جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-07@00:38:50 GMT

المعلم أولًا

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

المعلم أولًا

جابر حسين العماني

jaber.alomani14@gmail.com

 

سخروا أوقاتهم الثمينة لخدمة مجتمعاتهم وأوطانهم، كانوا ولا زالوا يهتمون بتربية الأجيال وصناعتها وحفظها من الضياع، نقلوا العلم ومعارفه ومهاراته وأدواته للأجيال، وعم بإخلاصهم وتفانيهم النجاح والتفوق والإبداع ربوع أوطاننا العربية والإسلامية، هدفهم صناعة الإنسان الواعي، والسير به نحو حياة أفضل، مسخرين إمكانياتهم لخدمة وازدهار أوطانهم ومجتمعاتهم بل والإنسانية جمعاء، أولئك هم المعلمون والمعلمات، حجر الأساس وقوة المجتمع، والساعون في بناء الشعوب الراقية والمتعلمة بنور العلم والفهم.

المعلم هو أساس العملية التعليمية في المجتمع البشري، لذا ينبغي على المجتمعات والحكومات احترامه وتقديره وإجلاله، والاهتمام البالغ بتأهيله وتحفيزه ودعمه بما يحتاج، ليستطيع تقديم الأفضل والأجمل للأجيال، والارتقاء بكفاءاته ليكون قادرا على أداء وظيفته ومهامه المناطة به على أحسن وجه ممكن، وذلك من خلال المكافآت والمحفزات التي يجب تقديمها إليه عرفاناً لما يقدمه من جهود جبارة في خدمة وتربية الأجيال وصناعتها، وكما قال الشاعر الشهير أحمد شوقي:

قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا // كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا

وعندما نتأمل الجوائز العالمية والمحلية التي تمنح من أجل المعلم المتميز، نجد دولًا وحضارات كرمت المعلم ورفعت من شأنه، وجعلته حجر الأساس لبناء المجتمع والحضارة الإنسانية، أمثال مؤسسة فايركي جيمس التي خصصت جائزة دولية كبيرة بلغت قيمتها مليون دولار أمريكي من أجل المعلم المتميز، وسلمت الجائزة في نسختها الخامسة لعام 2019 للأستاذ "بيتر تابيشي" - من كينيا - لمساهماته الجبارة في إعانة ودعم الفقراء والمساكين، وتخصيص ما يقارب الـ80% من دخله الشهري لتلك الطبقة الفقيرة.

يا ترى هل دولنا العربية والإسلامية رصدت جوائز تعلي بها من شأن المعلم؟ بحيث تعزز من قدراته وكفاءاته كما هو الحال في بعض الدول الغربية والأجنبية أم أكتفينا بالتكريم المتواضع الذي قد لا يليق أحيانًا بشأن المعلم؟

وإلى جانب الجوائز هناك يوم مخصص للمعلم وبالرغم من أنه يوم احتفائي يفترض أن يكون له دور في تبجيل المعلم ورفع معنوياته، إلا أنه لدى البعض هو يوم في واقعه عابر لا يستتبع سوى غصة في قلوب المعلمين.

ولذا فإن المطلوب من وزارات التربية والتعليم في الوطن العربي والإسلامي مضاعفة اهتمامها بأحوال المعلمين والمعلمات، وتحسين أوضاعهم، وتخصيصهم بالامتيازات، وحل مشاكلهم، وعدم ارهاقهم بالأعمال الإضافية ليتمكنوا من العمل بجودة وإخلاص وتفانٍ من خدمة أوطانهم ومجتمعاتهم.

ما أجمل أن تسعى دولنا العربية والاسلامية مشكورة لرفد المعلم بدورات تعليمية، إلى دول متقدمة علميا ليتمكن المعلم من كسب الكثير من المهارات العلمية، كما هو الحال في بعض دول العالم مثل الدولة الألمانية فهي من الدول التي لا تقبل ممارسة المعلم لمهنة التعليم إلا إذا كان حاصلا على الشهادة الجامعية وخاضعا للدورات والخبرات التأهيلية المختلفة، ليتم من خلال كل ذلك إعداده كمعلم مسؤول على تعليم وتثقيف الأجيال، وهكذا ينبغي أن يكون شأن المعلم في أوطاننا العربية والإسلامية، حتى إذا عاد إلى وطنه عاد وهو يحمل الخبرات والكفاءات العلمية العالية التي يفيد بها أبناء الوطن، وبذلك نستطيع صناعة مجتمع علمي يبني حياته على حب العلم والإبداع والابتكار العلمي، قال تعالى: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" (المجادلة: 11).

