قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن كل ما نشهده في هذه الاوقات العصيبة انما سببه الاساسي هو انعدام العدالة والفلسطينيون ومنذ النكبة وحتى اليوم يعانون من النكبات والنكسات والاعتداءات ويعاملون وكأنهم لا يحق لهم ان يعيشوا بحرية في بلد ينتمون اليه بكل جوارحهم.

اشبعونا خطابات رنانة عن السلام وما اكثر المؤتمرات التي عقدت من اجل السلام ولكن النتيجة كانت صفر لان السلام إذا لم يكن مقرونا بالعدالة هو ليس سلاما على الاطلاق وحتى هذه الساعة هذه الارض المقدسة لم ترى سلاما لان اولئك الذين يتحدثون عن السلام في عالمنا لم يبذلوا الجهد المطلوب من اجل تحقيق العدالة والعدالة في مفهومنا كفلسطينيين هي ان ينتهي الاحتلال لكي ينعم شعبنا بحرية طال انتظارها مثل باقي شعوب العالم.

اقول لجبابرة هذا العالم الذين يكيلون بمكيالين لا تكذبوا علينا ولا تحدثوننا عن سلام مزعوم وانتم لا تفعلون شيئا من اجل تحقيق العدالة في ارض غيبت عنها العدالة وخاصة في مدينة القدس كما وما يحدث اليوم في غزة من استهداف للمدنيين والاطفال وسواهم من الابرياء انما هو وصمة عار في جبين الانسانية.

الفلسطينيون يعشقون الحياة وهم ليسوا دعاة موت وثقافتنا كفلسطينيين هي ثقافة الحياة والحرية ولن تنجح كافة المحاولات الهادفة لتشويه صورة شعبنا واصالته وعشقه وانتماءه لهذه البقعة المقدسة من العالم.

الكنيسة في ديارنا تعيش هذه الالام مع شعبنا ونحن نقول بأننا كنا وسنبقى مع شعبنا ولن نخاف من اي تهديد أو وعيد من ان نقول كلمة الحق التي يجب ان تقال.

لا نؤمن بالحروب ولانؤمن بالعنف وثقافة الانتقام بل نؤمن بالحرية والكرامة الانسانية ونؤمن بالعدالة والتي بدونها لن يتحقق السلام الذي يتحدثون عنه في كثير من الاماكن في عالمنا.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

أبرز أوجه الشبه بين سياسيين دمّروا العالم بطموحهم

لقد ذاقت هذه الدنيا الويلات من الساسة أكثر مما ذاقته من أي شيء آخر.. نعم، قد يبدو هذا التعميم خطيرًا، لكنه يلامس الحقيقة حين نرى كيف حوّل بعض السياسيين أنفسهم إلى آلات بلا روح، ولا رحمة، يشنّون الحروب كي يتربّعوا على كراسي الحكم، فكان نصيب العالم من ذلك مآسيَ تُعد ولا تُحصى.

لندع الماضي جانبًا، فلا داعي لذكر هتلر، أو ستالين، أو موسوليني، أو الصربي كاراديتش، فكلهم طواهم الزمن، ولننظر إلى الأمثلة الأقرب.

الحرب والاحتلال وسيلة لكسب الانتخابات

كيف يمكن لنا أن نُفسّر اجتياح الولايات المتحدة للعراق بقيادة الأب والابن من عائلة بوش، سوى أنه محاولة للتأثير على السياسة الداخلية؟

لقد اعترفوا لاحقًا، الواحد تلو الآخر، بأنه لم تكن هناك أي أسلحة كيميائية في العراق!

هل ما زال أحد يتذكر المبررات التي سُوّقَت لاجتياح أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول؟
وكأن الشعب الأفغاني الفقير هو من دبّر تلك الهجمات، فعادوا بالبلاد إلى العصر الحجري، وقتلوا عشرات الآلاف، ثم غادروها بعد عشرين عامًا تحت غلالة من العار.

ما جرى من عمليات عسكرية فرنسية ضد نظام القذافي في ليبيا، والمجازر التي وقعت في جمهورية أفريقيا الوسطى، كانت بدورها تحمل دوافع سياسية.

بل إن التوتر الصيني حول تايوان، والاضطهاد في تركستان الشرقية، والحرب الروسية على أوكرانيا، كلها حروب جاءت نتيجة لحسابات سياسية. فالحقيقة الجلية أنه لا أحد يشنّ الحروب من أجل السلام أو الحرية أو الطمأنينة. إنها شهوة السلطة، والطمع اللامحدود، والرغبة المحمومة في التوسّع، وما يفعله الزعماء المضطربون، هو أسهل الطرق: الحرب، والفوضى، والاحتلال.

إعلان

ولماذا؟
لكي يغرفوا من خيرات السلطة أكثر فأكثر..

لا حرب سياسية حققت نجاحًا

والمأساة أن جميع الحروب ذات الدوافع السياسية انتهت بكوارث عظيمة وفشل ذريع، ولم تجلب سوى الفوضى التي لم تنفع أحدًا.

ماذا جنت روسيا والولايات المتحدة من احتلال أفغانستان؟
ما النتيجة التي حصدتاها بعد أن خسرتا عشرات الآلاف من جنودهما؟
خرجتا من تلك البلاد وهما تجرّان أذيال الخيبة والعار.

ها هي روسيا قد غرقت في مستنقع أوكرانيا، وخرجت خاوية الوفاض من سوريا، وها هي فرنسا تقسم ليبيا إلى شطرين..

