بوابة الوفد:
2025-03-31@07:00:10 GMT

محمد فودة يكتب: كيف فرضت مصر إرادتها على الجميع؟

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

التاريخ سيكتب بحروف من نور فى سجلات التاريخ موقف القيادة السياسية من القضية الفلسطينية

مصر تقف بقوة ضد كل محاولات تصفية القضية وتحذير العالم من سيناريو التوطين

الرئيس السيسى يكشف للغرب خطر موقفه الداعم إسرائيل ويعمل على تخفيف الحصار عن غزة بكل قوة

 

يحتاج المشهد إلى كثير من القراءة والتأمل، يحتاج إلى مزيد من التحليل والتفسير، ويحتاج أيضا إلى روح وطنية متجردة لتعرف جيدا ما الذى قدمته مصر منذ اندلاع التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى غزة فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣.

شاء من شاء وأبى من أبى، فإن مصر هى حجر الزاوية فى الصراع الجارى الآن، ليس لأنها فقط راعية السلام فى المنطقة، ولكن لأن التصعيد هذه المرة صاحبه حديث متجدد عن خطة شيطانية وضعتها إسرائيل مبكرا، تقضى بنقل الفلسطينيين الموجودين فى غزة إلى سيناء.

أدارت مصر موقفها ببراعة سياسية ودبلوماسية شديدة، فى الوقت الذى تعمل فيه من أجل غزة وتخفيف الحصار عليها ودعم أبنائها فى مواجهة آلة القتل الإسرائيلية، فإنها تتحرك وهى تعرف أنها مستهدفة، وأن هناك من يريد بها شرا وضرا وضررا هائلا.

من اللحظة الأولى دعت مصر إلى وقف التصعيد، حدث هذا بعد ساعات من أحداث ٧ أكتوبر، كانت مصر بخبرتها وتجربتها تعلم أن هذا المشهد سيتطور وستكون له عواقب شديدة، وهى العواقب التى لن تكون فى مصلحة أحد على الإطلاق.

كانت إسرائيل متشددة فى مواقفها، أعلنت أنها لن تتراجع حتى تصفى حركة حماس، وهو ما دعمها فيه الغرب سياسيا وإعلاميا، وهو ما دفعها إلى حصار غزة حصارا شاملا، فى الوقت الذى رفضت فيه مرور المساعدات إلى الداخل الفلسطينى عبر المعبر، واصلت قصفها، وكأنها تريد أن تقول لأهالى القطاع ليس لكم عندى إلا الموت.

كان الموقف المصرى واضحا، فهى ترفض ضرب الحصار على غزة، وترفض التعنت الإسرائيلى الذى يرفض دخول المساعدات عبر معبر رفح، بادرت مصر بتخصيص شاحنات المساعدات الغذائية والطبية التى تكفلت بها ونظمتها حياة كريمة والتحالف الوطنى للعمل الأهلى، وجاءت بعد ذلك طائرات المساعدات الأخرى، لكن إسرائيل تمسكت بموقفها، رفضت دخول المساعدات.

هنا ظهرت قوة مصر وامتلاكها قرارها، فصدر قرار من القيادة المصرية بأن مصر لم تفتح المعبر من ناحيتها لمرور الرعايا الأجانب ومنهم أمريكان، إلا إذا سمحت إسرائيل بدخول المساعدات، كان هذا القرار مربكا جدا لأمريكا وإسرائيل، وأعتقد أن أحدا لم يكن ينتظره أو يتوقعه.

أصدرت مصر القرار وتمسكت به ولم تتراجع عنه، وكانت القيادة السياسية صلبة وواثقة من نفسها وهى تستقبل قادة وزعماء ومسئولى العالم، وهى تعلن موقفها الذى لن تتراجع عنه، وهو ما بدا جيدا فى لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى مع وزير خارجية أمريكا، الذى خرج من مصر دون أن يحصل على أى شيء.

جلس وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أمام الرئيس السيسى ليتلقى محاضرة فى تفسير سبب كراهية الشعوب العربية والإسلامية لإسرائيل، فقد كان اليهود يعيشون بيننا بلا مشاكل، كانوا آمنين وسالمين ولم يكن يتعرض لهم أحد، لكن عندما ظهرت إسرائيل تغير الوضع تماما.

سعت مصر إلى استخدام كل وسائلها السياسية والدبلوماسية لدفع الموقف إلى الأمام وكسر الحصار عن غزة، وكان مرتبا أن تكون هناك قمة رباعية تضم مصر والأردن وفلسطين والولايات المتحدة الأمريكية، وكان هناك تعويل على أن هذه القمة يمكن أن تساهم فى تخفيف الضغط على الفلسطينيين فى غزة.

