بوابة الوفد:
2025-02-05@10:49:21 GMT

مصر لا تتاجر بمواقفها السياسية

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

«إن تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل أمرٌ لن يحدث، وفى كل الأحوال لن يحدث على حساب مصر أبدا».

بهذه الكلمات التاريخية حدد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس مصر، موقف الوطن الواضح والحاسم والقاطع، والذى لا يحتمل التأويل أو التبديل فيما يخص أطروحات البعض بتهجير سكان غزة الفلسطينيين إلى شمال شبه جزيرة سيناء، كحل للقضية الفلسطينية.

فمهما كانت ظروف مصر الاقتصادية، ومهما كانت الإغراءات والعروض، ومهما كانت الضغوط، فإن موقف مصر العظيمة سيبقى شامخا فى رفض تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير سكان غزة إلى سيناء تحت أى دعوى.

صحيح أن مصر كانت ومازالت أكبر قوى عربية داعمة لحقوق الشعب الفلسطينى، وحاربت وناضلت، وقدمت الشهداء والدماء والجهود من أجل فلسطين على مدى أكثر من سبعة عقود، لكن جوهر الدعم الحقيقى كان ومازال هو الإيمان بعدم التفريط فى الأرض السليبة، وحق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

لقد تصور بعض ذوى العقول الساذجة أن الانكماش الاقتصادى وتفاقم الأزمة المالية يجعل مصر فى وضع حرج، ويدفعها للتسليم بما تطرحه إسرائيل وبعض القوى الدولية الكبرى تحت مسمى صفقة القرن أو غيرها من المسميات.

لكن هؤلاء لا يعون كيف تقف مصر الحضارة، والتاريخ، والمجد، والفخر، والكبرياء تهدر بعزة وكرامة أمام كافة التحديات، لتكرر أمام العالم كله أنها لا تبيع مواقفها ولا تتاجر بقضايا الأمة العربية، وفى القلب منها قضية فلسطين مهما كانت الظروف.

لقد أثلج الموقف التاريخى للقيادة المصرية قلوب الجميع، بمختلف توجهاتهم السياسية، وأسعد حتى أولئك الذين اختلفوا فى بعض الرؤى والسياسات مع النظام الحاكم، ففى وقت الشدائد يتوحد الضمير الوطنى تحت راية واحدة من أجل الوطن.  

وفى رأيى فقد كانت قمة السلام التى احتضنتها القاهرة فى الحادى والعشرين من أكتوبر الحالى، بمثابة علامة فارقة لتأكيد فاعلية الدور السياسى لمصر فى المنطقة والذى يبقى رائدا ومؤثرا وحيويا فى إقرار أى سلام حقيقى.

وأتصور أن اعلان موقف مصر بشأن رفض توطين الفلسطينيين فى سيناء رفضا قاطعا، والتأكيد على كون ذلك أمرا غير قابل للنقاش أو البحث فى حضور قادة  وساسة دول العالم يمثل خطوة استباقية عظيمة سيكتب عنها المؤرخون مستقبلا.

وعلى الرغم من عدم اتفاق القمة على قرار ختامى موحد، فإن مصر نجحت فى حشد ممثلى واحد وثلاثين دولة على مستوى القادة والزعماء ورؤساء الحكومات ووزراء الخارجية لتدين العنف واستهداف المدنيين وتحث على وقف جرائم الحرب، وإغاثة المدنيين المحاصرين، والعودة لاستثناف مفاوضات السلام، وهو نجاح يُحسب للدبلوماسية المصرية ويؤكد ما سبق وقلته قبل أسبوعين فى هذا المكان من أن الحرب الدائرة فى فلسطين ستثبت للعالم كله أن مصر هى الطرف الأقدر على لعب دور قوى فى الوساطة لتهدئة الأوضاع وعدم التصعيد حقنا للدماء.

وأتصور رغم المشاهد المحزنة والأنباء المفجعة التى تتوالى من غزة، أن فرص السلام مازالت ممكنة، وأن العقلاء، وعلى رأسهم مصر قيادة ونخبة وكوادر دبلوماسية يمكن أن يلعبوا دورا عظيما فى التهدئة، سعيا لحل الدولتين.

وسلام على الأمة المصرية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تصفية القضية الفلسطينية كل الأحوال مصر ظروف مصر الاقتصادية

إقرأ أيضاً:

تطورات الأوضاع في فلسطين وسوريا ولبنان تتصدر مباحثات الرئيس السيسي وملك الأردن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين.

وأشار المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية إلى أن الاتصال تناول تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وما يشمله من تبادل لإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين ونفاذ المساعدات الانسانية إلى اهالى القطاع، حيث أكد الزعيمان في هذا الصدد على ضرورة التنفيذ الكامل للاتفاق، وحتمية سرعة اعادة إعمار قطاع غزة.

وذكر السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الزعيمين أكدا في هذا الصدد على أهمية التوصل الى السلام الدائم في المنطقة القائم على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك كضمان وحيد لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وشددا على ضرورة الأخذ بالموقف العربي الموحد المطالب بالتوصل إلى السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط بما يحقق الاستقرار والرخاء الاقتصادي المنشودين. 

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس والعاهل الأردني قد تناولا ايضاً تطورات الوضع في سوريا، حيث شدّدا على أهمية تحقيق الاستقرار في سوريا، وضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأمن شعبها الشقيق، وأهمية بدء عملية سياسية شاملة لا تقصي طرفاً، وتشمل كافة مكونات وأطياف الشعب السوري.

كما ناقش الزعيمان الأوضاع في لبنان، حيث أكدا على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ قرار مجلس الامن رقم ١٧٠١، وحرصهما على أمن وسيادة واستقرار لبنان الشقيق.

وأوضح المتحدث الرسمي أن الاتصال أكد على ضرورة مواصلة التنسيق والتشاور الثنائي وتأكيد الدولتين على استمرار التعاون في مختلف المجالات.
 

مقالات مشابهة

  • دبابات وآليات عسكرية في سيناء .. ما سر التحركات المصرية؟
  • أخبار جنوب سيناء.. الاحتفال بمرور 100 عام علي العلاقات المصرية التركية.. وطائر البلشون على شواطئ طور سيناء
  • محافظ شمال سيناء يزور الجرحى الفلسطينيين بمستشفى بئر العبد التخصصي
  • تطورات الأوضاع في فلسطين وسوريا ولبنان تتصدر مباحثات الرئيس السيسي وملك الأردن
  • محافظ شمال سيناء يكشف آخر تطورات الحالة الصحية للمصابين الفلسطينيين
  • محافظ شمال سيناء: رفح الجديدة لم تُنشأ لتكون نقطة لاستقبال الفلسطينيين
  • محافظ شمال سيناء: تهجير الفلسطينيين لمصر خط أحمر.. ورفح الجديدة للمصريين
  • محافظ شمال سيناء يزور الجرحى الفلسطينيين في مستشفى الشيخ زويد والعريش
  • محافظ شمال سيناء يزور الجرحى الفلسطينيين في مستشفيي الشيخ زويد والعريش
  • محافظ شمال سيناء يزور المصابين الفلسطينيين في مستشفى الشيخ زويد