السينودس الكاثوليكي يبعث رسالة إلى الشعب بأسره لمواصلة المسيرة السينودسيّة
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
ستقوم الجمعية العامة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة الكاثوليك، في نهاية أعمالها، بصياغة رسالة إلى شعب الله بأسره هذا ما قاله باولو روفيني، عميد دائرة الاتصالات، ورئيس لجنة الإعلام في مؤتمر صحفي بعد ظهر الأربعاء موضحًا أن لجنة الوثيقة الموجزة فكرت في نص لكي تروي للجميع "لأكبر عدد ممكن من الأشخاص، ولا سيما للذين لم يتم الوصول إليهم أو لم يتم إشراكهم بعد في المسيرة السينودسية"، الخبرة التي عاشها أعضاء السينودس.
حول الوثيقة الموجزة، أبلغ عميد دائرة الاتصالات في نهاية الجمعية العامة الثانية عشرة التي بدأت مناقشة الوحدة الرابعة من وثيقة العمل، حول موضوع "المشاركة ومهام المسؤولية والسلطة. ما هي العمليات والهيكليات والمؤسسات في الكنيسة السينودسية الرسوليّة"؛ وقد أعلن الكاردينال جان كلود هولريش، المقرر العام، أن اللجنة المكلفة قررت أن يكون النص قصيرا نسبيا وفي خدمة عملية مستمرة. سيكون نصًا انتقاليًا، يقوم على خبرة الجمعيّة، وسيحتوي على النقاط التي يوجد إجماع عليها وتلك التي لا يوجد عليها اتفاق، وكذلك على الأسئلة المفتوحة التي ستتطلب مزيدًا من التعمُّق من وجهة نظر قانونية ولاهوتية ورعوية، وسيتم التحقق منها مع شعب الله. وسيكون لها أسلوب بسيط، ولن تكون وثيقة نهائية، ولا حتى وثيقة عمل للجمعية القادمة، وإنما سترافق فقط المراحل المقبلة للسينودس حول السينودسيّة.
للصحفيين، أفادت شيلا بيريس، أمينة سرِّ لجنة الإعلام، أن الأعمال افتتحت صباح الأربعاء بذكرى المونسنيور روبرت باتريك كاميليري أزوباردي، أسقف كوماياغوا ورئيس مجلس أساقفة هندوراس، الذي توفي الثلاثاء، وأنه قد تمت دعوة المشاركين في السينودس لكي يجتمعوا مساء الخميس في ساحة القديس بطرس للصلاة من أجل المهاجرين واللاجئين والتي سيشارك فيها البابا أيضًا.
وتحدث الكاردينال شتاينر عن خبرة سينودسية طويلة لكنيسة الأمازون، التي حاولت دائمًا إشراك جميع الخدمات وجميع الدعوات في البشارة والمناقشات. وشدد الكاردينال على أن الرجال والنساء العلمانيين يشاركون في الجمعيات الأبرشية وفي الجمعيات الأوسع لجميع أنحاء المنطقة، وأنه في اللقاءات الأخيرة كان هناك دائمًا ممثل للسكان الأصليين. وأضاف: "إننا نتطلع بشكل متزايد إلى هذا الحضور لكي نتمكن من أن نصغي ونقوم برسالتنا بشكل أفضل"، وأشار في هذا السياق أن السينودس هو مسيرة وأنه يتم البحث عن حلول لكننا "نتمرّس في السينودسية في هذا السينودس" الذي " يملك فيه الجميع الفرصة لكي يتكلّموا، ويعبّروا عن أنفسهم وعن أفكارهم، دائمًا من أجل خير الكنيسة، مع الأخذ في عين الاعتبار دائمًا لرسالة الكنيسة"، أي إعلان الإنجيل. واختتم الكاردينال شتاينر كلامه قائلًا: "بالنسبة لنا نحن سكان الأمازون، يعد هذا الأمر حافزًا إضافيًا لمواصلة السير على هذا الدرب المتمثل في محاولة الإصغاء للجميع وإشراك الجميع في عملية التبشير". وردا على سؤال أحد الصحفيين، أكد الكاردينال أن الاصغاء يساعد على فهم الجماعات واحتياجاتها، ويساعدنا لكي نكون كنيسة سامرية حاضرة ورحيمة. هناك ٧٠ ألف نسمة من السكان الأصليين، والاصغاء إلى الجماعات المختلفة هو أمر مهم لأنهم "يقولون لنا كيف يريدون الاحتفال ويساعدون لكي نأخذ بعين الاعتبار التقوى الشعبية، ولكي نكون باختصار، كنيسة تبشيرية.
