هل يدفع العدوان الإسرائيلي على غزة بن سلمان لإحياء مبادرة السلام العربية؟
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
اعتبر دانيال برومبرج مدير دراسات الديمقراطية والحكم في جامعة جورج تاون، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد يجد نفسه في نهاية المطاف مدفوعا إلى اتجاه إحياء مبادرة السلام العربية، في ظل تواصل القتال الدائر بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول الجاري.
و"مبادرة السلام العربية"، التي تُعرف أيضا بـ"المبادرة السعودية"، هي مقترح اعتمدته جامعة الدول العربية في قمتها التي عقدتها في بيروت عام 2002.
وتنص المبادرة على إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان السورية المحتلة والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل، وتطبيع العلاقات معها.
ورأي برومبرج، في تحليل نشره بموقع المركز العربي واشنطن دي سي، أن عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) ضد إسرائيل كانت تهدف جزئيا لدفع ولي العهد السعودي للتراجع عن إبرام تطبيع مع إسرائيل، وربما تكون أنهت أي احتمالات لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب بحسب خبراء.
لكن بالرغم من ذلك، فإن احتمال أن يؤدي صراع طويل الأمد في غزة إلى نشوب حرب إقليمية أوسع نطاقًا - يبدو مرجحًا الآن – قد يدفع بن سلمان إلى إحياء المبادرة التي طرحها العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز في عام 2002.
وذكر برومبرج أن مبادرة السلام العربية، توفر مظلة إجماع عربية مع تصاعد الغضب الشعبي في دول المنطقة ضد إسرائيل، كما تعالج قضية رئيسية تجتنبها اتفاقات التطبيع التي أبرمتها دول خليجية وعربية مع الكيان الصهيوني المحتل في السنوات الأخيرة، وهي إنشاء دولة فلسطينية تعيش بسلام مع إسرائيل.
بن سلمان رابح
ورأي الكاتب أن بن سلمان كان يسعى من وراء التطبيع إلى إعادة تأهيل صورته التي تضررت بعد جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل سفارة المملكة في إسطنبول.
اقرأ أيضاً
في ظروف قاسية جدا.. إسرائيل تعتقل 4 آلاف عامل من غزة منذ بدء الحرب
وذكر أن ولي العهد السعودي بالفعل حصل على ما أراد عبر "الكلام فقط" مؤخرا وبدون إبرام اتفاقية مع إسرائيل بعد حديثه خلال مقابلة عن تواصل المفاوضات في هذا الصدد مع تل أبيب واقتراب تطبيع بلاده مع الكيان الصهيوني.
ونقل الكاتب عن محلل قوله إنه على الرغم من أن هجوم حماس ربما أنهى أو على الأقل أوقف - الجهود الرامية إلى لإبرام التطبيع الإسرائيلي السعودي، فإن هذه النتيجة لن تمثل خسارة استراتيجية أو سياسية لمحمد بن سلمان.
موقف محرج
وفق برومبرج فإن أي عملية برية إسرائيلية مطولة للقضاء على حماس قد تؤدي إلى التسبب في أزمة إنسانية ومقتل إنسانية ومقتل الآلاف من المدنيين، ما قد يقود في نهاية المطاف إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا.
وحال حدوث ذلك، ربما يقوم زعماء المغرب والإمارات والبحرين بتجميد علاقاتهم مع إسرائيل، وسيكون ذلك بمثابة انتكاسة هائلة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي رهنت سياستها بالكامل تقريبًا في الشرق الأوسط على الحفاظ على الاتفاقيات وتوسيعها.
وذكر أن مثل هذه النتيجة ستضع محمد بن سلمان أيضًا في موقف حرج، وربما يمهد ذلك الطريق لمحاولة من جانبه لنفض الغبار عن مبادرة السلام العربية لعام 2002..
وعقب أن المسرح يبدو في الواقع تم إعداده بالفعل لمثل هذا التحول، مستشهدا ببيان وزارة الخارجية السعودية في اليوم الأول لهجوم طوفان الأقصى، والتي قالت إن المملكة "تتابع عن كثب تطورات الوضع غير المسبوق بين عدد من الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي"
وبعد ذلك، أجرى وزير الخارجية فيصل بن فرحان آل سعود مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أكد خلالها “رفض المملكة استهداف المدنيين بأي شكل من الأشكال وضرورة احترام جميع الأطراف للقانون الإنساني الدولي”.
كما أخذ رئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط" المملوكة للسعودية خطوة إلى الإمام في هذا الصدد وقال "غطرسة إسرائيل دفعتها إلى تفويت العديد من الفرص".
عقبات كبيرة
ورأى برومبرج أن خطوة اللجوء إلى مبادرة السلام العربية ذاتها تواجه عقبات كبيرة بغض النظر عن نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة.
ووفق الكاتب فإن إحدى هذه العقبات أن نجاح حركة حماس (الذي فاجأ حتى قادتها) في اختراق الدفاعات الإسرائيلية ونشر الفوضى في المستوطنات الإسرائيلية لقد جعل منها ومعها حركة الجهاد الإسلامي الرمزين الأبرز في العالم العربي للمقاومة الفلسطينية.
فضلاً عن ذلك، فبينما يتسبب التوغل الإسرائيلي في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين، فإنه يعمل على تحفيز الشارع العربي من الدار البيضاء إلى مدينة الكويت، الأمر الذي يجعل من الصعب على أي زعيم عربي أن يسوق الحجة لصالح مراجعة مبادرة عربية أوسع نطاقاً.
اقرأ أيضاً
لحين نشر دفاعات جوية أمريكية بالمنطقة.. إسرائيل تؤجل الاجتياح البري لغزة
المصدر | دانيال برومبرج / المركز العربي واشنطن دي سي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مبادرة السلام العربية محمد بن سلمان التطبيع الإسرائيلي السعودي طوفان الأقصى العداون الإسرائيلي على غزة مبادرة السلام العربیة مع إسرائیل بن سلمان
إقرأ أيضاً:
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 48,458 شهيداً
أكدت وزارة الصحة بغزة، اليوم الأحد ، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 48,458 شهيداً.
جاء ذلك بالتقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقالت الصحة في تصريح لها: “وصل مستشفيات قطاع غزة 5 شهداء جدد و 37 إصابة، خلال 24 ساعة الماضية”.
وأضافت: “لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم”.
وتابعت الصحة: “ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي الى 48,458 شهيداً و 111,897 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م”.
ويستمر العدو في خرق الاتفاق بإطلاق النار المتواصل على المواطنين وقصف التجمعات، مما أدى لاستشهاد ثلاثة فلسطينيين اليوم، في مدينة رفح، فيما لا يزال يمنع دخول المساعدات إلى القطاع لليوم السابع على التوالي، ما تسبب في أزمة غذاء وشح كبير في المستهلكات الأساسية.
وبدعم أمريكي شنت “إسرائيل” بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وحركة حماس، يتضمن ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يوما، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل إتمام المرحلة الأولى، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.