أختتمت اليوم الأربعاء بعاصمة دولة جنوب السودان فعاليات الاجتماع التشاوري للأطراف الموقعة على اتفاق جوبا للسلام بين الأطراف السودانية لبحث وقف الحرب المشتعلة بين الجيش و قوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي.

الخرطوم ــ التغيير

و أتى الاجتماع بعد دعوة وجهها رئيس دولة  جنوب السودان سلفاكير، للسودانيين الموقعين على سلام جوبا، بغرض الحوار واستكشاف السبل الكفيلة لإنهاء الصراع المستمر في السودان.

وكان قد تم التوقيع على اتفاق جوبا للسلام في جوبا تحت رعاية الرئيس الجنوب سوداني سلفاكير في 3 أكتوبر 2020، بين الحكومة السودانية و14 طرفا موقعة، بضمانة دول تشاد والإمارات العربية المتحدة والايقاد، وشهادة مصر وقطر.

وقال رئيس لجنة الوساطة توت قلواك مانيمي، ومستشار رئيس دولة جنوب السودان للشؤون الأمنية، خلال افتتاح الاجتماع التشاوري بجوبا، إن الاجتماع يهدف إلى البحث عن طريقة لوقف الحرب الدائرة، مشيرا إلى أن الحكومة تدعم السلام والاستقرار في السودان.

من جانبه، قال نائب رئيس مجلس السيادة الانقلابي و القيادي في الحركة الشعبية، مالك عقار، إن الحرب المستمرة تؤثر على المنطقة، داعيا الأطراف إلى إيجاد حل عبر طاولة المفاوضات.

وأضاف : “إن الحرب في السودان تؤثر على المنطقة والقرن الأفريقي، وإنهاء هذه الحرب يعتمد على كيفية معالجة قضايانا الداخلية من خلال اللجوء إلى طاولة المفاوضات لبحث سبل حلها”.

من ناحية أخرى، دعا نائب وزير خارجية جنوب السودان، رمضان عبد الله جوك، الأطراف السودانية إلى الاستماع إلى صوت العقل وإيجاد حل سلمي.

وقال: “ندعو إخواننا في السودان إلى فتح قلوبهم لبعضهم البعض، وقبول بعضهم البعض، والتفاوض بحسن نية لإنهاء الحرب حتى يتمكن شعب السودان من تحقيق السلام”.

وأكد سفير جمهورية مصر العربية لدى جنوب السودان معتز عبد القادر، دعم الحكومة المصرية للسودان حكومة وشعبا، مضيفا أن مصر فتحت أبوابها أمام السودانيين عقب اندلاع الحرب منتصف أبريل 2023.

وكشف أن اللاجئين السودانيين في مصر يواجهون بعض التحديات، مضيفا أن حكومته تعمل على حل تلك التحديات.

الوسومأطراف السلام إيقاف الحرب جوبا سلام جوبا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أطراف السلام إيقاف الحرب جوبا سلام جوبا

إقرأ أيضاً:

مواقف الإمارات ومحنة السودان

منذ تفجر الصراع الدامي في السودان، كان لدولة الإمارات مواقفها الواضحة والصريحة، التي لا تحتمل التشويه وتزييف الحقائق، والشاهد على ذلك دعواتها المتكررة إلى نبذ العنف، وحقن دماء أبناء البلد الواحد، والعمل مع الشركاء الإقليميين والمجتمع الدولي لإيجاد حل سلمي، فيما لم تتوقف أذرعها الإنسانية عن تقديم المساعدات الإغاثية لتخفيف تداعيات الحرب المدمرة على الشرائح المتضررة، ولا سيما ملايين المهجرين والنازحين، وأغلبهم نساء وأطفال ومرضى. 

