نظرة الصين إلى آفاق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
تشو شيوان **
تتساءل الكثير من الأوساط الإعلامية والسياسية وحتى الشعبية في الشرق الأوسط حول رؤية الصين لآفاق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وما وجهة نظر بكين إزاء هذه الأزمة التي تُلقي بظلالها الصعبة على منطقة الشرق الأوسط، وتعيد المنطقة لحالة الغليان من جديد بعد سنوات من محاولات التهدئة.
الصين لديها نظرة خاصة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتعمل من خلال مسؤوليها لوقف حالة الحرب وحماية المدنيين بالدرجة الأولى.
الخروج عن السيطرة بات "قاب قوسين أو أدنى"- كما يقولها الأصدقاء العرب- خصوصًا وأن الصراع بدأ يمتد إلى مناوشات خطيرة على الحدود اللبنانية وبعض الهجمات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، وهذا ما قد يأخذنا لحالة خطرة لو استمر الأمر على ما هو عليه خصوصًا ونحن نشاهد جهودا دولية غربية تنجذب نحو طرف على حساب طرف آخر.
في حديثه أيضًا قال تشاي جيون، مبعوث الحكومة الصينية الخاص لقضايا الشرق الأوسط: "ستواصل الصين في المرحلة المقبلة الحفاظ على اتصال وثيق مع جميع الأطراف في المجتمع الدولي، بما في ذلك البلدان العربية، والعمل بشكل مشترك على تهدئة الوضع في أقرب وقت ممكن، وتعزيز جهود وقف إطلاق النار ووقف الحرب، ومنع توسع الصراع، وتجنب المزيد من الكوارث الإنسانية الخطيرة، واستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط في وقت مبكر"، وهذا ما حدث فعلًا قبل يومين أجرى وزير الخارجية الصينية وانغ يي محادثة هاتفية مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي، وقال إن الصين تدعو إلى عقد "مؤتمر سلام دولي أكثر حسما وفاعلية وأوسع نطاقا" في أقرب وقت لتعزيز استئناف محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، في حين أكد أن لأي دولة "الحق بالدفاع عن نفسها" لكنها يجب أن تلتزم بالقانون الدولي في مكالمة أخرى مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، وهذا يثبت أن الصين تنظر للصراع من جميع جوانبه وتجعل جميع الأبواب مفتوحة للوصول لسلام ووقف إطلاق النار.
الصين تتصرف حيال هذه القضية ضمن مسؤوليتها كدولة كبرى وتتعامل مع جميع الأطراف بنفس القدر من التساوي وبحيادية وموضوعية؛ فالصين هدفها الأساسي ليس دعم طرف على حساب طرف آخر وليس لديها أية نية لدعم الصراع الدائر ولا بأي شكل من الأشكال، بينما تحاول جاهدة الوصول لحلول سلمية ودفع المجتمع الدولي للتحرك بشكل سريع قبل خروج الوضع عن السيطرة أو الوصول لأزمة إنسانية لا يُحمد عقباها.
الصين ليس لديها أية مصالح أنانية تجاه القضية الفلسطينية، إنما تتطلع للوصول لحل عادل وشامل يتفق مع القوانين الدولية والإنسانية وينهي الصراع ويحمي حياة الأبرياء والمدنيين ويفك الحصار عن غزة، وهذه الجهود ليست بالأمر الهين في هذه القضية الصعبة والطويلة تاريخيًا، ولكن الصين تؤمن بشدة أن السلام هو أقصر الطرق لتحقيق المنافع المتبادلة والوصول لمجتمع دولي أكثر عدلًا وموضوعية.
