لم تكد قضية مخطط التهجير القصري لفلسطينيي قطاع غزة نحو شبه جزيرة سيناء المصرية تهدأ، حتى أعادت وسيلة إعلام عبرية النبش في رمادها وإحيائها من جديد.

وكانت هذه الوسيلة الإعلامية هي جريدة “كالكاليست”، وهي هي نشرية معروفة في دولة الكيان بكونها متخصصة أكثر في الاقتصاد، ويتابعها رواد الأعمال وكبار المستثمرين والاقتصاديين.

المستجد هذه المرة في مقال “كالكاليست” هو أنها راحت تذكر تفاصيل مهمة من مخطط التهجير، وقبل ذلك راحت تؤكد وجود المخطط على الورق وليس في النوايا فقط.

وكان من مجمل ما قالته الصحيفة العبرية هو أن المخطط أعدته جيلا غامليل وزيرة الاستخبارات في حكومة بنيامين نتنياهو.

وأوضحت الصحيفة أن غامليل رفعت مقترحها لحكومة نتنياهو، ويجري تداول تلك الوثيقة في المناقشات الداخلية بين القطاعات الحكومية في دولة الاحتلال.

وبحسب نفس المصدر، فإن الوثيقة التي قالت إنها من المفترض أن تكون سرية وتبقى كذلك، قد تم تسريب نسخ منها إلى حركة قومية يمينية متطرفة تسمي نفسها “حركة مقر الاستيطان بقطاع غزة”.

وهذه الحركة تسعى حسب الصحيفة إلى إعادة الاستيطان إلى غزة، والعودة إلى سنوات ما قبل 2005، عندما كانت المستوطنات منتشرة في أطراف القطاع.

وتضمنت وثيقة وزيرة الاستخبارات الصهيونية جيلا غامليل خطوات ثلاث، قالت إنها ستكون ضرورية للبدء في تنفيذ مشروع الهجير بعد نهاية العدوان على قطاع غزة.

وتشمل الخطوة الأولى حسب مقال الصحيفة العبرية، بدء نقل سكان غزة نحو سيناء، وذلك بإنشاء ما يسمى بالممر الإنساني للسماح بتنقل سكان غزة نحو الجنوب، وتحديدا نحو سيناء، على أن يتم إيواؤهم في تجمعات سكنية كبيرة على شكل مخيمات، قبل أن يجري بناء مدن هناك.

وحرصت الوثيقة في خطوتها الثانية، على ضرورة إنشاء منطقة شاسعة، فاصلة بين “الموطن الجديد” لسكان غزة، وبين القطاع، بعرض عدة كيلومترات لضمان عدم عودة “الغزاويين” إلى موطنهم، وأيضا لضمان إبعاد أية مخاطر عن الكيان.

بالإضافة إلى ذلك، تدعو الوثيقة إلى خلق تعاون مع أكبر عدد ممكن من الدول حتى تتمكن من استقبال الفلسطينيين المهجرين من غزة.

وفي هذا السياق، ذكرت وثيقة وزارة الاستخبارات الصهيونية، التي قالت الصحيفة إنوها كانت تحمل ختم وشعار وزارة الاستخبارات، دولا مثل كندا، وإسبانيا، واليونان، ومصر، إلى جانب دولة بشمال إفريقيا لم تحددها.

وبدا واضحا من خلال تلك النقطة، أن الدولة المقصودة في منطقة شمال إفريقيا هي المغرب، لكون نظامها هو الوحيد الذي قام بالتطبيع مع الكيان وأصبح يقيم علاقات دبلوماسية وحتى تعاون دفاعي مع دولة الاحتلال.

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ذكر تفاصيل وتأكيد وجود مخطط تهجير للغزاويين في وثائق الإدارة الصهيونية، فيما تحاول حكومة نتنياهو عدم الحديث عن الأمر.

وكانت وسائل إعلام قد تحدثت عن المخطط الذي تحاول دولة الكيان تمريره بأي طريقة كانت، سواء بالترهيب من خلال القصف الوحشي والعشوائي على المدنيين في غزة، لإجبارهم على الرحيل نحو الجنوب، أو عبر الترغيب من خلال ما تسرب عن وجود عرض لمصر بمسح وتصفير ديونها.

ومباشرة بعد ذلك التداول الإعلامي، راح قادة وسياسيون يدلون بدلوهم بشأن مخطط التهجير، خصوصا لما عبّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن رفضه لأي رغبة في تهجير سكان غزة نحو بلده، واقترح تهجيرهم نحو صحراء النقب بالأراضي الفلسطينية المحتلة.

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: سکان غزة غزة نحو

إقرأ أيضاً:

لن تجلب سوى المزيد من الفوضى.. مفتي مصر يرد ببيان على خطة ترامب لتهجير سكان غزة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلن مفتى الديار المصرية، نظير محمد عياد، رفضه واستنكاره لخطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بتهجير سكان قطاع غزة وسيطرة أمريكا عليه، مؤكدا دعمه الكامل لرؤية الدولة المصرية بشأن إعادة إعمار القطاع مع ضرورة بقاء سكانه فيه.

وقال مفتي مصر، مساء الخميس، في بيان، إنه "يستنكر التصريحات (المستفزة وغير المسؤولة) التي تتجاوز كافة الأعراف الدولية والمواثيق الأخلاقية والإنسانية، والتي تحاول فرض واقعٍ زائفٍ على حساب حقوق ثابتة، في مسعىً يتجاهل حقائق التاريخ ومتطلبات العدل، ويسعى عبثًا لتصفية القضية الفلسطينية وإلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين أُجبروا على ترك وطنهم، وكأنّ مصائر الشعوب باتت تُحدَّدُ بقراراتٍ أحاديةٍ أو تُلغى بتصورات واهية".

