بوابة الوفد:
2024-06-30@01:13:45 GMT

القوة الناعمة... فين؟

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

لا يختلف اثنان على أن القوة الناعمة تعد من أبرز أسلحة حروب الجيل الرابع، والصراعات الدولية الممتدة لسنوات ومن أهدافها إعادة صياغة العقائد الروحية والحقائق الفكرية للمجتمعات، ودغدغة المشاعر للانتصار على العدو بسياسة النفس الطويل.

وتتميز القوة الناعمة الثقافية والفنية المتمثلة فى الفنون بمختلف أنواعها بانها أكثر خبثا ودهاء، كونها غير مرئية، ولأنها تشبه الستار الفولاذى ولا تعترف بأى قيود وتخاطب العقول والقلوب معا؛ تستطيع تحقيق ما تعجز عنه الأسلحة العسكرية التقليدية فى التعبئة النفسية والمعنوية للقادة والزعماء والشعوب.

ويسجل التاريخ العالمى والعربى تجارب مختلفة لهذه القوة، التى تنامى استخدامها عالميًا خلال سنوات الحرب الباردة بين دول المعسكرين، الغربى والشرقى، ولا يزال تأثيرها مستمرا، وكثيرا ما لجأت بعض الدول الكبرى فى توظيف قوتها الناعمة لتنفيذ أهداف سياستها الخارجية، وإذابة خلافات كبيرة لم يكن يتخيل أحد أنها ستنتهى بفعل سحر وتأثير أغنية  أو فيلم أو مسرحية أو حتى عرض للأزياء والموضة والمكياج وغيرها من أنشطة تحمل أهدافًا وغايات سياسية.

ولن أتحدث عما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية من استثمار قوتها الناعمة لضرب الاتحاد السوفيتى وتفكيكه، ولكننى سأتوقف عند نجاح القوة الناعمة المصرية فى تدمير معنويات وطاقات الجنود الإسرائيليين بالأغنية الوطنية، والحفلات الفنية الداخلية والخارجية وعائداتها الموجهة لصالح المجهود الحربى فى أواخر الستينات وبداية السبعينيات من القرن الماضى، ولنا فى حفلات أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وشادية وغيرهم من العمالقة أقوى دليل.

وكذلك نجحت الأفلام السينمائية فى اقتلاع بذور الياس من صدور الشعب العربى ومهدت الطريق لانتصار أكتوبر وكشف الصورة الحقيقية لعدو متغطرس تحميه وتدعمه أمريكا وحلفاؤها، سقط سريعا أمام العقيدة العسكرية والإيمانية لجندى مصرى سكنت الأغنية الوطنية دمه؛ فألهبت حماسه، وزادت من شجاعته وانتمائه وولائه وحبه لتراب ورمال وطنه.

وما أشبه الليلة بالبارحة، فما يحدث للشعب العربى الجريح فى غزة يتطلب من المؤسسات الفنية والثقافية العربية تحركًا جماعيًا يتجاوز الحدود الجغرافية والصراعات المذهبية والخلافات القطرية، ويتوحد فى وجه الاحتلال الإسرائيلى بأعمال وأفعال تتجاوز المؤتمرات والندوات والهتافات والشعارات.

وهنا أسأل المسئولين عن النقابات والاتحادات الفنية والثقافية المصرية والعربية.. أين أنتم من الدعم المادى لأهل غزة؟ لا نطلب منكم تبرعًا شخصيًا للأطفال الجرحى واليتامى والمشردين، والأمهات الثكالى، والفتيات الملتحفات بالسماء فى ليالى الشتاء الباردة، والآباء العجزة والمرضى، فقط نريد حفلات فنية يوجه دخلها لدعم هؤلاء الصامدين الصابرين على الانحياز الدولى والصمت العربى.

وربى لو قام الفنانون الكبار وعمالقة الطرب والأغنية الوطنية فى مصرو لبنان وسوريا والجزائر وتونس والمغرب والسعودية والكويت والامارات واليمن وغيرها من دول الفن بتنظيم حفلات داخلية وخارجية لدعم غزة ماديًا ومعنويًا، سيتغير الموقف كثيرًا سياسيًا وعسكريًا وإنسانيًا، ولا سيما وأن هناك تعاطفًا نسبيًا الآن من قبل الشعوب الغربية مع القضية الفلسطينية، بدأ يزداد يومًا بعد آخر فى وسائل الاعلام الأجنبية، وفى أمريكا واسرائيل نفسها.

أتمنى أن نسمع قريبًا عن حفل فنى عربى جماعى يعيد للقوة الناعمة العربية مجدها ينطلق من القاهرة ومنها إلى العواصم العالم، وأن نرى عملًا سينمائيًا عربيًا وأوبريتا ملحميًا ضخمًا يكشف بشاعة عدو لا يعترف بالإنسان العربى، ويستبيح عرضه وشرفه، ويمنع عنه الماء و الغذاء والدواء فى حرب قذرة، ينتهك فيها كل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، فوق أرض مغتصبة تشكو من غياب  للقوة الناعمة المؤثرة أمام محتل دموى يحاول تصفية قضية لن تموت طالما بقى جاثمًا فوق دماء وجثث الأبرياء.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القوة الناعمة فين القوة الناعمة

إقرأ أيضاً:

النائب رامي جلال يحصل على الماجستير من جامعة لندن في اقتصاديات الثقافة وقوة مصر الناعمة

حصل النائب الدكتور رامي جلال عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وعضو لجنة الشؤون الخارجية والعربية والأفريقية بالمجلس على درجة الماجستير من جامعة لندن، في رسالة بعنوان: "اقتصاديات الثقافة وإعادة إحياء الهوية الوطنية والقوة الناعمة والتأثير الثقافي الإقليمي لمصر".