الصين تنظر لهذه القضية في هذا التوقيت بالذات من جانب إنساني بحت خصوصًا والعالم يشاهد توجها إسرائيليا لتطبيق سياسة الأرض المحروقة ما يعني أن سكان غزة مقبلون على ما هو أخطر وأعنف والحديث هنا عن القصف الإسرائيلي لأكثر من 18 يومًا، وهذا يضعنا أمام احتمالات عديدة مفادها أن الوضع الإنساني سيتأزم يوماً بعد يوم هذا ما ينذر بكارثة إنسانية كبيرة إذا لم نوجد حلًا سياسيًا أمميًا ينقذ حياة الأبرياء ويسمح بإقامة ممرات آمنة لوصول المساعدات، وهذا ما تعمل الصين على إيجاده وفق سياساتها الخاصة وبطريقتها الخاصة التي تعتمد أولًا وأخيرًا على الحوار ووضع الإنسان وحياة المدنيين في المقام الأول، وهذا ما تفتقر له سياسات بعض الدول الغربية الكبرى التي تغذي الصراع وتحرك جيوشها من أجله.
الصين مواقفها مختلفة وطريقة عملها مختلفة، والجانب الفلسطيني يرحب بالعمل مع الصين كوسيط سلام وهناك توافق فلسطيني بأن الصين قادرة على لعب هذا الدور لكونها حيادية وموضوعية، وهذا ما ننتظر حدوثه في قادم الوقت.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الفلسطینی الإسرائیلی الشرق الأوسط وهذا ما
إقرأ أيضاً:
المبعوث الأممي إلى سوريا: يجب إطلاق عملية شاملة تضم جميع السوريين
أكد المبعوث الأممي إلى سوريا جير بيدرسن، من دمشق، أنه يجب إطلاق عملية شاملة تضم جميع السوريين، وذلك حسبما جاء في نبأ عاجل لقناة “القاهرة الإخبارية”.
المبعوث الأممي إلى سوريا: رئيس البرلمان يوجه كلمة بشأن التطورات الأخيرة في سوريا عودة للحياة الطبيعية.. المدارس والجامعات تفتح أبوابها في سورياوأوضح المبعوث الأممي إلى سوريا، أنه يجب ضمان الأمن لمؤسسات الدولة حتى تعمل بشكل كامل، وذلك بعد أن وصل إلى دمشق في أول زيارة له بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
وأعرب المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، عن قلقه البالغ إزاء التحركات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي السورية، مشدداً على ضرورة أن تتوقف هذه الغارات والتوغل في الأراضي السورية، في تصريحات له، أكد بيدرسن أن القصف الإسرائيلي في سوريا يثير القلق على المستوى الدولي، وقال: "يجب أن يتوقف ذلك فوراً".
وتطرق بيدرسن إلى الوضع في سوريا قائلاً إن البلاد الآن أمام مفترق طرق حاسم، مشيراً إلى أن هناك حاجة ماسة لترتيبات انتقالية موثوقة في دمشق وحولها لضمان الأمن والنظام، وأوضح المبعوث الأممي أن تلك الترتيبات ينبغي أن تضمن استقرار الوضع الداخلي في سوريا وتفادي المزيد من التصعيد.
كما شدد بيدرسن على أهمية عدم وجود صراعات بين الفصائل المسلحة التي تنسق فيما بينها بشكل جيد حالياً، محذراً من أن أي تصعيد داخلي قد يؤدي إلى تداعيات سلبية على استقرار المنطقة، وأضاف أن إشراك أوسع نطاق من المجموعات العرقية في العمليات السياسية قد يساعد على تجنب مزيد من الصراع، مؤكداً أن التركيز يجب أن يكون على وحدة الشعب السوري.
وحول التحديات الإنسانية في سوريا، شدد بيدرسن على أن توفر ترتيبات انتقالية جيدة يمكن أن يؤدي إلى نهاية للعقوبات المفروضة على سوريا، مما يساعد على عودة اللاجئين السوريين وتحقيق العدالة في البلاد، ولفت إلى أن هيئة تحرير الشام والجماعات المسلحة الأخرى في سوريا بدأت ترسل رسائل مطمئنة منذ سنوات، ما قد يساهم في تخفيف التوترات.