالمقاومة وتطالبها بعدم الاستسلام، ما أثار جدلا واسعا في “إسرائيل”، وتساءل المعلقون بتهكم: “هل نجحت إسرائيل في إخضاع حماس؟”.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن “رجال شرطة حماس ينفذون إعادة انتشار في جميع أنحاء القطاع، وإن حماس التي لم تفقد في أي لحظة من الحرب سيطرتها أو قبضتها على أي جزء من القطاع، تستغل هذه الساعات لتعزيز وإحكام قبضتها وحكمها”.
وتساءل المحلل العسكري الإسرائيلي نوعم أمير، كيف يمكن أنه بعد سنة وثلاثة أشهر لا تزال هناك مركبات عسكرية “جيب” لحركة “حماس” في القطاع؟
وأردف قائلا: “هذا هو بالضبط الفشل العسكري الإسرائيلي”.
من ناحيته، قال عميحاي ستاين من قناة i24 الإسرائيلية إن، “الصور الواردة من غزة لا تترك مجالاً للشك: إسرائيل فشلت في خلق بديل حكومي لحماس”.
واعتبر الباحث الإسرائيلي “مايكل ميلشتاين” أن لا جدوى من إثارة مسألة “اليوم التالي”، “لأنه من الواضح تماما أن اليوم التالي هو هنا الآن: حماس”.
وذكرت منصات إسرائيلية أن الصور القادمة من غزة لا تترك مجالاً للشك، بأن “إسرائيل” فشلت في خلق بديل حاكم لحركة حماس.
وأثارت مشاهد عودة النازحين الفلسطينيين إلى ديارهم في المناطق الشمالية بقطاع غزة، حفيظة بعض المعلقين الذي رأوا فيها إقرارا إسرائيليا بعدم العودة إلى العمليات العسكرية الموسعة في القطاع.
ويرى مراقبون أن انتشار أفراد شرطة غزة بهذه السرعة عقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، يمثل علامة فارقة بعد استهداف الاحتلال لقوى الأمن الفلسطينية خلال العدوان، واغتال المئات منهم، بينهم مدير عام الشرطة في غزة.
ويعكس الظهور العلني لقوات الأمن بزيها الرسمي، تعافي المؤسسات الأمنية، ويوجه رسالة تحدٍّ للاحتلال، الذي كان من بين أهدافه المعلنة القضاء على حكم حركة “حماس” في القطاع، وفق قراءة مراقبين.
كما يعكس انتشار الشرطة بغزة، تماسكا داخليا وتأكيدا على أن المؤسسات الأمنية والحكومية الفلسطينية قادرة على استعادة زمام الأمور.