قال جلال إنه: "بعد الانتهاء من دراسة مرحلة الدكتوراة في مصر في إدارة الثقافة وحوكمتها، كان لابد من فتح آفاق جديدة والاطلاع على آخر ما وصلت إليه الدول في أنماط تعاملها مع الشأن الثقافي وكيفية الاستفادة منه من مقاربات اقتصادية فضلًا عن تعزيز القوى الناعمة خارجيًا ودعم الهوية الوطنية داخليًا". وقال إن مصر دولة عظمى ثقافيًا من المفترض أن تحتل مكانة ثقافية أكبر إقليميًا ودوليًا.

أضاف جلال أن نظام التعليم العالي يختلف كثيرًا بين مصر وأوروبا، وأن إنجلترا تعتبر أحد أعرق دول العالم أكاديميًا حيث تعود رحلة التعليم العالي فيها إلى عام 1096 حين تم إنشاء جامعة أكسفورد. كما أفرزت الجامعات البريطانية نحو 40 فائزًا بجائزة نوبل في الأعوام الخمسين الماضية، فضلًا عن نتاج بحثي يصل إلى 8% من الأبحاث التي تُنشر في العالم أجمع. وأكد جلال أن الثقافة هي الباب الملكي لتغيير سلوكيات الشعوب وأنماط تفكيرها ومن ثم زيادة انتاجيتها ورفع قدرتها على مواجهة التحديات المتزايدة.جدير بالذكر أن د.رامي جلال هو أحد المشاركين الرئيسيين في محور الثقافة بالحوار الوطني. كما قدم عشرات المقترحات بمجلس الشيوخ لدفع الملف الثقافي المصري، داخليًا وخارجيًا. وله بالمجلس عدد من الدراسات في طور التقديم والمناقشة منها: دراسة "آفاق الاستفادة من الاقتصاد الثقافي في مصر"، ودراسة "إعادة هيكلة وزارة الثقافة المصرية وفق أفضل الممارسات الدولية".

يُشار إلى أن النائب د. رامي جلال هو كاتب صحفي وعضو هيئة تدريس بكلية الآداب قسم المسرح، وهو ينتمي لحركة اليسار المصري، وقد انخرط عبر سنوات في طيف واسع من الدراسات الأكاديمية تصب جميعها في خدمة الملف الثقافي، منها دراسة الدكتوراة في الإدارة الثقافية، والدكتوراة في الحوكمة والثقافة. كما حصل على ماجستير في اقتصاديات الثقافة من جامعة لندن، وماجستير الإعلام من جامعة القاهرة، وماجستير في صناعة الصورة الذهنية من جامعة الإسكندرية.

كما أنهى جلال عدد من الدراسات الدولية المتقدمة منها دبلوم الإدارة العامة، من مركز النظم العامة بجامعة تشيللي، ودبلوم العلاقات الدولية من جامعة لندن، وبرنامج القيادة المتميزة من كينجزكوليدج لندن، وبرنامج الحوكمة والتنمية المستدامة من كلية هيرتي برلين بألمانيا، وبرنامج الحوكمة والرقمنة من كلية ثاندر بيرد للإدارة الدولية بجامعة ولاية أريزونا الأمريكية، فضلًا عن برنامج الديمقراطية في العالم الثالث من جامعة كوبنهاجن بالدنمارك، وبرنامج الدبلوماسية العالمية من مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية بلندن.

شغل جلال قبل الالتحاق بمجلس الشيوخ منصب مستشار وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والمتحدث الرسمي باسم الوزارة لأربع سنوات. كما قدم الاستشارات لعدد من الحكومات والمؤسسات المصرية والأجنبية، ومثل مصر في وفود رسمية بأكثر من محفل دولي، منها المنتدى السياسي رفيع المستوى بمقر منظمة الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية، لثلاثة أعوام متتالية، والقمة العالمية للحكومات بإمارة دبي الإماراتية لدورتين. كما ترأس عددًا من البعثات الدراسية في كل من مدينتي واشنطن ولندن. وهو عضو لجنة صياغة وثيقة آليات وضوابط تجديد الفكر والخطاب الديني، برئاسة فضيلة شيخ الجامع الأزهر، وعضو منتدى تعزيز لغة الحوار وقبول الآخر بالهيئة القبطية الإنجيلية.

مقالات مشابهة

  • أسيوط تعلن عن عدم مسئوليتها عن حفلات التخرج المنظمة خارج الجامعة
  • بالأغاني الوطنية.. مسرح 23 يوليو بالمحلة يستعد للاحتفال بذكرى ثورة 30 يونيو
  • النائب رامي جلال يحصل على الماجستير من جامعة لندن في اقتصاديات الثقافة وقوة مصر الناعمة
  • “العربى الأفريقى” يرفع حدود المعاملات الدولية داخل وخارج مصر
  • اليوم.. حماقي يحيي أولى حفلات "ليالي مصر"
  • السفير الالماني في لبنان يتفقد حقول الالغام في الناعمة.. هذا ما أعلنه الجيش
  • أصول ارتداء الأبيض للمدعوات في حفلات الزفاف
  • هاشم: ننتظر توضيحا عن زيارة السفير الالماني الى الناعمة
  • "البورد العربى للتمريض" يناقش لليوم الثانى اختصاص تمريض الكوارث والطوارئ
  • هذا ما جرى في أنفاق الناعمة.. وقاتلعين الحلوة يسلّم خلال ساعات