محمد بن راشد للمعرفة تختتم مشاركتها في فرانكفورت للكتاب 2023
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
دبي 25 أكتوبر / وام / اختتمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، مشاركتها في فعاليات الدورة الـ75 من "معرض فرانكفورت الدولي للكتاب 2023"، حيث استعرضت المؤسسة أبرز مشاريعها ومبادراتها في مختلف حقول المعرفة.
واستقبل جناح المؤسَّسة خلال أيام المعرض العديد من الزوار من مختلف أنحاء العالم، حيث زار معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة والشباب جناح المؤسسة وتعرف إلى أحدث مشاريعها وبرامج التطوير والتدريب والتنمية التي تنفذها من خلال جملة من المشاريع مثل "قمة المعرفة" و"حوارات المعرفة" و"برنامج دبي الدولي للكتابة" و"استراحة معرفة" و"مبادرة بالعربي" و"مركز المعرفة الرقمي" وغيرها من المشاريع والبرامج الرائدة.
وأثنى معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، على الجهود التي تبذلها مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في المجال المعرفي وأنشطتها ومشاريعها المميزة في هذا المجال الحيوي وحرصها على نشر المعرفة لتمكين الأجيال الجديدة من المساهمة في دعم المسيرة التنموية لبلدهم الإمارات.
كما استقبلت المؤسسة في جناحها كوكبة من الضيوف والشخصيات رفيعة المستوى بمن فيهم سعادة أحمد العطار سفير الدولة في جمهورية ألمانيا الاتحادية؛ وسعادة الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية وفنسانت مونتان رئيس اتحاد الناشرين الفرنسيين.
وشهد جناح المؤسسة زيارة وفد من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية والعشرات من الشخصيات العامة العالمية التي تحضر في المعرض.
وعلى مدار أيام المعرض، عقد وفد المؤسسة العشرات من اللقاءات والاجتماعات مع ناشرين وعارضين وناشطين في صناعة المعرفة والإصدارات الورقية والرقمية ووسائل نشر المعرفة بطرق ذكية تواكب التطورات الرقمية والعلمية المتسارعة، إذ تمحورت اللقاءات حول تطوير التعاون المشترك بين المؤسسة ودور النشر الرائدة عالميا لاسيما في مجالات تبادل الخبرات وتطوير المهارات المهنية.
وقال سعادة جمال بن حويرب إن المشاركة الدورية في هذا الحدث المعرفي الكبير تجسد التزام المؤسسة بمواكبة أحدث التطورات في صناعة النشر وانتاج المعرفة ومشاركتها، لافتاً إلى أن معرض فرانكفورت الدولي للكتاب أتاح مساحات للتواصل وتطوير آفاق التعاون مع أقطاب صناعة النشر من مختلف دول العالم وتبادل أفضل التجارب والممارسات في إنتاج المعرفة.
وأضاف ابن حويرب : نحرص على المشاركة السنوية في هذا المعرض العريق الذي يتيح لنا الفرصة للتواصل مع رواد المعرفة وأقطاب صناعة النشر من أنحاء العالم ويوفر منصة مثالية لعرض مشاريعنا ومبادراتنا المعرفية؛ وخلال مشاركتنا لهذا العام سلطنا الضوء على المشهد المعرفي في دولة الإمارات وتنامي مكانة الدولة وإمارة دبي على الصعيد المعرفي.
وتضمن الجناح العديد من الشاشات الرقمية التي عرضت مشاريع وروابط نشاطات المؤسسة وصورا للعشرات من الكتاب الذين تدربوا في برنامج دبي الدولي للكتابة فضلا عن صور تبرز مكانة دبي باعتبارها مدينة للمعرفة.
ويعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب واحداً من أهم وأعرق الفعاليات العالمية في عالم المعرفة والكتب والإعلام والنشر.
