الأب بدر: الأردن يتضامن مع غزة لكنه يرفض التهجير ولا يقبل باللاجئين الفلسطينيين
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
على مدار اليومين الماضيين، كانت العاصمة الأردنيّة عمّان، وما زالت، مسرحًا لوقفات تضامنيّة مع الشعب الفلسطيني، لا سيما في أعقاب الانفجار الذي وقع داخل أروقة المستشفى الأهلي العربي (المعمداني)، وهو مؤسّسة طبيّة تديرها الكنيسة الأسقفيّة العربيّة (الأنغليكانيّة)، وأدى لسقوط مئات الضحايا ممن لجأوا إلى المجمّع لحماية أنفسهم من الهجمات الإسرائيلية.
وعقب هذه المأساة، عمّت المظاهرات الدول العربيّة، وحتّى الأجنبيّة، للتضامن مع غزة بشكل خاص، ولدعم القضية الفلسطينية بشكل عام. وفي الأردن، ما تزال المظاهرات تنظم في مختلف محافظات المملكة، لا سيما بالقرب من محيط السفارة الإسرائيلية والسفارة الأميركيّة في العاصمة عمّان.
كما أكد الأب د. رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، على أنّه بسبب العلاقات الوثيقة التي تربط الأردنيين بفلسطين، فإنّنا في المملكة نشعر باهتمام كبير بالقضيّة الفلسطينيّة، لانّنا نشهد على معاناة الشعب الفلسطيني منذ سنوات عديدة، وبأنّ القضايا الرئيسيّة ما تزال من دون حلّ لغاية اليوم.
وأشار الأب بدر إلى بعض القضايا الجوهريّة، وهي: احتلال مدينة القدس، الاستيطان في الضفة الغربيّة، عودة اللاجئين، تقاسم المياه، الجدار الفاصل في الضفة الغربيّة المحتلة، وترسيم الحدود، لافتًا إلى أنّ التطرّق إلى واحدة فقط من هذه النقاط تسبّب تعقيدات سياسيّة كبيرة. ومع ذلك، أكد الأب بدر أنّ الحلّ النهائي للصراع لا يمكن أن يتجاهل أيًا من هذه الأمور.
ولفت الكاهن في البطريركيّة اللاتينيّة إلى أنّ هنالك "عددًا قليلًا من المسيحيين في غزة، لكنهم مندمجون بشكل جيّد في المجتمع. وهم يخدمون الناس بفضل وجود العديد من الكنائس والمؤسّسات الإنسانيّة. لكن الظروف التي يعيشون فيها هي غير إنسانيّة".
وقد أدت الحرب الإسرائيلية الدائرة على غزة، منذ الهجوم الذي نفذته حركة حماس، إلى سقوط أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني، ونحو 14 آلاف مصاب. في حين أن سكان القطاع في حاجةٍ ماسة إلى المساعدات الإنسانيّة، وخاصة الغداء والماء، بعد التطبيق الإسرائيلي لسياسة العقاب الجماعي.
وعقب الهجوم على المستشفى، ألغي اللقاء المقرّر بين الملك عبدالله الثاني والرئيس الأميريكي جو بايدن. وبدلًا من ذلك، توجّه الملك إلى القاهرة للتباحث مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث أكد البيان المشترك على "موقف الأردن ومصر الموحد الرافض لسياسة العقاب الجماعي من حصار أو تجويع أو تهجير للأشقاء في غزة"، وبأنّ "أية محاولة للتهجير القسري إلى الأردن أو مصر مرفوضة".
وحول هذا الموضوع، قال الأب بدر: "هنالك 35 جنسية مختلفة في الأردن. في السنوات الأخيرة، استقبل الأردن اللاجئين من سورية والعراق، لأنّه والحمد لله، مملكتنا مستقرّة. ولكن على غرار مصر، فإنّنا لا نريد أن يهجّر الفلسطينيون. نريد أن تكون لديهم دولتهم المستقرة والمستقلة في المستقبل".