كم نحن مدينين للمعلم، فلولاه لم نستطع قراءة حروف لغتنا العربية العظيمة أو حتى عد الأرقام وكتابتها على الألواح الصغيرة والكبيرة، فهو في مقام الأمهات والآباء، يرسم خارطة الأخلاق والعلم النافع ليبثها في نفوس الجميع بأسلوبه الراقي، فهو بحق موسوعة علمية يجب دراستها والاستفادة منها وتكريمها على الدوام.

أخيرًا.. لا بُد وأن نُري المعلم بعض مكانته من خلال سلوكنا، ومن ذلك ما ورد عن الإمام علي بن أبي طالب قال: "قُمْ عَنْ مَجْلِسِكَ ِلأبِيكَ ومُعَلِّمِكَ وإِنْ كُنْتَ أَمِيرًا".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

العلم يزداد بالانفاق!

العلم يزداد بالانفاق!
مبادرة : مكتبة السودأن الافتراضية
مكتبة تخدم الجميع ،خاصة الجامعات


كان لدينا زميلين متصوفين ،علي قدر من المحبة و الروعة.. احيانا كان خطابهم بالاشارة! اشارة مورس! بالنقر علي التربيزة! و كنت اغبطهما علي ذلك.
احدهما د.محمد ميرغني،ولديه قول جميل "العلم بالانفاق يزيد" وهي حكمة صحيحة! إذ يكرر صاحب العلم حديثه و يعيده و بذلك يرسخ في ذهنه و يكتمل الحفظ! فيكسب ثواب نشر العلم النافع! وهو نوع من العمل! اليس التدريس عمل؟
وهنا اذكر احضار احدهم برنامج حاسوب لدينا وقد علم بذلك شخص آخر ،فجاء طالبا منحه ذلك البرنامج!تم ذلك بعد ممانعة من البعض! بعد فترة ام نجد البرنامج علي الكمبيوتر و لم تكن هنالك شبكة للانترنيت وقتها!تذكرنا باننا قد منحناه لذلك الشخص! وتمت استعادته بسهولة!
قبل الحرب و في مجموعة واتساب بادر احد الزملاء بجمع كتبه و بعض التقارير و اخطر المجموعة بان يحذو حذوه ويقدمونها للهيئة التي كنا نعمل فيها!فقد تقاعد معظم اعضاء المجموعة! ولم يعودوا ينتفعون بهذه الكتب و التقارير ومن هنا جاءت مبادرة الاخ عبدالله محمد خير للتبرع بالكتب و التقارير لاثراء المكتبة.حتي بنتفع بها كل الناس ،خاصة صغار الباحثين و الطلاب.
لقد لاحظت و جود تقارير مهمة جدا قامت بها مؤسسات عالمية في كثير من انحاء البلاد و في مختلف المجالات وهي معلومات أساسية ،مثل الخرائط الجيولوجية التي انتجها الروس في البحر الأحمر وتقارير شركة هنتينج الانجليزية لبعض المناطق في السودان.
في احيان كثيرة يستعين طلاب الدراسات العليا بهذه النقارير أو الدراسات لاستكمال بحوثهم في خارج البلاد و لا يعيدونها للجهات التي اخذوها منها!مع غياب اي نظام لتوثيق عملية الاستلاف! ويبقي استردادها وقفا لامانة ذلك الشخص!
لذلك و مع ظروف الحرب و خسارة البلاد لكثير من المؤسسات و ما فيها من معلومات ،كتب،تقارير و وثائق تاتي هذه المبادرة لأن نقدم جميعا علي نسخ ما لدينا من كتب أو تقارير و خرائط و وضعها علي الانترنيت في موقع واحد,اقترحت تسميته "المكتبة الافتراضية لاهل السودان" أو " مكتبة السودأن الافتراضية "..(تجدون ملخصا لهذه المبادرة علي النيت).
سيكون مشروعا كبيرا و سبخدم البلاد والناس و التنمية في اليلاد ،اذا ما غيض له النجاح.. بإذن الله
مبادرة اطلقتها في زمن السلام والامان و قد جاء وقتها!

ismailadamzain@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • بالرغم من حرب الإبادة.. الأنظمة العربية والإسلامية تُدير ظهرها عن مناصرة غزة وإيقاف العدوان الإسرائيلي
  • ماذا حلّ بالأمة العربية والإسلامية؟
  • لماذا يتجاهل المعلمون أنماط التعلم لطلابهم؟
  • العلم يزداد بالانفاق!
  • «أبوظبي للغة العربية» يطلق مؤشراً جديداً لقياس «قوّة ارتباط المجتمع باللغة العربية»
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • منظمة النهضة العربية: المجتمع الدولي عاجز على اتخاذ موقف حاسم تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة
  • أبوظبي للغة العربية يطلق مؤشر قوة ارتباط المجتمع باالعربية
  • همسات القلم في زمن الجوع: نداء المعلم السوداني لحماية الهوية
  • خبير: الدول العربية تدين الاحتلال الإسرائيلي دون خطوات فعلية على الأرض