ويشكل المعرض منصة للحوار والتبادل المعرفي وتقام في إطاره العديد من الندوات وحلقات الحوار والنقاش والمحاضرات بمشاركة كبار الأدباء والكتاب والفنانين والمثقفين والمبدعين في مختلف المجالات المعرفية والأدبية والعلمية.
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: الدولی للکتاب محمد بن
إقرأ أيضاً:
معرض مسقط للكتاب وضيف الشرف
في هذا الأسبوع يُفتتح العرسُ الثقافي السنوي العماني أي معرض مسقط للكتاب في دورته التاسعة والعشرين، وهو عرس سنوي منتظر بشوق من محبي الثقافة بجميع تشكلاتها، كما تهاجر إليه الثقافات والأفكار والعلوم من أقطار عديدة في العالم لتجدها قريبة منك في بلدك بفضاء إنساني مفتوح أمام نتاج الإنسان وتقدم إبداعاته واختراعاته، وتعدد ثقافته وميولاته.
لقد كتبتُ في السنوات الماضية كثيرا عن معرض مسقط للكتاب إعجابا ونقدا، فلا أريد هنا تكرار ما كتبت، بيد أني مضطر أن أعقب على البرنامج الثقافي للمعرض، الذي لم تظهر الصورة النهائية – حسب تصوري - بَعد، ونحن على بُعد يومين من افتتاح المعرض، عدا تضمينه ضمن بيانات دورة المعرض والذي انتشر عقب المؤتمر الصحفي لمعرض مسقط للكتاب الأربعاء الماضي، وحتى الآن لم نرَ البرنامج في صورة تصميمية جاذبة تليق بمعرض الكتاب، والأصل أن يكون ذلك بشكل مبكر يخلق دعاية ضمنية للمعرض، كما أنه يعطي صورة فخرية له نباهي بها المعارض الأخرى إذا ما أحسن اختيارات برامجه، وانطلقت من العموميات إلى الإبداع والإحكام، وهذا لا أجده بصورة ظاهرة في الجدول المنتشر، مقارنة بمعارض قريبة منا، والتي تصاحبنا هذه الأيام أيضا.
هناك 3 جوانب ممكن أن نحاكم بها جاذبية البرنامج، وهي الثيمة وخيط الثقافة ومدار البرنامج ذاته، بمعنى ليست العبرة بكثرة الفعاليات، وإنما بمدى حضور الإبداع والإحكام فيها، فهناك فعاليات رئيسة تكون مدار البرنامج تُسلط عليها الأضواء بشكل أكبر، فلكل يوم مثلا فعاليته الرئيسة، تحوي رموزا ثقافية كبيرة لها ثقلها المعرفي وليس الإعلامي فحسب على المستوى المحلي أو العربي والعالمي، لتكرم بالتفاعل من حيث الحضور والصحافة والتوثيق، وهناك فعاليات مصاحبة، يجمع هذا ثيمة لها علاقة بالثقافة، ويدرك المتابع مدى حضور خيط الثقافة فيها بشكل أعمق.
والبرنامج له مدارات لأن الناس بطبيعتهم يعيشون عوالم مختلفة، فهناك مثلا مدار من حيث الفعاليات كندوات وحوارات، ومدار من حيث الفنون كالموسيقى والرسم والمسرح، وهكذا من حيث الطفل والمرأة وغيرها، كل مدار له فعالياته الرئيسة من جهة والثانوية المصاحبة من إدارة البرنامج أو المؤسسات الثقافية من جهة أخرى، بيد أن تداخل البرنامج بدون إحكام يؤدي إلى طغيان البرامج المصاحبة على البرامج الرئيسة، والتي في الأصل يكون الاهتمام والإنفاق عليها بشكل أكبر، كما يؤدي إلى عدم ظهور الخيط الثقافي خصوصا فيما يتعلق بثيمة المعرض ورسالته المخصصة لكل عام.
