إذا رجعت إلى المحددات التى وضعتها مصر لسياستها الخارجية منذ عام 2014، لتأكدت أن مصر لن تتخلى عن القضية الفلسطينية ودعم الأشقاء الفلسطينيين، والوقوف مع كل الشعوب العربية التى تمر بظروف قهرية نتيجة تدخلات خارجية فى شئونها، لأنها مصر الكبيرة التى يشمل أمنها القومى جميع العرب.
مصر بما لديها من مقومات فهى منفتحة فى علاقاتها الدولية، وتتحدد سياساتها الخارجية طبقا لمدى استعداد الأصدقاء للتعاون وتحقيق مصالح الشعب المصرى، وتعتمد على الندية والالتزام والاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية، وتعتبر ذلك التوجه من المبادئ الأساسية لسياساتها الخارجية القائمة على دعم السلام والاستقرار فى المحيط الإقليمى والدولى، ودعم مبدأ الاحترام المتبادل بين الدول، والتمسك بمبادئ القانون الدولى، واحترام العهود والمواثيق ودعم دور المنظمات الدولية وتعزيز التضامن بين الدول، والاهتمام بالبعد الاقتصادى للعلاقات الدولية، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للغير.
مصر تدعم إرادة الشعوب، والحلول السلمية للمسائل المتنازع عليها، وتدير علاقاتها مع دول العالم فى إطار الشراكة وهى ليست تابعة لأحد، وتحافظ على علاقاتها الاستراتيجية الثابتة وتسعى لتطويرها، وهى علاقات شراكة تقوم على الانفتاح وتبادل المصالح والرأى والحوار السياسى والاحترام المتبادل.
وتعطى مصر من خلال اتصالاتها بقادة العالم الفرصة للآخرين لتفهم ما يدور فى مصر والمنطقة، ولم يستطع أحد أن يملى عليها شيئا على غير ما تراه القيادة السياسية المصرية، فالقرار الوطنى المصرى يتمتع بالاستقلال بشكل مطلق، وارتكز البعد العربى فى سياسة مصر الخارجية منذ الفترة الرئاسية الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسى على ضرورة الحفاظ على وحدة وتماسك الدول العربية، باعتبار أن «الأمن القومى العربى يرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن القومى المصري». وأن العلاقة بين الأمن القومى المصرى ونظيره العربى علاقة حتمية، وانطلاقا هذه الرؤية الاستراتيجية، باتت الدائرة العربية هى المجال الحيوى والرئيسى الذى يتحرك فيه الدور المصرى لحماية المصالح الحيوية والأمن القومى لمصر، انطلاقا من التزام مصر القومى والتاريخى بحماية الأمن القومى العربى، باعتباره مصلحة وطنية فى المقام الأول وقومية فى المقام الثانى.
وتؤكد مصر موقفها الثابت من القضية الفلسطينية، وسعيها للتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حق الفلسطينيين، وكذلك التأكيد على أن القضية الفلسطينية تأتى دائما على رأس أولويات مصر، وأن إيجاد حل لها سيعيد الاستقرار للمنطقة، كما تعتبر مصر فى ظل الأحداث الجارية، أن الوقت قد حان لمعالجة شاملة ونهائية لأقدم الجروح الغائرة فى منطقتنا العربية، وهى القضية الفلسطينية، من خلال تسوية عادلة تقوم على الأسس والمرجعيات الدولية، وتنشئ الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الشرط الضرورى للانتقال بالمنطقة كلها إلى مرحلة الاستقرار والتنمية، والمحك الأساسى لاستعادة مصداقية الأمم المتحدة والنظام العالمى.
وكان لمصر موقف واضح من القضايا السورية والليبية واليمنية وهو احترام وحدة الدول وسلامة أراضيها وعدم التدخل فى شئونها الداخلية.
كما حرصت مصر على تميز وخصوصية علاقتها مع دول الخليج العربية وهو ما يعكس إدراكا واعيا، أن أى تهديد لأمن دول الخليج أو الأمن العربى بصفة عامة هو تهديد لأمن مصر، ويفرض عليها التدخل لدفعه، بل واجهاضه قبل أن يقع.
وستظل مصر داعمة لقضايا القارة الإفريقية انطلاقا من اعتزازها بانتمائها الافريقى، كما تحتفظ مصر بعلاقات متميزة ومتوازنة مع الدول الخارجية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن المحددات سياستها الخارجية مصر القضية الفلسطينية القضیة الفلسطینیة الأمن القومى
إقرأ أيضاً:
القضية الفلسطينية وسحر السينما شعار الدورة الـ«45» للمهرجان
تحت شعار سحر السينما ودعم القضية الفلسطينية ولبنان، أقيم مساء أمس حفل افتتاح الدورة 45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث سيطر «الشال» و«الكوفية» الفلسطينيان على حفل الافتتاح الذى بدأ من خلال استعراض فلسطيني أشعل أجواء الحفل، إذ كان أبطال العرض جميعاً من أبناء غزة.