كان الجميع يستعد لهذه القمة، وكان الرئيس الأمريكى فى طائرته متجها إلى الشرق الأوسط، ولكن جرى ما غير المعادلات كلها على الأرض، فقد أقدمت إسرائيل على حماقة كبرى عندما قامت بضرب مستشفى المعمدانى الذى استشهد فيه ما يزيد على ٥٠٠ فلسطينى من بين المصابين وأهالى الجرحى.

تم التنسيق بين مصر والأردن وفلسطين، وتم إلغاء القمة فى رسالة مهمة جدا إلى أن ما قامت به إسرائيل ليس مقبولا جملة وتفصيلا، وأنه ليس معقولا أن يلتقى القادة العرب بالرئيس الأمريكى على هامش الدماء التى لم تجف، فما الذى يمكن أن يقال، وهل يمكن أن تقبل الشعوب العربية والفلسطينيون أى كلام؟!

كان إلغاء القمة مع الرئيس الأمريكى رسالة قوية، وقفت مصر فى قلبها، ودلت بشكل أساسى على أننا نقف وبقوة وراء القضية ولن نفرط فيها أبدًا، بل يمكن أن نصل إلى أبعد مدى فى الدعم والمساندة، وهو ما بدا بعد ذلك، فبمجرد عودة جو بايدن بدأ يتحدث عن دور مصر فى الاتفاق على دخول شاحنات المساعدة إلى غزة، ويتوجه  بالشكر المباشر والملائم مع دور الرئيس السيسى فى هذا الأمر.

بعد أيام بدأت الشاحنات المحملة بالمساعدة تدخل إلى غزة وهى ترفع علم مصر، فى إشارة واضحة إلى أن مصر فرضت إرادتها كاملة على الجميع ، فعلت ذلك بأدواتها السياسية والدبلوماسية، وبموقفها الواضح الذى لم تفاوض عليه ولم تساوم.

لم يتوقف الأمر عند هذا، فقد أصرت مصر على عقد مؤتمر السلام فى العاصمة الإدارية،وهو المؤتمر الذى شارك فيه عدد كبير من قادة وزعماء ومسئولى العالم ، ولم يكن متوقعا أن يصدر بيان يتفق فيه الجميع على رأى واحد، ولكن كان الهدف هو إحداث أكبر قدر من الحراك لصالح القضية، وهو ما جرى فقد قام الرئيس بوضع الغرب المساند لإسرائيل أمام مسئوليته.

فى كل المواقف كان الرئيس السيسى يتحدث بلسان مبين، فموقفه واضح، وهو ما كان واضحا فى رفض كل خطط ومحاولات تهجير الفلسطينيين ونقلهم إلى سيناء، وهو ما لاقى دعما هائلا من الشعب المصرى بكل طوائفه، وقد ترجم المصريون ذلك فى الوقفات المؤيدة لموقف القيادة السياسية يوم الجمعة، فقد خرج ملايين المصريين استجابة لدعوة الرئيس ليسمع العالم صوت المصريين الرافض كل الخطط التى تستهدف أمنهم القومى.

إن مصر تعيش الآن أزهى عصور المجد الوطنى، فهى تقف بقوة إلى جوار القضية الفلسطينية التى ترفض تصفيتها بكل الصور، وتقف بقوة أيضا فى مواجهة مخطط التوطين الذى يستهدف سيناء، وهو ما سيسجله التاريخ للقيادة السياسية بحروف من نور فى كتاب التاريخ الكبير .

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئیس السیسى یمکن أن وهو ما

إقرأ أيضاً:

وعدت يا "عيد"

ها هو عيد الفطر المبارك وقد هلت أيامه علينا، بعد أن أعاننا الله على صيام وقيام شهر رمضان المبارك، تقبل الله منا جميعا صالح الأعمال والطاعات، وأعاده علينا بالخير والبركة والأمان.

فى الأسبوع الأخير والأيام القليلة قبل العيد لاحظنا حركة كبيرة فى الأسواق سواء فى محال الملابس الجاهزة وذلك لشراء ملابس العيد، وفى محال الحلويات لشراء لوازم الاحتفال بالعيد من كعك وبسكويت وخلافه.

حالة الاستغلال والجشع التى أصابت التجار خلال هذه الايام لا تجد من يضع لها حدا، والحجة أن السوق عرض وطلب، ومن يرد البضاعة فليتحمل ثمنها أو يتركها لمشتر آخر، وهو ما أدى إلى مزيد من "الابتزاز" لجيوب المواطنين، الذين أصبح الكثيرون منهم غير قادرين على الوفاء باحتياجاتهم، الأمر الذى يضطرهم للبحث عن البدائل الأوفر والأرخص..

