المطران عطا الله حنا: لست من المعتقدين بأن القضية الفلسطينية قد تراجعت مكانتها
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأننا نقول لاولئك الذين يظنون بأنه قد تراجعت مكانة القضية الفلسطينية عربيا بأنكم مخطئون فالقضية الفلسطينية لم تتراجع وهي قضية الامة العربية واحرارها المؤمنين بقيم العدالة والحرية والكرامة الانسانية.
وإذا ما كان هنالك بعضا من العرب قد انحرفت بوصلتهم فإننا نطالبهم بأن يصوبوا هذه البوصلة في الاتجاه الصحيح اي نحو فلسطين والقدس لان اي بوصلة لا تكون باتجاه فلسطين وعاصمتها القدس لا تكون في الاتجاه الصحيح.
كما ونقول لاشقاءنا العرب بأن المتآمر على فلسطين هو متآمر عليكم فلا تظنوا ان هذا المتآمر الذي يحمل هذا الفكر العنصري الاقصائي يمكن ان يكون صديقا لكم في وقت من الاوقات فهؤلاء لا توجد عندهم صداقة بل يعملون من اجل اجنداتهم ومصالحهم حتى وان كان هذا على حساب الامة العربية والاقطار العربية الشقيقة.
القضية الفلسطينية هي قضيتكم كما هي قضية الفلسطينيين المدافعين عن قدسهم ومقدساتهم بإسم الامة كلها فلا تتنصلوا من واجباتكم ولا تستسلموا للمشاريع الهادفة لحرف بوصلة الامة العربية باتجاهات غير صحيحة.
كنت وسأبقى متفائلا بان الانحرافات التي حدثت يمكن تصحيحها وهي ليست قدرا لا مفر منه وسأبقى مؤمنا بأن العرب جميعا وخاصة الاحرار منهم هم متمسكون بالقضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الاولى وهم مدافعون عن القدس باعتبارها قبلة للاحرار في كل مكان.
أما عالميا فنحن نشهد ازديادا في الوعي والتضامن مع الشعب الفلسطيني وفي كافة القارات فشرائح كثيرة وكبيرة من الاعلاميين والمثقفين باتت تدرك جسامة الظلم الواقع على شعبنا وهم يقفون إلى جانبنا ويدافعون عن شعبنا المظلوم في كافة الاماكن والمحافل المتاحة لهم.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
مقارنة بين وقوف الغرب مع أوكرانيا وموقف العرب من فلسطين
محمد الموشكي
ماذا عن حرب روسيا مع أوكرانيا، هذه الحرب التي دخلت عامها الرابع؟ ما سبب اندلاعها وما هي المصالح المترتبة عليها، بعيدًا عن الهالة الإعلامية الغربية والرواية الغربية ذاتها؟
حرب أوكرانيا مع روسيا اندلعت في سياق خدمة الغرب، والغاية منها هي إضعاف روسيا واختبار قدرتها العسكرية. وإلا فما هي مصلحة أوكرانيا في معادَاة روسيا، وهي التي تجمعها بهما أغلب الثقافات والعادات، فضلًا عن المصالح المشتركة بين الشعبين والبلدين؟
هنا، لم يتخذ الغرب موقف الحياد ولو بمظهر بسيط وشكلي. بل وجدنا أن الغرب قد وقف بقوة لدعم أوكرانيا بشكل واضح وعلني، وقد شمل ذلك جميع أشكال الدعم، بدءًا من الدعم العسكري وكل ما تحتاجه أوكرانيا في مواجهة روسيا.
وقفت أغلب الدول الأُورُوبية مع أوكرانيا، وهي تدرك جيِّدًا أن موقفها هذا قد يكلفها خسارة مصالح مشتركة كبيرة جِـدًّا مع روسيا، وقد تتحمل عواقب سلبية على اقتصادها، وهذا ما يتجلى بالفعل في آثار انقطاع الغاز والنفط والقمح الروسي عن بعض الدول الغربية.
ومع ذلك، لم يمنع هذا الدول الغربية من دعم أوكرانيا، بل وقامت بمقاطعة روسيا في جميع المجالات، حتى الرياضية.
أمام هذا الموقف الحازم من الغرب، يتعين علينا أن نقارن موقف الدول العربية والإسلامية مع فلسطين، القضية الفلسطينية العادلة التي لا يختلف حولها اثنان. فهي قضية شهد العالم أجمع بأنها قضية عادلة القضية التي عمرها يزيد عن 80 عامًا من الظلم والاضطهاد والقتل والتشريد والاحتلال لأهلها وأرضها.
ومع كُـلّ هذه الوضوح وهذه المظلومية وهذه القضية العادلة، نجد الموقف المخزي والمحرج الذي اتخذته الدول العربية والإسلامية تجاه هذه القضية. موقف لم يرتقِ حتى إلى مستوى التحريض ضد هذا الاحتلال،
مما جعل جميع الأمم تستهين بهذه الأُمَّــة التي اختارت التخاذل، بل والخيانة، والتفريط في هذه القضية العادلة صُلب موقفها.
إن عدم التحَرّك بشكل جاد من قبل الدول العربية والإسلامية يعكس تخاذلًا يتجاوز الوصف، حَيثُ يرون أغلب الأمم الأُخرى أُمَّـة تمتلك كُـلّ القدرات التي تؤهلها لمواجهة هذا الاحتلال، خاضعة وخانعة وغير قادرة حتى على إدخَال شاحنة واحدة من القمح لأكثر من مليونَـــي مسلم وعربي محاصرين في غزة.
بينما نجد أن هذه الدول العربية والإسلامية ومن العجيب العجاب سارعت في الوقوف، منذ اللحظة الأولى، إعلامين وسياسيين وماديين مع أوكرانيا، وهي الدولة التي ليست عربية، ولا يجمعنا بها أي دين أَو ثقافة أَو مصالح أَو حدود مشتركة، ومع ذلك، كانوا الأكثر حرصًا على إيقاف الحرب في أوكرانيا ودماء الأوكرانيين وبعض أوقات الروس.
إنها بالفعل أُمَّـة ضحكت من جهلها وتخاذلها وخنوعها الأمم.