وأكد مفتي مصر في بيانه الذي نشرته دار الإفتاء المصرية عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، تويتر سابقا، أن "هذه المحاولات البائسة مهما استندت إلى موازين القوة المؤقتة، ستظلّ صدىً باهتًا أمام الحقائق الراسخة، فحق العودة ليس ورقةً تُطرح في أسواق المساومات، ولا بندًا قابلًا للإلغاء بتغير المعادلات، بل هو جزءٌ أصيلٌ من ذاكرة الأمة، محفوظٌ في ضميرها، وممهورٌ بدماء الفلسطينيين الذين رفضوا أن تُمحى هويتهم أو تُغتصب أرضهم، ومن يظن أن بإمكانه طمس هذا الحق بمشاريع مفروضة، فهو يراهن على وهم زائل، لأن التاريخ لا يُكتب بإرادة عابرة، ولا تُفرض حقائقه بسلطة القوة وحدها"، بحسب نص البيان.

وأضافت دار الإفتاء أن المفتي "حذر من العواقب الوخيمة لهذه المحاولات الظالمة"، مؤكدًا أن "العبث بمصائر الشعوب وتجاهل حقوق الفلسطينيين، لن يجلب للمنطقة سوى مزيد من الفوضى والاضطراب، وأن أي حل يُفرض بالقوة لن يكون إلا بذرة لصراع أشد وأخطر، فالتاريخ شاهد على أن القضايا العادلة لا تموت، وأن إرادة الشعوب أقوى من محاولات الطمس والتغييب، وأنَّ كل محاولات الالتفاف على حقوق الفلسطينيين، أو فرض تسويات تتجاهل عدالتهم التاريخية، ليست سوى عبثٍ مكشوف بموازين العدل، وخروجٍ صارخ عن مسار الحق، فمن يظن أن بإمكانه فرض واقع مخالفٍ للتاريخ والجغرافيا والشرعية الدولية، فهو يغامر بإشعال نيرانٍ لن تنطفئ، لأن الحق حين يُقاوَم لا يضعف، بل تشتد جذوته، وتتوارثه الأجيال حتى تحقّق النصر، وأن الشعوب التي تعلّمت كيف تصمد أمام أعتى المحن لن تخضع لمحاولات التزييف، ولن ترضى بأن تتحول قضيتها العادلة إلى ورقة تفاوضٍ تُدار وفق أهواء المحتلّين".

وأكد المفتي "تأييده التام للرؤية المصرية بشأن إعمار غزة والتي ترتكز على الإعمار كحق إنساني أصيل، مع ضمان حق الشعب الفلسطيني الثابت في البقاء على أرضه"، رافضًا أي "محاولات لفرض واقع يتنافى مع حقوقه المشروعة"، لافتًا إلى أن "إعمار غزة لا يجوز أن يكون مشروطًا أو مرتبطًا بأي مخططات تهدف إلى تهجيره أو النيل من وجوده على أرضه"، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ "موقف واضح يُلزم الاحتلال بوقف اعتداءاته، ويضمن حق الفلسطينيين في بناء وطنهم وإقامة دولتهم المستقلة، دون أي تهديد لوجودهم أو محاولات فرض حلول غير عادلة عليهم"، طبقا للبيان.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال إن الفلسطينيين لن يكون لهم الحق في العودة إلى غزة، بموجب خطته المقترحة، التي يريد من خلالها أن تمتلك الولايات المتحدة أراضي القطاع وتطويره ليكون "مشروعًا عقاريًا".

وجاءت أحدث تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن مستقبل غزة، خلال مقابلته مع بريت باير من قناة فوكس نيوز، التي أُجريت معه السبت وأُذيعت الاثنين.

وكان ترامب يرد على بريت باير الذي سأله: "هل سيكون لدى الفلسطينيين الحق في العودة؟"، فأجاب:"لا، لن يعودوا، لأنهم سيحصلون على مساكن أفضل بكثير".

وأضاف ترامب: "إذا اُضطروا للعودة الآن، فسوف يستغرق الأمر سنوات. إنها غير صالحة للسكن".

وتابع: "بعبارة أخرى، أنا أتحدث عن بناء مكان دائم لهم لأنه إذا كان عليهم العودة الآن، فسوف يستغرق الأمر سنوات قبل أن تتمكن من ذلك - إنه غير صالح للسكن".

مقالات مشابهة

  • صحيفة عبرية: أجهزة الأمن تدعم استمرار المرحلة الأولى من صفقة التبادل
  • الآلاف يتظاهرون في أوروبا وأمريكا تنديدًا بخطة ترامب لتهجير سكان غزة
  • بيان من القوات المسلحة يكشف تفاصيل مخطط خطير
  • إسبانيا تؤكد معارضتها خطة ترامب لتهجير سكان غزة
  • ما موقف القانون الدولي من مخطط ترامب لتهجير سكان غزة؟
  • دراسة عبرية: ربع الإسرائيليين فكروا في مغادرة الكيان خلال 2024م
  • لماذا يبدو مخطط ترامب لتهجير غزة غير قابل للتحقيق؟
  • لن تجلب سوى المزيد من الفوضى.. مفتي مصر يرد ببيان على خطة ترامب لتهجير سكان غزة
  • هزة أرضية بقوة 3,9 درجة علي مقياس ريختر تضرب دولة عربية| تفاصيل
  • مظاهرات في نيويورك رفضاً لخطة ترامب لتهجير سكان غزة