تحدث المونسنيور زبيغييف ستانكيفيتش، رئيس أساقفة ريغا والأمين العام لمجلس أساقفة لاتفيا، عن رد فعل كاثوليك لاتفيا (٢٠٪ من السكان البالغ عددهم نحو مليوني نسمة) على الدعوة للمشاركة في العملية السينودسيّة. وقال "كانت هناك مشاعر غامضة"، فالبعض، بعد أن سمعوا عن المسارات السينودسية في ألمانيا، كان لديهم موقف الرفض، والبعض الآخر فكر في شيء رسمي، ولكن بعد ذلك بدأ الجميع في العمل. لقد برزت الحاجة إلى الإصغاء للجميع، ليس فقط الكاثوليك، بل أيضًا المسيحيين الآخرين، وممثلي الديانات الأخرى، والمهمشين وحتى غير المؤمنين. ومن ثم محاولة التعرف على ما يريد الروح القدس أن يقوله للكنيسة اليوم وإيقاظ حس المسؤولية المشتركة لرسالة الكنيسة التبشيرية في كل مُعمَّد. "وهنا يوجد تحدٍ كبير، أولًا وقبل كل شيء، تنشئة الأساقفة والكهنة - قال الأسقف - لأن مهمتهم الأساسية هي النظر إلى المؤمنين والتعرف على عطاياهم ومواهبهم". كذلك تحدث رئيس أساقفة ريغا أيضًا عن المرأة في الكنيسة: "لا ينبغي لها أن تدخل في منافسة مع الرجل ولكن ما يُهمُّ هو التكامل"؛ وبالتالي نعم، ينبغي إعطاءها مساحة أكبر في الكنيسة، ولكن دون أن نمُسَّ بما هو موجود في الإنجيل وفي تقليد الكنيسة.
أما عن واقع الفيليبينيين، فقال المونسنيور بابلو فيرجيليو دافيد أسقف كالوكان، إن هناك ملايين يعيشون منتشرين حول العالم، وهم يشكلون ١٠-١٥% من سكان الفيليبين، ويُعرفون بـ "الشتات الفيليبيني". ويطلق عليهم البابا فرنسيس مازحا اسم "مهربي الإيمان"، كما أسرَّ الأسقف. إنهم مهاجرون، وعمال، و"عمليًّا مبشرون عرضيّون" لأنهم لم يتنشّأوا لهذا الغرض، ولكنهم يحاولون أن يعيشوا إيمانهم. وحولهم يتساءل الإكليروس عن تنشئتهم، معتبرين أن الكنيسة بأسرها مدعوة إلى الرسالة. وشدد المونسنيور دافيد على أن هذا السينودس يشدد تحديدًا على المساواة في الكرامة. "لا يهم إذا كنت كاردينالًا أو رئيس أساقفة أو أي شخص آخر، لأننا في الأساس جماعة من التلاميذ متساوون في المعمودية." وفيما يتعلق بالتحديات التي يجب على الكنيسة الفيليبينية أن تواجهها، سأل أحد الصحفيين ما هي الأولويات، وشدد الأسقف على ضرورة مرافقة الذين يعيشون في الخارج، "لكي يصبحوا مبشرين عرضيين" ويشهدوا لإيمانهم في البلدان التي يعيشون ويعملون فيها.