ويرتبط عيد الفطر المبارك، الذى نعيش أيامه، فى التقاليد المصرية بعمل الكعك بكل أنواعه، بالإضافة إلى شراء ملابس للأطفال الصغار، وشراء مستلزمات الاحتفال بالعيد، وهى عادات توارثتها الأجيال عاما بعد عام، وبدونها يفقد الناس إحساسهم ببهجة العيد وفرحة قدومه.

هذه العادات والتقاليد أصبحت مكلفة للغاية، خاصة أن الشهر الفضيل أيضا تتزايد فيه المصروفات بشكل مضاعف، فهو شهر التزاور والتواصل مع الأهل والأصدقاء، وبالتالي فإن هناك إجراءات تقشفية فرضت نفسها هذا العام، على معظم الأسر، ومنها الاستغناء عن بعض الأنواع من الأطعمة مرتفعة الثمن، وتقليل العزومات، أو تقليل أعداد المدعوين..

الأسعار التى قفزت قفزات سريعة خلال أيام الشهر الفضيل، فى معظم السلع الأساسية وخاصة اللحوم والدواجن، كان لها أثر بالغ فى التخطيط لاستقبال العيد، وعلى سبيل المثال كعك العيد الذى تضاعف سعره هذا العام وحتى الأصناف العادية منه، لم تقدم كثير من الأسر على شراء كميات كبيرة منه، كما كان يحدث فى السابق، ولكن تم تقليل الكميات بقدر المستطاع، حتى أن البعض اكتفى بكميات بسيطة للغاية حتى لا يحرم أطفاله منها، والبعض لجأ إلى تصنيعه فى المنزل توفيرا للنفقات، أما بالنسبة للملابس فتلك مشكلة أخرى، حيث بلغت أسعارها حتى فى المناطق الشعبية أرقاما مبالغا فيها.

الملاحظ هذا العام هو تزايد الحركة على بائعي ملابس "البالة" المنتشرة فى بعض الشوارع وخاصة فى منطقة وكالة البلح والشوارع المحيطة فى شارع الجلاء ومنطقة الإسعاف، وكذا فى كثير من شوارع المناطق الشعبية، وذلك نظرا لوجود فرق واضح فى الأسعار مقارنة بمحلات الملابس الجاهزة، والتى تعرض قطعا من الملابس يتجاوز متوسط سعرها الالف جنيه، وهو رقم كبير بالنسبة لمعظم الأسر.

أما بالنسبة لأماكن المتنزهات التى يمكن أن ترتادها الأسر بسيطة الحال والشباب، فأصبحت قليلة ولا تكفي تلك الأعداد التى تتدفق من الأحياء الشعبية باتجاه منطقة وسط البلد مثلا، وبالتالي تكتظ الشوارع بشكل كبير، ويقضي الشباب كل وقته فى التنقل من شارع لآخر، مع تفريغ طاقة اللعب واللهو فى الشارع، وهو ما ينتج عنه أحيانا سلوكيات غير حضارية.

حتى الكباري الممتدة بطول نهر النيل استغلها أصحاب الكافيهات فى وضع الكراسي واستقبال الزبائن، غير عابئين بحق الناس الطبيعي فى التجول دون تضييق عليهم، الأمر الذى يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، والتوسع لعمل متنزهات وحدائق عامة بأسعار رمزية فى كل الأحياء السكنية أو قريبا منها، وكل عام وأنتم بخير.

مقالات مشابهة

  • السيد الرئيس أحمد الشرع في كلمة بمناسبة عيد الفطر المبارك بقصر الشعب: سوريا يكتب لها تاريخ جديد وأمامنا طريق طويل وشاق، وكل مقومات البناء نملكها على كل المستويات، وما يتطلب منا ان نعمل ولا نختلف.
  • فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. (4) عملية السويس وتفاصيل العبور الذى كاد يودى بحياة بنتنياهو
  • وعدت يا "عيد"
  • بعد العيد
  • محمد صبيح يكتب: رسالة واتساب لوزير التموين
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: قيمنا المجتمعية تعزز الأمن القومي المصري
  • محمد حامد جمعة يكتب: هزيمة كاملة
  • محمد عثمان عوض الله يكتب: أخبار سارة من السودان
  • لواء رُكن (م) د. يونس محمود محمد يكتب: عاوزين جدة!!
  • محمد أبوزيد كروم يكتب: كيف أفشل الجيش المخطط الخبيث!!