«فهمى»: التضامن مع فلسطين ولبنانوفى كلمته خلال حفل الافتتاح، قال الفنان حسين فهمى، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى، إن الدورة الـ45 الحالية كانت مؤجلة من العام الماضى تضامناً مع غزة وعلى مدار سنين كانت وما زالت القضية الفلسطينية هى قضية مصر لأنها تمثل العدل والكرامة، مضيفاً: ومن هنا أعرب عن تضامنى مع أشقائنا فى فلسطين وغزة ولن ننسى إخوتنا فى لبنان، البلد الذى يعانى لسنوات وهو فى اختبار صعب الآن.
«هنو»: القاهرة عاصمة الفن وملتقى الحضاراتوفى كلمته خلال حفل الافتتاح، قال وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو، إنه من قلب القاهرة، عاصمة الفن، تتلاقى الحضارات ونلتقى مجدداً بمحيط الإبداع فى مهرجان القاهرة السينمائى الذى أصبح رمزاً للفن السابع وسجل اسمه بحروف من نور بين المهرجانات العالمية لتكون مصر ضمن الريادة، مشيراً إلى أن مصر حاضنة للمواهب وهنا نحكى حكاياتنا ونستمع لصوت الإنسان عبر إبداعات فنية من مختلف أنحاء العالم.
ووجّه وزير الثقافة تحية وفاء لكل من ترك بصمة فى هذا المهرجان منذ نشأته حتى الآن، بداية من مؤسسه كمال الملاخ حتى الفنان الكبير حسين فهمى الذى يظل رمزاً للفن الرفيع فوجوده فى هذا المهرجان يزداد حماساً وتألقاً وسيظل مهرجان القاهرة يحتفى بالإبداع والتجديد ونحتفل جميعاً بسحره وسنجعل من هذه الدورة فصلاً جديداً للتجدد للمهرجان الأعرق وهو «القاهرة السينمائى».
وفى لفتة طيبة قام مهرجان القاهرة السينمائى برثاء النجوم الراحلين فى 2024، مع تأكيد حسين فهمى أن الفن حاضر فى المحن والأزمات، والسينما دائماً قادرة على سرد قصص عن أشخاص عاشوا وحلموا وانتصروا، مشيراً إلى أن هناك أشخاصاً افتقدناهم ولكن بأعمالهم تركوا أثراً فينا وهم: أشرف عبدالغفور وناهد فريد شوقى وصلاح السعدنى وعصام الشماع وعاطف بشاى وحسن يوسف ومصطفى فهمى.
وخلال الافتتاح تم عرض أفلام تم ترميمها من كلاسيكيات السينما المصرية، منها «قصر الشوق، بين القصرين، السمان والخريف، الحرام، شىء من الخوف» وأشار رئيس المهرجان إلى أن فكرة الترميم تهدف لتحسين الجودة والحفاظ على تاريخنا وأفلامنا.
«نصرالله»: نحن حراس السينماوشهد حفل الافتتاح تكريم عدد من المبدعين، منهم المخرج والمنتج البوسنى دانيس تانوفيتش، والمخرج يسرى نصر الله بمنحه جائزة الهرم الذهبى التقديرية لإنجاز العمر، وذلك تقديراً لما قدمه طوال مسيرته الفنية الحافلة.
وقال «نصر الله» فى كلمته: «السينما المصرية العام الحالى أفضل من حيث الإيرادات والمشاركة فى المهرجانات الدولية، نحن حراس السينما لأنها وجداننا وأقدم التحية لزملائى السينمائيين الفلسطينيين».
«عز»: جائزة التميز حافز كبير للمستقبلومنح «القاهرة السينمائى» النجم أحمد عز جائزة فاتن حمامة للتميز، وأشار «عز» فى كلمته إلى أنه منذ نحو 24 عاماً اختار أن يلتحق بمجال الفن رغم رفض أسرته، وكان يتمنى يوماً أن يحصل على دعوة لحضور هذا المهرجان العريق حتى يشعر أهله بالفخر، ومع مرور الزمن يصبح بالفعل واحداً من المكرمين ولكن قد رحل أبواه قبل هذه اللحظة المهمة فى حياته.
وأهدى «عز» جائزة فاتن حمامة للتميز للنجم الكبير عادل إمام، مع تأكيده أن تكريمه ليس اجتهاداً منه ولكنه تكريم لكل من علمه وله فضل عليه، وأن هذه الجائزة ستكون حافزاً كبيراً له لكل ما هو قادم لديه «أشعر بأننى ما زلت لم أفعل شيئاً».