أحمد بن خلفان الزعابي
zaabi2006@hotmail.com
إلى متى يا أمتي؟ فلقد بلغ السيل الزبى إلى متى سنظل خانعين متخاذلين نكتفي بالشجب والإدانة والاستنكار؛ فها هي غزة تتعرض لحرب إبادة على مرأى العالم أجمع؛ حيث البشر يقتلون، وعلى رؤوسهم تتساقط منازلهم من شدة القصف، فلم يسلم من هذا الدمار لا البشر ولا الحيوان ولا الشجر.
يا أمتي غدًا سيسأل أطفالك ماذا فعلتم تجاه قضيتكم؟ هل بيانات أدانتكم أوقفت مجازر بني صهيون؟ هل شجبكم واعتراضكم أوقفَ دعم بني اليهود؟ لا لا يا أمتي، هذا لا يكفي على الإطلاق، وسنُنكّس رؤوسنا لأننا تخاذلنا حتى مع معرفتنا لحقيقة اليهود وداعميهم علنًا، رغم أن تِعداد أمة الإسلام يتجاوز المليار نسمة، فإننا حتى الآن لم نتخذ مواقف أكثر حزمًا تجاهِ شركاءِ الصهاينة في حرب الإبادة التي تتعرض لها غزة.
لعل الهجوم المباغت لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" للأراضي المحتلة رفعت من الكلفة عن الحكومات وأماطت اللثام عن الحقيقة التي لا تستطيع التحدث بها علنًا الكثير من حكومات الدول الإسلامية في السابق، لكن ومع الوقوف العلني والدعم غير المحدود من قبل الغرب الأمريكي والاوربي لصالح الصهاينة، فقد قدموا للعالم- وعلى طبق من ذهب- حقيقة نواياهم الخبيثة، فهم الذين كانوا بالأمس يدّعون بأنهم رُعاة السلام ومدّعي المدنية والحضارة والمناصرين للحريات وحقوق الإنسان فلقد تكشفت نواياهم وتعرّت أفعالهم ولم يبقى لديهم أية شعارات يتخفّون خلفها لهدم الأمم وتشريد الشعوب وسقطت مع حرب غزة كل الأقنعة وظهرت الحقيقة التي لا يمكن أن تخفى على أحد.
ومع أن اليهود وعلى مر التاريخ ليسوا أصحاب عهود ومواثيق؛ بل إن الغدر والخيانة من صفاتهم على مر العصور، فإن هذا مصداقًا لقوله تعالى في الكتاب الحكيم "أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنهُم" (البقرة:100)، إلا أنه ولأجل شعبنا في غزة لا بُد على حكومات الدول الإسلامية والدول الحرة حول العالم- التي لديها مصالح مشتركة مع الدول الداعمة للكيان الصهيوني المحتل- أن تُكثِّف الضغط على الداعمين من أجل إيقاف حرب الإبادة تجاه غزة وأهلنا في فلسطين الحبيبة، وأخذ العهود بالتوقف التام للعمليات العسكرية هناك وعدم استغلال أية ذريعة كانت لمواصلة العدوان الغاشم، وعليها الضغط بأي وسيلة لأجل إدخال المساعدات العاجلة التي يحتاجها سكان غزة وباقي الأرض المحتلة.
أما عن دورنا كشعوب إسلامية؛ فالواجب يُحتِّم علينا نصرة إخوتنا والتبرع بسخاء لصالحهم لأجل جبر جزء من الأضرار والظلم الذي تعرضوا له؛ فالذي ذهب لن يعود، ولكن من مات فإن روحه ارتقت إلى ربها وهم شهداء عند ربهم يرزقون.
علينا تكثيف الدعاء والتوجه إلى الله بإلحاح مع صدق النية في دعائنا بأن يجبر الله خواطر اليتامى والأرمل الثكالى والمصابين ويحفظهم، ويمُّن عليهم بالشفاء ويكفِهم شر اليهود الغاصبين ويرد كيدهم في نحورهم.
وأخيرًا.. فإن الظلم لن يدوم، فكما ذهب الرومان والصليبيون، سيذهب بني صهيون إلى مزبلة التاريخ، وسيندحرون لا محالة عاجلًا أم آجلًا، وسيعود الحق لأصحابه وستعود القدس لأحضان أمة المليار مسلم، متى ما فاقت أمتنا من غفلتها..
ولا زلنا نقول إلى متى يا أمتي؟!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: إلى متى
إقرأ أيضاً:
بوتين:لنا الحق بضرب الدول التي تستخدم كييف أسلحتها لمهاجمتنا
حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس من أن موسكو لا تستبعد ضرب الدول التي تستخدم أوكرانيا أسلحتها ضد الأراضي الروسية، وذلك بعدما ضربت كييف العمق الروسي مستخدمة صواريخ أميركية وبريطانية.
وقال بوتين في خطاب إلى الأمة "نعتبر أن من حقنا استخدام أسلحتنا ضد المنشآت العسكرية العائدة إلى دول تجيز استخدام أسلحتها ضد منشآتنا. في حال تصاعد الأفعال العدوانية، سنردّ بقوة موازية".
وأكد بوتين أن بلاده "مستعدة لكل" السيناريوهات في النزاع مع اوكرانيا وحلفائها الغربيين.
وأضاف: "كنا دائما مستعدين ولا نزال لمعالجة كل المشاكل بسبل سلمية، لكننا أيضا مستعدون لمواجهة أي تطور. إذا كان أحد ما لا يزال يشك، فذلك غير مفيد. سيكون هناك رد دائما".
وأشار الرئيس الروسي إلى أن حرب أوكرانيا تتصاعد إلى صراع عالمي بعدما سمحت الولايات المتحدة وبريطانيا لكييف بقصف روسيا بأسلحتهما.
وأوضح بوتين أن روسيا ردت على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية وبريطانية بشن هجوم بنوع جديد من الصواريخ الباليستية فرط الصوتية متوسطة المدى على منشأة عسكرية أوكرانية.
وشدد على أنه سيجري تحذير المدنيين قبل الهجمات المقبلة بمثل هذه الأسلحة.
وتابع بوتين قائلا إن أوكرانيا هاجمت روسيا بستة صواريخ أتاكمز أميركية الصنع في 19 نوفمبر وبصواريخ ستورم شادو البريطانية وصواريخ هيمارس الأميركية في 21 من الشهر نفسه، وذلك بعد موافقة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
واعتبر بوتين أن الضربات الصاروخية التي نفّذتها أوكرانيا في الأيام الأخيرة باستخدام أسلحة غربية باءت بالفشل، مضيفا: "صدّت أنظمتنا الدفاعية الجوية هذه الهجمات. الأهداف التي حددها العدو بوضوح لم تتحقق".
واختتم الرئيس الروسي حديثه قائلا: "من تلك اللحظة، ومثلما أكدنا مرارا من قبل، يكتسب الصراع الإقليمي في أوكرانيا، والذي كان الغرب قد حرض عليه سابقا، عناصر الصراعات العالمية".