ما قلته سلفا لا يعني انتقاصا من برنامج العام، أو من الجهة المنظمة له، حيث يبذلون جهدا كبيرا في إعداده وتطويره يشكرون عليه، إلا أنني كمتابع أقرأ من الخارج، وأزعم أنني لصيق المعرض منذ سنوات خلت لأكثر من عقد، كما أزعم أنني متابع للعديد من المعارض العربية من حيث التأمل والحضور، لكن في الوقت نفسه أسعد كثيرا عندما نباهي بمعرض مسقط عربيا ودوليا لما يصل إلى درجة الإحكام والريادة والإبداع، فالمعرض ليس بيعا وشراء فقط، بل هو تظاهرة ثقافية، وسوق ثقافي مفتوح بكل ما تعنيه الثقافة وسبلها من معنى، فهو لا يمثل الجهات المنظمة بل يمثل عُمان جميعا، ورغم الكثافة السكانية القليلة في عُمان مقارنة مثلا بمصر أو المغرب أو الجزائر، أو بالسعودية في الخليج؛ بيد أنه اليوم يعتبر من المعارض العربية التي تحمل بُعدا ثقافيا مهما، ويشكل إضافة في المشهد الثقافي بشكل واسع.
الأمر الآخر والذي أتعجب منه كل عام وهو ضيف الشرف، وعُمان اليوم لها حضورها العربي والدولي والحمد لله - كما ندرك ذلك في السنوات الخمس الأخيرة من النهضة المتجددة من خلال زيارات السلطان - حفظه الله - وعادة يكون ضيف الشرف دولة ما تهاجر إليك بثقافتها وفنونها وإبداعها، وتعرفك على كتابها ومبدعيها وفنانيها، كما أن معرض الكتاب يهاجر بشكل غير مباشر إلى تلك الدولة عن طريق الإعلام والصحافة والكتابة، فلا معنى أن يكون ضيف الشرف محافظة عمانية، فهذا ممكن تحققه عند المعارض المحلية، أو في مهرجان مسقط أو خريف صلالة؛ لأنه يحمل أبعادا اقتصادية واستثمارية أكثر منه ثقافية بمفهومها التقني الدقيق.
هذا الأمر يؤدي إلى مطاطية ثيمة المعرض ذاته، وفق فعاليات عمومية، قد يفهم منها التكثير وملء الجدول أكثر من الإبداع والإحكام .
كما أسلفت -، من خلال العموميات بلا ثيمة ثقافية جامعة، تارة في عمومية الاقتصاد أو الاستثمار أو الأدب أو التراث مثلا، وهنا أتحدث عن البرنامج الرئيسي وليس عن البرامج المصاحبة، فقد يعذر الثاني لأن رؤيتها وفق المؤسسة بهويتها الخاصة والثابتة حسب اشتغالاتها ما لا يعذر الأول لأنه يخلق هوية معينة للمعرض، وهي هوية متحركة كل عام يشعر بها الزائر بشكل واضح.
ما قلته سلفا يمثل وجهة نظري، وهي في الأصل نظرة محدودة لأني أنظر من زاوية محدودة، بينما صاحب الشأن ينظر من زاوية واسعة وفق الإمكانات المتاحة، كما أنني أقرأ من الخارج بينما هو خبير من الداخل والخارج، بيد هذا لا يمنع من التدافع والنقد، وهي الحالة الصحية لتقدم المجتمعات، بدل المبالغة في الإطراء، ولكن أيضا لا نبخس ما يقومون به، فعملهم عظيم وإن كان تكليفا وظيفيا غير تطوعي من حيث الابتداء، إلا أنهم يبذلون أوقاتهم لرقي المعرض وتقدمه، وهذا يشكرون عليه، وهو واقع ملموس، ونحن ننتظر بشغف هذا العرس الثقافي، والذي بلا شك له مميزاته هذا العام، كما سيخلق إضافة في المشهد الثقافي محليا وعربيا ودوليا، وهذا ما نرجوه لعمان، فأي تقدم فيها تقدم للجميع نباهي وفخر به.