هذه الحرب الملعونة، كانت قاسية على الشعب السوداني الشقيق، وشهدت فظائع وجرائم حرب ارتكبها طرفا النزاع، القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، وكثير من هذه الجرائم والانتهاكات مرتبط بالقوات المسلحة، وهي فظائع تستوجب المساءلة ضمن أطر القانون الدولي، وندّدت دولة الإمارات بهذه التجاوزات، وحثت على حماية المدنيين ومحاسبة الذين أجرموا من أي جهة كانت، وذلك ضمن موقفها المحايد والمساند لتطلعات الشعب السوداني في الأمن والسلام، وفي مستقبل لا يكون فيه دور للطرفين المتحاربين اللذين جلبا على السودان أسوأ حرب تكاد تنسف وجود هذا البلد العربي، وتلقي به في مهاوي التجزئة، والتقسيم والحروب الأهلية.
من المؤسف أن مواقف دولة الإمارات لم ترُقْ إلى بعض الأطراف، وخصوصاً القوات المسلحة السودانية، التي ما فتئت تناور وتصطنع المعارك الوهمية، لصرف الانتباه عن دورها ومسؤوليتها عن الفظائع واسعة النطاق في هذه الحرب. وبدل تحمل المسؤولية والاعتراف بالأخطاء، تحاول أن تتنصل من كل ذلك، ولم تجد من سبيل إلا إطلاق ادعاءات حاقدة ضد دولة الإمارات دون أي سند واقعي أو قانوني، ومحاولة استغلال بعض المنابر الدولية للترويج لاتهامات زائفة تحاول عبثاً تشويه دور الإمارات، وعلاقتها التاريخية بالشعب السوداني، الذي يعيش عدد كبير من أبنائه معززين مكرّمين داخل الدولة وكأنهم في بلدهم الأم.
 ما تريده دولة الإمارات وتأمله صدقاً، أن تنتهي هذه الحرب الخبيثة، من أجل حماية ما تبقى من موارد للسودان والتصدي للكارثة الإنسانية الهائلة، وهذه المهمة لن تكون سهلة في ظل تعقيدات المشهد الداخلي، وتفكك المؤسسات وضعف الوحدة الوطنية، التي تضررت كثيراً بفعل الصراع العبثي على السلطة. وإعادة البناء والنهوض الناجحة تتطلب قوى سياسة مدنية مسؤولة تعبر عن تطلعات السودانيين، ولم تتورط في سفك دماء الأبرياء سعياً إلى تحقيق مصالح ضيقة.


كما تتطلب أيضاً توافقاً إقليمياً ودولياً، من شروطه الالتزام بالحوار والحل السلمي نهجاً لإنهاء الأزمات، واحترام حقوق الإنسان، ومحاسبة كل من ساهم في جرائم القتل الجماعي للسكان، هذه الشروط ضرورية وحاسمة في إعادة بناء الدول التي تمر بحروب أهلية مريرة.
مستقبل السودان لا يأتي معلباً من الخارج، بل يصنعه أبناؤه إذا توفرت لهم الإرادة، وتوافقوا على حسن إدارة بلد كبير وواسع الخيرات، كان إلى وقت قريب يوصف بسلة غذاء العالم العربي، ولكنه اليوم تعصف به المجاعات، ويعاني الملايين من أبنائه من سوء تغذية، وأمراض ذات علاقة بنقص الغذاء. ومن هنا يكون الدرس والعبرة، والسودان عليه أن ينهض وينفض عنه غبار الحرب ويتحرّر من ميليشيات النهب والفساد، ويطوي صفحات الصراعات الدامية والأنظمة العسكرية إلى غير رجعة.

مقالات مشابهة

  • ألمانيا تدعو رئيس جنوب السودان ونائبه رياك مشار لتهدئة الأوضاع واستئناف الحوار
  • مواقف الإمارات ومحنة السودان
  • غوتيريش يحذر من خطر اندلاع حرب أهلية جديدة في جنوب السودان ويدعو إلى خفض التصعيد
  • جنوب السودان على حافة حرب أهلية.. كيف تطورت الأزمة بين سلفاكير ومشار؟
  • حملة دولية لمنع تهريب وبيع الآثار السودانية
  • تمرّد وسيُقدّم للمحاكمة: جوبا تحدد مصير رياك مشار
  • الأمين العام للأمم المتحدة: نريد تهيئة الظروف المواتية لاستمرار السلام بجنوب السودان
  • بتهمة التمرد.. جوبا تعتقل مشار وتقرر تقديمه للمحاكمة
  • الأمم المتحدة: نريد تهيئة الظروف لاستمرار السلام في جنوب السودان
  • أمين عام الأمم المتحدة: نريد تهيئة الظروف المواتية لاستمرار السلام بجنوب السودان