جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-03@18:57:54 GMT

المعلم أولًا

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

المعلم أولًا

جابر حسين العماني

jaber.alomani14@gmail.com

 

سخروا أوقاتهم الثمينة لخدمة مجتمعاتهم وأوطانهم، كانوا ولا زالوا يهتمون بتربية الأجيال وصناعتها وحفظها من الضياع، نقلوا العلم ومعارفه ومهاراته وأدواته للأجيال، وعم بإخلاصهم وتفانيهم النجاح والتفوق والإبداع ربوع أوطاننا العربية والإسلامية، هدفهم صناعة الإنسان الواعي، والسير به نحو حياة أفضل، مسخرين إمكانياتهم لخدمة وازدهار أوطانهم ومجتمعاتهم بل والإنسانية جمعاء، أولئك هم المعلمون والمعلمات، حجر الأساس وقوة المجتمع، والساعون في بناء الشعوب الراقية والمتعلمة بنور العلم والفهم.

المعلم هو أساس العملية التعليمية في المجتمع البشري، لذا ينبغي على المجتمعات والحكومات احترامه وتقديره وإجلاله، والاهتمام البالغ بتأهيله وتحفيزه ودعمه بما يحتاج، ليستطيع تقديم الأفضل والأجمل للأجيال، والارتقاء بكفاءاته ليكون قادرا على أداء وظيفته ومهامه المناطة به على أحسن وجه ممكن، وذلك من خلال المكافآت والمحفزات التي يجب تقديمها إليه عرفاناً لما يقدمه من جهود جبارة في خدمة وتربية الأجيال وصناعتها، وكما قال الشاعر الشهير أحمد شوقي:

قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا // كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا

وعندما نتأمل الجوائز العالمية والمحلية التي تمنح من أجل المعلم المتميز، نجد دولًا وحضارات كرمت المعلم ورفعت من شأنه، وجعلته حجر الأساس لبناء المجتمع والحضارة الإنسانية، أمثال مؤسسة فايركي جيمس التي خصصت جائزة دولية كبيرة بلغت قيمتها مليون دولار أمريكي من أجل المعلم المتميز، وسلمت الجائزة في نسختها الخامسة لعام 2019 للأستاذ "بيتر تابيشي" - من كينيا - لمساهماته الجبارة في إعانة ودعم الفقراء والمساكين، وتخصيص ما يقارب الـ80% من دخله الشهري لتلك الطبقة الفقيرة.

يا ترى هل دولنا العربية والإسلامية رصدت جوائز تعلي بها من شأن المعلم؟ بحيث تعزز من قدراته وكفاءاته كما هو الحال في بعض الدول الغربية والأجنبية أم أكتفينا بالتكريم المتواضع الذي قد لا يليق أحيانًا بشأن المعلم؟

وإلى جانب الجوائز هناك يوم مخصص للمعلم وبالرغم من أنه يوم احتفائي يفترض أن يكون له دور في تبجيل المعلم ورفع معنوياته، إلا أنه لدى البعض هو يوم في واقعه عابر لا يستتبع سوى غصة في قلوب المعلمين.

ولذا فإن المطلوب من وزارات التربية والتعليم في الوطن العربي والإسلامي مضاعفة اهتمامها بأحوال المعلمين والمعلمات، وتحسين أوضاعهم، وتخصيصهم بالامتيازات، وحل مشاكلهم، وعدم ارهاقهم بالأعمال الإضافية ليتمكنوا من العمل بجودة وإخلاص وتفانٍ من خدمة أوطانهم ومجتمعاتهم.

ما أجمل أن تسعى دولنا العربية والاسلامية مشكورة لرفد المعلم بدورات تعليمية، إلى دول متقدمة علميا ليتمكن المعلم من كسب الكثير من المهارات العلمية، كما هو الحال في بعض دول العالم مثل الدولة الألمانية فهي من الدول التي لا تقبل ممارسة المعلم لمهنة التعليم إلا إذا كان حاصلا على الشهادة الجامعية وخاضعا للدورات والخبرات التأهيلية المختلفة، ليتم من خلال كل ذلك إعداده كمعلم مسؤول على تعليم وتثقيف الأجيال، وهكذا ينبغي أن يكون شأن المعلم في أوطاننا العربية والإسلامية، حتى إذا عاد إلى وطنه عاد وهو يحمل الخبرات والكفاءات العلمية العالية التي يفيد بها أبناء الوطن، وبذلك نستطيع صناعة مجتمع علمي يبني حياته على حب العلم والإبداع والابتكار العلمي، قال تعالى: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" (المجادلة: 11).

كم نحن مدينين للمعلم، فلولاه لم نستطع قراءة حروف لغتنا العربية العظيمة أو حتى عد الأرقام وكتابتها على الألواح الصغيرة والكبيرة، فهو في مقام الأمهات والآباء، يرسم خارطة الأخلاق والعلم النافع ليبثها في نفوس الجميع بأسلوبه الراقي، فهو بحق موسوعة علمية يجب دراستها والاستفادة منها وتكريمها على الدوام.