وردًا على أسئلة الصحفيين بشأن موقف الكنيسة تجاه المثليين أو الذين يعيشون في علاقات مثلية، أجاب الكاردينال شتاينر أن الموضوع طُرح خلال التأملات وأيضًا أثناء عروض المجموعات، لكن دورة السينودس هذه لن تؤدي إلى استنتاجات، ستكون هناك، حسب رغبة البابا، في الدورة المقبلة في العام المقبل. فيما يتعلق بالمثليين جنسيًا، أشار المونسنيور ستانكيفيتش إلى دعوة البابا فرنسيس في لشبونة لاستقبال "الجميع"، وأضاف أنه يجب أيضًا استقبال المثليين جنسيًا "بمحبة، دون إصدار أحكام"، ويجب احترامهم في كرامتهم الإنسانية، كما يعلّم التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، وعدم التمييز ضدهم ظلما، مع التحديد أن الأزواج المثليين مدعوون للعيش في عفة لأن أي علاقة جنسية خارج إطار الزواج هي خطيئة، وبالتالي فإن منح البركة هؤلاء الأزواج الذين لا يقبلون هذا المبدأ يمثل مشكلة لأنه يعني بركة العيش في حالة خطيئة. من جانبه، قال المونسنيور دافيد إن هناك ميل قوي لتصنيف الناس من وجهة نظر الجنس أو الانتماء السياسي أو الديني، لكن يسوع نظر إلى كل إنسان على أنه ابن لله.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
ماتيو زوبي كاهن الحزب الاشتراكي الذي يرأس مجلس أساقفة إيطاليا
رجل دين كاثوليكي وُلد في روما عام 1955 ورُسّم كاهنا عام 1981. وشغل منصب نائب كاهن في كنيسة سانت ماريا في تراستيفيري مدة 19 عاما، وانخرط في جماعة سانت إيجيديو، ثم أصبح لاحقا مرشدها الكنسي العام. وعام 2012، عيّنه البابا بنديكت السادس عشر أسقفا مساعدا لأبرشية روما، ثم رُقي عام 2015 على يد البابا فرانشيسكو لمنصب رئيس أساقفة بولونيا، وعام 2022 اختاره رئيسا لمجلس الأساقفة الإيطاليين.
المولد والنشأةوُلد ماتيو ماريا زوبي يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 1955، في العاصمة الإيطالية، لعائلة تربطها علاقات وثيقة بالفاتيكان.
وكان والده إنريكو زوبي يعمل صحفيا ومصورا، وعيّنه الكاردينال جيوفاني باتيستا مونتيني -الذي أصبح لاحقا البابا بولس السادس- رئيسا لتحرير مجلة "لوسيرفاتوري ديلا دومينيكا" وهي نسخة يوم الأحد من صحيفة "لوسيرفاتوري رومانو".
أما من جهة والدته كارلا فوماغالي، فينحدر زوبي من إرث كنسي وازن، فهي ابنة شقيقة الكاردينال كارلو كونفالنيري أحد كبار رجال الكنيسة في القرن الـ20 والذي تولى مناصب بارزة من بينها سكرتير البابا بيوس الحادي عشر ورئيس مجمع الأساقفة.
وقد التقى زوبي أثناء دراسته الثانوية بالمؤرخ والمفكر أندريا ريكاردي مؤسس جماعة "سانت إيجيديو" وهي حركة كنسية علمانية انطلقت من قلب روما. واعتبرها بمثابة "إنجيل آخر وكنيسة أخرى" وانخرط في صفوفها وأصبح أحد أبرز وجوهها ومرشديها الروحيين.
عام 1977 حصل زوبي على شهادة في الأدب والفلسفة من جامعة "لا سابينزا" وقدّم فيها أطروحة عن تاريخ المسيحية.
ولاحقا التحق بإكليريكية بالسترينا، ثم تابع دراسته في الجامعة البابوية اللاتيرانية ونال درجة البكالوريوس في اللاهوت.