لكن الواقع أن غاية هذه الحروب لم تكن تحقيق مكاسب من الخارج، بل حصد مكاسب على صعيد السياسة الداخلية.
هم يظنون أنفسهم منتصرين ما داموا في السلطة.

لكن ماذا عن أولئك الآلاف من جنودهم الذين قُتلوا؟
ماذا عن مئات الآلاف من المدنيين الذين راحوا ضحية تلك الحروب؟

من التاريخ يتنافس هتلر ونتنياهو

لو قلّبنا صفحات التاريخ، لوجدنا أن أبرز من جرّ العالم إلى الكوارث من أجل طموحات سياسية شخصية هما: هتلر ونتنياهو..

هتلر أشعل الحرب العالمية الثانية، وتسبب في مقتل 70 مليون إنسان، ودمّر عشرات البلدان. أما نتنياهو، فهو على أعتاب إشعال حرب عالمية ثالثة، فقد دمّر بالفعل غزة، ولبنان، وسوريا، واليمن. ولا يزال يستفز الولايات المتحدة ليل نهار كي تهاجم إيران، ولو تمكن من ذلك، لما تردد في تدمير تركيا أيضًا. الحرب بالنسبة لنتنياهو هي سبب وجوده السياسي، وبدونها لا يستطيع البقاء. لذلك، كان هو من أنهى مباحثات السلام مرارًا، وخان العهود، وخرق الهدن، وهاجم شعب فلسطين الأعزل.

إنه الأكثر قسوة، والأقل أخلاقًا بين من يشنّون الحروب اليوم باسم السياسة. وكما ارتبط اسم هتلر في القرن العشرين بالإبادة الجماعية، والحروب الدموية، والمجازر الوحشية، فإن القرن الواحد والعشرين سيُذكر باسم نتنياهو.

سيُروى كيف قتل 51 ألف مدني في غزة، وكيف كانت جنوده تقتل الأطفال بوحشية. والسبب الجوهري الذي يدفع السياسيين لاستخدام الحرب وسيلة للبقاء، هو أن الشعوب، في زمن الحرب، لا تميل لتغيير من يدير الدولة؛ خوفًا على أمنها.

إعلان

حتى تشرشل في بريطانيا خسر أول انتخابات بعد انتهاء الحرب. ونتنياهو بدوره، ما إن تضع الحرب أوزارها، سيخسر أول انتخابات. بل لن يكون بمقدوره البقاء في منصبه، فبمجرد أن تهدأ الأوضاع، ستتفكك الحكومة، كما يسقط الراكب عن دراجته إن توقف عن تحريك الدواسات.

صمت أولئك الذين يريدون السلام

يمكننا أن نملأ صفحات طويلة عن السياسيين الذين يطلبون الحرب، لكن قلّما نتحدث عن أولئك الذين ينشدون السلام للحياة.

أتحدث عن السياسيين، والمفكرين، والقيادات الذين يفضّلون البقاء في السلطة عن طريق السلام لا الحرب، عن طريق المصالحة لا المعارك. ولَكَم هو مؤلم أن يكون تأثير هؤلاء أقل بكثير من أولئك الذين ينادون بالحرب.

جاسيندا أرديرن، رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة، كانت واحدة من أكثر الساسة أخلاقًا ونبلًا في عالمنا المعاصر. ففي أعقاب الهجوم على المساجد، أظهرت دعمًا صادقًا للمسلمين، لم يُظهره كثير من الزعماء المسلمين أنفسهم.

لكنها، أمام قسوة السياسة الصدامية والعنيفة، أُنهكت تمامًا، فتركت رئاسة الحكومة، ثم انسحبت من السياسة كلها. أما اليوم، فلم تعد نيوزيلندا تُعرف بجزيرة الهدوء والسلام..

ليعلُ صوت دعاة السلام

ينبغي أن يتكاثر عدد هؤلاء السياسيين النبلاء، وأن يرتفع صوتهم، كي يكونوا قدوة للساسة الجدد.

ومثلهم المفكرون وأصحاب الضمير، لكن صوتهم بالكاد يُسمع، وتأثيرهم يظل محدودًا، لأنهم لا يملكون الضجيج الذي يصنعه محبو الحرب.

اليوم، نحن نشهد صراعًا واضحًا في هذا العالم: بين من يريد الحرب لأجل السياسة، وبين من يريد السلام لأجل الحياة.
وإن لم نُسمِع صوتنا، ولم نكن شجعانًا بما يكفي، فسيُهزم أنصار السلام.

| الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

مقالات مشابهة

  • وصلنا لمرحلة خطر.. تعليق ناري من شوبير على تصريحات سعد الهلالي بشأن الميراث
  • حماس تدعو الحراك العالمي المناصر لغزَّة وضدَّ العدوان إلى مواصلته وتصعيده
  • جوتيريش: البابا فرنسيس كان صوتا ساميا من أجل السلام والكرامة الإنسانية
  • أبرز أوجه الشبه بين سياسيين دمّروا العالم بطموحهم
  • "الرسالة الأخيرة".. البابا فرنسيس يدعو إلى السلام والرجاء في عيد القيامة
  • قطاع الفنون التشكيلية ينعى الفنان محفوظ صليب
  • الأطباء تنعى البابا فرانسيس: نذر حياته من أجل نشر السلام
  • مطران بورسعيد: نتذكر في عيدنا أخوتنا في غزة ونصلي من أجل السلام
  • مطران بورسعيد: نتذكر في عيدنا أخوتنا في غزة ونصلي من أجل السلام بالعالم
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ليس طق حنك أن نقول أحذروا العالم)