أخيرًا.. لا بُد وأن نُري المعلم بعض مكانته من خلال سلوكنا، ومن ذلك ما ورد عن الإمام علي بن أبي طالب قال: "قُمْ عَنْ مَجْلِسِكَ ِلأبِيكَ ومُعَلِّمِكَ وإِنْ كُنْتَ أَمِيرًا".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الإمارات توفر أفضل بيئة عمل للمعلمين تقديراً لدورهم في بناء الأجيال

تشارك دولة الإمارات في الاحتفال باليوم العالمي للمعلمين، والذي يُصادف الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام، وهي مناسبة تقام تقديراً للمعلمين وما يقدمونه من أعمال جليلة ونبيلة في تعليم النشء ورعايتهم، لبناء أجيال متسلحة بالعلم والمعرفة، والانطلاق نحو مستقبل مزدهر.

وأكد المحامي والمستشار القانوني، إبراهيم الحوسني، أن دولة الإمارات اهتمت بالمعلم ودوره المحوري في بناء الأجيال من خلال مجموعة من التشريعات والقوانين التي تحمي حقوقه، وتعزز من بيئة العمل الخاصة به، وكانت سباقة في سنّ العديد من القوانين، التي تضمن حقوق المعلمين، سواء في القطاع الخاص أو الحكومي. حماية شاملة

ولفت الحوسني عبر 24، أن من أبرز هذه التشريعات قانون تنظيم علاقات العمل، الذي يحدد حقوق العاملين في القطاع الخاص، بما في ذلك المعلمين في المدارس الخاصة، ويوفر لهم حماية شاملة تتعلق بالعقود وساعات العمل وتعويضات نهاية الخدمة والإجازات، كما يضمن بيئة عمل آمنة. أما في القطاع الحكومي، فيعزز قانون الموارد البشرية حقوق المعلمين في المدارس الحكومية، حيث يوفر لهم مزايا متعددة تشمل الإجازات المرضية والأمومة، وخطط التقاعد، وفرص التدريب والتطوير المستمر لتعزيز مهاراتهم.

لوائح صارمة

وقال: "وضعت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي لوائح صارمة لتنظيم مهنة التدريس، حيث تتطلب الحصول على تراخيص مهنية من أجل ممارسة التدريس، وتحقيق معايير محددة لضمان جودة التعليم، وهي لوائح تساعد في حماية حقوق المعلمين وضمان بيئة مهنية متكاملة. كما أن نظام حماية الأجور الذي تطبقه الدولة يضمن للمعلمين في المدارس الخاصة حصولهم على رواتبهم بانتظام وفي الوقت المحدد، مما يعزز الاستقرار المالي للمعلمين. علاوة على ذلك، هناك قوانين خاصة تحمي حقوق المعلمين في الحصول على الإجازات المرضية وإجازات الأمومة، مما يتيح لهم التفرغ للعناية بصحتهم أو بأسرهم دون التأثير على أوضاعهم الوظيفية".


التزام

وأشار إلى أن هذه التشريعات تأتي في إطار التزام الإمارات بتحقيق أفضل بيئة عمل للمعلمين، بما يساهم في دعم جودة التعليم وتطوير العملية التعليمية، ويؤكد على دور المعلم كركيزة أساسية في بناء مستقبل الأجيال.


دعم

ومن جانبها قالت المعلمة إيناس محمد: "توفر دولة الإمارات كل سبل الراحة والرعاية والاهتمام والدعم للمعلمين، وتحرص على حفظ حقوقهم وكرامتهم، في بيئة تعليمية مستقرة ومؤهلة بكافة وسائل التعلم الحديث، ووفق أرقى المستويات التعليمية للنهوض بكافة عناصر العملية التعليمية، والتي يكون المعلم على رأسها."


بيئة تعليمية حديثة

وبدوره، أضاف المعلم أحمد اسماعيل: "تولي الإمارات أهمية كبيرة للتعليم والمعلمين من خلال توفير بيئة تعليمية حديثة محفزة على الابتكار والتطوير المستمر وفرص تطوير مهني مستمرة، مما يمكننا من أداء رسالتنا على أكمل وجه. كما أن المبادرات الحكومية لتحفيز الابتكار واستخدام التكنولوجيا في التعليم تعكس اهتماماً حقيقياً بتطوير مهاراتنا وتزويدنا بالأدوات التي تساعدنا في تقديم تجربة تعليمية متميزة لطلابنا. هذا الاهتمام يًعزز من عزيمتنا لبناء جيل مبدع ومجهز لمستقبل مشرق."

مقالات مشابهة

  • فيديو | محمد بن زايد يؤكد أهمية تعزيز قيم التكافل التي تميز مجتمع الإمارات
  • الإمارات توفر أفضل بيئة عمل للمعلمين تقديراً لدورهم في بناء الأجيال
  • محمد بن زايد يؤكد أهمية تعزيز قيم التكافل التي تميز مجتمع الإمارات
  • المؤتمر العربي” يدعو الى فتح الأجواء والجبهات العربية والإسلامية أمام قوى المقاومة
  • معرض صوت المرأة يلقي الضوء على التحديات التي تواجه المرأة المبدعة بالإمارات
  • الصناعات الحرفية العمانية .. أصالة تتجدد عبر الأجيال
  • جورجينا توضح أكثر الكلمات العربية التي تستخدمها
  • عبدالله آل حامد: “اليوم الإماراتي للتعليم” يجسد المكانة التي يحظى بها العلم في فكر محمد بن زايد
  • الجامعة العربية تطالب المجتمع الدولي مواجهة اعتداءات إسرائيل على لبنان
  • هن رائدات.. قصص نجاح تلهم الأجيال في مختلف القطاعات