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إنّ "التهجير الفلسطيني خط أحمر بالنسبة للأردن"، مضيفًا أنّ التهجير القسري للسكان يُعدّ انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي، وبأنّ أية محاولة لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية هو بمثابة إعلان حرب.
ويضيف الأب بدر في حديثه لوكالة "آسيا نيوز": "لقد كان الأردن دائمًا ملتزمًا بدبلوماسيّة السلام، لكن بالمقارنة مع الماضي، فقد أصبح مناخ اليوم مختلفًا. إنني تذكر أعمال العنف التي شهدتها الانتفاضة الأولى عام 1987، والتي أعقبها مؤتمر مدريد عام 1991، ثم اتفاقات أوسلو عام 1993".
ويوضوح بأنّه "في ذلك الوقت، كان هناك تفاؤل كبير، وأمل في أن تتحسن الأمور. أما اليوم، فإنّه على العكس تمامًا. ليست هناك ثقة في المستقبل، ولا تتم معالجة حتى المشاكل الإنسانيّة الأساسيّة. ندعو الله لكي تتغيّر الأمور، وأن تأتي أوقات أفضل، حتى لو كانت صعبة، لأنّ مستوى العنف المرتفع الذي نشهده يخيّم على مشاعر الأمل".
ولكن عنصرًا آخر كان مفقودًا في العقود الثلاثة الماضية، ألا وهو الدبلوماسيّة.
يشير الأب رفعت بدر إلى أنّه ومنذ التوقيع على اتفاقات أوسلو، لم تعد هناك مفاوضات. كان ينبغي أن يكون هناك وزارة تابعة للسلطة الفلسطينيّة لهذا الغرض فقط، لكنها لا يشغلها أحد اليوم. لم يتم طرح أي شيء على طاولة المفاوضات. وهذا يجعلني أتساءل: من أخذ طاولات المحادثات؟ وإلى أين ذهب بها؟".
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
لامين يامال: فليك صارم لكنه عادل
أكد جناح فريق برشلونة، النجم الإسباني الشاب لامين يامال، أن الموهبة لا ترتبط بعامل السن، مشيراً إلى أنه يسعى للاستمتاع بكل مباراة يخوضها بقميص ناديه.
قال لامين يامال في حديثه لموقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا": "أسلوبي في اللعب شهد تطوراً ملحوظاً، وأصبح أكثر جرأة وثقة بالنفس، في البداية كنت ألتزم فقط بالتعليمات، أما الآن فأمنح نفسي مساحة للإبداع، وأستمتع بكل لحظة في الملعب".
كما تطرق اللاعب الشاب إلى دوره تحت قيادة المدرب هانزي فليك، الذي منحه الثقة والحرية للتعبير عن موهبته، مؤكداً: "مدرب رائع، صارم لكنه عادل، يطلب مني أحياناً التركيز على الجوانب الدفاعية، لكنه يمنحني الحرية في الهجوم، ويطلب مني شيئاً واحداً فقط الاستمتاع باللعب".
وعن طموحاته المستقبلية، أشار يامال إلى أن حلم أي لاعب كرة قدم يتمثل في التتويج بدوري أبطال أوروبا وكأس العالم قائلاً: "عندما تسمع نشيد دوري الأبطال تشعر بالقشعريرة، تسجيل الأهداف في هذه البطولة له إحساس مختلف، وكذلك كأس العالم، فهي البطولات التي تحلم بها منذ الصغر".
وتحدث لاعب برشلونة عن التغيرات التي طرأت على حياته بعد الفوز بكأس الأمم الأوروبية، موضحاً أنه أصبح أكثر ثقة بنفسه، لكنه فقد جزءاً من حياته الطبيعية.
وأوضح: "لم أعد الطفل نفسه، تغيرت حياتي بالكامل، لم أعد أعيش الحياة العادية، وأحياناً يكون الأمر صعباً، فأنا لم أعد قادراً على الخروج بحرية كما كنت أفعل سابقاً".