إعلان الفكر والتوجه الأيديولوجيتبنى زوبي نهج ورؤية البابا فرانشيسكو، كما سعى في تحقيقها انطلاقا من الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" وحتى وثيقة "الأخوّة الإنسانية" التي وُقّعت في أبو ظبي عام 2019.
وعُرف بتركيزه على القيم الإنسانية مثل نبذ الكراهية والتضامن والانفتاح الديني، مع اهتمام بالفئات المهمشة مثل المهاجرين.
وقد جعله هذا النهج الاجتماعي والانفتاحي يُصنّف ضمن التيار اليساري في إيطاليا، لدرجة أن الإعلام المحلي علق ساخرا عند تعيينه كاردينالا بالقول "كاهن الحزب الاشتراكي الإيطالي أصبح كاردينالا".
واشتهر بمواقفه المعارضة لحزب "ليغا" اليميني، وإشادته العلنية أثناء جنازات شخصيات يسارية معروفة بمواقفها المؤيدة للإجهاض، إلى جانب موافقته على خدمة كاهن شيوعي ترشّح سابقا للبرلمان الأوروبي ضمن أبرشية بولونيا.
وقد تصاعد الجدل حوله بسبب علاقته بجويلي ماغالدي أحد كبار رموز الماسونية التقدمية في إيطاليا، والذي صرّح عام 2020 بأن زوبي "أكثر الكرادلة الذين يقدّرهم".
كما أثارت مواقفه جدلا داخليا داخل الكنيسة، خاصة في ما يتعلق بترحيبه بالشواذ دون اشتراط توبتهم أو تغيير نمط حياتهم، مما جعله في مرمى انتقادات بعض التيارات المحافظة داخل الكنيسة.
التجربة الدينيةرُسّم زوبي كاهنا في 9 مايو/أيار 1981 في كاتدرائية القديس أغابيتوس، ثم عُيّن على الفور نائبا لكاهن رعية بازيليك سانت ماريا في تراستيفيري. وعام 2000، تولى منصب الكاهن الرئيسي في الكنيسة ذاتها، وظلّ في هذا المنصب عقدا من الزمن.
وعام 1992 كان له دور حيوي في التوسط لإنهاء الحرب الأهلية في موزمبيق، مما أسهم في توقيع اتفاقيات السلام ومنحه الجنسية الفخرية لهذه البلاد. كما شغل منصب المرشد الكنسي العام لجماعة "سانت إيجيديو" بعد نجاحه بهذه الوساطة.
إعلانوعمل كاهنا في كنيسة "سانتا كروتشي ألا لونغارا" الفترة بين عامي 1983 و2012، وانضم رسميا إلى كهنة أبرشية روما في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988. وكان عضوا بمجلس كهنة الأبرشية من عام 1995 وحتى 2012.
وعام 2006، منحه البابا بنديكت السادس عشر لقب "كاهن فخري" تكريما لخدماته.
وخلال الفترة من عام 2005 حتى 2010، شغل منصب رئيس دائرة كنيسة المنطقة الثالثة في روما. وفي 31 يناير/كانون الثاني 2012، عينه البابا بنديكت السادس عشر أسقفا فخريا لمدينة فيلانوفا ومساعدا لأسقف روما، وتلقى رسامته الأسقفية في 14 أبريل/نيسان من العام نفسه.
وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول 2015، عينه البابا فرانشيسكو رئيسا لأبرشية بولونيا. وفي 12 ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته، دخل كاتدرائية سان بيترونيو.
ونال زوبي لقب كاردينال "سانت إيجيديو" في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول 2019. وفي 22 مايو/أيار 2022، تولى منصب رئيس مجلس الأساقفة الإيطاليين بموجب المادة 26 من النظام الأساسي للمؤتمر.
وفي 2023 عُيّن قاضيا في المحكمة العليا لدولة الفاتيكان، وفي مايو/أيار من العام ذاته، كلفه البابا فرانشيسكو بقيادة البعثة الدبلوماسية للكرسي الرسولي ومحاولة إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.